كتاب مهم آخر يضعه المركز بين يدي القارئ باللغة العربية ضمن سلسلة ترجمان، وهو كتاب "علم النفس السياسي"، للكاتب دايفد باتريك هوتون. وقد ترجمت الكتاب إلى العربية المترجمة ياسمين حدّاد، وراجعها سامي الخصاونة. يحاول هذا الكتاب أن يقدّم تعريفًا عريضًا لعلم النفس السياسي متضمنًا أعمالًا لعلماء نفس وباحثين ممّن يتناولون موضوعات سياسية في الأصل، سواء عدّوا أنفسهم "علماء نفس سياسي" أم لا.
يخلص هذا الكتاب إلى أنّ ثمة نمطين أساسيين من المقاربات لفهم السلوك السياسي الإنساني: أوّلهما مقاربة موقفية تعدّ البيئة أو الموقف المحيط بالفرد، أكثر أهمية في تشكيل سلوك الفرد أو دوره في المجال العام من نزعاته أو خصائصه الشخصية أو انتمائه الحزبي؛ أمّا الأخرى فهي المقاربة النزوعية التي ترى أنّ شخصية الفرد وما لديه من اعتقادات وقيم أو حتى موروثات جينية، أكثر تأثيرًا في هذا المضمار. بل يمكن، على العموم، النظر إلى السلوك السياسي على أنّه حدث مدفوع بأسباب داخلية أو مؤثرات خارجية، أو بمزيج من هذين النوعين.
في الكتاب مقدمة وثلاثة أبواب رئيسة. وجاءت المقدمة في فصلين، وضع فيهما المؤلف موجزًا لما سيتعرف إليه القارئ في الكتاب، إضافة إلى نبذة حول علم النفس السياسي وتاريخه. أمّا الباب الأول، فعنوانه: الموقف، وضمّ الفصول من 3 إلى 6. وفيه يفحص المؤلف مناحيَ متنوعة من المقاربات القائمة على علم النفس الاجتماعي، والتي تؤكد أهمية الموقف قياسًا بدور الأفراد وخصائصهم في توجيه السلوك، بادئًا بالتحليل الموقفي الأكبر، وهو السلوكية والتي كانت شائعة في خمسينيات القرن الماضي وستينياته، لينتقل بعدها إلى وجهة نظر سكينر القائلة إنّ الدول تحسن صنعًا إذا عملت على إشراط مواطنيها (أي تعلمهم بالثواب والعقاب) على الأخذ بالسلوك "المرغوب فيه اجتماعيًا" وتجعلهم أفضل حالًا. وفي الفصل الرابع يتناول المؤلف تجارب ستانلي ميلغرام، والتي تعدّ من أبرع التجارب التي أجريت في علم النفس، محاولًا أن يطبق الاستنتاجات التي يخرج بها من هذه التجربة على فكرة الإبادة الجماعية، وخصوصًا تلك التي حصلت في ثلاثينيات القرن المنصرم. أمّا الفصل الخامس، فيستعرض تجربة مناظرة لتجربة ميلغرام، وهي تجربة ستانفورد الشهيرة على سلوك السجناء والسجّانين. وسيكون التركيز على متطلبات الموقف وكيف أنّ الأدوار المحددة اجتماعيًا يمكن أن تكوّن سلوكنا. ويختتم الباب بالفصل السادس المخصص لفكرة سلوك الجماعة. ويتناول بصورة خاصة أعمال إيرفنغ جانيس عن كيفية تغيّر سلوك الفرد استجابةً لضغوط الجماعة.
