يعد كتاب موسى بن ميمون لمؤلفته "تمار رودافسكى" محاولة لإظهار فضل الثقافة العربية الإسلامية على فلسفة موسى بن مميون وفكره، فلا يخلو فصل من فصول هذا العمل من الإشارة إلى أن فلسفته تعد تلخيصًا أمينًا ودقيقًا لما أنتجه العقل العربى فى العصور الوسطى. وبدراسة عالم ابن ميمون نجد أنه على الرغم من تبوّئِه منصب رئيس الطائفة اليهودية فى مصر، واشتغاله بتفسير كثير من النصوص اليهودية المقدسة؛ فإن عقليته كانت عقلية عربية إسلامية خالصة
(الطبيب والفيلسوف أبو عمران موسى بن ميمون بن عبيد الله القرطبي)
بدايةً العنوان الأنسب للكتاب هو فلسفة بن ميمون لأن الكتاب يتحدث عن فلسفته لا سيرته الذاتية - والتي اخذت جزء صغير جدا في بداية الكتاب - كما اعتقدت عند شراؤه ومن عنوانه كثيرا ما سمعت عن هذه الشخصية العظيمة كطبيب وكفيلسوف يهودي عربي تاثر بالحضارة الاسلامية وفلاسفة المسلمين امثال الفارابي وابن سينا وابن باجة وحتى الامام المجدد أبو حامد الغزالي كما تأثر بما نقلوه عن أرسطو وسقراط وأفلاطون وغيرهم وصفه البعض بأنه أسلم اليهودية ومما قرأت فهو قد فعل ذلك حقا فقد تجاوز العرقية اليهودية وخصوصية اليهود كشعب الله المختار وتجاوز الصفات البشرية التي وصف اليهود بها المولى عز وجل في مؤلفاتهم هناك عدة نقاط جذبت انتباهي في هذا الكتاب 1- المركز المرموق الذي وصل إليه الرئيس موسى كما أسماه العرب فقد كان رئيس الطائفة اليهودية بمصر وطبيب لابن صلاح الدين شخصيا يجعلني أتوقف كثيرا عند مهاترات بعض الحمقى الذين يحاولون تشويه شخصية صلاح الدين الأيوبي كقائد مسلم ملتزم بتعاليم دينه وخصوصا مع رعيته من غير المسلمين فها هو ذا يقرب موسى بن ميمون ويجعله في مكانة رفيعة ولو كان صلاح الدين كما يصفه هؤلاء المتنطعين أمثال يوسف زيدان وابراهيم عيسى لقطع دابر اليهود من مصر. 2- التعايش الذي كان بهذه الدولة والذي جعل المسلمين والنصارى واليهود يعيشون فيها بسلام تام حتى ظهرت النعرات القومية والاستخراب الغربي والحكام الديكتاتوريين الذين ألبوا الطوائف على بعضها بعضا كما يحدث الآن. 3- ليس كل اليهود صهاينة كما أن ليس كل الصهاينة يهود, فبين ظهرانينا صهاينة عرب ومسلمين بالاسم فقط يدعمون الكيان الصهيوني سرا وجهرا وهناك يهود يتظهارون وينددون بكرة وعشية بدولة الاحتلال الصهيونية وهؤلاء اليهود ليسوا بدعا فهم أحفاد هذا الرجل ومن هم مثله. 4- فلسفة بن ميمون شديدة التأثر بالفكر الاسلامي كما هي شديدة التأثر بفلسفة أرسطو. 5- بعض أفكار الرئيس موسى تعتبر متطرفة في زماننا هذا ولو كانت لأحد الأئمة المسلمون لوجدنا المتنطعون السابق ذكرهم وغيرهم يلوكونها في افواههم على الفضائيات ويكتبونها بأيديهم في الكتب والمقالات عن وحشية وهمجية المسلمون السلف كما يحدث الآن مع بن تيمية ومع احاديث البخاري 6- الحديث المتكرر للمؤلفة عن فلاسفة وعلماء المسلمون جعلني اعتز فخرا بماضينا وأبكي حسرة على حاضرنا المتخلف وفي نفس الوقت كان ردا كافيا على هراء البعض الذين ينكرون وجود "حضارة اسلامية" بالكلية ويعتبرون هؤلاء العلماء مجرد ناقلون عن الحضارة اليونانية وفقط وينكرون أي دور لهم.
