"حارس الموتى" تحشرنا في معمعة الحرب الاهلية اللبنانية، تحت القذائف، داخل الملاجئ، وراء المتاريس، في ثكن الميليشيات، وحتى في برّاد الموتى. نتابع حكاية الشاب المولع بالصيد الذي علق بالغلط في ظرف غامض ادى الى وضع حياته في خطر، فهرب من قريته ولجأ الى بيروت في عز الحرب. هناك ينتمي الى إحدى الميليشيات، لا لشيء سوى ليأكل ويشرب ويكون له سقف، بعدما تشرد لمدة في شوارع بيروت. ثم ينتقل، في النصف الثاني من الكتاب، الى العمل في برّاد الموتى في أحد المستشفيات، يهندم الجثث ويرتّق الأشلاء قبل تسليمها الى عائلة الفقيد او الفقيدة. هكذا ينتقل عابر أيضاً من جهة القاتل أو المحارب، الى جهة القتيل أو الضحية، فيكتمل أمامنا مشهد الحرب بكل فظاعته.
حارس الموتى : جورج يرق / منذ (رواية طواحين بيروت) لعواد والسحر الذي جذبني تجاه ما يكتب روائيًا عن لبنان الشعب والإختلاف وإرهاصات الحرب وصولًآ لهذا الرواية التي أكتب عنها اليوم.. سيبقى هذا الموضوع مشابه لحرب الخليج الثانية التي تناولتها الرواية الكويتة كعنوان أول في الكويت.
الحرب اللبنانية والإختلافات المذهبية والطائفية والهجرة وعلاقات لبنان بالقضية الفلسطينية وتدخلات سوريا في المنطقة منذ عهد حافظ الأسد هي مجمل عناوين الرواية اللبنانية لكن تبقى الحرب اللبنانية الأهلية أيقونة الرواية اللبنانية بداية عندي برواية (طواحين بيروت) لتوفيق عواد، وأذكر (الست ماري روز) لإتيل عدنان، و(كوابيس بيروت) لغادة السمان، و(الاعترافات) لربيع جابر، و(غناء البطريق) لحسن داوود، و(بيروت بيروت) لصنع الله إبراهيم، ومؤخرًا قرأت (الطنطورية) لرضوى عاشور رغم أنها مصرية وليست .شامية والإبداع لايعرف إقرار وتخصيص الكتابة لأصحاب البلدة حسب الجنسية وقد وفقت رضوى عاشور في روايتها وأعجبتني، وثمة رواية أخيرة (طابق 99) جنى الحسن.
ماذكرت في الأعلى لايعدو كونه (30 %) ربما.. ربما!! من أشهر الروايات التي تناولت الموضوع هذا بالنظر لحجم الدولة وعدد أدبائها وأديباتها وكذلك زمن الحرب.. فهل تبقى في الحرب مالم يقال؟.. هنا أعتقد أنه لم يتبقى شيء سوى من سوف يجيد إعادة تدوير وصيغة هذه القصة حيث أن المادة التاريخية تم إستهلاكها وتوظيف عمليات الخطف والسرقة والقتل والإغتصاب والطائفية وإرهاصات إلي نهايات الحرب كل هذا تم توظيفه فيصبح الكتابة في الأمر مخيف ومربك إن لم تأتي بجديد فستقع في مصيدة الكتابة عن المستهلك. من سوف يتحدث عن الحرب الأهلية عليه أن يأتي بمعالجة جديدة وتوظيف مرتبط بلبنان الآن أو يكرر نفس التوليفات السابقة وربما يوفّق في التقنية كإبتكار وليس هذا تقليلًآ من هذه الفترة الحرجة ولكن لأن الموضوع تم إستهلاكه كثيرًا لهذا هو موضع رقابة عند القارئ.
أحداث الرواية هي تفاصيل الحرب ولابد أن يكون الإختطاف جزء من رواية الحرب اللبنانية كحدث رئيس في سنوات الحرب وهو من أفجع الأمور وأقساها.. لكن (الخوف) وحده هو من شدني للعمل.. نعم كل الأعمال البنانية السابقة كانت ممتلئة بالخوف لكن خوف "عابر " كان مخالفًا لإسمه ولم يكن عابرًا. حيث أن خوفه قاده ليضع نفسه في إتون الحرب ويطحن بها، فيجد نفسه فجأة متهمًا بقضية بعيدة عنه كل البعد لا ناقة له فيها ولاجمل لكنه سوف يصبح راويًا جيدًا لأحداث حربية أشترك فيها عندما هرب من قريته خشية الملاحقة ليجد نفسه بين يدي الموت نفسه في بيروت فيروي لنا تفاصيلها بسرد رائع يتقاطع في كثير من الأحيان ليتداخل معه سرد ليس ببعيد عن الحدث يعيده الماضي بتقنية الفلاش باك. مابين جرائم حرب من سفك واغتصاب وسرقات وإختطاف وكل تبعات الحروب مرورًا بما يدار ويحدث في جبهات الحرب والثكنات وعمله الذي وجد نفسه فجأة يحرس الموتى في إحدى المستشفيات – من أروع مقاطع الرواية – والإختلاف وصولًآ لنهاية يبدو أنها متوقعة لرجل الحرب..
أكثر ماشدني للعمل :
ثيمة الخوف والموت والحياة.
