ما موقف أمتنا العربية إزاء التحديات الجسام التي يطرحها عصر المعلومات؟ هذا هو السؤال المحوري الذي يسعى هذا الكتاب للإسهام في الإجابة عنه. و كان دافعه هو شعور الكاتب بأن المعلومات قد أصبحت شريدة بيننا، يتنازعها أهل الكمبيوتر و أهل الاتصالات و أهل الإعلام و أهل المكتبات، و ينأى عن الكتابة في أمورها مثقفونا من أهل الإنسانيات ظنا منهم بأن المعلومات هي صنعة الفنيين، و هؤولاء بدورهم حصروا أنفسهم في أمورها التكنيكية دون الجوانب الأخرى لهذه القضية شديدة التشعب، ذلك على الرغم من كونها قضية سياسية اجتماعية ثقافية في المقام الأول. و الكتاب ليس بالمرة كتابا في التبسيط العلمي لبعض الجوانب الفنية في مجال الكمبيوتر و نظم المعلومات، لكنه يقدم العديد من المفاهيم المحورية و التوجهات الرئيسية لتكنولوجيا المعلومات بمنأى عن كومفلاج المصطلحات و متاهات التفاصيل الفنية، و يركز على مغزى هذه التوجهات بالنسبة لنا نحن العرب، و كيفية توطين هذه التكنولوجيا الوافدة في تربتنا العربية.
ولد الدكتور نبيل علي في مصر عام 1938، حصل على البكالوريوس في هندسة الطيران عام 60، ثم على الماجستير 67 و الدكتوراة في هندسة الطيران عام 71 عمل في الفترة بين عامي 61 و 72 ضابطاً مهندساً بالقوات الجوية المصرية في مجالات الصيانة والتدريب، وفي العام 72 انتقل إلى مجال الكمبيوتر، حيث كان من أوائل العرب الذين احترفوا في هذا المجال. فعمل في الفترة بين عامي 72 و 77 مديراً للحاسب الآلي بشركة مصر للطيران، وكان أول من أدخل نظم الحجز الآلي بشركات الطيران في المنطقة العربية، ثم تقلد بعد ذلك مناصب ومستويات مختلفة في شركات عربية وعالمية في مجال الكمبيوتر في مصر والكويت وأوروبا وكندا والولايات المتحدة الأميركية حتى العام 83 حيث عمل مديراً لمشروع (صخر) للكمبيوتر، كما كان صاحب فكرة إنشائه ثم من العام 85 إلى العام 99 نائباً لرئيس مجلس إدارة شركة (صخر للبحوث والتطوير)، ويعمل الآن باحثاً متفرغاً في بحوث ثقافة المعلومات والذكاء الاصطناعي وتطبيقه على اللغة العربية. --المصدر
قراءة لأولى ترشيحات م. أيمن عبد الرحيم في المحاضرة الأولى من دورة الوعي اللغوي قراءة أولى في كتب د. نبيل علي رحمه الله ونفع بعلمه
بدايةً كان ترشيح م. أيمن على صورتين الصورة الأولى للمهتمين بموضوع الدورة فنصح بقراءة فصول اللغة في كل كتب د. نبيل علي مع كتاب اللغة العربية والحاسوب دراسة بحثية
ولمن يبحث عن هذا فهذه أهم المواضع في الكتاب التي تحدث فيها الكاتب عن اللغة: ص 274 ص 317 بجانب فصل اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات بداية من ص 327 رغم أن الكاتب وبحكم تخصصه في مجال هندسة اللغة فكانت المواضع التي تحدث فيها عن اللغة بصورة مباشرة أو غير مباشرة أكثر من أن تُحصى.
والصورة الثانية لمحبي القراءة بشكل عام وهي قراءة كل كتب د نبيل ما أمكن ذلك، فضلت في هذا الحظر المجازفة بهذا الأمر، خاصة أن ترشيحات م. أيمن نادرا ما خيب ظني وقتما تتبعتها، ونادرا ما فعلت وأندم على ذلك فبدأت بهذا الكتاب وهو من عنوانه يتحدث عن العرب وعصر المعلومات تاريخ كتابة الكتاب هو عام 1993 رغم ذلك أدهشتني كمية المعلومات الجديدة علي في هذا الكتاب، وكمية المشاكل التي يواجهها مجتمعنا والتي تحدث عنها وحاول صياغة أسبابها وحلولها لكن مازال مجتمعنا يواجهها! لا أدري هل 27 سنة كانت غير كافية لتغيير بديهيات المجال أم غير كافية للعرب ليقوموا من تخلفهم؟ ولا أدعي التعميم، لأني أثناء القراءة جالت بخاطري بعض المحاولات التي رأيتها مؤخرا مثل مشروع "سلمى" أول مساعد صوتي باللغة العربية الذي تقوم به شركة أردنية، لعلي اقرأ عن الموضوع بصورة أعمق قريبا إن شاء الله.
