"رواية القناص ببطلها الأول الحلم الذي يتصاعد في رأس القناص منذ بداية الرواية بعيدا وشبه مستحيل حتى نهايتها إذا يصبح متحققا وصادما، وبطلها الثاني، الوعل الذي هو مضمون الحلم ووعي البطل به وإحاطته الداخلية بمداه؛ تستحضر المكان الذي يصلح أن يكون بطلا ثالثا بقوة وبلا كثير تأويل." - د. فاطمة الشيدي
" تماماً مثلما تتحرك الريحُ بين الجبال والوديان في رحلة القنص الأثيرة على القلب، يتحرّك الزمن بين الماضي والحاضر." - د. يوسف حطيني
"لقد ذهبت بنا تلك الرواية إلى حتمية التأويل، والغوص في قرار المعنى الظاهر، فليس المراد من الحكاية هو صيد الوعل، فالمعنى المختبئ أبعد من ذلك، إنه البحث عن الحلم الذي يبقي للحياة لذة." - هاني القط
"تدخل الرواية حافيا فتضطر للعودة لإرتداء أقوى أحذيتك لأنك ستتسلق الجبال وتطارد الوعول." - فاطمة محسن
"إذن ما فائدة أن تكون قناصاً وهناك قناص أكبر يترصدك.. مثلما وصلتَ لطريدتك سيصلك." - صالح النبهان
يجب أن تصنف الرواية كإحدى روائع الأدب العربي .. في الحقيقة لا أدري لماذا لم تأخذ حقها في الانتشار والشهرة كرواية الكاتب الأخرى " تغريبة القافر"
احدى أجمل الكتب التي أقرؤها في عام 2025 يجب أن تصنف مع كتب الأدب الكلاسيكي الحديث ، حيث أنها النسخة العربية البدوية الجبلية من رواية "الشيخ والبحر" بل هي النسخة الأجمل التي تملك روحنا وعاداتنا واكلاتنا وصلاتنا ودعائنا
تمشي الحكاية في خط زمني متوازٍ بين صالح بن شيخان وهو في عمر الستين عاماً وبين صالح بن شيخان وهو طفل يكبر في عائلة تهوى القنص وتقدس رحلات الجبال .. ويكون هدف كل قناص هو صيد تيس الوعل الجبلي الضخم ذو القرنين المعقوفين
أحببت أجواء الجبال والوديان وبحيرة الماء العذب والبندقية .. أحببت اللهجة المحلية الجديدة لكن المفهومة أحببت العم سيف والأخ سعود وصالح الصامت أبداً إلا من حديث نفسه الصخب أحببت عُمان وجبالها وأحببتُ لغة زهران القاسمي
رواية جميلة أبدع فيها الكاتب زهران القاسمي في سرد حكاية قناص يتسلق الجبال المحيطة بقريته في عُمان بحثا عن الطرائد من الوعول الجبلية.. يمضي حياته يقتنص الطرائد الواحدة تلو الأخرى في سبيل تحقيق الغاية والهدف وهو اقتناص تيس الوعل، هذا الهدف وهذه الغاية هي الحلم لهذا القناص.. ولكن ماذا بعد تحقيق هذا الحلم؟ انها الاحلام التي تبعث لذة الحياة.. المرء بلا حلم او ان حقق كل أحلامه سيجد الحياة رتيبة مملة. انصح بقراءة الرواية، وشكرا للقاسمي هذا الإبداع.
