أعادتني تلك الموسوعة عشرون عاماً على الأقل فهي تحتوى على العديد والعديد من الأغنيات الشعبية التى كنا نقولها صغاراً أو التى كانت تغنى لنا في الحضانة مثلاً أو حتى الأغاني التى كنا نسمعها في الأفلام القديمة مثل: سوسة كف عروسة، بريلّا بريلّا بريليلا، هنا مقص وهنا مقص، بابا جاي إمتى، نام نام وأدبح لك جوزين حمام، كيلو بامية، لاعبيني وألاعبك، القطة المشمية، النجار عايز مسمار والمسمار عند الحداد ...، حلقاتك برجالاتك، وبعض الأأغاني المنقرضة كأغاني الختان مثلاً أعتقد أن هذه الموسوعة ينقصها الكثير والكثير فلم يتم تجميعها إلا من نصف محافظات الجمهورية فقط والجهد الأاكبر في التجميع يعود إلى قاسم مسعد عليوة من بورسعيد ومسعود شومان من القليوبية
من المثير للاهتمام متابعة أغاني الأطفال الشعبية ورؤية التطور الذي لحقها مع الظروف السياسية أحيانا، ومدى التشابه والقرب الغريب بين أغاني أقاليم متباعدة أو متقاربة في مصر.. واختلاف اللهجات الكبير بين أقصى الشرق وأقصى الغرب، والمصطحات التي لم تعد موجودة الآن.. تعكس تلك الأغاني الثقافة السائدة في البلاد وعادات أهلها التي انقرض بعضها الآن.. أغاني الرقى مثلا التي ارتبطت بالسحر في الفكر الشعبي لم تعد موجودة الآن بطبيعة الحال، بينما بعض الأغاني التي ارتبطت بالاحتلال ومقاومته التي تسربت إلى أغاني الأطفال لا تزال تتردد رغم أن من يرددها لا يفهم معناها أو أسماء الأشخاص الواردة فيها.. بالطبع لم نسمع بأغلب تلك الأغاني من قبل، بالذات لقدمها، لكن العديد منها رن أجراسا لدي، ولازلت أذكر مطلع بعض تلك الأغنيات سواء حين كنت أتغنى بها في طفولتي مع الصديقات في المدرسة ونحن نلعب أو ما كان يغنيه لي أبي أحينا في سن أصغر كي أنام، وإن كانت الأغاني اختلفت ما بين العصور وأحياناً ما بين الأقاليم إذ تتكرر العديد من الأغاني ولكن تختلف بعض أجزائها فقط من محافظة لأخرى فتقال بأكثر من رواية. كتاب لطيف جدا انصح به لكل مهتم بالتراث الشعبي أو لمن يريد استعادة ذكريات الطفولة.
من الكتب اللطيفة جدًا في مكتبتي، جهد ممتاز وإن كان هناك بعض الأغنيات التي لم أعرف له نظمًا أو إيقاعًا نظرا لغرابة البيئة التي نشأت فيها الأغنية؛ زي أغاني " مرسى مطروح والصعيد" لكن في المجمل كنت مستمتع جدًا بكل ما هو جديد وبكل ما داعب الذاكرة من قديم أغاني وألعاب الطفولة..سقى الله هذه الأيام.
خمس نجوم لاستمتاعي بقراءة الكتاب، قرأته في اقل من ساعة، مزيج ما بين النوستالجيا و الفضول لمعرفة كيف كان الأطفال في المدن الأخرى يغنون نفس الاغاني التي كنت اغنيها طفلا، هذا بالإضافة إلى الأفكار الابداعية التي زرعها الكتاب في خيالي، مجهود رائع من الباحث