جعل اللبناني أداة قتل غير مدركة لما تفعل نتيجة أمور سياسية وجدوا أنفسهم مابين فكيها فكان جلهم أدوات ليس أكثر وطبعًا هذا لا ينفي حق الأختيار لكن هكذا الحرب إن لم تدافع – على الأقل – سوف تقتل.
توظيف المستشفى (المكان) كعلامة بارزة في الحرب.
معالجة العلاقات الجتماعية والإنسانية في الحرب.
تحول الكثير من النماذج الذي يفترض فيها الصلاح إلى نماذج سيئة مقيتة بفعل سلوك الحرب وهذا بحد ذاته مخيف.
تسليط الضوء على المعدومين وعلى الميسورين وكيف يكون وقع الحرب بين الطرفين.
، فاصلة قرأت إلى الآن مما قرأت من القائمة (بوكر 2016م) (نوميديا) لطارق بكاري المغرب وهي فاتنة وذات قضية كبيرة عن ضياع الهوية أو الشعور بضياع الهوية من أجمل ماقرأت في القائمة وربما يكون لها حظور وحظوة عند المثقفين في المغرب العربي في حال عدم فوزها. أتمنى لها الفوز، و(سماء قريبة من بيتنا) لشهلا العجيلي، و(حارس الموتى) لجورج يرق ولا أتوقع لها وصول للجائزة ، و(نبوءة السقا) للسوداني حامد الناظر وهي جميلة كذلك لموضوعها التاريخي الخطير أتوقع لها شهرة كبيرة وتداول إن لم تصل لمرحلة متقدمة وأنصح بها وهي ثانية رواية أتوقع لها حضور مما قرأت حتى الآن، و(نزوح مريم) لمحمود الجاسم من سوريا عن النزوح وعن عائلة سوريا فترة الحرب الحالية وهي موجعة وحزينة.
من الروايات العربية القليلة التي قرأتها تعتني بالتفاصيل وسرد الأحداث مشهدياً وكأنك في أحد دور عرض للأفلام، اتسمت الرواية برفع وتيرة التشويق، فالصدفة كانت أحد الأعمدة التي استند إليها الكاتب.
عابر بطل الرواية الذي سيأخذنا في عين العاصفة في معمعة الحروب الأهلية في لبنان، خلف جدران الملاجىء و داخل ثكنات الميليشيات حتى في ثلاجات الموتى في المستشفيات، فهو على امتداد الرواية سيكون قريبا جدا من الموت وكأنه هو الموت.
الجميل في الرواية أن المشاهد تغلب على الوصف، وفي بعض من وصفها جمال أيضاً :
( كأن هذه الجثث ليست سوى نوافذ أطل منها على السماء).
حارس الموتى، تبادر إلى ذهني عندما قرأت الاسم عن حارس لمقبرة، وعندما بدأت القراءة كان المشهد الأول هو شخص يسير جانب مقبرة ويسمع أصواتا ويهرب. بداية مهولة، وتشد للتكملة.
ثم يتحدث عن الحرب في لبنان، وحدوث جريمة، يجعل من ابن أحد الأشخاص الذين يظهرون في بداية الرواية، يجعل منه متهماً في الجريمة. مما يدفعه للهرب عند صديق لأبيه ليختفي حتى يجدوا القاتل الحقيقي، ولكنه لم يكمل إلا ليلة واحدة ويهرب إلى بيروت حيث لا يعلم أي شيء.
تبدأ قصة التيه والضياع في المدينة الغريبة عنه، والتي تعتبر بالنسبة له الحياة، يصف عالمها الجميل والأخاذ، ويشير إلى أرصفتها وقصصها. وهناك لكي يؤمن لقمة عيشه ينضم إلى ثكنة عسكرية، وتكون مهمته قناصًا، يتعاون مع الزملاء بشكل سلس ومحبب، ينضم إلى عزيزي ويصير صديقه المقرب، مناورات عسكرية خفيفة، وحيوات ليلية، حتى يتم القضاء على عزيزي باغتياله، فيبدأ تشرد جديد وهروب آخر، فيتذكر قريبة له فيذهب ويزورها، ثم من خلال زوجها يدبّر له وظيفة في مستشفى، وهي العمل في غرفة الموتى، حارس الموتى.
هناك جملة واحدة تستحق أن يقف عليها القارئ مطولاً وهي: كانوا الموتى يحمونني!
المستشفى عالم آخر، عالم مجنون، عالم أسود غير البياض الذي نعرفه، شياطين غير الملائكة التي نتعامل معها، صدقوني، هناك أمور لا تخطر على بال، سرقات من الأموات، اختلاسات ورشوات، عمليات لا داعي لها، مؤامرات، وممارسات للحب. ومع هذا كله يدخل صاحبنا العالم ليصير جزءًا منه، جزءا أساسيا، يتعامل بكل الأمور.
في النهاية يتم القبض عليه فهو من أنصار عزيزي، ومن الأصدقاء المقربين منه، يتم إطلاق ثلاث رصاصات عليه ورميه في سلة نفايات كبيرة، طبعا هو لم يمت وإلا لم يكن ليكتب لنا كل هذه التفاصيل.
الرواية الثالثة التي أقرأها من القائمة القصيرة المرشحة للبوكر، بقيت ثلاث، والأقرب حتى الآن نوميديا، وبدرجة أقل حارس الموتى.
