إن الفضائل والرذائل أقرب إلى بعضها بعضا مما يعتقد الإنسان. إنها أشبه بأزواج في حلبة رقص، يدورون واحدهما حول الآخر، ويتباعدون ليعودوا فيتقاربوا ثانية. وفي حركاتهم يصعب التمييز فيما بينهم، ما قد يؤدي إلى قلقلة أسلوب العيش الخاص للإنسان. وكما في عرض مسرحي يقدم الكاتب الفضائل والرذائل كشخصيات تكشف بأسلوب فني رشيق طبيعة العلاقات الداخلية فيما بينها لتوضحها في تشعباتها وتفرعاتها. وهدفه من ذلك هو أن يتمكن الإنسان من أن يعيش حياته الفانية بإحساس يقظ، ليقدم أفضل ما عنده لنفسه وللآخرين.
منذ مدّة لم أقرأ كتاب يشدّني إلى القدر الذي أعيد فيه قراءة النّص مرّتين لا لصعوبته إنّما لربط الأفكار بالواقع والذي بدوره يخرجني من دفّتي الكتاب برهةً من الزّمن وما ألبث أن أعود أشدّ فضولًا ملء فاهي «ألا فاسقني أكثر». [١١١فضيلة ١١١نقيصة] من الكتب التّي شدّني فيها عنوانها وأصاب فيها حدسي. . كتابٌ فلسفي غير أنّه يمتاز بالسلاسة، يقع في ٣٣٣ صفحة مقسّمة على بابين [الإستعراض] متضمّنًا ١١١ فضيلة ونقيصة على حدٍّ سواء، يليها [الكرّاس] والذي يناقش فيه المؤلف فلسفة ونظريّة الأخلاق بين الفكر الفلسفي القديم متمثّلًا في (أرسطو) والحديث متمثلًا في (كانط) يتناول فيه الأسئلة التقليدية المتعلّقة بمفهوم الفضائل والرذائل. الجدير بالذّكر أن فصل [الكراس] قابل للقراءة في أيّ وقت، أعني قبل أو بعد أو أثناء الإستعراض "المسرحي" كما يزعم زيل. . الكتاب من تأليف مارتن زيل الألماني الحاصل على الدكتوراه وعلى درجة الأستاذية في الفلسفة والتاريخ والأدب الألماني فضلًا عن اسهاماته في جماليات الفن السينمائي، وقد نقله للعربيّة المترجم السّوري نبيل الحفار الحاصل على الماجستير في الأدب الألماني والدكتوراه في العلوم المسرحيّة، ولعل هذا التشابه بين الكاتب والمترجم جعل النسخة العربيّة منه لا تقل جودة عن النّص الأصلي، إذ لا تشعر بوعورة أثناء القراءة وهذه نقطة تسجّل لصالح الكتاب برأيي. . «كلّ ميزة بشريّة تنطوي على ميلٍ للضلال عن درب الفضيلة، وتنطوي كلّ رذيلةٍ على محفّزٍ على الإنعطاف نحوه.» تحت هذا المفهوم قام زيل باستعراض القيم الأخلاقيّة الـ١١١ متناولًا إيّاها بشيء من التفصيل حسبما يقتضيه المقام، ولعلّه يشير إلى قيم أخلاقية أخرى تندرج تحت المذكورة سلفًا ليغطّي ٥٥٥ فضيلة ونقيصة دون إشارة مباشرة، غير أنّه يعود ويدرج أسماءها كاملةً في نهاية الكتاب. «على الإنسان أن يدرك علاقة القربى بين الفضائل والرذائل، إذا أراد أن يفهم النزاع القائم بينها.» وهذا تمامًا ما يستند عليه الكاتب طوال فصول الاستعراض المسرحيّ بين طيّات كتابه. . لعلّ أكثر ما استحسنته أثناء قراءتي، سلاسة الأفكار وكيف أنّه ربط بين كل القيم بوثاق منطقي يجعل النّص متماسكًا حتّى مع استقلالية كل قيمة، وهذا شيء عظيم برأيي، فضلًا عن أنّه مهما أسهب في قيمة أو مال للاقتضاب في أخرى إلّا أنّه دائمًا يميل إلى ختم النّص بخلاصة الفكرة فيعيد له تماسكه وانسجامه وتبقى أنت قيد الحماسة والاثراء في آنٍ معًا. . شخصيًا شدّني جدًا تعريفه لفضيلة [الحبّ] وموضوعيّته فيها فضلًا عن العاطفة المتّزنة .. كانت من أجمل القيم التي وقف عليها حقيقةً من وجهة نظري. «أن تُحبّ شخصًا ما يعني في خوفك عليه أن تخاف على نفسك في الوقت نفسه: ولهذا فشعورك بالضّياع هو عدم وجودك مع إنسان تحسّ بأنّك معه قد وجدت نفسك مجددًا.» . تطرّق الكاتب في أحد القيم لمبدأ السببية وأراد بهذه أن يقيم نوع من الحيادية في الآراء، لكنّه أساء من حيث أراد الإصابة بغضّ النظر عن توجهه العقيدي -والذي يتوجبّ علينا أن نتجاهله في سبيل اكتساب المعرفة-، ارتأيت أن أشير لهذه النقطة تحديدًا ليعي القاريء أنّه في صدد التوقف عند عدد لا بأس به من المغالطات العقيديّة والفكريّة في هذا النّص، ولابد طبعًا من تمريرها على مرشّحات الشرع والمنطق لئلا نميل كلّ الميل. «لذلك لابد من فهم الفضائل والرذائل باعتبارها ميولًابشريّة للتّصرف في حالات معيّنة وعلى نحو معيّن، أكان جيدًا أم سيئًا، وهذه الميول هي بمنزلة تحضير اعتيادي لحالات حياتيّة معروفة أو مازالت مجهولة.» . الكتاب عمومًا غني جدًا إذ يفتح آفاقًا للتأمّل في القيم المعتادة بنظرة أكثر شموليّة ودقّة، وشخصيًا أرى أنّ قراءة واحده فيه لا تكفي. . ختامًا، «ثمّة رحلات يتمنّى الإنسان لنفسه فيها ألّا تنتهي، لأنّ الوصول يعني التّحرّك مجددًا ضمن أطر ثابتة.»