..................................................................... في الوقت الذي كانت أوروبا في غياهب الجهل والتخلف واليهود بها مضطهدون كانت دولة الاسلام من الاندلس غربا حتى حدود الصين شرقا تعيش في عصر ذهبي ولو تخللته الحروب والنزاعات السياسية فهذا لا ينكر ازدهار العلوم والطب والفلسفة بها, واليهود والنصارى يعيشون فيها بسلام طالما كان الحاكم يعمل بشرع الله ولم يتعرضوا لاي اضطهاد الا مع الحكام المتطرفين او المفرطين الذين اضطهدوا المسلمين انفسهم
لأي شخص مهتم بموسى بن ميمون و يود الإطلاع على نظرة عامة على فلسفته و اهم اعماله، انصحه بشدة بقراءة هذا الكتاب الذي يلقي الضوء على هذه النقاط بطريقة جيدة، هذا بالإضافة الى الترجمة الممتازة التي نقلت اللإفكار بطريقة سلسة.
احببت ان اذكر مقتطفات دونتها خلال قرائتي::
يعد الكتاب نظرة عامة لحياة بن ميمون الفكرية و المؤثرات الفلسفية التي أثرت على كتابته مثل ارسطو و افلاطون و ايضا الكثير من العلماء العرب مثل ابن طفيل، ابن باجه، ابن رشد، الغزالي و الفارابي و غيرهم.
الكتاب ألقى الضوء ايضاً على أهم اعمال بن ميمون مثل تفسيره للميشنا -التوارة الشفهية - و كتاب " تثنية التوراة" و كتاب دلالة الحائرين فبشكل عام كان التركيز على فلسفة بن ميمون في دلالة الحائرين عن الطريقة الأمثل لفهم كتابه و ذكر ان كان غرضه من هذا العمل شرح بعض المعاتي الصعبة الواردة في كتابات الانبياء بالعهد القديم و شرح بعض الامثال و الحكم و القاء الضوء على اي حيرة او تساؤل قد تساور نفوس القراء.و اكد ان في النصف الثاني من كتابه معاني قد لا يسهل فهمها للقارئ العادي فتحتوي على معاني غامضة و متعددة و ان القارئ المتفسلف الفطن فقط من يستطيع فك شفراتها. فتناول تفاسير لبعض المصلحات الواردة في النصوص اليهودية و الحوهر الالهي و كيفية فهم صفات الرب و قضايا الكون من منظور فلسفي و قصة النبوءة و النظرية الاخلاقية و غيرها.
-اكد بن ميمون عجزه عن فهم بعض القضايا الالهية و ان الغرض الثاني من "دلالة الحائرين" هي في تأويل الكثير من الفقرات التوراتية لتجنب الارتباك الي تثيره بعض الفقرات ليتحرر القارئ من الحيرة التي قد تواجهه ، رغم ان كتاب دلالة الحائرين يتعامل مع حالة مزمنة من الحيرة الوجودية التي اعتقد بن ميمون انه من الافضل عدم الاستفاضة في بعض الشؤون الالهية كمركبة حزقيال و قصة الخلق.