وفي الباب الثاني، الفرد، وهو الباب المخصص لوجهة النظر النزوعية، ويضمّ الفصول من 7 إلى 11، يبحث في النظريات النفسية القائمة على أساس فردي. والجدير بالذكر أنّ هذه النظرية ذات تأثير أكبر في علم النفس السياسي من وجهة النظر الموقفية. وفي الفصل السابع، يوضح المؤلف ما للمقاربات القائمة على التحليل النفسي من أثرٍ كبير في تطور علم النفس السياسي، ويَجري في الفصل الثامن بحث كتاب الشخصية الرئاسية لجيمس دايفد باربر. أمّا الفصل التاسع، فيتناول ما يسمى "الثورة المعرفية" لفترة الثمانينيات والتسعينيات. وهي الحركة التي عمدت إلى طمس آثار المقاربات الفرويدية الطابع وإن ظلت تحافظ على منطلقٍ نزوعي في الأساس، ونقلت بؤرة الاهتمام إلى البنى المعرفية القائمة في الذاكرة الإنسانية وكيفية تأثيرها في تكوين السلوك. في حين يتحدث الفصل العاشر عن التركيز التعويضي على العواطف والانفعالات، والذي حدث لعلماء النفس، بعد مرحلة التركيز على العمليات المعرفية الباردة التي سادت في الثمانينيات والتسعينيات. ويتحدث الفصل الأخير عن دراسة الانفعال، والتي تعد بتطورات على صعيد المقاربات النظرية ذات العلاقة بالسياسة.
أمّا الباب الثالث والأخير، ربط الاثنين معًا، والذي يشمل الفصول من 12 إلى 17، فهو أكثر إمبريقية (من حيث إنّه يتناول ظواهر خضعت للدراسة العلمية القائمة على الأدلة الملاحَظة)، ساعيًا قدر الإمكان إلى التوفيق بين النزوعية والموقفية، ومتطرقًا كذلك إلى نظريات القومية والصراع العرقي، والعنصرية وعدم التسامح السياسي، وسلوك الانتخاب، والأمن الدولي، ويسأل في كلّ حالة إذا ما كانت المقاربة الموقفية تقدّم التفسير الأفضل للسلوك موضوع البحث أم المقاربة النزوعية.
المؤلف دايفد باتريك هوتون أكاديمي بريطاني يعمل أستاذًا في جامعة وسط فلوريدا في الولايات المتحدة، وعمل قبل ذلك في جامعات بريطانية وأميركية، ومن مجالات اهتمامه: علم النفس السياسي، وصنع القرار في السياسة الدولية. له خمسة كتب، وعددٌ من المقالات والدراسات العلمية.
أمّا المترجمة ياسمين حدّاد، فهي متحصلة على الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة روتشستر في الولايات المتحدة الأميركية، وعملت في الجامعة الأردنية أستاذة ورئيسة قسم علم النفس، وتعمل الآن في جامعة الإمارات العربية المتحدة. شاركت في ترجمة كتابين مرجعيَين في علم النفس الاجتماعي وعلم النفس التطبيقي.
موقع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات: http://www.dohainstitute.org/portal
على القارئ قبل أن يدخل في هذا الكتاب أن يعي مفهومين مهمين (النزوعية والموقفية) وذلك لأن الكتاب ما هو إلا عرض لنظريات حاول أصحابها أن يفسروا سلوك القائمين على المسرح السياسي، وهذه النظريات ترجع أصل السلوك الظاهر إما إلى عامل نزوعي أو عامل موقفي. تشير النزوعية إلى الغريزة الفطرية التي يحملها الفرد في داخله والتي على إثرها تكوَّنت سماته الشخصية، وبالتالي فهي تؤثر تأثيرًا جذريًا على رؤيته للعالم وسلوكه تجاهه. أما الموقفية فتشير إلى أن مجموع المواقف التي مر بها الفرد، فهي التي كونته وجعلته على ما هو عليه، وبالتالي هي العامل الأكبر في خلق سلوكه. أي ترجع النزوعية إلى فعل الفرد الغريزي، وترجع الموقفية إلى فعل المحيط.
في كتابه المرجعي هذا يناقش دايفد باتريك علم نفس الكثير من الموضوعات التي تشغل الحقل السياسي، من أهمها على سبيل المثال لا الحصر؛ علم نفس الطاعة، سلوك الانتخاب، القومية والصراع الإثني، الإبادة الجماعية، الإ.رهاب، والعلاقات الدولية. وما يميز طريقة عرضه -والتي قصدها هوتون- أنها لا تعتمد على توجيه القارئ ولا تميل كفة أحد العاملين على حساب الآخر، بل على القارئ بعد أن عرضت له كافة النظريات الخاصة بكل موضوع أن يعمل عقله في سبيل البحث عن الأصوب، كما فعل هوتون نفسه وألحق فصل أخير في ختام الكتاب وعنونه بوجهة نظر شخصية.
