تعود ميس العثمان لعالم الرواية من جديد في عملها السردي/الروائي التاسع والذي يحمل عنواناً لافتاً قد يكون مختلفاً عن عناوينها السردية السابقة،فتأتي رواية "ثؤلول" لتسلّط عدسة مكبّرة على حكاية امتزجت جيداً بالمعنى الكامن وراء السرّ، لم تغادره إلا لكل الحقيقة التي توارت زمناً وبقيَتْ خلف ستارة الاتفاق/العهد البعيد الذي تم بين خمسة أفراد جمعتهم الدنيا كأقرباء، والقُربى وثاق يشبه الإرث المعلّق بالوجع، فلا ينتهي منك إلا بالحرقة ولا تنتهي منه إلا باللعنات! متجاوزة الـــ 200صفحة من السرد الروائي، تنبش ميس خالد العثمان بأسرار كثيرة تقلقنا كل الوقت، تندس بنباهةٍ بين الحوارات التي تخبئ بين كلماتها اعترافات مبتورة وتعب متوارث بما فُرضَ علينا جميعا ممن سبقونا بعد أن زيّنوه لنا بمفردات قبلناها خوفا وخنوعا بين معانٍ متعددة لـــ التقاليد والدين والحرام والحلال.. لكن الرواية تجنحُ نحو "الكشف" الواعي لكل ذلك الزيف الذي نحياه ونُوَرّثَهُ لمن بعدنا بمحض غباء/ غفلة! .................................
مع دميتي "الباربي" بشعرها الأشقر اللامع الذي أظل أمشطه حتى تلتصق رائحة "النايلون" في هواء الغرفة، كانت حواراتي السرية، تعلمت التمتمة بصوت هامس معها في غرفتي، ظلت دميتي "الباربي" مكان "سحر" و"ماما" و"جدتي نصرة"، بل كانت أنثاي القريبة المُنصتة لي دون زيف/ خوف أو تلّون، فالجمادات أيضا تدرك العذاب. كنت طفلة لبست ثياب السيدات على عجل، بل.. على حين سقطة! فكيف ألهو بالدمى الشقراء بينما يركلني ابن الغريب وينبهني غيرةً؟ كبيرةً رغما عني، غبية.. منبوذة بشكل لا أفهمه، فكيف لهم أن يحملوني مسئولية ما حدث كله، بينما غابوا/ تلاشوا جميعهم عن اللحظة الأكثر قهرًا وتعبًا، وانتبهوا في اللحظة ذاتها من مصيبتي/ مصيبتهم؟
ميس خالد العثمان كاتبة وروائية من الكويت عضو رابطة الأدباء في الكويت موظفة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إدارة النشر والتوزيع منذ 15 يونيو 2000 وحتى الآن. باحث أدبي في" العلاقات العامة" في "دار الآثار الإسلامية" في الكويت منذ أبريل 2013 حتى أكتوبر 2015. مُحرّر في "جريدة الفنون" الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب / الكويت منذ 2000 حتى 2008، ثم سكرتيراً ومديراً للتحرير منذ 2008 – 2012. متخرجة من جامعة الكويت / قسم الإعلام والاتصال 99 -2000.
لها من الإصدارات: "صندوق الأربعين" 2018 ؛ محكي ذاتي ، صادر عن "دار تشكيل" – القاهرة. "ثؤلــول" رواية 2015 صادرة عن "دار العين" – القاهرة " رحلة إلى أسرار الشرق القديم" نصوص سردية، في كتاب آثاري/ سردي مشترك مع الباحث "عقيل يوسف عيدان" من إنتاج (دار الآثار الإسلامية) الكويت – 2014 " أفتحُ قوسًا وأُغلقهُ " سرد ذاتي 2013 دار العين/ القاهرة " لم يستدل عليه" رواية 2011 عن دار العين / القاهرة " صلوات الأصابع" نصوص سردية 2010 عن دار العين / القاهرة " عقيدة رقص" رواية 2009 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت "عرائس الصوف" رواية 2006 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر/بيروت "غرفة السماء" رواية 2004 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر/بيروت "أشياؤها الصغيرة" قصص 2003 عن دار قرطاس / الكويت "عبث" قصص 2001 عن دار قرطاس / الكويت
حَصلتْ روايتها "عرائس الصوف" على جائزة "ليلى العثمان" للإبداع السردي 2006. حصلت على جائزة "الشيخة باسمة المبارك" للقصص القصيرة 2004. أقامت عدة أمسيات سَردية في الكويت (رابطة الأدباء/ جمعية الخريجين/ مهرجان القرين الثقافي التاسع 2003) . شاركت في عدة فعاليات ثقافية خارج الكويت (البحرين 2003/ صلالة 2006/ الشارقة 2007و 2014 / البصرة 2015) ترجمت معظم كتبها إلى لغة "برايل" للمكفوفين وهي مُهداة لــ جمعية المكفوفين الكويتية .
