هذا الكتاب هو إحدى إبداعات السكران التي خفتت مع سطوع سائر كتبه الأخرى. وبه يتضح بجلاء أن الجلد في البحث، والتوسع في المطالعة التي اتسم بها السكران لم تكن نتيجة جديدة قط. لم يكن هذا السفر مجرد دفاع عن العلماء ضد هجمات الليبراليين (وتاريخ الكتاب ينبئ عن عظيم المعارك الفكرية التي حصلت في السعودية تلك الفترة)، بل كان تأصيلًا متينًا لعدد ضخم من المفاهيم الشرعية التي طمرت في خضم موجات التشكيك. والحقيقة أن مادة الكتاب لو وظفت بطريقة حسنة، وانتقيت منها الحجج المضادة للحجج المناوئة للخطاب الشرعي لكان في ذلك نفع كبير. والإنصاف يقتضي أن نقول أن أسلوب السكران هنا ليس بروعة أسلوبه في سائر مصنفاته، بل تتلمس منه أحيانًا شيئًا من الركاكة، ولعل هذه المادة التي نشرها لم تكن معدة في الأصل لتكون كتابًا. وها هنا ملاحظات على الكتاب: 1- يتميز طرح الكتاب -كما أسلفت سابقًا- بالتوسع في البحث والمطالعة والكشف عن المقدمات المضمرة للمخالف وإبطالها، وهذا مستوى رفيع من الرد والطرح ولعله لم يكن شائعًا في تلك الفترة التي اشتهرت الأطراف فيها بالاستقواء بالسلطة وتشويه المخالف وتبسيط القضايا الكبرى. 2- استشهاد المؤلف بعناوين الدراسات الجامعية ذكي وبارع، إلا أن الإكثار منه دون التفات للنماذج العملية التطبيقية يوحي بقصور في الخطاب الشرعي. 3- لا شك أن من أسباب اشتداد الهجمات على الخطاب الشرعي هو ضعف الإعلام الهادف أمام سطوة الإعلام المضاد بكافة صوره المختلفة (مقروء-مشاهد-مسموع)، وهذا يفسح الطريق لسيل من الشبهات والتشغيبات التي تتلقفها عقول الناس ولا تجد من يجيب عنها. ولو تخيلت أنك واحد من هؤلاء الذين اجترفتهم شبهات الإعلام المضاد، فما الوسيط الإعلامي الذي يرشدك إلى كثرة الرسائل الجامعية في أكثر الموضوعات التي تتوقع غياب الخطاب الشرعي عنها؟ وهذه نقطة لم يشر إليها السكران رغم أهميتها. 4- تناول المؤلف موضوعًا حساسًا وهو علاقة أصحاب الخطاب الشرعي بالسلطة، ولا يخفى على مطلعٍ تعذر الحديث عن هذا الأمر بكل أريحية. وقد عالجه السكران بإثبات أن رموز الخطاب الشرعي (وقد انتقى منهم ابن عثيمين) ليسوا علماء سلطان، وأنهم أنكروا علنًا في بعض المواقف. وهذا تقرير حسن. ولكنه لا يعالج أصل الإشكال الوارد وهو وجود الضغوط السياسية على العلماء المقربين من الحاكم. وهذه الضغوط قد تحجّم من نظرة العالم للواقع كما حدث مثلًا في فتوى الاستعانة بالأمريكان. ولا يخفى أن الدخول على السلطان فتنة عظيمة، فكيف بالقرب الدائم منه؟ هل الإشارة لوجود الضغوط السياسية مجرد استنتاج مني؟ كلا، فقد شهد به محسن العواجي في مراجعاته على قناة الحوار -وقد بثت قبل صدور كتاب السكران-، وأشار إليه أسامة بن لادن عند حديثه عن لقائه بابن عثيمين، وغيرهم. 5- رد إبراهيم على الإزراء بالخطاب الشرعي كونه يمعن في المديح السياسي، فقرر أن من يستعمله فريق محدود من أفراد هذا الخطاب، كما أن هذا المديح إن ارتبط بإعلاء مبادئ معينة، فقد اشترك فيه الجميع، فلا اختصاص للخطاب الشرعي به، ثم إن من مدح الحاكم من أصحاب الخطاب الشرعي إنما فعل ذلك استقواء به لحفظ الشريعة من الزوال. وهذه خلاصة ردوده الثلاثة. لكنها مزيفة في الجملة. فلو اعتبرنا المديح السياسي بمنزلة الدعاء للحاكم والثناء عليه -وهو مما عاكس به مخالفيه- فإن هذا اللون شائع بين أصحاب الخطاب الشرعي، وأخص منهم الكبار المعروفين، كهيئة كبار العلماء مثلًا. ولو سلمنا أن هذا المديح السياسي يراعي مصلحة الشرع والعامة، فهل كانت ممارسته صائبة؟ لقد رأينا كيف أدى اعتياد هذا المدح إلى تعلق الناس بالحاكم وعدم استنكار سياساته مهما بدت مخالفة للشرع. وهنا يكمن السؤال الأخير: لماذا -إذن- كان السكران يناكف خصومه بأنهم قد غرقوا في وحل المديح السياسي أيضًا؟ 6- استشهد السكران بمساهمة المشايخ في عدد من الأزمات التي عصفت بالبلاد وإدانتهم للفساد الإداري والمالي الذي أدى لهذه الكوارث. وهذا الاستشهاد ينقض زعم الزاعم أنه لا تعلق للخطاب الشرعي بحقوق الناس. والحق أنه استشهاد ناقص، إذ أن الفساد -هنا- محصور في المال وحسب لا السياسة وسائر المجالات، كما أن مساهمة أصحاب الخطاب الشرعي أكبر من مجرد كتابة مقالات وعقد محاضرات يطالبون فيها المسؤول وينتهي الأمر عند ذلك. لقد أصدر عدد من المشايخ والدعاة مذكرة النصيحة قبل سنين، ومعها خطاب المطالب أيضًا، وذكر ناصر العمر قبل فترة أنه قد خاطب أحد الملوك بخطاب إصلاحي شامل. إغفال هذه الجهود مع التركيز على ما هو أقل منها هو مما لا ينبغي. 7- قال السكران في ص96: "فيثبتون لله كلامًا لا يسمعه أحد يسمونه الكلام النفسي"، ويعني هنا الأشاعرة. والحق أن بينهم خلافًا في ذلك، فقد أشار اللقاني في شرحه (عمدة المريد) لجوهرته ص576 أن عددًا من الأشاعرة يثبتون أن الكلام النفسي مسموع بطرق اختلفوا فيها. - نقولات أعجبتني: "اكتشفت أن هناك ظاهرة جديدة اسمها (الإيمان بكليات الإسلام والكفر بجزئياته) وهذه الظاهرة الجديدة خلاصة معتقدها أنهم يرددون دوما (الإسلام دين العدل والحقوق والحرية والحضارة والتسامح الخ) وهذا الكلام كله حق، فهذه المعاني كلها موجودة في الإسلام، فإذا قلت لهم وهل تؤمنون بحد الردة؟ قالوا: لا، وهل تؤمنون بالبراء من الكفار؟ قالوا لا،وهكذا، فصارت عقيدتهم الإيمان بالمعاني الإجمالية والكفر بالأحكام التفصيلية." (احتجاجات المناوئين للخطاب الشرعي، إبراهيم السكران، ص110). "والعجيب أنك تجد كثيراً ممن يتحدث عن العدل والظلم، يقول لك: انظر في الدولة الفلانية فهي دولة نموذجية فعلاً في إقامة العدل، وهذا هو المثال الذي يجب أن نحتذيه، رغم أن هذه الدولة المذكورة لا تحكم بالشريعة أصلاً، بل تحكم بقوانين وضعية مناقضة لأحكام الشريعة، فكيف تكون نموذجاً في إقامة العدل وهي لا تحكم بالشريعة؟، مجرد رفضها للحكم بالشريعة هذا نوع من أشنع أنواع الظلم، كما قال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) المائدة، 45". (احتجاجات المناوئين للخطاب الشرعي، إبراهيم السكران، ص115). "الدليل التاريخي يؤكد أن (الزندقة والانحراف) ليست في الأصل انعكاساً للقصور الدنيوي، بل هي في الغالب أهواء ولذائذ تجد الوحي يصادمها، لكنها تستغل القصور الدنيوي لتربير وجودها." (احتجاجات المناوئين للخطاب الشرعي، إبراهيم السكران، ص124). - تمت المراجعة
وشخص آخر قال مرةً: (مشايخك ذولا مايدرون راسهم من ساسهم في قضايا الاقتصاد!)