حسنًا ، مبدأيًا لدي اعتقاد كبير أن تلك الرواية ستفوز بجائزة البوكر لهذا العام ، لم اقرأ من الروايات المرشحة سوى عطارد وتلك الرواية ، ورغم إعجابي الشديد بعطارد ورغم انني لم انتهِ بعد من باقي الأعمال إلا أن شعورًا خفيًا ينبئني بذلك . الرواية تتخذ من الحرب اللبنانية مدخلًا وأساسًا لها ، الأحداث لا تدور بشكل كامل عن هذا الموضوع ولكنه يمثل القاعدة التي انطلق من خلالها الكاتب لكتابة تلك الرواية .. تتوازى مع نغمة الحرب داخل الرواية نغمة أخرى وهى نغمة الخوف وتأثيره على الحياة ، فكيف لشخص عادي تحولت حياته 180 درجة نتيجة خوفه من أن يتورط في حادث ما ويترتب على ذلك هروبه من الضيعة واتجاهه نحو بيروت وهناك يتورط في أشياء عدة ليجد نفسه في النهاية محاصر ذهنيًا بسؤال لا يعلم له إجابة " من يريد قتلي ولماذا ؟ " رتم الرواية وأحداثها سريع ، يمكن للقاريء الانتهاء منها في جلسة أو جلستين على الأكثر ، ولكن هناك إطالة في بعض الأمور التي لم تعجبني خاصة تلك المتعلقة ببراد الموتى وكيفية تنظيف الجثث وغير ذلك ، هناك أمور كان من الأفضل أن تنال تلك الاستطالة أكثر من غيرها . النهاية أزعجتني للغاية ، ربما لأنني أكره تلك النوعية من النهايات المفتوحة ولكني شعرت أنها الأنسب لتلك الرواية رغم عدم انسجامي معها أو قبولي بها .. 3 نجوم تكفي ..
هذه الرواية تتخذ أكثر من موضوع أساساً لها كالحرب اللبنانية والجوع والتشرد و(الخوف) الذي قد يحوّل حياة أحدهم في لمح البصر.
الخوف الذي قد يجعل أحدهم يترك بيته وعمله وضيعته بأكملها ويهرب خوفاً من اتهامه بجريمة قتل ليس له أى علاقة بها! وكما يقول المثل المصري "خرج من الدار إلى النار" فعند خروجه يجد نفسه في أتون حرب مستعرة، تحدث فيها انتهاكات وسرقات واختطاف واغتصاب، يجد نفسه مضطراً للتدرب على السلاح واستخدامه بل ويبرع فيه، لكن أيضاً يجعله الخوف يهرب مرة أخرى لكن هذه المرة يهرب من الموت.
عند الهرب من الموت تبحث عن أماكن للحياة لكن هل تكون المستشفيات في فترات الحرب مكاناً للحياة! وللمفارقة العجيبة فهو سيعمل في المستشفى حارساً للموت فهو "حارس الموتى".
أولا أبدي إعجباي الشديد بغلاف الرواية وهي بالأصل لوحة للفنان السريالي رينيه ماغريت
The Therapist, 1937
فيما يتعلق بمحتوى الرواية فالقصة ممتعة وشيقة في جُل فصولها رغم ثيمتها الدموية والتي لا تخلو بدورها من الكوميديا السوداء وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ذكاء الكاتب في معالجة موضوع حساس ومهم في تاريخ لبنان خاصة وفي التاريخ البشري الأسود عامة. إلا أن النهاية التي كانت مبهمة ومفتوحة على مصرعيها أزعجتني .. لماذا قتلوه؟ لا أدري .. ربما هي عبثية الحرب ليس إلا!.. تموت لأتفه الأساب اوبدون سبب في غالبية الأحيان.
هذا النوع من الروايات التي تنتهي بأقل عدد من الجلسات،، ربما تقرأ ثاثها بأول جلسة،مع عدم وجود حبكة مشوقة تدفعك أو موضوع عميق يأسرك، إلا أن لغة الكاتب وسرده الجميل وحسه الساخر يجعلك تتصفح الكتاب بسلاسة،. تدور احداث الرواية بفترة الحرب الأهلية في لبنان، يتنقل السارد من الضيعة الى ساحة القتال ثم المستشفى، يٌدون اهم مشاهداته ويومياته في تلك الأماكن... امتاز العمل بكثرة الشخصيات مع حضورهم العابر وبدقة وبالوصف الدقيق لحيثيات المهن التي شغلها السارد. برغم كرهي للنهايات المبهمة/مفتوحة، إلا أني وجدته مناسبا جدا لهذا النص، حيث يؤدي رسالة واضحة. ابرز عيب في الرواية أنها لاترسخ في الذهن ولا تعلق بالذاكرة .. لا أظن أبدا أنها ستفوز بجائزة البوكر..
الحكاية عن ذلك الشخص الذي يعتني بابموتى في ثلاجة الموتى بالمستشفى لذلك هو حارسهم ولكن كيف وصل لهنا...
الخوف هو من انهى به في المستشفى، بداية الحكاية وهربه من الضيعة فيكون هنا التشويق والاثارة و بعدها يستقر بين الأسلحة و القناصة لكون فترة الحكاية في الحرب الأهلية بلبنان وكانت هذه الفقرات بالرواية مملة نوعا ما عدا حكايته مع الشخص الذي يكنى بعزيزي فيخاف بنهاية الأمر بتلك الثكنة وينتهي به الأمر بالعمل في المستشفى فصارت الحكاية أجمل. وأنتهت الحكاية وهو خائف لكن أين و من ممن فجلعت الحكاية أكثر متعة وجمال
العنوان جذبني و تبادر لذهني بأن يكون ذلك الحارس أم حارس المقبرة أو عامل هناك أو قد يكون مغسل الموتى لم يدر بخلدي بأنه عامل في المستشفى وله حكايات مع جثث هؤلاء الموتى.