القناص زهران القاسمي رواية بعبق القهوة ، فتنة الحكايا ، وقنص لحظة الحياة
تدخل الرواية حافيا فتضطر للعودة لإرتداء أقوى أحذيتك لأنك ستتسلق الجبال وتطارد الوعول ، تصعد وتنزل ،تصادف الطرق الملتوية والمنحدرة ، تلتقي بالأفاعي والحشرات ، تلعق عسل النحل ، يلسعك البرد ، ويتصبب عرقك ، إنه الجبل ما أن تصعد إليه حتى تأخذك الغواية ، تفتتن بالصيد ويمسي القنص هو غايتك،تفتنك الحكايا ودفء المحبة يزعجك الترهل في المشاعر والمناوشات لكنك تعيشها بشكل أو بآخر ولأنك تطمح دائما في الأفضل تختار الوعل الكبير هدفا لك ، تتعلم فنون القنص، تتعلم الحلم وتتقنه، تقترب من أناس وتبتعد عن آخرين ، تنظر لغيرك، باعجاب أحيانا وبعجب أو استصغار أحيانا أخرى، كلما صعدت قمة في الجبل رغبت في صعود قمة أعلى ، كلما اصطدت طريدة ما ساورتك الحياة عن طريدة أكبر وهكذاحتى تصل للوعل تقتنصه تقطع لحمه تقف حائرا أمام رأسه ، تطوح الأفكار بك في المكان أو يتطوح المكان بك تشعر بأن كل شي انتهى وتسير في صمت وذهول أهذا هو الجبل يازهران أم هذه هي الحياة ، لكن هل كل هذا الجري من أجل جذوة ستنطفىء بمجرد أن نصل للغاية نتقهقر ونصمت نعيش الذهول ونموت فاطمة محسن
ما أن تبدأ صفحاتها الأولى لن تستطيع التوقف.. هي سيرة ليست لشخص أو لمكان...سيرة اجتماعية بذل الكاتب فيها الكثير لتوثيق حياة الجبال والقنص في عُمان بلغة مميزة وتفاصيل كثيرة، بنكهة بعض الجمل من اللغة الدارجة، وثق العلاقات الأسرية،علاقة الأب بالإبن والجار بالجار...
قد لا تعلم أسماء الشجر والحشرات والحيوانات والوديان والشخوص حتى،لكن كل هذه التفاصيل تزيد القارئ التصاقاً بالقصة ولا تبعده، يتعرق مع القناص ويشعر بالبرد،يجفل خوفاً أو يرقص انتصاراً.
قد رُشحت لي كبداية للتعرف على الرواية العمانية أكثر، وكانت خير ممثل عن عمان وأهل عمان وجبالهم المميزة،سُعدت جداً بجهد الكتابة من الكاتب... حافظ على القصة وحافظ على أسلوب الكتابة،في حالة نفتقد لها كثيراً في الروايات الشبابية.
"كنت في كل خطوة أخطوها للأمام أعيد سيرة عقود من الزمان، وأستعيد وجوه بشر عاصرتهم، جاؤوا من قريتنا أو من القرى المجاورة، أو التقينا بهم صدفة وهم ذاهبون إلى رحلاتهم البعيدة."
تتكون الرواية من 3 فصول، نتتبع فيها رحلة القنّاص صالح بن شيخان عندما يقرر أن يذهب في مغامرته الجبلية الأخيرة ليحقق حلمه باصطياد الوعل الكبير ليكون جديراً بلقبه "القنّاص". تمتاز الرواية بالوصف الدقيق للمكان بمختلف تنوعاته الجغرافية، فهي تصف السهول والوديان والجبال، كما تصف أنواع النباتات والأشجار والحيوانات الساكنة في القمم. هي رواية يتسّم رتمها بالهدوء بعيداً عن الصخب والفوضى.
نوّع زهران في استخدام الضمائر في سرده للرواية: تارةً يستخدم ضمير المتكلم (أسْنَدْتُ الحقيبة على الجدار..)، وتارةً أخرى ضمير المخاطَب (أنتَ تمشي في قعر الوادي..). ما نقرأه في الرواية للوهلة الأولى يكون عبارة عن مغامرة جبلية، لكن في الحقيقة هي عبارة عن مطاردة للحلم الذي يبقي جذوة المغامرة والرغبة في إثبات الذات مشتعلة "هل حقاً تلك كانت غايتي؟ أم أنني كنت طول تلك السنين أطارد وعلاً آخر يركض في داخلي، إنه وعل الذات...". أحببت إضافة اللهجة المحليّة في الحوار.
حسب ما قرأت، حصلت الرواية على جائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء عام 2015.