قلت له: يا عزيزي لو حضرت مرةً أي ندوة فقهية يشارك فيها فقهاء المعاملات
(من أمثال د.الأطرم و د.الشبيلي ود.العصيمي ود.خالد المصلح ونحوهم) ورأيت نقاشاتهم الفقهية المالية في قضايا فنية متخصصة من مثل: أثر التضخم النقدي
وانكماش العملة على العقود الإقراضية، وعقود التحوط (هيجينج)، وصيغ التصكيك والتوريق، والتمويل بالهامش (المارجين) ، وإشكاليات التسوية في بيوع العملات والأسواق المالية (سيتيلمنت)، والمشاركة المتناقصة، والقيود الابتدائية في العملات، وصيغ العلاقة بين أطراف البطاقة الائتمانية، ومنتجات الخزينة، ونحو هذه المفاهيم المالية المعاصرة لعلمت أنك لا تفهم أنت في هذه القضايا إلا كما يفهم كتّاب الأعمدة الليبرالية في المستصفى للغزالي!
والعجيب أنك تجد كثيراً ممن يتحدث عن العدل والظلم، يقول لك: انظر في الدولة الفلانية فهي دولة نموذجية فعلاً في إقامة العدل، وهذا هو المثال الذي يجب أن نحتذيه،
برغم أن هذه الدولة المذكورة لا تحكم بالشريعة أصلاً، بل تحكم بقوانين وضعية مناقضة لأحكام الشريعة،
فكيف تكون نموذجاً في إقامة العدل وهي لا تحكم بالشريعة؟، مجرد رفضها للحكم بالشريعة هذا نوع من أشنع أنواع الظلم، كما قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المائدة، 45
فهو لا يعرف أن ترك تحكيم الشريعة نوع من أشنع أنواع الظلم، وتحكيم الشريعة نوع من أعظم أنواع العدل، وما ذاك إلا بسبب ما قام في نفسه أن العدل هو (العدل المالي) وأن الظلم هو (الظلم المالي)،
فإذا رأى دولة فيها محاسبة للظلم المالي = (وهذا مطلب من أعظم المطالب ولا شك) ظن أن هذا هو كل الظلم الذي حذر القرآن والسنة منه،
وظن أن هذا العدل المالي هو كل العدل الذي أمر الله ورسوله به، وهذا جهل فظيع بمنهج النبي في فهم النصوص، وجهل بمفهوم العدل والظلم في القرآن والسنة.
وبالتالي فإن كل نصوص الفضائل الواردة في العدل، وكل نصوص الترهيب الواردة في الظلم، ليست مخصوصة بالعدل المالي والظلم المالي،
بل هي شاملة لمظالم التوحيد، ومظالم البدع، ومظالم الأعراض، ومظالم الأموال، وغيرها من المظالم الشرعية.
وقال الإمام ابن تيمية في الموازنة بين نوعي العدل: العدل في الأمور الدينية، والعدل في الأمور الدنيوية:
(ومن أعظم العدل: العدل في الأمور الدينية، فإن العدل في أمر الدنيا من الدماء والأموال، كالقصاص والمواريث، وإن كان واجباً وتركه ظلم؛ فالعدل في أمر الدين أعظم منه) [الفتاوى: 24/251] ---------------------- بل والله العظيم أن أحدهم –وهو قارئ نهم- قال لي بكل صراحة: (أنا لي أكثر من عشر سنوات أصلي الفجر إذا ذهبت للعمل الساعة الثامنة) يقولها لي بكل برود والله على ما أقول شهيد، فانظر كيف مات الدين في القلب، إن أسوأ من إطباقه على ترك الصلاة لا مبالاته بما وقع منه، وهذا لا يقع إلا بمن غادر تعظيم الله قلبه، وهذا الشخص لا يكف عن المشاركة دوماً في قضية (كيف نفهم الإسلام؟!!!) والله شيء عجيب جداً.
