Ce troisieme tome de "La Vie de Muhammad" se lit comme une veritable epopee, puisqu'il couvre tout a la fois l'exil du Prophete et de ses maigres adeptes vers Medine, la facon dont il fait de cette ville la base d'une conquete qui s'etendra, apres le retour victorieux a La Mecque, a la peninsule arabique tout entiere. Avec son erudition sans pareille, un sens du recit qui emporte le lecteur, un regard critique aiguise porte sur les sources, Hichem Djait offre du Prophete un portrait associant de maniere saisissante l'homme inspire par la Parole divine et le stratege averti des realites de terrain, capable en une poignee d'annees de reduire a merci, en les divisant et les neutralisant, tribus refractaires, infideles, juifs et non-croyants."Grand historien de l'islam, Hichem Djait a publie recemment aux Editions Fayard" La Crise de la culture islamique."
زاول هشام جعيط تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية ثم وفي سنة 1962 تحصل على الإجازة في تاريخ. تخصص في التاريخ الإسلامي وقام بنشر العديد من الأعمال صدرت سواء في العالم العربي أو أوروبا. أحرز سنة 1981 على شهادة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة باريس. وظل حتى آخر حياته أستاذا شرفيا بجامعة تونس، أستاذ زائر بكل من جامعة ماك غيل (مونتريال) وجامعة كاليفورنيا، بركلي وبمعهد فرنسا.
بعد عدم العثور على الكتاب إلكترونياً اشتريته وكان في بالي أنه كتاب ضخم، فالمرحلة المدينية مليئة بالتفاصيل والأخبار والتشريعات، لكن خاب أملي بصِغَر حجم الكتاب: 210 فقط، مقسّمة إلى أربعة أبواب، الأول عن تركيبة يثرب؛ والثاني عن النزاع مع قريش؛ والثالث والرابع عن انتصار الإسلام وانتشاره في الجزيرة العربية.
يبدأ هشام جعيط الكتاب بتفصيل طويل للوضع العشائري ليثرب عام 622 يوم غادر النبي مكة باتجاهها، ليستنتج أن الهجرة كانت مبادرة من الأكثرية الخزرجية تردّد في شأنها الأوس –الأقل عدداً– وسط تململ من حلفائهم اليهود. أما «صحيفة المدينة» التي حار في شأنها المؤرخون فيستدلّ جعيط على أنها في الحقيقة صحيفتان أضيف قسمها الأخير بعد سنوات. نجح محمد في التأليف بين قلوب الأوس والخزرج، رغم البطء الذي وسم تلك العملية والذي استلزم حدّة وشدّة تصاعدت مع الوقت لتشمل حرباً كلامية عنيفة على المنافقين ستستمرّ حتى انقطاع الوحي. أما اليهود فيبدو أن الخطة كانت التوجّه إليهم بـ«الإبراهيمية» عسى يهتدوا إلى الإسلام، فلما خاب الأمل انتقلت القِبلة من القدس إلى مكّة وتم إعلان مكة أسيرة إسلامية، واليهود خَوَنة الله والمنافقين خَوَنة رسوله. وفي خضمّ الجهد السياسي والتشريعي الذي جاراه النبي ببراعة، برز العامل الاقتصادي الذي دفعه، لأول مرة في تاريخ العرب، لبدء عمليات غزو منظّم، هدفها التدريب العسكري وبثّ الهيبة في المحيط، بالإضافة للنهب وإغراء فقراء الصحابة بتلك المغامرات الوجودية المربحة. كان العدو الأكبر طبعاً قريش، التي انكسرت في بدر (2هـ) لكن عادت في أحد (3هـ) ثم في الخندق (5هـ)، ثم انكفأت بعد تقطيع أوصال تجارتها، إلى أن جاءها المسلمون (6هـ) حجّاجاً مسالمين، وقّع النبيّ معها هدنة تفرّغ خلالها لتجميع قواه ولمّ شتات شعبه