السرة ص.ب 885 الرمز البريدي 45709 دولة الكويت البريد الإلكتروني: Mais.justwrite@hotmail.co.uk
ثؤلول ميس العثمان، رواية تسرد قصة فتاة كويتية اغتصبت أثناء فترة الغزو العراقي ، و هي تمتد من ال٨٩ إلى٢٠١٤. تسقط الكاتبة مصلح ثؤلول على تلك الفتاة و حالتها الاجتماعية/النفسية لما عانته من تلك الحادثة و ما نتج عنها.
هذه الرواية هي أول لقاء لي بمنشورات الكاتبة التي تعرفت عليها بعد حصول مجموعتها القصصية "عرائس الصوف" على جائزة ليلى العثمان. كانت توقعاتي أكبر لهذه الرواية ، فالكاتبة تمتلك أسلوب روائي مغاير/متفرد. مفرداتها و تعابيرها راقت لي كثيرا خصوصا الكلمات البدلية/المرادفة لبعضها خلال السرد التي أضافت لجماليات النص. لكن بوجهه نظري موضوع الرواية احتاج أن يكون أكثر تكثيفاً و الأحداث تم معالجتها بشكل مبسط و سريع أكثر من اللازم. و على الرغم من اعجابي بالسرد إلا أنني شعرت بالملل تجاه صوت الراوية الذي يغلب عليه الدراما المفرطة (باختصار دراما كوين). أظن أن القصة ستكون أفضل لو كان الراوي الأساسي ابن الفتاة المغتصبة، أو لو كان هناك أكثر من راوي للقصة. أيضا شعرت بأن الكاتبة كان صوتها/آراءها الشخصية طاغيا على شخصيتها الأساسية، و كأنها تذرعت بالقصة لتمرر قناعاتها الشخصية بما يخص المجتمع و الدين و السياسة.
رواية جيدة بالعموم و لكن أظن أنها كانت قادرة على معالجة الموضوع بشكل مكثف أكثر.
منذ الإهداء الذكي الدال (للأنثى، التي تولد وبين عينيها وسم مصيرها القادم، بلا معجزةٍ تغيّره) يدرك القارئ أنه بصدد ذلك النوع من «الحكايات»، لكن الحكاية عند «ميس» تختلف وتمتاز – في الواقع – بما تصبغه عليها من لغةِ شاعرية، واختيارٍ متقن للألفاظ والمرادفات، حتى لتشعر أثناء القراءة أنها تكتب شعرًا وهي تحكي تفاصيل حياة بطلتها رغم كل ما تعانيه من قهر!
ثمّة حادثة قاسية تتعرض لها الفتاة أثناء الاجتياح الغاشم لبلدها «الكويت»، تتغيّر على إثرها حياتها، ويسوّد عالمها، تتحوّل بالتالي إلى تلك الموصومة بعارها إلى الأبد، يتجنبها أخوها، ويتعامل معها أبويها بحذر، ولكنها تتمكن رغم كل ذلك من التغلب على تلك المأساة حتى تنجو ..
(سلوى الصغيرة منتهكة حربٍ ليست متعادلة بين بلدين لم تنصفهما الحياة كما ينبغي، يختار القدر ضحاياه بدقة… ترى من من الفتيات/ السيدات تخبئ سرها الكبير بين عينيها، وتتظاهر بالطُهر، كما أفعل؟! من هنّ المنتهكات الصامتات المعتزلات خشيةً على أسمائهن/ أسرهن/ صورهن/ مستقبلهن وكذباتهن الكبيرة على الكون.. من يا ترى؟!
هذا مجتمعٌ يضم المخادعين ويقربهم للفوز بالمتع كلها، تمامًا كغيره من المجتمعات التي تستمرئ فعل البشاعات في الخفاء وتهوى التواري وراء شمّاعات الظروف وتنتشي بشنيع فعلها المعفّر بألف رغبةٍ كاذبةٍ في الطهر، لـ تعلن بصوتٍ عالٍ رفضها لكل التصرفات اللاسويّة ..)