------------ من اجمل و امتع ما قرأت فك الله اسر شيخنا ابراهيم السكران
مبدع. ناقش فيه الشيخ ابراهيم السكران دعاوى المناوئين للخطاب الشرعي من تنويريين وليبراليين وأتى على قواعدهم بالهدم. عندما تقرأ هذا الكتاب، تشعر بإيمان صادق ينبع من كلماته. فك الله أسر الشيخ وحفظه ومد في عمره وأجزل مثوبته.
كتابة علمية رصينة في الرد على إطروحات الحداثيين المناوئين للخطاب الشرعي، ردت عليهم بشكل كامل، ولم توضح سبب تفصير الأمة في السير باتجاه الخطاب الشرعي، أقصدُ أنه وضح -مثلا- تغطية الخطاب الشرعي للمعاملات الاقتصادية الحديثة بشكل كامل، لكنه لم يوضح سبب انتشار هذا الخطاب بين الناس حتى الاقتصاديين منهم. والحداثي ليس همه أن ينتشر الخطاب الشرعي الذي يدعي قصوره، لكن همه أن يلغيه من الأساس.
النتائج الموجودة آخر الكتاب ملخص رائع وكاف للقارئ العادي في فهم ما أراد المؤلف أن يقوله في هذه الأطروحة الرائعة.
للأسف لا يوجد شيء كامل، أظنه عندما دخل في نقطة خلق القرآن لم يكن معتذرا عن العلماء الذي قالوا أن لفظ القرآن مخلوق، وأنا مؤمن أن القرآن كله ليس بمخلوق، لا معانيه ولا الصوت الذي أخبر به الله عز وجل جبريل عليه السلام.
جُهد بحثي يُحترم في الرد على المناوبين للخطاب الشرعي ، و عرض ابحاث جيدة في قضايا معاصرة ، يعيبه تركيز حالة البحث على الخطاب الشرعي في السعودية و يمكن يكون ده مجتمع الدراسة بالنسبة له لكن كثير من مقالات المناوئين للخطاب الشرعي حقيقة فيما يخص الخطاب الشرعي في مصر كمثال ،
قرأت هذه المناقشة العلمية كتكملة لقراءتي لكتاب "ينبوع الغواية الفكرية" لأن الكاتب أوصى به، ولأنني كلما قرأت لأبي عمر إبراهيم السكران فك الله أسره وأمد الله في عمره وأكرمنا بمزيد من كتاباته. كلما قرأت له، تأكد لي أن لهذا الإنسان الذي لا نزكيه على الله سر مع ربه ونصيب موفور من الصدق والشفافية التي تمكنه من الغوص بهذا الشكل في أعماق كل قضية يتحدث عنها ويتحدث عنها بكل سلاسة، قد يكون سر هذا كذلك ارتباطه بالقرآن الذي كما ذكر يرتب للإنسان أولوياته، فيأتي حديثه معطر بنفحات القرآن وبأساليبه.