وعينُه على فتح مكة المخطّط له بهدوء (8هـ). طوال تلك السنوات استمرت الهجمات المركّزة على يهود المدينة، بدأت بإجلاء بني قينقاع ثم بني النضير ولاحقاً الثأر من بني قريظة، وأخيراً الحصن اليهودي الأخير في خيبر، مع تواصل الترهيب والترغيب بالنسبة لبدو الحجاز، الذين تقاطروا مع الوقت جنوداً تحت راية الإسلام. وكانت حصيلة كل تلك الهجمات المركّزة أموالاً طائلة جعلت النبي أثرى رجل في الجزيرة العربية على الإطلاق، وقائد قوّة ضاربة لن تجد قريش حيالها سوى الاستسلام والإسلام، وتسليم مكة إلى إله العرب الجديد بخاطرها المكسور وأصنامها المحطّمة. وتواصلت الغزوات بعد ذلك ضد هوازن وثقيف في مدينة الطائف، وصولاً إلى معركة تبوك في الشمال التي يرى جعيط أنها مناورة عسكرية هدفها إبقاء القوة الضاربة على أهبة الاستعداد. وبعد تلك المسيرة المظفّرة برزت «مشكلة أسلمة الجزيرة العربية» في مناطق الشرق والجنوب، البحرين وعُمان واليمن، حيث الحواضر الكبرى التي أبت أن تدخل في دين محمد وراحت تفرز أنبياء كوميديين حاولوا من جهتهم تقليد التجربة المحمّدية، وسيحتاج الأمر إلى خليفة رسول الله كي ينهيهم ويمهّد الطريق للإمبراطور عمر بن الخطاب، الذي ستكون جيوشه على موعد مع إيران والعراق وسوريا ومصر.
بدا الي الكتاب ناقصاً، فآلاف القضايا التشريعية مرّ عليها هشام جعيط مرور الكرام، فالكتاب في الواقع نقد للمصادر التاريخية أكثر منه تأريخاً جديداً للسيرة النبوية، التي كُتبت فيها آلاف الكتب. ختاماً، نقطة الضعف الأساسية لهذه الثلاثية هي غياب المقاربة الفيلولوجية غياباً تاماً، فإن غفر لهشام جعيط أنه ليس هناك فيلولوجيا عربية أصلاً (لا فصحى ولا عاميات) فلا أرى تعاطيه المتسرّع مع القرآن والخالي من النقد والتمحيص إلا نقطة ضعف.
الكتاب مختصر جدا مع المقارنة من الجزء الذي يتحدث عن العهد المكي من السيرة ,رغم ان كل الكتب عن السيرة يكون جزء العهد المدني اطول. افضل ما استفدت هو انه يجب قراءت كتاب محمد في المدينة للمستشرق واط حيث ان الكتاب عبارة عن تعليق و رفض و تايد لما توصل اليه مع بعض الاشارات لكتاب صالح العلي للسيرة الرسول صلي الله عليه و سلم في المدينة
هل كان من الضّروري أن تنتشر الرؤية الدّينية بالعنف؟ وهل كان من الضروري تمجيد السماء بإراقة الدماء؟ تاريخنا وإرثنا منذُ بدايته فيه عنف وانتقاص من الإنسانية على حساب السماء. أنا لا أستطيع تجاوز ذلك .. أنّه هُناك الكثير من الهدر الإنساني منذ البداية .. ولا أتغاضى عن صعوبة تحقيق ذلك إلا بالقوة لأن هذه عقلية العرب والناس.
مع مسيرة محمد في المدينة وانتصار الإسلام ينتهي مشروع هشام جعيط عن السيرة النبوية. أول ما نلاحظه هو عدم اتصال فترات كتابة الثلاثة أجزاء. فالجزء الأول: الوحي والقرآن والنبوة صدر في أكتوبر ١٩٩٩، والجزء الثاني: تاريخية الدعوة المحمدية في مكة صدر في يناير ٢٠٠٧، وأخيراً الجزء الثالث: مسيرة محمد في المدينة وانتصار الإسلام وصلنا في يناير ٢٠١٥. إذاً ١٦ سنة، الفرق بين الأول والأخير، كفيلة بإحداث تغيير في تفكير المؤرخ التونسي نفسه، وهذا فعلاً انعكس في تطور الحس التاريخي في الجزء الثاني عن الأول، ونراه بصورة أوضح في الجزء الثالث. استخدامه لمصطلحات جديدة يظهر بوضوح أيضاً في هذا الجزء الثالث: مصطلح مديني، مثلاً، لا تراه في الجزئين السابقين على الرغم من وجود معناه.
