هذا كتاب عمدة في التفسير الإشاري، حرص فيه مصنفه أشد الحرص على النص القرآنى، والتزم بالنظر إليه نظرة اعتبار وتقديس، وكان عمله أشبه بمن يقبس قطفات من الضوء من مشكاة كبيرة ينير بها الطريق أمام الزهاد والعارفين، دون أن يتورط في تعسّف أو ينزلق في درب من دروب الشطط، والسبب الذي يعود إليه هذا المنهج أنه سني حريص على سنيته بقدر ما هو صوفى حريص على صوفيته، وقد سار في الكتاب على خطة واضحة محددة، التزم بها من أول الكتاب إلى آخره، فهو يبدأ بتفسير البسملة كلمة كلمة، وأحيانا حرفا حرفا، في مفتتح كل سورة، مع عدم التشابه؛ حيث إنه جعل تفسير البسملة يتمشى مع السياق العام للسورة كلّها، ثم بعد ذلك يبدأ في تفسير السورة آية آية، ولم يتخلّ عن آية إلا في مواضع نادرة، بل ربما تكون الآية طويلة نسبيا ومع ذلك لا يتركها دون إشارة حتى ولو كانت سريعة مقتضبة «على سبيل الإقلال خشية الملال» كما يقول في مقدمته. (Al-eman.com)
توفي أبوه و هو طفل صغير و بقي في كنف أمه إلى أن تعلم الأدب، و العربية، ثم رحل بعد ذلك من "إستوا" القرية التي ولد بها، إلى نيسابور قاصدا تعلم ما يكفيه من طرق الحساب لحماية أهل قريته من ظلم عمال الخراج. فكانت هذه الرحلة تعبر في جوهرها عن أهم حلقات الآثار النفسية التي ترسبت في شخصية القشيري (ت465هـ)، و التي اتضحت فيما بعد في مواقفه أمام السلطة الزمنية. و أثناء هذه الرحلة حضر حلقة الإمام الصوفي الشهير بأبي علي الدقاق (ت406هـ) و كان لسان عصره في التصوف، و علوم الشريعة، فقبل القشيري (ت465هـ) في حلقته بشرط أن يكتسب الشريعة، و يتقن علومها. و هذا ما يفسر دعوة القشيري في مشروعه الإصلاحي إلى الملازمة بين علوم الشريعة و التصوف. و قد قبل هذا الشرط و عكف على دراسة الفقه عند أئمته. و لما انتهى منه حضر عند الإمام أبي بكر بن فورك (ت406هـ) ليتعلم الأصول. فبرع في الفقه و الأصول معا، وصار من أحسن تلاميذته ضبطا، وسلوكا. " وبعد وفاة أبي بكر اختلف إلى الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني [ ت418هـ ">، و قعد يسمع جميع دروسه [ وبعد أيام "> قال له الأستاذ : هذا العلم لا يحصل بالسماع، فأعاد عليه ما سمعه منه، فقال له : لست تحتاج إلى دروسي بل يكفيك أن تطالع مصنفاتي، و تنظر في طريقتي و إن أشكل عليك شيء طالعتني به : ففعل ذلك و جمع بين طريقته وطريقة ابن فورك (ت406هـ)، ثم نظر في كتب القاضي أبي بكر بن الطيب (الباقلاني)(4) " و بذلك صار القشيري بارعا في الفقه، و الأصول مما دفع بالجويني إمام الحرمين (419/478هـ) أن يصاحبه، و يحج معه رفقة أبي بكر البيهقي(5). و لم يقتصر القشيري على الفقه و الأصول، بل كان متحققا في علم الكلام "و مفسرا، متفننا نحويا و لغويا، أديبا كاتبا شاعرا، شجاعا بطلا، له في الفروسية و استعمال السلاح الآثار الجميلة(6)". و هكذا حقق الإمام القشيري (ت465هـ) ما طلبه منه أستاذه "الدقاق" (ت 406هـ) في تحصيل علوم الشريعة. كل ذلك و هو يحضر حلقات أستاذه "الدقاق" في التصوف و المباحث النفسانية إلى لأن رأى فيه قبسا من النبوغ، و العطاء فزوجه كريمته و مات أبو علي الدقاق(ت 406هـ) و هو في غاية الاطمئنان على محاضرات التصوف بين يدي تلميذه الذي " أجمع أهل عصره على أنه سيد زمانه، وقدوة وقته، و بركة المسلمين في ذلك العصر " (7). و عندما نال القشيري (ت 465هـ) هذه الشهادة أصبح أستاذ خراسان بدون منازع، فصنف العديد من الكتب و الرسائل غير أن مصادر التاريخ تذكر أن أغلب مصنفاته فقدت، و نذكر فيما يلي أهم مؤلفاته رحمه الله : 1- الرسالة القشيرية في التصوف. 2- لطائف الإشارات، تفسير للقرآن الكريم في ست مجلدات. 3- كتاب القلوب الصغير، و الكبير. 4- شكاية أحكام السماع. 5- شكاية أهل السنة. 6- ناسخ الحدي
كنا في كاترين، صباح 4 أبريل الماضي، حين فَتحت الكتاب لأول مرة، كانت النُّسخة لرضوى.