هذا العمل أقل من أن يوصف بكونه رواية، إنه مجرد سرد طويل لحياة شخص ما لبناني يسمى عابر خلال الحرب الأهلية اللبنانية في بداية الثمانينات تقع الرواية في 300 صفحة من المذكرات الشخصية غير المنطقية ، تبدأ بحادث بسيط اعتبره عابر مصيبة من أجلها يقرر هجر ضيعته، ثم هجر اصدقاء والده ليجابه الحياة في بيروت وحده دون أي سبب منطقي وتستمر الرواية على هذا المنوال، ربما أراد الكاتب أن يحيط القاريء بالظروف السياسية ببلده هذه الفترة، ولكن حتى التفاصيل الهامة كان يمر عليها مر الكرام، ويستغرق في تفاصيل أخرى غير مهمة وجائت النهاية على ذات الدرجة من الإبهام، وعلى الرغم من كرهي للنهايات المفتوحة فلم يعنيني ذلك هذه المرة، فهذه الرواية لا تستحق نهاية من أي نوع في النهاية انا سعيدة إني قرأت هذه الرواية بنسخة ألكترونية ولم أشترها، واتسائل عن كنه تفكير لجنة البوكر، لتختار هذه الرواية دوناً عن أعمال اخرى تستحق أن تصبح في القائمة القصيرة بالفعل
بعض الرّوايات ـ تكرّس الرضى الدّاخلي فيك ، فتجعلك لا تندم على الولوج داخل عالم الأدب ، رائعة هذه الرّواية ، و فذّ هو تعامل الروائي جورج يرق في توظيف فترة الحرب الأهلية في لبنان و عوالمها من خلال قصة يغلب فيها الطّابع الفردي و الشّخصي ، جسّدها في شخص رجل همّه الوحيد أن يعيش مثله مثل غيره ، أن يجد بيتا يأويه و لقمة يأكلها و امرأة يحبّها و جسدا أنثويّا ينهل من مفاتنه ، كأنه يقول من خلال روايته ، أنه رغم الحرب و تفاقم الموت فإن الرغبة في التّمسك بالحياة لا تنتفي ..
تشم رائحة الموت والحرب طالما أنت ممسك بالرواية ومستغرق بقراءتها لا يفارقك أبداً هذا الشعور حتى بعد الانتهاء منها لبلد عاني ويلات حرب أهلية بدأت وتركت انقساماً كبيراً بين شعبها بـ فئاته المختلفة ، لغة بسيطة تألفها سريعاً صاغها جورج يرق لتصل للجميع ، أحداثٌ لا تُنْسى خصوصاً نهايتها التي تركت تساؤل كبير لدي. . . . . 11-11-2017
ثمة خلل ما واضح جدا في الحبكة وأسلوب السرد والتشويق وبناء الحكاية بداية أدهشني قصة الجثة ثم لا تلبث الرواية بالتراجع حتى تفقد وجودك أسماء ليست كالأسماء عالم من الخوف والتوقعات لا جديد للآسف
أرى انها رواية مشوقة ونهايتها مفاجأة ولاافهم هذا التحامل من الكثير من القراء عن الرواية..هي عن الحرب اللبنانيه أخذت من منظور جديد وفكره حلوة..شاركت افكار بطل الرواية ومايدور في ذهنه اول بأول مما اشعرني بأرتباط وعدم ملل. وهذافي حد ذاته مهارة كتابيه ممتازة..استمتعت بقرأتها
"و لك يخرب بيْتك يا جورج"، هذا ما دار بذهني عند إنهاء الرواية. رواية بلا نهاية. يحكي فبها جورج يرق حكاية من زمن الحرب الأهلية اللبنانية. سيرة الفتى عابر حبيب الليطاني ابن 21 سنة الذي يفر من ضيعته بعد أن يجد نفسه شاهدا على جريمة قد يدخل بسببها السجن. شهدها إثر قيامه برحلة صيد في البرية، فيفرّ إلى بيروت حيث يلتحق بثكنة عسكرية تابعة لحزب معروف في ضيعته. وهناك يتحول إلى عكسري فيشتغل قناصا ماهرا لتجربته سابقا في الصيد البري. رغم كرهه للحرب. لكنه مضطر لذلك بعد أن عانى ويلات التشرد في ليالي شتاء بيروت. بعد مقتل صديقه المقرب عزيزي يقرر مغادرة الثكنة والالتحاق بعمل في مستشفى الراهبات. يشتغل حارسا للموتى، أي مسؤولا عن برٌاد حفظ الجثث وبالليل يشتغل ممرضا مساعدا بغرفة العمليات. يروي تفاصيل مهنة تغسيل الجثث الذي يتضاعف عددها إبان الحرب. ويحكي عن علاقته بالراهبة كريستين المسؤولة عن قسم الطوارئ وكذا علاقته بالممرضة نهلا و علاقته بشريكه في المهنة روبير. يروي جورج يرق تفاصيل بشاعة الحرب وانعكاسها على الإنسان، فيسرد علينا بشاعة الحرب حين كان عابر ورفاقه يقومون بقنص الأبرياء وترويعهم ويتسلّون بقذف القنابل على المناطق الآمنة وهم يرقصون ويشربون الخمر. عابر الذي يجد لذة في سرقة الجارور الذي تحتفظ فيه كريستين بأموال المستشفى. أموال تدرّها الحرب على المستفيدين منها من خلال صفقات بيع الأدوية والمساعدات والهبات التي تقدمها الدول الغربية كألمانيا. يصوّر لنا جورج يرق تفاصيل الجانب الأسود من مهنة الطب والتمريض. يواصل عابر بعض دناءاته بسرقة