اعتقد انها من الروايات القليلة التي الكاتب يخاطب فيها نفسه .. رجل تراجيدي ، مخدوع بالشعارات التي انساق اليها بحثا عن انتماء .. يمر بسلسلة من المخاطر و المغامرات ليصل الى الاراضي الدانماركية ..ويكتشف انه مخدوع في كل شيء .. زوجته تهمله و ابنته ترفض دراسة تاريخ بلدها بعد مشاهدة تخريب الاثار بعد دخول الجيش الامريكي ..يلجا للحصول على الحنان من امراءة اخرى يكتشف انها هي ايضا تخدعه بطريقة ما ..لينتهي الامر به سجينا ..ربما في السجن سيجد ذاته بطريقة ما .... رواية حزينة و احتجت ساعات لاتخلص من اثرها علي
أميلُ دائماً لمن يكتبون بصدق وبواقعية بعيداً عن التزويق والمثالية المفرطة التي أصبحت تثير القرف، أشعر وأنا أقرأ للمرحوم حميد العقابي بأنه يكتب لنفسه لا للآخر، يعزي روحه بما يسطره سوى في رواياته أو شعره يكتب ليقضي وقت فراغه في عزلته في مدينته النائية "فايله" بعيداً عن صخب موطنه الذي لم يجني منه سوى الهمّ والغمّ.
المرآة :
تبدأ الرواية بطريقة "الفلاش باگ" لرجل خمسيني تقريباً في سيارة شرطة مستذكراً رحلة شاب مخدوع شأنه شأن الالآف غيره بإنتماءهِ إلى حزب أشبعهم شعارات واهية أفضت به إلى التصالح مع عدو الأمس دون دراية أو حنكة سياسية، إضافة تناقضات المعسكر الإشتراكي المتعاون مع عدوهم، فأحرق أعضاءه وجماهيره على حد سواء، فأنتهى به الأمر إلى الركون والركود في زاوية لا تسع لشيء ممكن، فيقرر بطل الرواية سامي الهروب بعد سبعة أيام من السجن والتعذيب والإعتراف والإقرار بالتخلي عن الإنتماء بمساعدة حبيبته المخدوعة أيضاً من حزبها ورجالاته، فيختارون المنفى في رحلة متعبة تبدأ من شمال العراق مرور بإيران وتنتهي بمدينة على الطرف الآخر من الكرة الأرضية، يحاول قدر الإمكان التجرد من ماضيه ومن إرثه ومن كل ما يثقل عليه عزلته مستنداً على أفكاره الأولى، فيحاول الإندماج مع مجتمعه الجديد، فينتهي به المطاف متهم بجريمة قتل أبنته [تلك المنسلخة عن ماضي والديها بكل أوزاره، التي رفضت دراسة التاريخ بعدما كانت مولعة به، بعد مشاهدتها لشعب أجدادها لحظة سقوط الديكتاتور وهو يدخل المتحف الوطني العراقي وينهب محتوياته فغيرت وجه نظرها وصرحت لوالدها كيف ستدرس تاريخ شعب لا يحترم هو نفسه تاريخه!] بعدما أكتشف بأن لها علاقة مع شاب من مجتمعه الجديد الذي يبيح هكذا علاقات، متفاجئاً بتغيير عقيدة زوجته وقناعتها بعد إصابتها بمرض شفيت منه، وردها القاسي له بعد علمها بزواجه الثاني ورضوخه له بعيداً عن قناعاته. رواية عراقية واقعية بإمتياز دون أية رتوش
مسك الختام لتحدي الـ100 كتاب لعام 2015 كان مع قراءتي الثانية للعقابي بعد روايته الجميلة ( الفئران) وللأسف لم تكن بمستواها .
تبدو الرواية وكأن البطل يخاطب نفسه ويقص حكايته بسرد الذكريات .. المرآة كانت ربما صورة ابنته وقد عكست تاريخ والدتها بعد أن ستر الحقيقة . او ربما هي صورة انتقامه الذي عجز عن تنفيذه بوالدتها .
الرواية متواضعة وتدور في اطار بسيط خالي من الحبكة وقليل التأثير في نفس القارئ.
◀ لا تكمل الريفيو إذا لم تكن ترغب في حرق قصة الرواية . القصة عن رجل عراقي (سامي) يقضي حياته لاجئاً في الدنمارك بعد أن اضاع الكثير من عمره وهو يحاول أن يستقر بمكانٍ ما بعيداً عن الوطن . يتزوج من حبيبته (سهاد) التي يتضح لاحقاً انها كانت على علاقة قبل ان تعرفه ولكن هذا لم يجعله يتركها بسبب حبه لها ولأنه شيوعي ولم يكن يمنح الدين اهتماماً فتنجب له روزا. ولكنه يتعرف فيما بعد على ( اسراء ) التي يتزوجها وتنجب له ايضاً ابنة تسميها ( سورة) .
تسوء علاقته بسهاد التي لم تنسَ حبها الأول رغم خيانته لها .. وتكبر روزا متمردة على العادات والتقاليد و لا تمتلك اي مشاعر اتجاه وطنها او كما تقول ( لا استطيع احترام شعب لا يحترم تاريخه ) . فتدخل في علاقة مع صديقها الدنيماركي وحين يعلم والدها يقتلها .
رواية اقل ما يقال عنها إنها رائعة ، لانها تصف الازدواجية العراقية بأوضح صورة وتفضح المثقف العراقي الذي لا يؤمن بما يدعي أنه يؤمون به ، كما يبين حميد عندما يصف بطل روايته الشيوعي العراقي اللاجيء في الدانمارك ، وما يستتبع ذلك من انشطار بين حياة الوطن وحياة الغربة
الروايا فيها نصوص فاحشة ونصوص كفر ستكون افضل من دونها. بالاضافة الى ان هذه النصوص التي تبين معتقدات الشخصية تناقض ما يحاول ان يبينه من خيبة امله باعتناقه الفكر الشيوعي الذي يدعوا الى الابتعاد عن الله والعائلة كما فهم من حوار الشخصيات والفكر بمجمله ختاما قد تيقنت الشخصية انه مجرد خديعة!. النسيج الروائي بشكل عام يبين مهارة ادبية وقدرة على الاقناع بواقعية الحدث . الشخصيات تتحرك ضمن المشهد بوضوح و تؤدي ادوارها باتقان. الشخصية سامي ذو رؤيا فلسفية افكار تخبا تحتها رجل مخدوع فكريا . من وجهة نظري ان النص الروائي قوي جدا في بداياته ثم يضعف وصولا الى الخاتمة التي اصبحت ضبابية وغير معبرة و لاتناسب ماتم سرده. يمكن القول والقبول بان الانسان لايجد الهدوء والاطمئنان الا مع وفي طريق الله عز وجل.