- اختلف الدارسين في تفسير كتاب دلالة الحائرين رغم تحذير بن ميمون قراءه من مطالعة هذا الكتاب و اقترح بأنه توجد بين ثنايا القراءة الظاهرية لهذا العمل، عدة معاني باطنية، و قد قدمت الكثير من محاولات التفسير لكتاب دلالة الحائرين ابدى بن ميمون اهتمام كبير بصورة الرب لانه عاش بزمن امنت بعض الفرق الاسلامية بتجسيد الرب فضلا عن ان بعض الفرق اليهودية كانت تروج للفهم الحسي للرب، و تحدث مطولاً عن المعجزات و الامكانية الالهية و تبنيه لمقولة ارسطو ان الرب لن يغير قوانين الطبيعة. لهذا تناولت اعماله بشكل مباشر الطبيعة الغير حسية للرب مؤكدا ان وحدانية الرب و عدم حسيته يعدان اهم صفاته، و اكد على اهمية عدم نسب اي سمات بشرية او مادية و لا يجوز الا قول اقل القليل سواء ايجابا او سلبا. و كانت نظريته عن اللغة السلبية ان اللغة بشكل عام قاصرة عن وصف الرب. فلا جدوى ان نحاول سند او ايعاز صفات للرب بلغتنا القاصرة و حاول كشف اللبس الواقع عند قراءة بعض فقرات التوراة التي تصف الاله بأنها مذكورة فقط لتستيف للعقل البشري المحدود و على نحو مجازي
تحدث مطولا عن الفرق بين مفردتي الأزلية و الوجود في الزمان. و انتهى ؤخرا الى نظرية ان الاسناد السلبي هو وحده القادر على جلب العقل البشري قريبا من فهم الرب. و ان الطريقة المثلى في وصف الرب هي قول ان الرب ليس بموجود خاضع للزمن و ان كل زيادة في سلب الصفاتعن الرب تجعلك قادرا على فهم الرب مقارنة بمن لا ينفي الصفات عنه
تحدث ايضاً عن الرعاية الالهية و الشر و الاختيار البشري، فأوجز الكاتب ما ذكر بن ميمون في كتاب "دلالة الحائرين" عن مجموعة من القضايا المتعلقة بأسباب معاناة لبشر و رعاية الرب و عرض التساؤلات هذه بالأسلوب الإستنتاجي و اللإستقرائي.
و يرى بن ميمون ان الرب عزوجل يعلم كل شيءء و لا يخفى عنه شيء و ترى العقيدة التوراتية ان البشر يملكون الحرية الكامة غير ان كل ما يقع للبشر نتيجة من العدالة الالهية. و هذه الرؤيا معدلة عن رؤية ارسطو الذي يرى ان العدالة الالهية تشمل العالم السماوي و لا تشمل العالم الأرضي " و يصف بن ميمون ان رؤيته هي ان الرعاية الالهية ترعى الافراد المنتمين الى الجنس البشري اما فيما يتعلق بسائر الحيوانات و كا ما يتعلق بالنباتات فإن رويته هي رؤية ارسطو. و يخبرنا بأن هذه الرؤية هي الأقرب الى الهقل و ان بها عناصر من ارسطو و من الشريعة اليهودية. و يجب ان نتذكر ان انه بينما يخضع النظام السمازي حسب رؤية ارسطو للرعاية الالهية و ينطوي على " نظام طبيعي" فإن كل ما هو في هذذا العالم الأرضي ، " يوجد بالصدفة و ليس من خلال طرف يسيطر عليه " يرى بن ميمون ان الرعاية الالهية التي تقدم للبشر كل بوصفها جزء من النظام الطبيعي و الرعايا الالهية التي تقدم لافراد بعينهم وفقا لما يستحقونه نتيجة للفيض الالهي الذي يمر عبر العقل الفاعل. و من هنا فان الرعاية الالهية تصاحب كل من وهب العقل، و يؤكن ان الشر هو من نصيب من انصرف عن الرعاية الالهية