رغم ذلك لست متخصصا أو عالما لا بمجال الثقافة ولا بمجال المعلومات، لذا فلا أستطيع أن أتكلم أكثر عن الكتاب ولا أن أحكم عليه لكن كقاريء غير متخصص أعجبني أسلوب الكتاب وموسوعية الكاتب وجمعه بين مهنية الباحث وروح المناضل للتغيير فلم تغلب إحداهما على الأخرى. فلا الكتاب تنظير أكاديمي ، ولا هو شعارات حالمة.
قرأت الكتاب بناء على ترشيح المهندس أيمن عبد الرحيم -فك الله أسره- في دورة الوعي اللغوي وهو يتحدث في مجال هندسة اللغة وضرورة الاطلاع عليه بالنسبة لدارسي اللغات عموما والعربية خصوصا وربطها بالحاسوب والبرمجة، وكان قد نصح بعدة كتب لذات المؤلف. ورغم تطور التكنولوجيا الهائل في العشرين سنة الأخيرة وأن الكتاب قد أصدر عام ١٩٩٤، إلا أن خطوطه العامة وتوصياته ما نزال في تخلف كبير عنها. يبدأ الدكتور بالحديث عن العرب في مواجهة التحديث التكنولوجي في العالم وعن مجالات التكنولوجيا عموما ثم يفصل في كل مجال منها على حدة، وضرورة تحديثنا وكيفيته على الشقين المادي والذهني (software) تكنولوجيا". ويتفرع في إسقاط تطبيقات تكنولوجيا المعلومات عربيا ويعرج على التحدي المعلوماتي الإسرائيلي.
تقريبا تعد الأقسام التي ذكرتها موجهة للمتخصصين أكثر وهي علم عام مفيد لغيرهم، لكن الأقسام القادمة أكثر توجها للقارئ غير المتخصص، فهي تشرح الأبعاد الاجتماعية لتكنولوجيا المعلومات والعلاقة بينها وبين المجتمع وموضع العرب من الإعراب ومعايير تخلفهم فيها، والفقرة العظيمة التي تناول فيها أثر التكنولوجيا على الثقافة بسط فيها أمثلة كتكنولوجيا الطباعة وأثرها على الفكر، وتكنولوجيا الآلات وعملها بالوقود والذي ترك أثرا على فهم العالم للكائنات الحية والخلية وصارت تفسر العمليات الحيوية فيها بالإسقاط على عمل الآلة واحتراق الوقود واستهلاكه بالحركة "فصار كل عنصر أو نظام عضوي عبارة عن آلة تتلقى دخلا وتعطي خرجا وأصبح القلب مضخة بصمامات والعضلات مكتبس تنبسط وتنكمش والأسنان مطاحن والعظام هياكل ميكانيكية"، وعبر أمثلة أخرى تحدث عن أثر تكنولوجيا التصنيع والرأسمالية في العقيدة والأخلاق.
وفي فقرة أخرى تناول العدة المعرفية للعقل العربي وانتقد الفكر الثنائي الذي يفرض نفسه على معظم مجالات المعرفية الإنسانية "من العقيدة إلى التكنولوجيا ومن الطبيعة إلى علوم اللغة ومن البيولوجي إلى السيكولوجي ومن الأدب إلى الرياضيات.. والمادة والروح، والفكر والوجود، والرمز والمدلول والنقل والعقل..الخ فهذه التناقضات الثنائية تكبل الفكر العربي، فهو غير مستوعب بعد للنهج المنظومي." وقد أفرد فصلا خاصا باللغة العربية والتكنولوجيا عسى أن أتوسع به في كتابه اللغة العربية والحاسوب. وأخيرا حول التعليم والتكنولوجيا ونحن بعد ربع قرن ما تزال المشكلات التي ذكرها باقية وتتمدد.
تعجز الكلمات عن الوصف .. كتاب ممتاز ,ويمكنني أن أعتبرها نبوءات لهذا الكاتب الجليل .. ربما أُعيد قراءته في وقتٍ لاحق ,لأنه يستحق الإعادة ..
هناك فصول للمتخصصين في مجال الكمبيوتر ,وفي الأغلب لن يفهمهم القارئ العادي , وهم :الفصل الثاني ,والثالث ,والرابع ,والخامس . أما الباقي فهو للقارئ العادي (ياعني إقرأ وانت متطمن) .
الحديث عن العرب خاصه فى عصر الحداثة مخزى وممل وسخيف لاننا وببساطه لا وجود يذكر لنا لاننا مجتمع مستهلك لا منتج مجتمع مقلد لا مبتكر صحيح ان الكاتب تحدث عن اهميه تكنولوجيا المعلومات بشكل جيد ولكن ماذا فعلنا نحن العرب غير استيراد هذه التكنولوجيا متاخرا بل ولم نطور أنفسنا بها بل واستخدمت استخدامات اكثر تفاهه وسطحيه