الأسنان الذهبية من الجثث التي يقوم بتغسيلها ويشترك مع روبير في صفقة قارورات الغاز إذ يأتي البائع بثلاث ويوهم كريستين أنه أتاها بأربع وذلك بتمويه من روبير وبعده عابر. يشهد عابر في حياته عدة جرائم واعتداءات وعمليات اغتصاب مما يجعله دوما في خوف وحيرة. تنتهي الرواية باختطافه من طرف مجموعة مجهولة. لا يعرف أي جهة جاءت لتنتقم منه جراء اشتراكه في عدة أعمال قذرة وإن كان هو بريئا في حقيقة الأمر من جميع تلك الجرائم بل كان مجرد شاهد اضطرته الظروف لحضورها. من غريب الأقدار أن قراءتي لهذه الرواية جاءت بعد رواية "وحدها شجرة الرمان" لسنان أنطون. وكلاهما تناقشان موضوع تغسيل الجثث وتكفينها يخيّل إليّ أنه بعد الصفحة 200 فقد جورج السيطرة على روايته ودخل في متاهات لافائدة منها خاصة الجنسية منها. .
ليس هناك من جديد فيما قُرئ أو فيما أوتِيَ به ضمن هذا العمل الروائي ، ظننتُ في البدء أني سأكون أمام قصة تستحقُ الانتباه ، خصوصا " الفلاش باك " الذي قَولبه الكاتب في الفصل الأول و الثاني بشكل جيد نوعا ما ، ما حدث أن هجرة أو هروب الشاب من قريتهِ إثر تلك الحادثة - التي لم نعلم بعدها ، هل الضحية / المعلم لازال ع قيدِ الحياة أو أنه أُجهز عليه في تلك الليلة ، و ما نوع الانتقام السائد - تُرك العرض في منتصفه للقارئ فليعصر خياله أنى شاء . الهجرة تمخض عليها دخول الشاب إلى المعسكر ، أجزاء هذا الأخير بدت باهتة جدا ، الصديق الذي اغتيل و الدفاتر التي اختفيت بقيت أيضًا ضمن حدود خيال القارئ ، فالكاتب كان فقط يكتُب و يقفز لا نهايات طبيعية أو عقلانية و لا نقاط ثلاث تستحقُ التمعن . أما العنوان و قُربه مع الفصل الذي تعين فيه الشاب حارسًا على براد الموتى ، كان يُمكن أن ينأى الكاتب عن الجنس المكثف ، و يُمسك بشكل متوحش إن صح التعبير في آلياتِ ذاك المناخ أي الجثث ، للأسف المشاهد / الأحداث كانت متبلدة و ساذجة و تافهة . لم أشعر لا على الصعيد القرائي و لا النقدي أني أدخل متعة الأشخاص و الأماكن و متاهة الحرب و الموت و الدمار و الخيانة و الفصائل إلخ ، كنتُ فقط أمام بركة ضحلة من الأفكار و الشخصيات و المواقف لا تُشعل شمعة إبداع و لا تُطفئ فتيل دهشة . عمل آخر من القائمة القصيرة لجائزة البوكر المتردية يستحقُ أن يُطحن إلى رماد .
مثال للرواية التي هي ليست رواية، الرواية كما أعرفها هي أبطال وأحداث وحبكة ومشكلة وحل وشخصيات متشابكة وكل هذا لا وجود له هنا. لا شئ سوى بطل واحد يهرب من ضيعته بسبب مشكلة لا توجد إلا في خياله ويذهب إلى بيروت ومنذ الصفحة الأولى وحتى الصفحة الأخيرة لا يوجد في الرواية شئ إلا حوارات البطل مع نفسه وأفكاره ولا شئ سوى ذلك وليتها تلك الأفكار والصراعات التي تجذبك وتجعلك تفكر لا بل الأمر كله يمكن تلخيصه في كلمة (رغي) ولا أعرف إن كان الأخوة اللبنانين يعرفونها أم لا ولكن هذا هو ما شعرت به طوال الرواية الرغي المتواصل من البطل بلا أي داع، والأدهى أنه طوال الرواية يتحدث عن ضميره أو أخلاقه وتربيته بينما هو طوال الرواية أيضًا يرتكب كل الموبقات ، ليست تلك الموبقات المعتادة لا بل كل ما هو شاذ ومقزز ويدعوك لأن تلعنه مرارًا وتكرارًا. في النهاية هي رواية لم أخرج منها بأي شئ لا فكرة ولا متعة :/
أحداث الرواية تجري في أيام الحرب الأهلية في لبنان، محمّسة جداً منذ لحظة ظهور الاستاذ المدمّى، هرب "عابر" من ضيعته إلى بيروت، التحاقه بإحدى الأحزاب، توظيفه قناص، تركه للحزب، ثم نهايته في البرّاد يحضر الموتى في مشفى للراهبات. الأشدّ تأثيراً هي تفاصيل الحرب، انفجار سيارة مفخخة قرب الفرن، هلع الناس من انفجار ثان.. بالرغم من عدم ترابط أحداث الرواية بشكل كاف، لكنها تجعل القارئ الذي عاش ظروف مماثلة و سافر، متلهّف لمعرفة المزيد، توقظ فيه لحظات خوفه و هربه من القذائف، بحث البنت عن والدها تحت الأنقاض، خوف الأم على أولادها، بكاء الأطفال، تناثر الأشلاء، رائحة الدم، الضغط على شبكات الهاتف.. لكن عتبي على الكاتب لأنه لم يتحدث عن مصير الأستاذ و نتيجة البحث في مقتل عزيزي، مما أخمد الحماس كله في نهاية الرواية و كأنه أسقط عبوة ناسفة فيها..