نُقشت أحداث هذه الرواية على سفوح الجبال الوعرة لشرقية عُمان، وعلى أحجار وديانها وقيعانها وعيونها المائية الباردة وكهوفها الغامضة، نُقشت بعنادٍ على قرني وعلٍ جبليٍ شامخ، أبى ألا يتم قنصهُ إلا بعد عقودٍ من السنوات.. .. يحكي لنا القاسمي قصة قناصٍ للوعول توارث هوايته الخطيرة أباً عن جد، وعن ما يلاقيه في رحلته تلك من المخاطر والصعوبات، ففي كل خطوةٍ في تلك الجبال هناك احتمالان لا ثالث لهما، إما موتٌ أو حياة. تُرى ما الذي يدفع الإنسان ليضع حياته على المحك؟ إنه الشغف في اقتناص الهدف البعيد المنال، ذلك الشغف الذي لا يهدأ ولا يكَّل أبداً، يواصل الليل بالنهار حتى يصل إلى وجهته المنشودة، وبعد تلك الرحلة الشاقة ينام نومة المجاهد المغوار.. .. أسلوب الكاتب الأدبي بديعٌ جداً، لغته جزلةٌ رائعة، استخدامه للكلمات والمصطلحات العامية من اللهجة العمانية أثرى لغة السرد والوصف، استخدامه للصور الجمالية والتوازي الزمني موفق جداً..
شدّني إثباته تفاصيل المكان، أسماءه الموغلة في معجم عمانيّ طريٍّ / خشن، مختلف الطبيعة وتوافيقها. وإن لم أكن معنيًّا بكلّ هذا.
نجح في شدّي نحو القنص. نحو طبيعة الهيمان على الوجه، وشريعة الغاب التي تنتصر للأقوى. كما غُلبوا هم.
تسارع الأحداث في نهاية الرواية كان سلسًا، عجبت له، كنت أظنّه سيشذ ولكنّه لم يفعل. رغم امتعاضي من أواخر جمله، تمنّيت لو ترك النهاية على عواهنها من غير تفصيل.
تسرد رواية القنّاص للكاتب العماني زهران القاسمي حكاية رجل جبلي كرس حياته للقَنص، يعيش في عزلة شبه مطلقة بين الوديان والقمم، لا يأنس إلا لصوت الريح ولا يرافقه سوى ظله.
صالح بن شيخان، المعروف بين أهل القرى بلقب القنّاص، ليس مجرد صياد يلاحق الوعول، بل رجل يرى في الجبل مرآة لنفسه، كل صخرة تذكره بحلم قديم، وكل وعل يثير فيه رغبة جامحة بين التحدي والانتصار على مصير ظلّ يطارده.
مع تقدّم السرد تتصاعد التوتّرات الوجودية لدى القنّاص. هل يريد حقًا قتل الوعل؟ أم يريد أن يثبت لروحه شيئا ظلّ يخشاه؟ هل هو صراع مع الطريدة أم مع ذاكرة أرهقته؟ وبين هذه الأسئلة، يظلّ القنّاص يطارد حلمه الأخير، ذلك الوعل الأسطوري الذي إن ظفر به، شعر بأن حياته اكتملت، وإن أفلت منه شعر بأن الدنيا بأكملها تلوّح له بقرونها ثم تجري.
"حيثما توجد طريدة يوجد قناص" قراءة في رواية "القناص" للكاتب العماني زهران القاسمي تناسل الحكايات بحكاية بسيطة جداً، وبزمن حدث هو جزء من رحلة قنص لا تتجاوز نهاراً، أي نصف يوم.. يستدرجك فيها زهران القاسمي لتحتفي معه، مرغماً، بالمكان، فاسحاً أكبر قدر ممكن لاستدعاء الماضي وتشابكات الحاضر وتعقيداته المختلفة أن تتمظهر فيها روح القرية والجبل وتطغى على حياة إنسانهما البسيط معتقداً وسلوكاً، ونذوراً لا تقل غرابة عن حكاياتهم عن أهلهم الصالحين سكان العوالم السفلية ووجوب إرضائهم باقتطاع نصيبهم من تلك القرابين / النذور لأنهم "لو زعلوا يجيبوا المصايب" (ص27). وهذا الاستدراج، في حقيقته، جملة من استدراجات متعددة لا تعرف كيف يورطك بها، فهو ينقلك بسلاسة بين ثنايا حكايات صغيرة قد لا تكون مترابطة في ذاتها، ولكنها تخلق ترابطها باستدعاء أجزاء بسيطة من الذاكرة والبناء عليها بشكل تراكمي "ذاكرتي مزدحمة، ثمة أشياء كثيرة تغلي في مراجلها" (ص48) ثم يعود لالتقاط خيط السرد في رحلة الحاضر مع مواصلة استدعاء الذاكرة لملئ الفراغ الذي لا يستطيع الحدث وحده أن يملأه. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن والد بطل هذه الحكاية يترك حماره (عنتر) في الجبل لأنه أصبح بطيئاً، فتتناسل من هذا الحدث الهامشي البسيط المستدعى من الذاكرة البعيدة كل الحكايات الصغيرة المرتبطة بالحمار وما حوله عندما استعاره العم سيف، ودون أن تشعر تجد أنك دخلت بيت العم سيف وشاهدت ماذا تفطر العائلة ومن التي صنعت الخبز وأين يعلقون قربة الماء، ثم يضعك بين مزاجين مختلفين، مزاج الحمار عندما يحرن، ومزاج العم سيف العصبي وتراجعه في النهاية أمام مزاج الحمار!! وكيف استطاعت عويش زوجة العم سيف حل مشكلة توقف الحمار دونما سبب مفهوم. وطبعاً لا يمكن أن يمر كل هذا دون وصف دقيق لملامح عويش ونسبها، ولا ينتهي المشهد إلا بتمام الإشارة الواضحة والصريحة للعلاقة المتينة للعم سيف بأخيه والد بطل هذه الحكاية دوناً عن بقية إخوتهما. القناص بطل حكايتنا، القناص، صالح بن شيخان، شخص صموت عكس والده وعمه سيف اللذيْن علماه القنص وفنونه. كانا لا يملان من الحكي والحديث عن ذكرياتهما. كان العم سيف لا يحب الصموتين؛ ابن أخيه كان استثناءه الوحيد. ومن جهته هو، يعتقد صالح بن شيخان أن "الإنسان كائن وحيد، يولد ويشب ثم يبني بيته ويتزوج وينجب أطفالاً، لكن يظل وحيداً" (ص46). هكذا خطط لعزلته، وفر له عمله كحارس لخزان مياه في أطراف القرية تجنب الناس والحديث معهم، "لم يفهم أهل القرية شخصية القناص غريبة الأطوار، كان فريداً في طباعه، لا أحد يشبهه حتى أولاده، هو مثل الجبل صلب وأملس" (ص59). زوجته الأولى طلبت الطلاق بسبب صمته، زوجته الثانية كانت بطبعها صموتة، "الوحيد الذي يستطيع أن يجر القناص إلى الحديث، هو قناص مثله" (ص57). ويعلم صالح بن شيخان أيضاً بأنه لن يكون قناصاً حتى يصطاد كبير تيوس الوعل، هكذا أخبره عمه سيف: "ما تكون قناص إلا يوم تقنص التيس العود" (ص128). وهكذا خطط طوال حياته؛ رحلته الأولى لم تحقق هذه الأمنية، فخطط لرحلة ثانية بعد خمسة أعوام اختفت فيها الوعول دونما سبب مفهوم.. خطط ونفذ وحيداً "حين تكون وحدك فأنت سيد الموقف" (ص30)، وهذا موقف لا يتشاركه قناص مع آخر.. هيأ كل شيء، بندقيته مليئة بالرصاص وجاهزة لأي حركة مباغتة، اتخذ طريقاً لولبياً في صعوده إلى رأس وادي الميابين. أخيراً.. بعد أن كاد ييأس من لحظة طالما كان يحلم بها، ها هو "التيس العود" أمامه، يصوب فيرديه، يحز رأسه ويفرغ أحشاءه. لقد اصطاد الوعل، لكنه لم يعلم أنه ينهي كل شيء، ينهي حياته هو عندما يجردها من أمل كانت تعيش من أجله.. السؤال المنطقي هنا؛ ماذا بعد؟! سؤال سنترك إجابته لصالح بن شيخان: "أيها التيس، يا وعل الجبال العالية، يا روحي المنفلتة من أعباء الحياة، ها أنت قد سقطت وتحولت إلى أشلاء، لكن هل حقاً كنت أريد أن أصطادك؟ هل كنت حقاً أحلم أن أمتلك رأسك وأمسك قرنيك؟ هل حقاً تلك كانت غايتي؟ أم أنني كنت طوال تلك السنين أطارد وعلاً آخر يركض في داخلي إنه وعل الذات، الوعل الذي طارده أبي في داخله، وطارده عمي دون أن يصلا إليه حتى يقعان معاً في دائرة القناص الأكبر الذي لا يفوته مخلوق أبداً أبداً.. رجفة مرض ومن ثم رجفة حزن وموت" (ص143). إذن ما فائدة أن تكون قناصاً وهناك قناص أكبر يترصدك.. مثلما وصلْتَ لطريدتك سيصلك. سيصلك لتستمر المطاردة؛ أي لتستمر الحياة.. "حيثما توجد طريدة يوجد قناص" (ص130). وبنو الإنسان طرائد من يومهم، طرائد لا تختفي إلا باختفاء الحياة ذاتها. انتصار الوصف تنقسم الرواية إلى ثلاثة فصول، في كل فصل أربعة أبواب. الباب الأول من كل فصل بصوت سارد عليم غير مشارك وبضمير الغائب. بقية أبواب الفصول بصوت سارد عليم مشارك في الحدث هو صالح بن شيخان يتناوب على استخدام كل الضمائر (متكلم، مخاطب، غائب)، وكل أشكال السرد. وبالرغم من كل ذلك، أي بالرغم من تنوع استخدام الكاتب لتعدد أصوات وأشكال السرد والضمائر، إلا أن الرواية تنتصر للوصف الجميل الأخاذ على حساب السرد، وهذا ليس عيباً في هذه الرواية كما أظن، وإنما هو تكنيك فرضته طبيعة وبساطة الحكاية أولاً، ومحدودية مشهديتها ثانياً، ورغبة الكاتب، العارمة، بالاحتفاء بالمكان ثالثاً. فهذا الكائن الجبلي، صالح بن شيخان، يعي ويعرف تماماً تلك العلاقة التبادلية بينه والمكان.
أتوقع أني إذا بتحدث عن رواية كهذه ضروري أتحدث بشكل دقيق .. لما قرأت هذه الرواية أتضحت لي ثلاثة أشياء: ١- بروز عذوبة اللغة ٢-إنعاش فكرة الكاتب في نقاط الفتور ٣-وضوح فكرة أن الحيوانات والجمادات لها تأثير واضح في حياة الإنسان
للأمانة، شعرت بالملل كثيرًا وتوقفت كثيرًا وتأخرت كثيرًا في هذه الرواية. ولكن في المقابل، أي ما ألزمني أن أكمل قرائتها كاملةً عذوبة وجمال حرف الكاتب، و وضوح أنه عنده حدس عالي بحيث أنه يشعر بأن القارئ بيشعر في نقطة معينة بالملل فيجيب فكرة بسيطة تغيّر مجرى فكرته السابقة.. الكاتب ذكي ولكن الفكرة ما ناسبتني، فكرة الصيد، صيد الوعل. ما شعرت بالحماس ولا بالمُتعة الا في رشاقة المكتوب.
"وحدي هنا، وحدي يارب في ملكوتك الجبلي، ولم يتبقَ من العمر إلا قليل، وحدي أقف بين يديك، أنا الكائن الحجريّ المتآكل والعجوز، لا أحمل إلا ذاكرتي وبعض الأمل."
" الليلة لا تشبه البارحة، فأنا في رحلتي هذه محمل بكل تلك السنين ووحيد إلا من ذاكرة تصعد معي أمسك بخيوطها كما يمسك الهواه بحبال التسلق "
علي الاعتراف في مقدمة هذا الحديث الموجز وقبل الخوض في أية تفاصيل حول الرواية أنني شخصيا مع المحافظة على الحياة الفطرية ومع الإجراءات الحكومية الصارمة في هذا الخصوص بل أني مع تشديدها أكثر، وعليه فإني بطبيعة الأمور لن أجد موضوع القنص بذاته مغريا كموضوع حكائي بل أني كنت أتمنى طوال الرواية أن يخطئ القناصة - أبطال الرواية - أهدافهم وتنجو تلك الكائنات البريئة المهددة بالانقراض والتي تعرضت للصيد الجائر.
غير أن الرواية وإن كانت في ظاهرها تدور حول قناص عجوز يحاول تحقيق حلم حياته في اصطياد تيس وعل بري إلا أنها في حقيقتها تفاجئ قارئها وتطرح عليه أسئلة فلسفية وجودية حول الأحلام والأماني والرغبات كما أنها تضع القارئ كما وضعت شخوصها امام معادلة الزمن الذي يتحرك ويتسرب بسرعة من بين أيدينا في عالم اليوم دون أن يترك لنا في بعض الأحيان حتى مجال لالتقاط الأنفاس، لتتحول الرواية خصوصا في قسمها الأخير إلى محاولة الإنسان البقاء والتأقلم ليس فقط مع تغيراته الشخصية من تقدم في العمر بل أيضا مع عالم متغير بقوانين جديدة لا يعيها ولا يفهم ابدا مآربها.