أما عن الورقة العلمية :
فقد قسمها صاحبها فك الله أسره إلى تسعة أقسام :
-أولاً: وظيفة الخطاب الشرعي -ثانياً: الخطاب الشرعي والحقول المدنية -ثالثاً: الخطاب الشرعي وقضايا الأخلاق -رابعاً: الخطاب الشرعي والعلوم غير الشرعية -خامساً: الخطاب الشرعي والاستفادة من الغرب -سادساً: الخطاب الشرعي والاستقلال السياسي -سابعاً: الخطاب الشرعي ومقاصد الشريعة -ثامناً ً: الخطاب الشرعي ومعارك الصفات -تاسعاً: خلاصات واستنتاجات
وعرض من خلال كل قسم من الأقسام الثمانية إجابات شافية كافية لكل ذي لب يبحث عن الحق
ويمكن القول أن مجموعالمناوءات يمكن اختصارها : ضعف في معرفة الله وتعظيمه وتعظيم ما عظم وتحقير ما حقر، الهوى الذي يبحث عن أي قشة يتمسك بها حتى لا ينقاد للشرع، الكسل او ما يطلق عليه الشيخ أحمد السيد الدلع المعرفي، فلا الشخص التزم مقامه واعترف بجهله وتقصيره في تحصيل ما يرفع عنه اللبس والإشكال فسكت وألزم نفسه غرز من فعلوا ذلك، ولا هو استقوى على هواه وجهله وصبر على رفعهما حتى لا يتفوه بمثل هذه الحماقات والجهالات
وفي آخر قسم وهو أحب قسم إلي لأن فيه الأدوية الشافية من كل هذه العلل
لا أقرأ ورقة للشيخ إبراهيم السكران إلا وتزداد الغصة في قلبي بفقدان هذا المفكر المنقطع النظير في زمانه، يؤسفني أن مفكراً بهذا العمق والبراعة لم يكن نصيبه إلا الزج خلف القضبان. الكتاب رائع جداً، وفيه مناقشات علمية حقيقية لاحتجاجات المناوئين، وأصدق القارئ الكريم أنني صعقت لبعض الأمور التي أوردها الشيخ، لأني ومن فترة قريبة خضت نقاشاً مع أحد الشباب الإسلاميين وكان في كلامه شيئاً من تلك الاحتجاجات التي أوردها الشيخ، وقد صدقته فعلاً بتأخر الشرعيين عن كثير من الميادين المعاصرة وبعدهم عن الواقع، ولكن بعد هذه الدراسة أستطيع أن أقولها وبصوت مرتفع بأن قضايا الواقع والمجتمع من صغيرها إلى كبيرها، لم تلقى عناية من أي الأطراف أو التيارات كما لاقت عناية من أصحاب التيار الشرعي، بل ولله الحمد فأهل الشريعة لم تكن لديهم الخطوط الحمراء التي كانت موجودة لدى بعض التيارات خوفاً من سلطة ما أو من انقطاع دعم من الممول، بل كانوا هم الصوت الذي لا يخبو ولا يجام على حساب دينهم أو مصالح الناس. ويؤسفني أن هذه الحقيقة باهتة لدى الناس، بل وفي بعض الأحيان ينظر إلى أهل الشريعة أنهم أبعد الناس عن قضايا الناس. هالني كثيراً حجم الدراسات الشرعية التخصصية في مباحث وقضايا دقيقة في شتى العلوم، كالطب والاقتصاد ومعاملاته، والإدارة والحقوق والقانون. اللهم عجل بخلاص الشيخ.
كيف يمكن القول بأن الخطاب الشرعي مغيب عن الواقع وأنه خطاب حيض ونفاس .. وهناك المئات من الدراسات في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والإنسانية والفلسفية أنتجتها عقول شرعية مختلفة في معالجة محدثات الأمور ..وكذلك لا يعرف تيار أعطى اهتماما بالمواضيع الاخلاقية والاجتماعية والمعاملاتية مثل التيار الاسلامي ... ومن ظن بأنه اشتغل بالقشور فقط فهو لم يطلع على إنتاج الفكر الإسلامي وشيوخه..وبقي في قشور أوهامه!ولم يتخذ موقفا سلبيا من منتجات الحضارة ووسائلها واعتبر العلوم الطبيعية التجريبية من قبيل فروض الكفايات التي تؤدي إلى مقاصد كبرى في حفظ الأمة ومصالحها..