رواية لا تستطيع تركها من يدك... سرد صلد، عناصر رواية متكاملة ومتألقة. شعرت وأنا أقرأها بمشاعر جمة أبرزها مشاعر ذلك التائه وسط التروس الكبيرة، كيف يفعل؟ هل يقف وتطحنه التروس؟ أو يتحول هو نفسه الى ترس صغير رافد ليستمر؟ عابر، الراهبة، نهلا، روبير، شرينو، عزيزي، نابليون، حنكليس... الخ من الشخوص، كلهم اشباح، او ههيئات شفافه نستطيع النظر من خلالها، كلهم امعات، امعات حرب، يرمون المبادئ جانبا ليعيشوا متجاوزين الظرف بأي وسيلة. كلهم تروس صغيرة شكلتها الحاجة للاستمرار.
هناك سقطتان للكاتب لم تؤثرا على سير العمل بالمطلق: 1- اسم عزيزي، ورد بالشاعر ثم العارف. 2- ورد ان حنكليس لم يذهب الى السهرة مع اصدقائه، ولكنه في قادم الصفحات تم ذكر حضوره.
ساعطيها نجمه لا اكثر...لعابر الطريق...سرده جميل ...و لكنها ليست عميقه و هي بارده كبرادات الموتى قطعا...ما شدنى فيها اخر 4 صفحات فقط...و نهايه مفتوحه و لكن مخيبه و عابره ستنسى...البطل غارق مع نفسه و مسجون باوهامه...و لن يصل الى ابعد ما وصل اليه...الانكى من ذلك انك حتى لو كنت هامشيا على الدنيا سيتم اغتيالك ...هذا هو مجتمعنا الان لن تسلم لانك مسجون فيه...سخريه القدر!
الرواية تحكي قصة شاب من قرية لبنانية يدفعه ظرف غير مقنع بالنسبة لي لأن يهجر قريته ويتجه الى بيروت في نهاية السبعينات من القرن الماضي أثناء الحرب الأهلية. الرواية تتكون من مجموعة أحداث لعلها تحصل في أي بلد خلال الحرب إلا أنها دائما لا تصل الى نهاية لها معنى وهذا يسري على خاتمة القصة التي جاءت مبتورة ولا تنهي أحداث الرواية.
نجمتان : لأن الشك لا يستكين إلا بعد بلوغ الحقيقة والحقيقة مكلفة. أزعجتني النهاية رغم كون الرواية مشوقة وخيالك مبهر اضافة الى دقتك في سرد أفكارك. إلا أن أحاثها كلها ناقصة اضطررت للاستعانة بخيالي . الاستاذ، عزيزي وقاتله، الصائغ، نابوليون، دومينو، او الراهبة...
للكاتب اسلوب مميز وسلس في السرد، كذلك الوصف، الشخوص، والمواضيع الجانبية الزاخرة. يبقى الموضوع، والحكايات المتشربكة. كذلك بعض الهفوات هنا وهناك. جورج يرق أبدع في بعض المواقع وأخفق في أخرى. هي رواية مختلفة وممتعة، كذلك النهاية المميزة والتي أضافت الكثير للعمل
رواية غريبة جدا وتفاصيلها قد تكون مرعبة جدا نظرا لواقعيتها ! أتعجب كيف حصل الكاتب علي هذه المعلومات والمعايشات والمواقف عن شخص يعمل حارسا للموتي في مستشفي .