أتفهم سبب الإعجاب الذي نالته الرواية، فسردها جميل وسلس وتأخذ القارئ في رحلة مع أبطال الرواية عبر جبال عمان وحاراتها. قررت قراءة الرواية بسبب التوصيات الكبيرة حولها ولكن الحياة العمانية وحكايات القنص ليست من اهتماماتي مطلقًا.
حتى وإن كانت الرواية تتضمن عمقًا أكبر وسردًا جميلًا، عدم اهتمامي بأبطال القصة وحكاياتهم جعلني أعاني من أجل إنهاء الكتاب رغم حجمه صغير. ولا أظن أن جمال المكان والوصف يشفع للراوي رتابة الأحداث.
ابدع زهران القاسمي في المشهد الوصفي في القسم الاول من الرواية تهيئة القارىء للتكيف مع السرد. مشهد سينمائي للمكان: مدخل الكهف، قمة الجبل، الشجيرات، النخيلات، الطائر ابو صريد، الوعل، الريح، القرية، والقناص الذي يضبط منظاره، ثم الطارق الذي ينادي؛ (الشايب صالح .. اووه الشايب صالح) تمهيد للغوص في السرد. وللحديث بقية
الحقيقة هي نوفيلا رعوية بكل معنى الكلمة ترسم مشاهد من الطبيعة البرية لمنطقة تراوح في مكانعا. المراوحة بالمكان سببه الفترة الزمنية المضغوطة التي تجري فيها الأحداث.. وهي مشاهدات متوالية. تذكرت محمد العريمي. لديه اهتمام اوسع بالشخصيات و عين عابرة و لا تتوقف كثيرا عند المشاهد. لكل كاتب طريقته وجوه.
يكتب زهران القاسمي كعادته بكل أريحية وبكل عبقرية لغوية، الكتابة عنده تنساب بين أنامله طيعة، معبرة وفي قلب المعنى الذي يريد إيصاله .. القراءة له متعة من نوع فاخر، ما إن تمسك عملًا له إلا وقد سرقك الوقت وأن مغمور بأدبياته ولغته وحكاياته .. من عمان وطبيعتها وجبالها وأشجارها وأفلاجها ووديانها يكتب حكاية غير تقليدية، حكاية ممزوجة بريح عمان وعاداتها وتقاليدها ولهجتها، حكاية القناص الذي يطارد طريدته ألا وهي وعل الجبل .. الحكاية برمزيّتها المتقنة وحدة ذكاءها فهي طيّعة عند القارئ، يشم ريحها، ينبض قلبه بسرعة مع قناصها، يتذوق القهوة مع رطبها ويتنشق رائحة القهوة بين جبالها .. يكتب زهران قصة هذا القناص مع أبيه وأهله وأمه وأخواته وعمه وجيرانه وأصدقاءه فتشعر بأنك داخل هذا البيت والعريش تسمع حزاويه وتشهد صراعاته وتفهم لهجته وترددها معه فاهما حكاية كل فرد وما يؤول إليه فحوى الكلام ، متمددًا معه في جبال عمان مقدسًا الله ومناجيًا له ، دمعك يسح مع تسبيحه وصلاته ودعاءه في الخلوة ، رجلك تطرد معه وتتسلق التلعات والقمم، وتشعر بألم ركبتك عند هبوط الوديان، تهلك عطشًا معه وتعد وجبة في الجبل متذوقًا اياها بكل حواسك ، تترقب صيدًا، وترجع بغنيمة وتصطاد طائرًا وتقبض على الزناد تارة أخرى وتترصد الوعل في كل مرة لكي تحظى بلقب القناص ..
القناص في رحلة الصيد بإستخدامه ضمائر متغيرة في كل مرة يسرد علينا قصته أراد من خلالها أن يقول :، هل هو -القناص - نحن جميعًا في رحلة البحث عن معنى الحياة والذات ؟ وماهي السعادة والرضا في قلب الباحث في هذه الحياة هل هي الرحلة أم الهدف ؟!