ولم يكن الخطاب السياسي يميل مع الحكام والسياسيين حيث مالو . بل اتخذ مواقف عدة من ( البنوك الربوية وشركات التدخين وتحريمه للضرائب الجمركية لأنها من المكوس، وعلمنة المجتمع ..) وكان له موقفه النظري من علماء الدولة ومن الانكار العلني على الحاكم اذا اقتضته المصلحة ..(عند بن عثيمين) !أما حول مقاصد الشريعة فيظن المناوئون على أن الموافقات للشاطبي كفيلة بأن تخرج الشرعيين من سطحيتهم وحرفيتهم ! ظنا منهم أنهم بتلك الأصول والمقاصد الكبرى والكليات التي سطرها سيعطيهم الحق في أن يخلقوا من الجزئيات والمستحدثات بدون حساب..! والغريب إنهم لم يقرؤوا للشاطبي ولم يعرفوا تشدده في السنة وصراعه ضد المتساهلين والتزامه بالكليات الشرعية وجزئياتها كذلك .. وإن المصالح عنده ليست في الدنيوية فقط وأنها في الأصل وسائل للمصالح الأخروية وليست غايات في ذاتها..وإن الحفاظ على الدين هو الأول في مراتب المصالح. وإن الخير فيما جاء به السلف وقفا لباب التأويلاتـ والانحرافات وأن العقل لا يستقل بمعرفة المصالح . وكل مصلحة حادثة إلا وتنضوي تحت نص مباشر أو غير مباشر.. وإن على الناس اتباع المفتين لهم وهم بحال من الأحوال مشرعين من جهة اجتهادهم في بيان مراد الشرع ! وليس الاختلاف رحمة في شيء ! والرجوع إلى شيء واحد هو الذي يرفع النزاع كما قال مالك! وفي النقاش الدائر حول الاسماء والصفات فهي من باب العلم بالله تعالى واصل في الإيمان وليست ترفا ولا لغوا لذلك عرف ابي بن كعب اعظم اية في القران ...لانهم تربو على حب الله ومعرفة صفاته الكريمة ...لذلك اتخذ الفقهاء والعلماء والمحدثون موقفا متشددا من أهل البدع والأهواء والمتكلمين وكفروا بعضهم وأراقوا دم البعض ... وإن كان الكثيرون أولوا الصفات من باب تنزيه الذات الإلهية (عل خلاف مذهب الكاتب السلفي ) !!وفي آخر الكتاب إضافات مجلمها يحوم حول الفكرة العامة بأن انتقادات المناوئين للخطاب الشرعي لا تعدوا كونها مغرضة محرضة متناقضة في اطروحاتها، غير مبنية على أسس نقد عميقة وموضوعية، و تميل في الغالب الى الخلفيات المسبقة ..
قرأته بحثًا عن إجابة سؤال "هل للإسلاميّين علاقة بتأخّر النهضة؟"
لكنّ هذا البحث طوّر من سؤالي أصلًا فماهو تعريف النهضة؟ وما دور الخطاب الشرعي؟
ثمّ أعطاني مئات اللقطات عن جهود العلماء التي فيها مواكبة مدهشة لعدّة مجالات معاصرة في المعاملات الماليّة والعقود الحديثة والفكر القانوني والجريمة المعاصرة واكتشافات الطبّ وحتّى الفكر الحقوقي والسياسي
ثمّ أشار إشارات بارعة عامّة حول أهمّ السخريات الشائعة من الشرعيّين التي نسمعها يوميًا في مجالسنا وشبكات تواصلنا
من أراد أن ينقد هؤلاء العلماء (المشايخ، المطاوعة، المتديّنين) فأقترح أن يتدبّر هذي الورقة ليطوّر من كفاءته النقديّة معرفةً وتحليلًا ليستفيد من نقوداته المشهد الإسلامي
بارك الله فيك يا شيخ ابراهيم وأمدك بالعلم النافع وجزاك الله خيرا على مجهودك الرائع كالعادة في الحقيقة لقد تناول الكتاب موضوعات منتشرة كثيرا في مجتمعاتنا الإسلامية وللأسف الشديد فان أغلب المناوئين والمتنطعين لا يقرأ الواحد منهم ولا يفقه شيئا إنما هو مقطع يوتيوب أو منشور على الفيس بوك ومتابعة لشحرور وأمثاله ويصبح مفتي ومتنور ومفكر بدون حتى أن يعرف الفاعل من المفعول ولا حول ولا قوه الا بالله .
This entire review has been hidden because of spoilers.