لم أكن أعتقد أن الرسائل هكذا، الرسائل مُغلفات ورقية مُربعة يلونون أطرافها بالأزرق والأحمر وتأتي عبر صناديق البريد، ولم أكن أعلم أني ساعي البريد ومرسول الحب الذي تعنيه فيروز وكل الأغنيات الحزنية. فقط خطوات مترنمة غريرة وطرقات بأصابعٍ صغيرة على ذلك الباب المجاور لمنزلنا حتى سُحب إلى الداخل بهدوء وسمعتُ صوتاً رخيماً يناديني منه ويحثني على الاقتراب. كنتُ أصغر من الخوف فلم أتردد وأنا أضع قدمي أمامي وأترك الإسفلت خلفي. دخلتُ حيث كانت هي هناك منزويةً خلف الباب، حصة بكلّ عينيها القاتمتين وصدرها المحشور في جلبابها الضيق، تنحني نحو وجهي برقة وتهمس دون أن تتكلم. ابتسامتها الصافية ونحرها المُخطط بخيوط شعرها وأنوثتها المتفانية ستجعلك تُحس بما تزعزعه الأنثى في الرجل ولكنك بالطبع لن تفهمه لأنك ستكون صغيراً مثلي