قصه جميله ،، واقعيه ،، اعجبتني طريقه الكتابة و بالتحديد الاسترسال فالمواقف ،، بطريقه جميله و بسيطه ،، انصح بالقراءة المضمون ليس عميق ،، و أدبيا ليست بال تحفه الفنيه،، و لكني سعيد بقرائتها
أشعر بأنه لا بد من الاعتذار عن إيراد أمثلة هذه العناوين القاتمة، من مثل (حارس الموتى) . ولكن لا يبقى في اليد حيلة إذا جاءت عنواناً لرواية الكاتب اللبناني جورج يَرَق في المقام الأول، ثم تأتي في المقام الثاني لتكمل سلسلة رصد الواقع الفائح برائحة الحروب والدماء والموت. أما ثالث المقامات ذات الصلة فهو مساهمتها في تأسيس الذاكرة الثقافية المعاصرة التي لا بد لها وأنْ تتناص مع التاريخ، فلا تدع الساسة يكتبونه وحدهم، وإنما تصنع تاريخاً محكياً وروائياً يوثق حكايات الناس ومعاناتهم اليومية مع عبثية الحروب وفوضاها وخلوها من المنطق والمعنى. وقد سبق لي أن كتبتُ عن هذا التوجه الروائي نحو تسجيل آثام الصراعات الإقليمية وفضائحها أو بالأحرى فجائعها الإنسانية. ويحضرني في مقام التشابه مع (حارس الموتى) رواية سنان أنطون (وحدها شجرة الرمان) ورواية أحمد السعداوي (فرانكشتاين في بغداد)، اللتان قدمتا مسحاً مفصلاً عما حدث في العراق، بينما أكمل جورج يرق رصد ما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية من مشاهد لا تختلف كثيراً في قسوتها وخلوها من المنطق والهدف، اللهم إلا تغذية الإحن والعاهات النفسية المريضة. وكما هو معروف فإن الصراعات يصنعها الساسة والمتمصلحون وتجار الحرب، ليحمل وزرها البسطاء وعامة الناس حين يرون أنفسهم أعجز من أن يغيروا أو يوقفوا سيول العنف وخراب الديار والنفوس، فينساقون مع إيقاع حياة ملوثة بالسواد والشظف والمتناقضات، قاذفين بأنفسهم في مجارٍ موحلة لا يرون غيرها طريقاً لحياة تُعاش كيفما اتفق. يقول (عابر ليطاني) بطل الرواية مفسراً انجرافه للانضمام لإحدى المليشيات المقاتلة في الحرب الأهلية اللبنانية:" لا قضية لي كي أضحي من أجلها. كثير من رفاقي هم مثلي، جاؤوا إلى الحرب مضطرين، لكنهم يحاربون من أجل الظفر بغنائم من البيوت والمتاجر. لولا هذا العامل المغري لتخلى معظمهم عن السلاح، وقذفوا ببزاتهم العسكرية في وجوه من سلموها إليهم. إنهم فقراء مُهجّرون يأوون إلى الأحزاب التي تدربهم وتطعمهم في انتظار سوقهم إلى الموت ". وهكذا يمكن أنْ تتضاءل أهداف الحرب لتكون مجرد وسيلة إعاشة ومصدراً للقمة خبز! وهذا هو مدار حكاية (عابر ليطاني) الشاب اليافع الذي يجد نفسه - بعد حادثة قتل غامضة لمعلم ٍ في ضيعته – في دائرة الشبهات، فيفر من الضيعة إلى بيروت ليجد نفسه عاطلاً وجائعاً وبلا مأوى. في الوقت الذي كانت فيه بيروت واقعة تحت وطأة الحرب الأهلية وفوضاها وعشوائيتها. ولكي يضمن لنفسه الحد الأدنى من العيش اليومي، يضطر إلى الانضمام إلى أحد الأحزاب المقاتلة طمعاً بلقمة وسقف وسرير، يعينه على ذلك مهارته في الرماية والقنص. وخلال ذلك كان يعاين ما يجري من اعتداءات غير مبررة وقتل مجاني واغتصابات وسرقات وسفالات تبهظ الإنسان آدميته، محاولاً أن يبقى على هامش هذه الحوادث ما وسعه ذلك. وأخيراً يضطر إلى ترك الحزب بعد مقتل زميل مقرّب غيلة، هارباً ببقية عقله مما يجري. وفي محاولة ثانية منه للبحث عن عمل بعيداً عن القتل والقنص، تقوده الأقدار إلى الاشتغال عاملاً في (برّاد الموتى) في إحدى المستشفيات، ووظيفته تجهيز الموتى للدفن إلى جانب المساعدة في غرف العمليات. ولم يكن المستشفى أثناء الحرب – على الرغم من رسالته الإنسانية – ليخلو من الفساد والاختلاس والعلاقات المشبوهة، حتى سمته (كريستين) الراهبة المسؤولة بالكابريه. وهكذا ينغمس (عابر) في تيار الفساد ويصبح إحدى مفرداته لكي لا يشذ عما يجري حوله، ففي زمن الحرب لا بد أن تميل كل موازين الخُلُق والقيم. وطوال رحلة البحث عن العيش في زمن الحرب يظل (عابر) مشغولاً بهاجس الاغتيال الذي سيطاله عاجلاً أم آجلاً، تشفياً أو انتقاماً من أفعال لا يدري إذا كانت تستحق أن يُقتل من أجلها! ففي زمن الحرب لا تبقى مقاييس للعقل أو المنطق، ويغدو القتل مجانياً وعشوائياً وبلا مبررات. وهذا ما كان حين يتلقى رصاصات غادرة ثم يُلقى به تحت الجسر وهو في الرمق الأخير من الحياة. أتمنى أن تكون رواية (حارس الموتى) آخر ما أقرأه في سياق الكتابة عن الصراعات والحروب ومآسيها الإنسانية. فالقراءة في هذا الموضوع لا تجلب غير الشعور باليأس والعجز، ناهيك عما تبثه حولك من طاقة قتامة لا رادّ لها. متمنية على الروائيين أن يشتغلوا على ما ينعش الآمال ويرفع سقف التفاؤل، آخذين بعين الاعتبار ما للكلمة من أثر في صياغة النفس البشرية ودفعها نحو التفاؤل والأمل.