تبدو حكاية «المأساة» في المعتاد مغويّة بالمزيد من التفاصيل الحزينة، والكثير من رصد مشاعر الحزن و«الولولة» على ما حدث ويحدث للبطلة والشخصيات في الرواية، لاسيما إذا ارتبط الأمر بحادثةٍ مأساوية زلزلت العالم بأسره وغيَّرت الكثير في العلاقات بين الدول والشعوب مثل (حرب العراق) و«تحرير الكويت» حتى «سقوط صدام»، كل ذلك يجعل الأمر مدعاة للتقلب على جمر الحزن وتجرع المآسي، إلا أن «ميس» تبرع في رصد تفاصيل الحياة بشكلٍ إنساني فقط، وتمكِن «بطلتها» من التغلب على حزنها/ مصيبتها ببساطة «مواجهته»، لا ينقذها سوى أن تغمر نفسها بين طيّات الكتب، وتشكو ما تجده من حالها لطبيبها/ معالجها «النفسي»، تدور بنا «ميس» من خلال شخصيات أبطالها لنتعرّف على تلك الأسرة الصغيرة التي أفجعها الحادث في البداية، ثم لم يلبثوا أن تجاوزوه، الزمن وحده هو الكفيل بتمرير مثل تلك المصائب والفواجع، لكن بطلة «ميس» استطاعت أن تختار لها مهربًا إيجابيًا، بعكس أخيها الذي توارى وهرب بنفسه خارج البلاد!
أهرب منكم جميعا نحو الكتب، نحو حكايات الناس وتاريخهم، ولأتعرّف بمن هم أكثر شقاءً مني أقرأ تاريخا محتشدا بالأعاجيب التي أصدقها وحدي، وأعيد تشكيل وقائعها أحيانا بالمقلوب، لأنني ألوذ بالمكتبة كلما تعثّرَتْ خطاي نحو الخارج، وأدّعي بأن هناك بحثا عميقا ينتظرني لأنهيه! أجمع كل العناوين التي تصب في لُبّ «البحث المتخيّل» وأتنقّل بين المعارف وأغيبُ في عوالم ما كنتُ أعرفها،أعيد سَرْد التفاصيل لجابر الصغير حين يتعذّر عليه النوم،فيخلد للراحة ممتلئا بالقصص،فهل أحلى من الكتب؟على الأقل، هربي حميد ويمتّعْني. أما هربك يا سالم، فلا معنى له إلاّ التّواري.
الروايه تدور احداثها وقت غزو الكويت تعرضت قاصر للاعتداء وحملت هي ضحيه حرب تعايشت بعدها مع الواقع \امومتها واهتمت بالطفل الابن \الاخ بالنسبه للمجتمع تم نسبه كاخ للعائله نموذج هالاطفال سمي في فيلم تركي تحدث عن نفس الحادثه وقت حرب البوسنه-جرح امي-وفي روايه وصفته الام بالثالول تقول الام \الضحيه بعد الحرب الشهيد يكرم ويترحم عليه والاسير ندعوا بعودته سالم معافى بس اللي مثل حالتها المجتمع \ القوانين كيف نظرته لها ؟؟ قريتها بعد ريفيو عن الكتاب في موقع رصيف 22
ثالث لقاء لي مع ميس و رغم أن لقائي السابق مع "صلوات اأصابع" لم يكن كما المتوقع حيث أن الكتاب كان عبارة عن خواطر و هواجس شخصية ، إلا أنه لابد من الاعتراف بروعة اللقاء الأول في " عرائس الصوف " و دهشة اللقاء الثالث في "ثؤلول " ، اعتدت مؤخرا ألا اقرأ مراجعات الأصدقاء قبل الخوض في كتاب كي لا أفهم فكرته مسبقا و محتواه فيؤثر ذلك على حماستي تجاه الكتاب ، لذا لم أكن أعلم المحتوى ولا الحقبة التاريخية المتناولة في الرواية ، و من الجدير بالذكر ايضا أنها أول مرة أقرأ عن غزو الكويت .. لغة ميس رائعة وغنية عن الوصف برغم أنه وبعد قراءة ثلاثة اعمال لها اصبحت فكرة السرد المتنوع بإستخدام علامة / تزعجني نوعاً ما من كثرة تكرارها إلا أن ما الذي بوسع موسوعة مفردات مثل ميس أن تفعله غير أن تعدد الوصف لتجزل المعنى ؟ ميس إحدى نسائيّ الأديبات المفضلات
ثُؤْلولْ رواية تنبش المسكوت عنه فى الحروب والنزاعات المسلحة ...
