إن أحكام دراسة النفس الإنسانية لاكتشاف سننها ومعرفة مقوماتها وعاداتها الفاعلة، ومعرفة معوقاتها وعاداتها القاتلة لتنمية الأولى وحماية الإنسان من الثانية هو مدار "الفقه التربوي" الذي يجب أن تجتهد المؤسسات التربوية لبلورته ونشرة وتفعيله، وهذا ما استهدفت هذه الدراسة الإسهام فيه وإثارة الاهتمام به، حيث تناولت وعلى مدار اثنا عشر فصلاً دراسة موضوع التربية والتجديد وتنمية الفاعلية عند المسلم المعاصر. فتحدث وبالتتابع عن: معنى الفاعلية وأهميتها، درجة الاعتماد على الغير وعادتها الفكرية والنفسية، درجة الاستقلال عن الغير وعاداتها الفكرية والنفسية، صفات المجتمع المفتوح والمجتمع المغلق، التربية التجديدية وتربية القولبة والعقلية والإدارية، نظم التربية العربية والإسلامية الحديثة ونشر القولية العقلية والوعي الساذج، التربية والفاعلية وسلم الحاجات الإنسانية، العبث بالحاجات الإنسانية وتوقف فاعلية المسلم المعاصر، سنن التحول التاريخي والتناقضات الجارية في المجتمعات المغلقة في الأقطار العربية والإسلامية، حاجة المجتمعات العربية والإسلامية إلى حركة تربوية-تجديدية تنقلها من المجتمع المغلق إلى المجتمع المفتوح".
درس في الجامعة الأمريكية في ( بيروت ) و جامعة القاهرة و الجامعة الأردنية , ودرّس في جامعة ( أم القرى ) في قسم ( التربية الإسلامية ) . مهتمٌ بالتربية , والنهضة , والإصلاح
عرفناه من خلال كتاب ( هكذا عاد صلاح الدين وهكذا عادت القدس ) ولكن له - في الحقيقة - كتب أعمق و أهم منه .. وهيَ : ( 1 ) تطور مفهوم النظرية التربوية الإسلامية . ( 2 ) الفكر التربوي عند ابن تيمية ( رسالة الدكتوراه ) . ( 3 ) أهداف التربية الإسلامية . ( 4 ) مقومات الشخصية المسلمة . ( 5 ) الأمة المسلمة . ( 6 ) فلسفة التربية الإسلامية . ( 7 ) رسالة المسجد . ( 8 ) حياة الإنسان في العالم العربي . ( 9 ) التربية والمستقبل في المجتمعات الإسلامية . ( 10 ) الخطر الصهيوني على العالم الإسلامي . ( 11 ) أهداف التربية الإسلامية . ( 12 ) أصول العقل الأمريكي وتطبيقاته الاقتصادية والسياسية والعسكرية . ( 13 ) صناعة القرار الأمريكي .
يضم الكتاب 4 ابواب تم تقسيمها على 9 فصول تحدث في الباب الاول عن معنى الفاعلية و اهميتها و كيف تتحقق في الامم و عن معنى التجديد و مدى اهميته ,منتقلا بعد ذلك للباب الثاني ليحدثنا عن التربية و درجات نضج الشخصية و عاداتها الفكرية و النفسية ليخبرنا ان النضج الكامل في شخصية الانسان هو الاساس الاول الذي تقوم عليه تنمية الفاعلية و ان التربية الواعية تعمل على تنمية نضج الشخصية الانسانية عبر درجات ثلاث من الحالات النفسية . تحدث في الباب الثالث عن التربية و تجديد الفاعلية عند الامة و عن معانيها و صفاتها و عن الصفات المجتمع المفتوح و المغلق منتقلا بعد ذلك للنظم التربية العربية الحديثة و عن سلم الحاجات الانسانية و عن مدى حاجة المجتمعات العربية الى حركة تربوية تجديدية لنقل مجتمعنا من المغلق الى مفتوح و ينهي الكتاب بالباب الرابع مخصصا هذا الباب للتوصيات و خلاصة التي وصل لها . الكتاب جيد و يستحق القراءة و اسلوب كاتب لابأس به .
الأساس التي تقوم عليه عادة التعاون الجماعي هو الوعي بقيمة الاختلافات والفروق النفسية والعقلية والجسدية والعاطفية بين الأفراد والجماعات، وأن هذه الفروق تجعل الناس أكثر تعاوناً وتماسكاً مما لو تشابهو . قال تعالى( ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) الآية ١١٨ سورة هود. لكن الذين لا يعون قيمة الفروق والاختلافات بين الناس، يصنعون منها عوامل تنابذ وتخاصم بدلاً من المودة والتآلف والتعاون. - الإنسان في تطوره يمر بثلاث مراحل ١- أولها مرحلة اعتماده على الغير حيث يحتكم إلى مايقوله الناس، ويصدر ردوداً تلقائية. ٢- قد يتطور إلى درجة الاستقلالية عن الغير، فيأخذ زمام المبادرة ، ويحدد منطقياً أهدافه ويرتب أولوياته. ٣- ويصعد بعد ذلك إلى مرحلة تبادل العتماد مع الغير، حيث يستفيد ويفيد ويفهم الآخرين ويدعهم يفهمونه ويتعاون معهم. والإنسان الذي يتبادل الاعتماد مع الغير ،هو انسان جدير بالإعتماد على نفسه وقدراته ومهاراته ولكنه يدرك أنه بعمله مع غيره يحقق إنجازاً أكبر مما ينجزه لوحده.
-يكاد يجمع المختصون بعلوم التربية والإجتماع الإنساني على عجز الأمم عن استثمار مواردها البشرية ومقدراتها المالية، وذلك للقصور الكامن في أجهزة التفكير والإرادة التي تتجسد في ثقافة الأفراد وعلاقات المجتمع المكونه للأمة نفسها، وهو مؤشر لوجود عطل في نظم التربية التي تمد الإنسان بالقيم والإتجاهات وتزوده بالمعلومات والخبرات. -الفعالية تعني تحقيق أعلى درجات الإنجاز عندما تكون المخرجات أفضل من المدخلات. وتتحقق الفعالية في الأمة من خلال الإنجازات التي تلبي الحاجات وتواجه التحديات في الداخل والعطاء الحضاري الذي تقدمه الأمة في الخارج.
يمتلك المسلمون كل مقومات النجاح ليصلوا إلى تحقيق القوة العظمى إلا أن هناك قصور في أجهزة التفكير والإرادة ويتمثل ذلك ضعف ثقافة الأفراد فيما يتعلق بالجماعات المكونة للأمة نفسها. إن الأمم الناجحة تستخدم خبرائها لمعرفة ماهية المشاكل التي تواجههم ووضع الحلول المثلى لتلك المشاكل.