مسيرة محمد في المدينة هي، بلا شك، الفترة المحورية في تاريخ الرسالة الإسلامية. فهذا رجل خرج مُجبراً من مدينته ليعود إليها بعد ٨ سنوات منتصراً وعلى رأس قوة سيسيطر بها على منطقة الحجاز. هذا إنجاز ديني/سياسي/إجتماعي/تشريعي يشهد بأن محمد شخص فريد في التاريخ المعروف. جاء تحليل جعيط لهذه المرحلة من حياة محمد مقتضباً بعض الشيء، فمثلاً لا يمكنك متابعة هذا الكتاب بدون معرفة مسبقة بالسيرة النبوية. هذا ليس كتاب للسرد، إنما للتحليل.
يخلص جعيط دائماً، وفي أكثر من موضع، على فكرة أن النبي محمد كان يرمي بشكل أساسي نحو نشر الدين لا تكوين دولة موحّدة للعرب، بدون تقديم أي دليل يُذكر. ويُضيف أن الدولة تأسست مع الخليفة الأول، لا مع محمد الذي استخدم وسائل مجتمعه في نشر رسالته.
إجمالاً، ثلاثية جعيط في السيرة بالرغم من أنها استغرقت حوالي ٢٠ سنة في كتابتها، إلا أنها جاءت غير مرضية لي في تفاصيلها. هشام جعيط مؤرخ صارم يكتب تاريخ الإسلام بصورة انتروبولوجية-تاريخية بعيدة عن النظرة المقدسة وكنت أتمنى قراءة تفاصيل أكثر من وجهة نظره.
هذا الكتاب مفيد في توضيح العلاقات المتشابكة التي واكبت الفترة المكية. دكتور هشام جعيط يفترض أن القارئ ملم بالسيرة النبوية في صورتها التقليدية كما جاءت في سيرة ابن هشام و الطبري و لذلك فهو بتجاوز كثير من الأحداث و بدلاً من هذا يحاول تفكيك ما تراكم في كتب التراث. على سبيل المثال الكتاب يوضح العلاقة بين ساكني يثرب من أوس و خزرج و يهود. كما يوضح ميثاق المدينة و أستراتيچية الرسول بعد الخندق.
لا بد من أن كثيراً مما يقدمه الكاتب هو أجتهادات شخصية لندرة المعلومات التي وصلتنا عن بعض أحداث الفترة المدنية و صعوبة التحقق مما ذُكر في عصر التدوين.
على العموم الكتاب مفيد و يملأ ثغرة في المكتبة العربية.
يغطي هذا الجزء الاخير هجرة النبي وأصحابه من مكة الى المينة، ومسيرته في بناء جنين دولة ونشر تعاليم الاسلام انطلاقا منها، ومن ثم كيفية تحويله هذه المدينة الى ركيزة ومنطلق لفتح ترابي سوف يتوسع بعد العودة المظفرة الى مكة ليشمل شبه الجزيرة العربية برمتها.
السلسلة مش سرد للسيرة كما قد يبدو، لكنها نقد لتاريخ السيرة النبوية، فيها الكاتب بيستعرض أهم المحطات في حياة النبي محمد -عليه السلام- بداية من الوحي وطبيعته وتحليل كامل وشامل لحديث نزول الوحي، مايُصدق منه وما لا يُصدق، ثم شكل الدعوة في بدايتها ورد فعل العرب التدريجي من التجاهل إلى العداوة والأسباب المنطقية لده، لحد نجاح النبي في تحقيق هدفه بعد رحلة طويلة من العناء والصبر والتفكير.
منهج السلسلة جديد من نوعه، عقلاني ومنطقي، مافيش أي استثارة للعاطفة الدينية، لكنه محتاج خلفية عن تاريخ السيرة نفسه لأن السلسلة نقدية زي ما قلت مش سردية، يعني بتذكر الأحداث بإيجاز وتحللها بتفصيل. غيرت نظرتي لتاريخ الإسلام، حولته من حكايةأسطورية لواقع ��لموس أكاد أشوفه بعيني.