تدور أحداث رواية ثُؤْلولْ حول سلوي وهي مراهقة كويتية فى فترة الغزو العراقي لبلدها تتعرض للاغتصاب من جندي عراقي بحضور أهلها ، لتحمل فى احشائها بطفل ذلك الجندي المجهول ، وبعد فشل محاولات عديدة لأجهاض الطفل ، تقرر العائلة أن تأخذها إلى القاهرة كي تضع مولودها هناك، وليدعون لاحقا ً أمام العائلة والأقارب والجيران أن أم سلوي حملت به فى فترة الغزو ، فيصبح طفلها هو أخاها الصغير أمام المجتمع ، ليكبر "جابر" محاط بأسرار ولادته وأصله و سر مغادرة سالم الأخ الكبير لسلوي لبيت العائلة بالكويت وغيابه عشرين عام عنهم ، عن برود العلاقة بين الأبنة ووالديها اللذان يريان فى ابنتهم تؤلول ظهر على جلدهم و يعجزون عن التخلص منه، وعن الارتباط القوي بين سلوي وجابر تدور أحداث الرواية التى تتولى فيها سلوي سرد الأحداث من وجهة نظرها بدء ً من العام 1988 حتي العام 2014.
تنجح سلوي فى أن تجد لنفسها رغم قتامة التجربة التى مرت بها وهي فى سن صغيرة ، تنجح فى أن تعيد بناء حياتها بعد سنوات طويلة من المعاناة مع الآثار النفسية السيئة لمامرت به .
تستخدم ميس أسلوب السرد الغير متسلسل ، أى بعيدا ً عن السرد الأفقي ، فتقفز من العام 1995 إلى صيف 1997 ، ثم تستمر فى العودة للوراء ، كما تنقل القارىء الى سنوات أحدث كالعام 2004 ، حيث نبهت المؤلفة القارىء الى استخدامها لهذا الأسلوب السردي فتقول :" سأقفز بين السنوات بلا تسلسل منطقي بالنسبة لكم ،غير أن رابطاً يتماهى وتاريخ البطلة سيوصلكم للحقيقة ،فأغفروا لى" ، حيث اتاح لمؤلفة أن تحكي لنا تفاصيل حياة سلوي والتحولات التى مرت بها نفسيا ً وحياتيا ً ، مقرونة بتاريخ البلد منذ الغزو العراقي حتي الثورات العربية .
تبرع المؤلفة فى نقل مشاعر واحاسيس مراهقة وجدت نفسها أم فى سن صغيرة لم يتسني لها الوقت أن تكبر على مهل وتكتشف الأمومة فى وقتها ، وتضارب مشاعرها من نفور وحب لثمرة ذلك الاعتداء ،و من خلال تصوير مشاعرها وافكارها وتأملاتها نري عبر عيون سلوي وضع المرأة فى الحروب والقهر الذى يمُارس عليها ، كيف تخلي عنها والدها واخاها خوفا ً من القتل ، ثم مارسا عليها التجاهل والأهمال وكأنهما يحملانها ذنب ماوقع لها من اعتداء .
استاذة ميس يا من تميزني بأسلوبك الفذ في القصص وفي تلميع مفرداتك وما أجمل ما تطرزيه من عبارات مع انها تحمل بين غرزاتها الالم وكأنك نسيتِ ابرة التطريز لتشك وتؤلم كل قارئ ... فكان لا بد من دموع صامتة حارقة على الوجنتين .. الثؤلول واهداءك في بداية الرواية كان مختصراً ذكياً لما تحمله الرواية في رحمها ...
الكاتبة لها قدرة كبيرة وعالية على اللعب في الكلمات والسرد ، تسحرك بمفرداتها وجملها السردية الرائعة . اهم ما يميز الرواية القدرة على انتزاع المشاعر من اعماق النفس الانسانية . القصة اكثر من عادية لولا الجمل الجميلة والعميقة لاعطيتها نجمتين .
نادراً ما أمسك كتاباً وأنهيه بجلسة واحدة، أحب رفقة الكتب لأيام تمتد معي، لكنني كنت في توق شديد لقراءة هذا العمل، ميزته أنه يسلط الضوء على فئة من الضحايا وهنا أعني ضحايا الحروب مهمشة، مخفية بل ونزيد الكيل لها بأن نوجه لها أصابع الاتهام مما يزيد الطين بله، فالشهيد في المعرك يكرّم وأي تكريم له ولولد ولده أن يكون قريب شهيد، أما الأسير فإن غاب فإنما يستذكر وتظل قضيته هماً في الليل والنهار للقريب والبعيد ليصبح الوطن كله أهله، لكن ماذا عن أمثال بطلة القصة، في لحظة تتغير تفاصيل الحياة معها 180 درجة، وليس هذا فحسب فإنما تظل تحمل معها ذكرى هذه اللحظة عمراً بأكمله، تسلط الكاتبة الضوء في هذه الرواية على الفترة الممتدة من عام 1988-2014 بكل ما تحمله من أحداث وتداعيات، اللغة جميلة، وحرصت الكاتبة على شرح المفردات المحلية في الهامش، وكذلك توضيح بعض الأحداث أيضاً لتنقل القارئ لفترة لازلنا حتى اللحظة ندفع ثمنها، نحن وقود الحرب وحطبها. عمل جدير بالاهتمام والمتابعة.