رواية غريبة بمحتواها و موضوعها ( على الرغم من إني قارية كثير عن الحرب الأهلية اللبنانية وتبعاتها بس كل مرة ادلف لها من باب مختلف ) عجبتني .. الأسلوب سلس جدا و جاذب ومثقف .. ممتازة .. الجانب الآخر من الحياة .. الجانب المخفي .. أفكارنا السلبية .. تشوهات الإنسان و الجانب الغريزي فيه الي ممكن يصل للبهيمية و الوحشية .. لو أرجع لأحداث كثيرة وتراكمات فسببها الأساسي هو ( غياب العدل ) وجه الحرب البشع .. أو أحيانا ضعف نفوسنا البشع ..
فيها جرأة جنسية تصدم أحيانا .. واستغلال وظلم و جشع مستتر بعباءة الدين و الطب و الإنسانية .. و شرور الإنسان يخليه ينتهك أقدس الأماكن و أكثرها إحتراما و نوصل لنظرية إن مافي مكان مقدس ولا محترم إلا إذا كانو إلي داخله هم محترمين و بشر بالأساس ..
شدتني جداً الجزئية الي تكلم فيها بطل الرواية عن أفكاره و إحساسه تجاه الموتى وتفاعله مع أفكارهم و إحساسه بأرواحهم .. كان التساؤل الوجودي حساس و إنساني جدا .. مثل ما هالني بشاعة أفكاره تجاه الجثث و تعامله معاهم من منطلق أحياناً نغمته على الحياة وتوزيع الأدوار فيها .. فعلا رواية مختلفة .. رواية عن بعض المهن و بعض المشاعر و الأفكار إلي نحاول نتجاهل وجودها بالحياة ..
نقطة الفلوس وحبها و الشجع الي يولده المال شكثر ممكن يخلينا نقدم تنازلات ترعبنا و ساعات نعتبرها لا إنسانية .. وتشوهنا ؟!
وهل الوازع الديني الحقيقي ممكن ينقذ الإنسان من كل الأمور إلي تشوهه وتمنعه عن التصرفات إلي تدمر إنسانيته في صراعه مع الحاجة و القلة و العوز ؟
رواية مستفزة وغريبة فعلا .. كنت كل ما أنتهي من جزء أسكر الرواية و أفكر بالكلام الحقيقي المكتوب وشكثر الحياة غريبة و تافهه ومالها قيمة أحيانا و قيمة الإنسان فيها بلحظه موته ولا شي كأنه التعامل الأخير له مع الحياة متجرد المشاعر كأنه شيء .. فقط شيء .. والأغرب تعلقنا فيها لي آخر لحظه ..
راح تستحق ٥ نجوم لأنها تطرقت لموضوع مختلف وانكتب بسلاسة وكأن قاعدين نقرا مذكرات حقيقية وتستحق ال٥ نجوم لأنها استحقتها بالتدريج لي النهاية شوي شوي مع كل صدمة ومع كل كشف .. هل الإنسان كائن فعلا جبار بكمية الأسرار إلي يخفيها ؟ بكمية المخفي و الغير ظاهر منه ؟ هل الناس إلي نحبهم و نعاشرهم داخلهم وحوش نجهلها ؟
مسكين بطل الرواية الي شوهته الحياة والظروف و هو بس بعمر ال٢١ .. كم عدد الناس بالدنيا المساكين المشابهين له ؟
يقول البطل : النسيان يعادل الحياة
النهاية جيدة ومنطقية بزمن القوة و الهمجيه و التسلط والغوغائية .. وماكسر خاطري يمكن لأن هالوحش الصغير مع الأيام كان راح يتطور و ويتشوه أكثر ...
مستفزة و تعور القلب .. الحروب البشعة بكل أعذارها و أسبابها الواهية ..
سؤالي المهم : عن كمية البشاعة و القصص و الواقع إلي مس الكاتب شخصيا واستفره وخلاه يكتب هالشي ؟ شلون تحمل؟
هذه الرواية هي أول ما طالعته للمؤلف جورج يرق وكان أكبر دافع لي هو وصولها عام 2016 للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربي. لم أكن قبلها أعرف بأعمال المؤلف.
الرواية عبارة عن الشخصية الرئيسية "عابر الليطاني" يسرد مذكراته التي امتدت خلال سنين الحرب الأهلية اللبنانية. يبدأ بالحادثة التي لم يكن له دخل بها لكنها أدت إلى مغادرته قريته إلى بيروت حيث تحول إلى ترس في آلة الحرب لكنه ينجح في ترك تلك الآلة وراءه ليتحول إلى حارس للموتى في براد أحد المستشفيات. يعيش بطل الرواية حياته بقناعات تبعده عن الانحطاط للدرك الأسفل من الانسانية أثناء الحرب لكن هذا لا يمنعه لاحقاً من سرقة الذهب من أفواه الجثث التي يحرسها.
بالنسبة لي الاسلوب السردي كان مملاً في أحيان ليست بالقليلة خاصة مع وجود وجهة نظر واحدة فقط لما يتم روايته. كثيراً ما وجدتني اسرح بعيداً عن الرواية مع انخراط عابر في سرد تفاصيل دقيقة جداً عما يدور في عقله. بالرغم من ذلك يوجد العديد من الاجزاء المشوقة والمثيرة للمشاعر والفضول للمزيد. عابر أثناء سرده يعبر بحياته من مرحلة إلى مرحلة تتسامى فيها بعض تصرفاته لكنه في المجمل ينحط إنسانياً.
استمعت إلى الرواية على تطبيق "كتاب صوتي" الممتاز بإلقاء صوتي لـ "حمزة كديش" الذي كان أداءه الصوتي جيداً لكن للأسف أخطأ كثيراً في نطق الكلمات.