حكاية جميلة بلغة أجمل ورمزياتها كثيرة من القناص والأب والعم والجبل والطريدة ، جسدت تاريخ عمان بطبيعتها وجبالها وجنايات حكاياتها وسحرها ، ونهايتها هي لب الحكاية التي تمنيت أن لا يكشف عنها الكاتب فتكون رسالة على القارئ أن يصل لها لكي تكون طريدته مثل وعل الجبل ..
مابين صوتين؛ صوت الراوي خارج الحكاية وصوت داخل الحكاية من البطل ذاته يحكيها، ومابين زمنين زمن حاضرٌ يعيشه القناص وماضيه؛ تتكون الحكاية. القناص الذي يمتلك الغاية هي فريسه (تيس الوعل). أخذتني في البداية بحماسة بأوصافه وبالانتقال بطريقة السرد والزمن بالطبيعة… لكنني شعرت ببطئها شيئًا فشيئًا فبدأت بتركها ثم العودة وهكذا… إلا أنها مذهلة بنهايتها بعد هذا الوصف للطبيعة للرحلة بالسفر لماضي القناص وحكاياته… تأتي الحكاية؛ الغاية في النهاية فأدهشتني. وتمنيت لو أوضح الكاتب بعض المصطلحات التي كُتبت في اللهجة العمانية في الهامش ليفهم القارئ بعض مايجهل.
من بين بعض الكتب العربية التي قرأتها مؤخراً، أجد هذا الكتاب جيداً. لغتهُ سلسة، وصفه جميل وبمقدار مناسب، الحبكة مشوقة، والخاتمة ذات مغزى. يطرح قاسمي سؤالاً مهما حول الغاية، وما بعدها .. يحكي عنا جميعاً، البشر المجبولون على استهلاك أنفسنا وراء أهدافٍ كالسراب، لا نلبث أن نكتشف أنها مهما كانت براقة، ومهما كانت عالية المقام أن ما وراءها إلا العدم، وأنها بدون من حولك من أحبابٍ وأصدقاء .. تفاهة من التفاهات.
رائعة جداً. احببت وصف و تشبيهات زهران، و سرده لعلاقة الابن بأبيه و بعمه و علاقة الاخ بأخيه. الرواية جميلة جدًا بتفاصيلها و بأسماء النباتات الي ماعرفت اغلبها و بالحيوانات الي لعبت دور أساسي في حياة القناص. أحب جدًا اقرأ و اعرف اكثر عن الجوانب الثانية من الحياة كإنسان عماني، خصوصًا الجوانب القديمة المنسيّة. حياة العماني (ما قبل السبعينات على ما اعتقد) في الجبال و انشغاله بإهتماماته بعيدًا عن ملهيات الحياة اتضحت انها مُبهرة. النهاية مؤثرة :(
هذه الرواية الثانية التي أقرأها لزهران القاسمي الاولى كانت تغريبة القافر التي تحصل بها على جائزة البوكر العربية ومن خلالها تعرفت على القاسمي فهو يمتلك اسلوب جميل يجعلك تتابع القراءة بمتعة كما ان الرواية ليست طويلة بحيث لا تدفعك الى الملل من القراءة ، الا انني اعيب عليه انه لم يوضح معاني بعض الكلمات العامية او حتى بعض الحوارات التي تقتضي الضرورة ان تكون بالعامية حيث لم نستطع نحن الغرباء عن اللهجة العمانية فهم المقصود الرواية جميلة تحملك معها في جبال عمان بين الاشجار والوديان ودروب الصيد في رحلة صيد للوعول مع صياديها المحترفين رواية ممتعة تستحق النجوم الاربع بجدارة
زهران القاسمي في هذه الرواية يثبت لنا أن "خليجنا واحد"، وثقافة العربي واحدة، وشبه الجزيرة العربية تتقاطع في طقوس وممارساتٍ وعاداتٍ توثّق بهذا النوع من الفنون.. الرواية. أول عملٍ أقرؤه لزهران، ولن يكون الأخير، اللغة جميلة، والمفردات تشبهنا، نحن من نسكن الجبال والريف.
هذي هي الرواية الثانية التي اقرأها للكاتب حيث قراءت سابقا تغريبة القافر ، الرواية جميلة و أسلوب الكاتب بسيط و متميز في وصفه للطبيعة ، ما احسست انه ينقص الرواية هي الاحداث فكنت احس ان جميل الفصول تدور حول نفس الحدث وهو البحث عن الوعل و محاولة اصطيادة ، ولكني استمتع بقراءتها