نادرا ً ما أنهى رواية في جلسة واحدة ..غنية وثرية بالتعابير القوية وقصة مؤلمة من واقع قاسٍ في عالم ظالم.. سررت بالتعرف على كاتبة متفوقة ومجتهدة..ولكن لم يعجبني العداء الظاهر للدين بين السطور حتى وإن كان محصوراً في بطلة الرواية سلوى...وهذا ما اسقط النجمة الخامسة..قصداً.
أنهيت هذه الرواية #ثؤلول في اللحظة/ الزمن الـ سقطت/ نبتت على طاولتي زهرة حمراء مطرزة..
بمثل سرد/ أسلوب/ لحن ميس العثمان أكتب هذا المنشور..
رواية أحببت ثلثها الأخير أكثر من الثلثين الأوليين..
فمنذ أن صادقت/ حاورت ميساً في الفيس بوك.. عرفت من أول اتصال كتابي معها أنها شخصية فارفة..
وأيضا كتابتها وأسلوبها فارقين.. لا أخفيكم أن طريقة سردها فاجأتني.. فهي للمرة الأولى التي أقرأ فيها كتابة فنية بهذا الأسلوب.. الذي استصعبته أبتداءً.. واستحليته أخيراً..
يعجبني وعي وفكر ميس العثمان كثيرا لذلك وأنا أقرأ كانت صورة ميس العثمان ماثلة أمامي تتلو/ تشدو علي حكايتها بصوتي..
حكاية سلوى الضمير/ الوعي/ الثؤلول في نظر المجتمع.. الذي ينبغي إزالته/ إخفاؤه عن أعين التهم..
سلوى التي انتهكت/ عبث بـ أرض طفولتها.. أمام تماثيل الخوف الصفراء.. ليكفروا/ ليستغفروا عن عارهم البارد.. بتغطية/ حجب زهرة حمراء مطرزة.. بـ (خيش) رطب متعفن.. ظنا منهم أنها ثؤلالا..
(الثؤلول): بثر صغير صلب مستدير، يظهر على الجلد كالحمصةأو دونها.. جمعها ثآليل.
كان صوت الفنان "خالد الشيخ" بهدوئه ورقته وحسه العالي الخلفية الموسيقية لكل الأحداث التي قرأتها بين صفحات هذة الرواية، وكان أسلوب "ميس" الشاعري والمحبب إلى قلبي سبباً في إندفاعي في فصول الرواية دون توقف وليكون مكملاً لإحساس "الشيخ" ولطافة أسلوبه في الغناء، كذلك فترة التسعينات وبداية الألفية وما بعدها والسير في خطوطها ميزة جعلت هذة الرواية جميلة ومميزة بنظري، لأن لتلك الفترة بالذات تقدير خاص في نفسي خصوصاً عندما تحتل مساحة كبيرة من السرد الروائي، فأنا متعلق بالترتيب الزمني للأحداث، وأحب فكرة إرتباط السرد الروائي بتاريخ وزمن معين ومكان له على خارطة العالم ذكرى حميمة وأخرى مؤلمة بالنسبة لشخوص الرواية.
لأول مرة أقرأ لـ "ميس" فأجدني واقعاً تحت إعجابي الخالص بأسلوبها الشاعري في السرد، وإعادة ترتيب المفردات لخلق صور جمالية مبهره، وحسها العالي في تجريد الذات، ووصف المشاعر التي تتسلل إلى روحك وتفقدك إتزانك، كذلك تشريح المشاهد والعادات الإجتماعية، ونقل صور من تركيبة الشخصيات التقليدية التي تشبه في تركيبتها شخصيات محيطة بنا على الدوام، وكان لها تأثيرها الكبير في نشأتنا، فبين "سلوى" وَ"سحر" نرى إمتداد العلاقات التي تبدأ في الصغر وتنفصل مع الوقت حتى نشعر بالحنين إليها، وفي شخصية الجدة "نصرة" نرى طبائع الجدات الحاقنات على كل الحياة والتي يسردن الحقائق دون تحسب لردات الفعل، وفي شخصية "سالم" نرى شكل الشاب الذي سرقته الغربة إلى حضنها وصار تابعاً لأهوائها، وفي والدي "سحر" ستجد تعرجات اللطف والقسوة وتركيبة الأب والأم التقليدية المبنية على الصرامة والخوف من كل قادم مع الريح، وفي "جابر" ستجد ذكرى الغزو الغاشم الذي أمطر سماء الكويت بلهيبه وستجد فتى أصبح رجلاً وهو يعيش وسط كذبة نشأته وحقيقة أمه وتفاصيل ولادته، ووسط كل هذا تلعب "سلوى" الدور الأول والمحرك الرئيسي للحدث برشاقة مطلقة، لتعيد ترتيب الأحداث بعشوائية في منتصف الرواية بعدما كان السرد يسري بالتسلسل في بدايتها.