تعكس نظرية العناية الالهية التي طرحها ابن ميمون الرؤية الخاصة بالعلم الالهي، غير ان موقفه يشوبه التعقيد، فيذكر ان ان لم يكن الرب يعرف كل فرد جيداً فهل يمكنه ان يحميه من الشر، و ان يمنحه العناية الالهية و الثواب و العقاب؟ و في اطار تأييد فرضية ان معرفة الرب بالجزيئيات تتضمن الرعاة الالهية فمن الممكن القول ان الرب يحجب العناية الالهية عند معرفته بأن العبد منشغل بغيره. و بناء على هذه القراءة فان معانة الانسان او استفادته من العناية الالهية هي نتيجة مباشرة لمعرفة الرب . فنستنتج ان الرب مسؤول بالكامل عن معاناة الاتقياء و ان الرعاية الالهية المرتبطة بالعلم الالهي تؤثر على حرية الاختيار، فليس للبشر حرية الاختيار على ضوء معرفة الرب بالاحداث المستقبلية
يؤكد بن ميمون ان اكثر الاشخاص اكتمالا هو من يحقق التواصل مع الرب عن طريق الاكتمال الفكري، و يثني بن ميمون على الحياة القائمة على التوحد و الانعزال ، فيرى ان الشخص المكتمل هو من يتجنب التفاعل البشري " و لا يلقى احدا الا اذا دعت الضرورة" و يعبر ما ذكره هنا بن ميمون ما ذكره ارسطو و ابن باجه من قبله الذين ركزا على اهمية الحياة النظرية القائمة على التأمل و اعتبرها اكثر سموا من الحياة الاخلاقية و اهمية العقل و جعله مرادف للحياة السعيدة.
الكتاب جيد يبرز فكر و آراء و مؤلفات موسى بن ميمون الدينية و الفلسفية بشكل خاص رأيت في هذا الكتاب عدة مقولات رائعة أحببت أن اشاركها لكم يقول موسى بن ميمون الإيمان ليس مجرد فكرة أو خاطرة يتم التعبير عنها ، و إنما هو فكرة راسخة في الروح و قال النطق اللفظي بعقيدة بعينها دون الإيمان الداخلي بها ليس كافياً ليشكل إيمانًا بتلك العقيدة و قال أيضًا لا وجود للأخلاق في حالة عدم وجود حرية الاختيار
تأثر الفكر اليهودي بالحضارة الاسلامية في الأندلس خاصة.. وهناك امثلة .. سعديا جاؤون شلومو بن جبيرول يهودا هاليفي موسى بن ميمون يعتبر اكثر الباحثين أن موسى بن ميمون من فلاسفة الاسلام مع بعض التحفظ من كثير غيرهم مع ان اعتبار حنين بن اسحاق وهو مسيحي من فلاسفة الاسلام فلا غرو في اختيار ابن ميمون اليهودي آخرون يشيرون الى ان ابن ميمون هو تلميذ الفارابي الامين خاصة فيما يتعلق بالمنطق دراسة فكر ونتاج ابن ميمون هي صفحة من صفحات التسامح التي كانت بين الثقافة الاسلامية واليهودية
ليه يهتم ابن ميمون بالتوفيق بين التوراة والفلسفة مش فاهمة ، الكتاب بيعرض فلسفة ابن ميمون ولكن بشكل سئ ، كل جزء يتكلم عنه يرجع يقول ح يتم التفصيل في الجزء دا في الفصل كذا ! ليه ! فيه تشتت كبير .... معظم فلسفة ابن ميمون فيها تناقضات وغير سلسلة . الكتاب محتاج ترتيب افضل .
While I'm no Maimonides scholar, I found this to be a great analysis of his thought. I have to wonder whether it's the best book explaining Maimonides' philosophy and theology. I found Rudavsky's discussion of the different interpretations of Maimonides' esoteric teachings particularly helpful.
كتاب فلسفي بحت. في فصله الاول تناول جوانب من حياة الفيلسوف موسى بن ميمون. أما بقية الفصول فناقشت تصوراته وآرائه الفلسفية. الكتاب جيد جيدًا في التعريف بهذا الفيلسوف اليهودي