هي الكتب والعلوم في بطونها أرزاقٌ تُكتب وتُدبّر! وكما الأرزاق لها مقاديرها ومواقيتها، كذلك هي الكتب. لم يضف لي هذا الكتاب الكثير من المعلومات الجديدة، لكنّه كان مراجعةً ممتعة ومرتّبة لكثيرٍ مما قرأت بفضل الله مفرّقًا في كتب النفس وعلم السلوك الإقتصادي. وقد وظّف الكاتب هذا في قراءة السياسة وسلوكيات القادة والنّاس. وقد أعد الكاتب كتابه هذا كمادة تعليمية أكاديمية، فجاء وافيًا شاملًا في بابه. الترجمة هي ترجمةٌ حسنةٌ راقية المستوى، وهي توصيلية (حسب مصطلح د.طه عبدالرحمن) وفت بالغرض، ولم تقتل النصّ ولم تشوّهه.
الكتاب هو مادة تدرس في الجامعة للطلاب المتخصصون في السياسة ، ولكنه رائع و مذهل للكل من يرغب بالتزود بجرعة من علم النفس و الأجتماع المطبقة على العالم السياسي ، أجده يتحدث عن الحياة و العالم من حولنا و يمكن تطبيق علومه في شتى مجالات الحياة ، أشعر أنني أفهم مواقفي و سلوكي و رغباتي أكثر من أي وقت مضى بعد قراءة هذا الكتاب ، بل أن نظرتي و تحليلي مختلف للسلوك أي شخص حولي الآن، كتاب أضاف لي الكثير و منحني بعض المعلومات السياسية التي كنت أجهلها، تحدث عن العنصرية ، الأرهاب و الإبادة الجماعية بشكل مبسط و مدعم بالأبحاث و التجارب الأجتماعية و المواقف التاريخية، كل ذالك تم من منظور علمي و غير متحيز أو متطرف لأي وجهة نظر أو فئة ، يستحق القراءة.
الحمد لله امس انهيت قراءة وتلخيص كتاب (علم النفس السياسي) أخذ معي اسبوع كامل. لاحظت أن أكثر أمثلته تتعلق بالشعب الأمريكي وناخببه. لذا قد تصدق نظرياته على شعب دون شعب ... لكنه بالاجمال كتاب مفيد ليته كان بلغة أسهل.
استمتعت بهذا الكتاب الاكاديمي، والذي يبحث إشكالية النظرة النزوعيّة والنظرة الموقفيّة لإتخاذ القرار السياسي سواء للطبقة الحاكمة أو المنتخبين. هدف الكتاب هو التشجيع على التفكير بعمق في أثناء تقديم وجهات النظر المختلفة، وترك القارئ حرًا في اختياره أحدها أو تبني منحى يدمجها معًا في تفسير السلوك السياسي، ويمكننا عدّ ذلك من أهم مزيات هذه الكتاب. أما المزية الثانية لهذا الكتاب، فهي غناه بالمعلومات والتحليلات ففي مجلد واحد استطاع هوتون جمع موضوعات عدة، وأعمال لعلماء نفس وباحثين من مشارب مختلفات، ربما كل واحدة منها تحتاج إلى كتاب مستقل بحد ذاته، وتضمن الكتاب تعريفًا عريضًا ومبسّطًا لعلم النفس السياسي. يرى هوتون إن الشخصية شيء مركب، لا تشمل فقط الدوافع (بمثل الحاجة إلى القوة والانتماء مثلًا)، وإنما لها سمات أيضًا (بمثل الانطوائية والانبساطية على سبيل المثال لا الحصر)، ولدراسة أثر الشخصية في السلوك السياسي يجب الأخذ بالحسبان: السمات، وهي دائمًا ثابتة، والدوافع، وهي متغيرة من وقت إلى آخر ومن حال إلى أخرى. ويتصدّى الفصل الثالث عشر إلى مشكلات الصراع الإثني، والقوميّات، والإبادة الجماعية. ولشرح مفهوم الهويّة القوميّة، ومشكلة الصراع بين القوى الإثنيّة التي قد تنشأ داخل المجتمعات التعدديّة يعرض المؤلف خمس مقاربات نظريّة: اثنتان منها موقفية وهي «نظرية الصراع الواقعي بين الجماعات»، و«نظرية الهوية الاجتماعية»، واحدة تحاول الجمع بين