اشتريت هذا الكتاب من باعة سوق الأزبكية. وعنوانه هو اليابان الحديثة.. ولكن المفارقة الطريفة أنه كتاب مر عليه حوالي نصف قرن من الزمن، وأن عوامل الزمن قد لعبت دورها في اصفرار أوراقه وقدم غلافه واهتراء حواشيه وأطرافه.
وقد وضع الكتاب بعد استعادة اليابان سيادتها على أراضيها وخروجها من قبضة الاحتلال الأمريكي المباشر إلى نوع من التبعية بموجب عديد من الاتفاقيات والمعاهدات.
والكتاب يؤرخ في فصوله الأربعة إلى الفترة الممتدة من سيطرة الشوجونية على مقاليد تسيير البلاد، مرورا بعهد ميجي وما صحبه من اصلاحات ووضع أول دستور لليابان في العصر الحديث، ثم مرحلة بناء الدولة القوية والتوسع الخارجي، انتهاء باستسلام اليابان إلى قوات الحلفاء والخضوع للحكم الأمريكي المباشر ثم بدء بناء الدولة اليابانية التي نعرفها الآن.. وعلى الرغم من انتهاء مواضيع الكتاب عند سنة 1955 إلا إنه يعطي القارئ فكرة جيدة حول نشوء اليابان التي نعرفها اليوم..
ومما شدني في الكتاب طول الفترة التي أخذتها عملية بناء مؤسسات الدولة بالطريقة التي تعارف عليها العالم اليوم من وزارات وبرلمان ودستور ومجالس وأحزاب ونحو ذلك، وما رافقه من تقلبات ومشاكل وصعوبات وانتكاسات. وأقول شدني لأننا في مرحلة من تاريخنا في البلاد العربية بعد ثورات هزت عروشا وأسقطت طواغيت، وفي كثير من هذه البلاد يُعاد صياغة أنظمة الحكم.. وهو أمر ليس باليسير ويحتاج إلى وقت ليس بالقصير!!
فهل يمكن اختصار المدة والاستفادة من تجارب الآخرين في النهوض ببلادنا؟