يتحدث الكاتب عن 111 فضيلة و رذيلة و يبين كيف أن لكل منها جوانب إيجابية و سلبية, كما يوضح العلاقات و التداخلات فيما بينها. في نهاية الكتاب يعرض الكاتب الفرق بين النظرة القديمة للأخلاق و الفضائل المتمثلة بأرسطو و النظرة الحديثة المتمثلة بكانط.
كتاب فلسفي ولكن بطريقة تلامس الواقع! شرح الفضائل والنقائص يوجد فيه حقائق من واقعنا او أناس قد كنا التقينا بهم او يمثل شي من شخصياتهم! حبيت الكتاب لان حتى من خلال هذا العرض الفلسفي يوجد دروس ترسخ في ذهنك لفضائل يجب ان تتحلى بها و نقائص يجب ان تتحكم بها او تمحيها!
عجبني جدا ساحر بشكل فريد ومدهش وبيحكي عن بعض الفضائل والرذائل والعلاقة بينهم وبين بعض وبين والعلاقة بين الفضائل لوحدها والرذائل لوحدها والفرق بين أرسطو و كانت واختلاف وجهة نظرهم بين السعادة التي تحضر من فعل الفضائل ووجهة النظر الأخري اللي بتقول أن الواجب النفسي اهم وإن السعادة ليست دلاعة علي ممارسة الفضيلة أو عدم فعلها بل الشعور بالضرورة من داخلك هي الأهم وشرح مبسط بشكل طفيف لبعض الفضائل وبعض الرذائل وان الوسط هو الأهم لا الزيادة أو النقص
في البداية، أودّ أن أعبر عن استغرابي الشديد لكون هذا الكتاب غير مترجم إلى اللغة الإنجليزية؛ إذ بحثت عنه طويلًا ولم أعثر على أي ترجمة له.
ثانيًا، وبصراحة تامة، كان الكتاب أقل من توقعاتي. صاحب مكتبة الكتب الذي أتعامل معه وصفه لي بطريقة مذهلة، ولأنني أثق بذوقه، اقتنيت الكتاب وأنا أتوقع منه الكثير. لكن ما وجدته لم يكن كتابًا فلسفيًا كما توقعت، بل كتابًا ينتمي بشكل كامل إلى أدب التنمية الذاتية الحديثة. ورغم أنه اقتبس آراءً مختلفة لعدد من الفلاسفة، إلا أن الكتاب لا يمكن وصفه بأنه عمل فلسفي على الإطلاق، خاصة إذا قارناه بأعمال أعمق وأمتن — مثل كتب سعيد ناشيد — التي أراها أكثر فلسفية ونضجًا.
قد يكون انطباعي هذا لأنني تأخرت في قراءته، ولأنني خلال السنوات الماضية قرأت كتبًا فلسفية حقيقية لا كتبًا استعراضية أو خفيفة، فظهر لي هذا الكتاب باهتًا مقارنة بما اعتدت عليه.
لكن هذا لا يعني أنه كتاب سيّئ — على العكس، قد يكون مفيدًا جدًا للأشخاص الذين يرون الحياة بنظرة حادة وثنائية: أبيض أو أسود، خير أو شر. وقد يساعدهم على تهذيب أحكامهم وتخفيف حدّتهم تجاه الآخرين… تمامًا مثل صاحب المكتبة الذي اشتريت منه الكتاب.
وأجد أن هذا الكتاب مناسب أيضًا لأولئك الذين يدّعون امتلاكهم “للحقيقة المطلقة”، مثل بعض الموظفات اللواتي تعاملت معهن سابقًا، والبعض الآخر لا يزال موجودًا اليوم… ولا أجد ما أضيفه أكثر من ذلك.
الكتاب يعرض الجوانب المخفية من الفضائل والنقائص .. اعتقدت أن الكتاب يناقش ١١١ فضيلة و ١١١ نقيصة ، وإذا به يناقش ١١١ بين ( فضيلة ونقيصة ) . الكتاب ممل بعض الشي والمترجم لا يوصل بعض النقاط بالشكل المطلوب.
إن ما نعتبره فضيلة قد يراه الآخرون من الرذائل ، فحوى الكتاب يدور حول هذا الفلك، المنطقة الرمادية بين الفضيلة والرذيلة، الكتاب جيد لأنه يفتح للقارئ المجال للتفكير