بدأت القراءة، "تفسير صوفي للقرآن" هو تعريف مثير للاهتمام، خصوصاً مع قراءة بعض المقاطع من "الرسالة القشيرية" في وقتٍ سابق، فتحت جزء التفسير الخاص بسورة يوسف، أقرب سور القرآن لي، وأكثر ما أعرفه منه، استغرقت كثيراً كثيراً، لم أقرأ من قبل شيئاً يتعامل مع النص الديني بتلك العذوبة. كانت الحياة مُرهقة ومُلَخْبِطَة حينها، وعدة أرواح ليست بخير، وفي تفسير السورة كنت قد وَصلت للجزء الذي يُفسر فيه رَمي يوسف في البئر، كان الإمام القشيري يقول أن الناس.. العابرين الذين أنقذوا النبي.. عطلهم الله أمام هذا البئر تحديداً، ربما سَكَنت ركوباتهم أو خَلصت مياههم أو أي شيء آخر سيبدو ضاراً لهم، فقط لأن لُطف تقديره يُحتم أن يكونوا سبباً في إنقاذ يوسف، "أفلا رب تشويش يقع في العالم والمقصود به سكون واحد"؟ اهتز قلبي ثم سَكَن، كتبت الجملة على ورقتين.. أعطيت لرضوى واحدة واحتفظتُ بالأخرى.
حين عُدنا للقاهرة اشتريت الكتاب، وخلال البقية الباقية من العام كنت أقرأ فيه بهدوء وبطء وعلى مهل، صاحبني طوال أشهر طويلة، وما من شيء يمكن قوله بأكثر من العنوان نفسه.. كل هذا اللُّطف في الإشارت، كل هذا العطف المُرسل من هناك إلى هنا.
أذكر أوقاتاً بعينها كان الكتاب موجوداً، تلك الرسالة التي كنت أكتبها لمي سعد، عن الثورة وعن ماهينور وعنا، وتزامنت مع وصولي لجزءٍ من الكتاب بقول فيه الإمام: "ويقال حُكم الله بأنه لا يفتح للمريدين شيئاً من الأحوال إلا بعد يأسهم منها، وقال تعالى "وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته"، فكما أنه ينزل المطر بعد اليأس، فكذلك يفتح الأحوال بعد اليأس منها، والرضا بالإفلاس عنها".
هذا العام كان مهماً، كان الأهم في حياتي، وهذا الكتاب صاحبني في الزَّمن كله.
الجملة كانت في بالي طوال أشهر، وحين كتبتها الآن وجدتها سخيفة أو مفتعلة، ولكن ما يقلل من ذلك أنها صادقة تماماً.. لم أعرف الله بأكثر مما عرفته هنا، أو بشكلٍ أدق.. لم أر تصوراتي عن الله مُحققة بأكثر مما جاء في تفسير القشيري.
وقال "بسم الله" ولم يقل "بالله"، على وجه التبرّك بذكر إسمه عند قوم، وللفرق بين هذا وبين القَسَم عند الآخرين، ولأن الأسم هو المُسَمّى عند العلماء، ولإستصفاء القلوب من العلائق، ولإستخلاص الأسرار عن العوائق عند أهل العرفان، ليكون ورود قوله "الله" على قلبٍ مُنقّى وسرٍ مُصَفّى. وقوم عند ذكر هذه الآية، يتذكرون من الباء (بِرّه) بأوليائه، ومن السين، سرّه مع أصفيائه، ومن الميم منّته على أهل ولايته، فيعلمون أنهم ببره عرفوا سرّه، وبمنّته عليهم حفظوا أمره، وبه سبحانه عرفوا قدره. وقوم عند سماع بسم الله، تذكّروا بالباء براءة الله سبحانه من كل سوء، وبالسين سلامته سبحانه عن كل عيب، وبالميم مجده سبحانه بعزّ وصفه، وآخرون يذكرون عند الباء بهاءه، وعند السين سناءه، وعند الميم ملكه، فلما أعاد الله سبحانه هذه الآية، أعني بسم الله الرحمن الرحيم، فل كل سورة، وثبت أنها منها أردنا أن نذكر في كل سورة من إشارات هذه الآية، كلمات غير مكرورة، وإشارات غير معادة، فلذلك نستقصي القول ها هنا، وبه الثقة
مفتتح تفسير سورة الفاتحة (لطائف الإشارات_ الإمام القُشيري)
Kitab ini merupakan tafsir Al Qur`an dengan metode sufistik. Ditulis oleh Imam al Qusyairi.
Kitab ini merupakan tafsir sufi terlengkap dan paling diterima oleh para ulama dibandingkan beberapa tafsir sufi lainnya.
Dari kitab ini, saya mendapati kedalaman ilmu Imam Al Qusyairi. Tidak saja dalam bidang tasauf namun juga dalam ilmu-ilmu keislaman lainnya.
Sehingga dalam dalam tafsirnya ini kita akan melihat dengan jelas pengetahuannya yang mendalam itu.
Dengan membaca kitab ini kita akan mengetahui bahwa konsep-konsep tasawuf yang diajarkan oleh Al Qusyairi dan tokoh-tokoh sufi lainnya mempunyai landasan dari Al Qur`an sendiri.
Dalam tafsirnya ini, Al Qusyairi juga dengan jelas mendedahkan pemikiran-pemikiran sufistiknya, dengan berlandaskan pada ayat-ayat Al Qur`an.
Sehingga semua pemikiran-pemikiran sufi oleh Al Qusyairi ditunjukkan sumbernya dalam tafsir ini.
Dan kitab ini juga menjadi sumber yang jelas bagi pemikiran Al Qusyairi. Sehingga jika selama ini Al Qusyairi dikenal sebagai pengarang ar Risalah al Qusyairiyyah, maka sudah seharusnya ia lebih dikenal sebagai pengarang kitab tafsir Lathaaiful Isyaaraat.
من أعظم و أكمل التفاسير الاشارية لكتاب الله الكريم البعيدة عن البدع و القريبة للقلب مكتوب بلغة أدبية و بلاغة و صياغة عالية لا تتعارض مع الشرع .. رحم الله الامام القشيري ...