الموقفية والنزوعية وهي «نظرية السيطرة الاجتماعية»، في حين إن المقاربتين الأخيرتين نزوعيتان في طبيعتهما، وهما (المنظور السيكودينامي)، والمقاربة (السياسية البيولوجية». ويختم هوتون هذا الفصل بموضوع مهم جدًا، ويُعد ملمحًا متكررًا من تاريخ البشرية للأسف، وهو الإبادة الجماعية. فلقد حاول علم النفس السياسي والاجتماعي تفسير هذه الظاهرة ولكن يؤكد الكاتب أن النظريات المشار إليها أعلاه تبقى قاصرة حتى الآن في شرح هذه السلوك. وفي الفصل الرابع عشر يتناول هوتون موضوعًا آخرًا مهمًا وهو مسألة العنصريّة والتسامح والتعصّب، ويؤكد أن جميع المجتمعات البشرية تعاني ولو بدرجات متفاوتة من هذه الظواهر. وليس من المستغرب ألا يحاول علماء النفس الاجتماعي فهمها وشرح جذورها. فما الذي يجعل أفرادًا عاديين، عقلانيين، وأصحاء نفسيًا يتحيّزون – ظاهرايًا أو باطنيًا – ضد جماعة بكاملها، وليس لأيّ سبب سوى أن تلك الجماعة صدف أن لون جلدها أو أن دينها مختلف؟ أما في الفصلين الخامس عشر والسادس عشر، فيتطرق هوتون إلى موضوعين لا يقلان أهمية عن الموضوعات السابقة في هذا الكتاب، وهما السلوك الإرهابي وسيكولوجيا العلاقات الدولية. وكدأبه، يتساءل الكاتب عما إذا كانت المقاربة التي تعتمد على العوامل الموقفية تُقدّم تفسيرًا أفضل للسلوك الإرهابي في مجال العلاقات الدولية أو المقاربة النزوعية.
ديفيد باترك هوتون أكاديمي بريطاني يعمل بروفيسوراً في جامعة فلوريدا في الولايات المتحدة، اهتماماته البحثيه: علم النفس السياسي، وصنع القرار في السياسة الدولية. ومترجمة الكتاب الدكتوره ياسمين حداد تحمل دكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة روتشستر في الولايات المتحدة الأمريكية. الترجمة ممتازة جداً جداً. . . كتاب #علم_النفس_السياسي يعتبر مدخل أكاديمي شامل لكل من يرغب في ان يغوص بأعماق علم النفس السياسي ويسعى لاكتشاف المزيد منه. يناقش الكتاب السلوك السياسي والنشاطات السياسية من السلوك المتطرف كالإرهاب والحرب الى السلوك العادي المألوف كالتصويت في الانتخابات. يجيب علم النفس السياسي عن ابرز التساؤلات كما ذكرتها في البوست السابق، ابرزها "لم ينشأ التعصب!"،"لم يشارك البشر في الإبادة الجماعية!"،"ما الذي يحدد اختيارات الأفراد الانتخابية!"،"ولم تذهب الدول الى الحرب؟" كل هذه الأسئلة وأكثر يجيبها الدكتور هوتون في كتابه بشكل مفصل، كما ويتكلم عن الإرهاب والعنصرية والمعتقدات وعلم نفس العلاقات الدولية وعدم التسامح السياسي. كتاب شامل مميز جداً، ومليء بالدراسات والتجارب الاكاديمية مثل: تفسير تجربة ستانفورد، وتجربة الصندوق الفاسد الشنيعة التي حدثت في سجن ابو غريب في العراق. . . . انصح بقراءة الكتاب لنفهم سلوك الأفراد والشعوب، والحكام وأصحاب القرار لأنني اعتقد بأننا كشعوب عربية بحاجة لفهم هذه الأمور اكثر من غيرنا.💡📚
كتاب مميز جدا ، و هو مقرر دراسي في الأصل. ، صمم للاحاطة بشكل عام بمجمل تيارات علم النقس السياسي و اهم البحرث و الدراسات و اعلام هذا العلم الواعد استمتعت و استفدت جدا بقراءته و انصح به جميع المهتمين بعلم النفس او بالسياسة