إنها رواية قد لا تكون جديدة في فكرتها كلياً إلا أنها مميزة في سرد الأحداث، وفي خلق تنقلات مشوقة بين شخوص الرواية والسرد الزمني للأحداث، زد على ذلك أنها معجونة بأسلوب "ميس" الرشيق في خلق أشكال جديدة من التعابير، وتدوين ردات الفعل وتطوراتها على الورق، ورغم أنني توقعت شكل النهاية قبل الوصول إليها إلا أنها كانت قراءة ممتعة ومشوقة وخفيفة جداً.. كخفة أسلوب "ميس" في الكتابة.
غريب جدا، وحتى بعد كل هذا العمر، ورغم ما في النفس من كآبة، مازالت القراءة ومفاجآتها قادرة على إفساح ممرا ضيقا للنور داخل قلوبنا.الرواية التي تفاجئ قارئها بنهايتها، ورغم تعاطيه مع أحداثها المؤلمة ووجع أبطالها، إلا أنها تنجح في رسم ابتسامة رضا داخله، هي رواية جديرة بالنجوم، ثالثها ورابعها وخامسها. أحببت رواية ثؤلول، الرواية التي فوجئت إنني انهيت ال100 صفحة الأولى منها في ليلتي الأولى معها، وهو معدل لو تعلمون عظيم وسط كل مشاغلنا، الرواية أعادت أحداثا مغبشة بغيوم الذكرى ومرور قطار العمر بمحطاته الطويلة،في 1990 طفلة في نهاية مرحلتها الابتدائية، وتلفاز منزلنا بالأبيض والأسود لا يظهر الأحداث الجسام في الجوار، الشاشة سوداء أو شبه سوداء وكل حين تومض بصاروخ هنا أو هناك، وبيانات التهديد أو النصح، قيامة أخرى غير التي قرأنا عنها في كتبنا الدينية، وأنا على الحافة من كل ذلك بسنواتي ال11،كل ما ربطني بها سؤال عما يحدث والإخوة مازال لقاؤهم القريب عالقاً بالذاكرة، وأمينة المكتبة تطلب منا بحثا نجمع فيه كل ما نشرته الصحف أو ما يقع في أيدينامن رسوم كاريكاتورية عن الحدث الجلل. وفقط هذا ، ولكن الرواية تروي جانبا آخر، الطفلة/البطلة تكبر الطفلة الأخرى بسنة أو اثنين لا أكثر، تعيش الحرب بوجعها، وبمأساتها،مأساة قلبت حياتها وطفولتها وأقحمتها في مرحلة أخرى دون إرادة منها،طفلة حولتها بين ليلة وأخرى لأم ، طفلة تتحمل ضريبة الحرب/الخوف/الجبن/ محاولة أن تجد وسط الحطام ذاتها .
رواية الكاتبة الكويتية (ميس خالد العثمان) تلتهمُ عيون القارىء من الكلمة الأولى للكلمة الأخيرة.
مشدوهةٌ تقفُ الكلمات أمام هذا الفيض الزاخم بالوجع والألم والحزن والفرح والأمل والبهجة.. أمام هذا السرد المفعم بالأحداث والأفكار والتخيلات.. عَبَرَ كله في مساحةٍ زمنيةٍ عانتْ فيها دولة الكويت من هجوم الرئيس العراقي أنذاك - صدّام حسين - عليها إلى ما بعد تحرير العراق من حكمه بالمعونة الأمريكية عبر دولة الكويت.
