"وأثبتنا كذلك من خلال البحث والتقصي أن كل من حاول التشكيك بمكانة المسجد الأقصى المبارك- ومن أولئك اليهود والمستشرقون - دلل على ذلك بمزاعم واهية استلها من مراجع الشيعة، لتكون سيفا يضرب به ثوابت أمتنا وعقيدتنا ويزعزع مكانة المسجد الأقصى في قلوبنا" " "ولا شك أن عداوة الشيعة لبني أمية وكرههم لهم دفعهم لذمّ ما قاموا به من إعادة بناء المسجد الأقصى وإعمارهم للقدس بمنشآت جديدة، وكان من أبرز دوافع الشيعة للتقليل من شأن المسجد الأقصى وإعطاء أماكن أخرى مكانة عظيمة تفوق مكانة المسجد الأقصى وفضله"
لا شك عندنا في إجماع المسلمين على مكانة المسجد الأقصى وأن فضله حق لا يعتريه باطل، وأن المسجد الأقصى المذكور في نصوص الشرع هو عينه الموجود في بيت المقدس؛ ولكن الشيعة لا ينظرون إلى المسجد الأقصى المبارك كما ينظر إليه أهل السنة، فيرون أنه لا يُعقل عنده أن يكون للمسجد الأقصى والقدس مكانة وفضيلة، وقد فتحه عمر رضي الله عنه، وجَدَّده الأمويون، وحرره الناصر صلاح الدين الأيوبي وأثخن الجراح في الصليبيين الحاقدين، وأخرجهم من بلاد المسلمين.
ومن هناك، ينتقل الكاتب إلى عرض نصوص الشيعة حول المسجد الأقصى، مستدلًا بأقوال علمائهم ومؤلفاتهم وآراء بعض شبابهم. ويستعرض بشكل عام النصوص التي تكشف عن وجود ثلاثة آراء متفق عليها بين الشيعة بشأن المسجد الأقصى، دون وجود رأي رابع خارج هذا الإطار.
وما أعجبني في هذا الكتاب أيضًا أن الكاتب يخصص فصلًا كاملًا لعرض آراء اليهود وثم أراء المستشرقين حول مكانة المسجد الأقصى، مما يتيح للقارئ رؤية كيف أنهم يعتمدون على نصوص الشيعة في هذا السياق، بينما لا يستدلون بنصوص أهل السنة. وهذا يكشف بوضوح مدى تأثير الروايات الشيعية على طرح المستشرقين واليهود في قضية المسجد الأقصى.
الكتاب جميل وخفيف على القارئ ويعطي فكرة متكاملة عن مكانة المسجد الأقصى عند الشيعة وكيف خدم ذلك اليهود ...حاول الكاتب ان يكشف من خلاله زيف الادعاءات التي يعلنها الشيعة من حيث نصرة المسجد الاقصى وكيف يتعارض ذلك مع نصوصهم..