What do you think?
Rate this book


112 pages, Paperback
First published September 8, 2015
وقلتُ:
أنا
خاطرةٌ حان نسيانها
نجمةٌ آن انطفاؤها
كلمةٌ لم يقلها أحد!
خذيني
لأكن هباءً في هبوبك
حاسدُك أنا يا غيوم ..
الشاعر يحاور ذاته والآخر، الآخر الإنسان، والآخر الأشجار والطيور والمرايا والنجوم والغيوم، حتى المشاعر يعطيها أدوراً في الحوار .. كالخيبة مثلاً، يأخذك إلى بعض التفاصيل المعتادة -في الحياة والبيت- بطريقة وصفية يستجدّ عليك بها بعض الانتباه. يصل عمق فهم الحياة فيجد صورة نفسه في هذا الآخر كله، الإحساس الذي بلغه الشاعر رقيق جداً، رقيق يلامسنا، نحن الذين نكابد الحياة بالوعي ورهافة الحسّ.
مثلاً يقول في (مساءً في المستشفى):
,,
كأني لست أنا من بكى ..
لامرأتين تربعتا على الطارمة ..
وقد أناخت عليهما، النازلات
وفي (عامل البناء):
,,
وأنا أحث السير إلى السيّاب .. التمثال
لعله يعرف
كم ارتعش قلبي!
ذروة فهمي وإحساسي بسليل الغيمة، أتتني بطيف بيسوا، أخذت قلبي إلى قوله وإحساسه هنا. أخذتني إلى 2017 وإلى ذكرى أول مرة مع كتابه اللاطمأنينة، لكن هذه المرة، بإحساس الشفيق المطمئن.
لغة الشاعر في الديوان متماسكة محكَمة دقيقة التعبير، الديوان عذب، التعبير يتخذ صوراً عميقة واضحة الرمز قريبة من القلب. لشاعرنا عليّ محمود خضير جوامعُ هنا من التعبير وُفّق إليها بشكل جميل.
هناك لونان من الشعر: أولهما يتركك في صمتٍ وسَكِينة كسَكينة الرماد بعد حسيس اشتعال، وثانيهما يدفعك لتغرّد أشجانه، تداوياً، أو تغنّيها احتضاراً! هذا الديوان يُستهلّ باللون الثاني حتى لتودّ لو تنشد كل ما يلمس جذوة الوجد فيك، ثم تجد القصائد .. رويداً رويداً .. تأخذك إلى اللون الأول، إلى صمت وسكينة .. إلى صورة اللاأحد .. اللاأحد المطمئنّ، كديمةٍ تسير إلى فنائها بهدوء وعلى مهل، في ليالي الشتاء .. بعدَ وابلٍ وريحٍ عاصف.
,,
غيومٌ كثيرة
تركض في دمه
وما بددت نهاراتكم كلها
وحشته!
,,
المسافاتُ كفَّارةٌ
كلُّ خطوةٍ تنشرُها في الدروب
كفَّارةٌ عن سؤالٍ أو ندمٍ أو خذلان
تمشي فتسّاقط منكَ أسماء الماضي
تمشي فتفرّ من كتفيك غربان الآتي
تمشي فتخف أو تطير!
لا ترجع
لا تمشِ إلى بيتك
فالمسافاتُ كفَّارة
,,
وكن ابن المفاجأة
كي لا تخونك
ولا تتوقع من الشيء شيئاً
كن غير موجودٍ
لتنجو ..
لا تنتظر يا صديقي
هكذا لن تحزن أبداً
قالت الخيبة
,,
في قلبي
يتكدّس غبارُ الماشين صوبَ الأبديّة .. 😭
هذي الحياةُ جِدُّ قاسية ..
لا أملَ إلا التغافل.
لكنَ كلَّ من يمضي
يترك في صدري حصاةً صغيرة.
نحن هذه الأجزاء
التي نبحث عنها ..
وكنتُ كلما رأيت حصاةً متروكة ..
رفعتها إلى صدري!
,,
لستَ بحاجة لأحد
براهينُك في شمسِ العالم!
ويدُك بيضاء
تلمع في ليل الشياطين!
,,
فضيلتُنا .. الغرفُ المُوصدة،
بعضُ الغرفِ تختصرُ القصةَ كلَّها،
وثمة .. دائماً .. من لا يريد معرفة السرّ.
أغلقناها وقلنا
النفسُ منجى
النفسُ مقتل!!