لا تتحدث الرواية عن السياسة كما يبدو للوهلة الأولى.. ولكنها لا تستثنيها أيضاً. فالسياسة هي الأم الروحيّة للحرب.. ووليدُ الحرب الأول هو الحزن والخزي.. فكيفَ إذا توَّجَ بجنينٍ في أحشاءِ طفلةٍ من مغتصبٍ جائر؟! أيُّ آلامٍ لا تُحصى ولا تُعدّ في إنتظارِ تلك البائسة التي تفرَّجَ عليها الجميع في غضبٍ مكبّل بالخوف لحظة هتكها؟! وأيّ مستقبلٍ ينتظرها وجن��نها في دولةٍ تعرجُ وعائلةٍ تئنُّ؟!
رواية مشحونة مشاعراً وأدباً على حدّ سواء.. أبدعتْ الكاتبة وصفاً للأشياء والأماكن والحالات النفسية ببلاغة جميلة وأسلوبٍ فريدٍ أعشقه يقوم على المترادفات اللفظية بإستعمال (/) بين الكلمات.. فجاء السردُ مبهرجاً من دون تزلف وغنيّاً بلا إبهار!
هذه معزوفة جميلة مليئة بالمفردات و التعبيرات المتنوعه ارى ميس العثمان تعزف اجمل و ارق الألحان و لكن عتبي بسيط و كون الشخصية الرئيسية قارئة نهمه و بذات الوقت تحتاج لمعالج وليسمعها و يوجهها و هذا خطأ فادح كون الفرق بين القارئ و غيره هو تعلمه من تجارب غيره. و ايضا اصوير التدين في شخصية سحر و زوجها بالجمود و الشده و الغلظة و استغرب من توجه البعض لهذا كونهم يقيسون الاسلام و التدين بشخص او شيخ دين متزمت .. لكن لازلت اقولها برافو ميس ❤️
ثؤلول.... ميس خالد العثمان.... تعد الحروب والنزاعات على اختلاف أشكالها الوجه القبيح والمرعب لبعض الجماعات الإنسانية....التي تجد فيها طريقها لزرع شرارات المرارة والنكبات التي تسلب الآخرين رغد العيش وهنيئه....فيغدون أشبه بالأموات لكن دون مقابر وشواهد...جثث لا حياة فيها الا الاسم فقط.... ومن بين صور الاجتياحات والخراب والدمار اختارت الروائية ميس العثمان لوحتها الروائية "ثؤلول" التي تؤرخ من خلالها للاجتياح العراقي للكويت في مطلع تسعينيات القرن المنصرم...والتي أدت إلى الكثير من التغيرات على الواجهتين السياسية والإنسانية سواء.... نقلت بقلمها صورة الواقع آنذاك من خلال سلوى الفتاة الصغيرة التي سلبها الغزو أجمل ما فيها فباتت أشبه بالأرض الجرداء القاحلة المقفرة...ماذا حدث لها....وماذا سيكون من أمرها...هذا ما أترك معرفته لمن أحب قراءة هذا العمل الروائي الجميل... ما سأتناوله بقراءتي للرواية هو فكرتها المتكئة على جدران معاني كلمة "ثؤلول"...وعلاقتها بالنص الروائي... الثُّؤْلُول لغة: بَثْر صغير صُلب مستدير، يظهر على الجلد كالحِمَّصة أَو دونَها والجمع : ثآليل
يعرف الثالول (بالإنجليزية: Wart) على أنه نتوءات أو زوائد جلدية خشنة غير مؤلمة، تظهر عادة على الأصابع أو اليدين، وقد تظهر بشكل منفرد أو كمجموعات... هذان التعريفان يشكلان بؤرة الرواية وقوامها الأساسين....فاللفظة المُعنون بها العمل جاءت منسجما مع الفكرة التي حاولت العثمان رصدها وتناول جوانبها.... نحن نعلم أن من يخوض غمار الحرب شاهدا أو مشاركا.... لن يظل كما كان...فهي أشد وطأة على النفس...وأكثر دمامة وبشاعة من أن تتركه على ما ألفه....ويتجلى ذلك في سحقها لكل المعاني الجميلة والمبادىء العظيمة والأخلاق الحميدة التي نشأ عليها وتعلمها....هي كحيوان مفترس يمزق بأنيابه فريسته دون رحمة أو شفقة تاركا إياها مدماة مشوهة لا ملامح لها .... هذه النتوءات والتشوهات التي تشبه الثآليل غير المرغوب بها...والتي تطفو على سطح الأشياء فتنتقص من جمالها وتجعل من هيئتها كئيبة بل ومرضية أحيانا.... ثآليل العثمان ليست خُلُقية....بل هي روحية امتصت طهر الشخصيات وعفافها وألقت بها على قارعة الطريق تصارع مصائرها بمسميات مختلفة...باحثة عن العلاج الناجع لها...إنها أمراض لكن من نوع مختلف....فرضتها الحرب والاجتياح وانعدام الرحمة...هي حجارة صلدة أغلقت الطريق أمام الحلم وجعلت منه أمنيات عالقة واهنة تبحث عن طوق النجاة .... إنها ثآليل عددية فرضت أشخاصا اجتماعيا لا مكان لهم...وفكرية غيرت الكثير من الثقافات والمعتقدات....وسياسية فرضت أشكالا لم تكن سائدة من قبل... وهذا يقودني إلى التساؤل...هل هذه الزوائد ستظل جاثمة تحول دون إيجاد الشخص نفسه من جديد...؟؟؟ وهل ستعسّر المخاض فلا يخرج إلى الوجود حياة أخرى...؟؟؟؟ أم أنها ستكون نقطة التحول والارتكاز التي تغير الموازين وتقلبها ....أميل إلى أنها عند الروائية كانت الممهد لحدث أكبر وتغيير أعظم لم يكن الطريق إليهما ميسرا .... بل كان شائكا مظلما مرعبا...رصفت جوانبه من حُرقة هذا وذاك....وبكاء ونواح باتت الأذن تألفه وتتعايش معه... هذه التقلبات المفاجئة أدت بالنهاية إلى إيجاد ذوات التقطت أنفاسها من جديد...فرسمت لها مسارات مغايرة تجمّل وتصلح العطب الذي مس شغاف الروح فتعيد لملمة شتاتها محاولة النهوض بها ....آخذة على عاتقها منحها صكا جديدا بصيغة أكثر إشراقا وإيجابية.... الثآليل كريهة لكن ما يرافقها من عمليات تجميلية يجعلها مقبولة بشكل أو بآخر أو لنقل يخفف من وطأتها على المظهر العام.... ثؤلولك يا ميس لم يكن سوى بصمة روائية حبلى بالكثير من الرموز المجتمعية والبشرية التي تحتاج إلى من يعالجها ويداويها ويخرج أجمل ما فيها....هذه الرواية الراقية اللغة أشبه بالمحارة التي تنتظر من يخرجها من صدفتها ليظهر أجمل ما فيها... انتظمت كلماتها كعقد كلآلىء عقد قديم لكنه يزداد قيمة مع توالي الأزمنة عليه...
اول قراءاتي للكاتبة ولم اكن اتوقع ان القصة جميلة جدا بهذا الشكل، الكاتبة ابدعت في وصف مشاعرها وتناقضتها على مدى اكثر من ٢٠ عاما لتبيان حياة انفصام الحقيقة التي مرت بها، القصة مؤلمة حتى ما قبل النهاية بقليل ووصف الكاتبة يجعل قلبك يبكي دما، ولكن يطل علينا نور من مشكاة النهاية يحمل املا في العيش بلا زيف ولا ظلم ولا جور. قصة جميله
اجتمع نادي اعماق لمناقشة رواية "ثؤلول"للكاتبة ميس العثمان
ميس العثمان لم تتحدث عن موضوع جديد، لكن قالته بلغة جديدة، بعيون يقظة و قلبٍ وعى الشوك بكل وجعه، جعلت الصور و التشبيهات و الألفاظ أجنحة قوية حلق بها العمل، آخذاٌ أرواحنا صوب أرض كأنها الشعر و ليست كذلك. تناولت الأسئلة العتبة الخارجية( العنوان ) و علاقته بالمضمون. الوعي الذي أنقذ البطلة مستمداً من القراءة، إذ حررتها من سجن الجهل الذي رماها به محيطها، معاقباً إياها على ذنب لم تقترفه. كما دار الحديث حول الوصف الدقيق للآثار النفسية، التي تركها الاعتداء في نفس البطلة، و استناده إلى دراسة و معلومات علمية دقيقة. أجابت الكاتبة بأسلوبها العذب عن أسئلة الحاضرين حول النهاية المفتوحة للعمل و ما تخلّفه من اختلاف الآراء بين القراء، ليغدو القارئ كاتباً مشاركاً للكاتب الأصلي. و حول مسؤولية الفرد و المجتمع نحو الأشخاص الذين يجعلون حقيقة أنسابهم، فالحقيقة صادمة أياً كانت و في أي وقت أتت، لكنها حتمية الظهور مهما تأخرت. لقاء ماتعٌ مليء بالتساؤلات و الإبحار خلف الصور و المعاني. شكراً من القلب أ. ميس العثمان و أعضاء النادي و ضيوفنا الأكارم التعليق من عضوة النادي أ خوله سامي