حرية التعبير أم مسؤولية التعبير؟ ثنائية ليست خيارًا، و في تويتر يصبح المرء هو المالك المطلق لحريّته، و لكنه سيكتشف تلقائيًا أن غيره يمتلك حرية مماثلة، و هنا تتصارع الحريات، و لن يستقيم أمر الخطاب التويتري إلا بتوافق ركني المعنى الفلسفي الأوّلي لمفهوم الحرية، أي حرية التعبير مرتبطة بمسؤولية التعبير. فأنت هنا لا تغرّد وحدك، لكنك ترسل تغريداتك، و غيرك يشترك معك بالضرورة فيما ترسله من خطاب، كما أنه يرسل و يغرّد بقدرة مماثلة لما عندك. و لذا صارت حرية التعبير في تويتر هي المزية و العيب معًا، فحريّة هذا تحتكّ بحرية ذاك مباشرة دون ضوابط مادية و لا زمنية، و هي فعاليةتكشف عن تحوّل الخطاب من الورقة و الصفحة، إلى الالإصبع و الشاشة، و هذا اقتضى سرعة التفاعلحتى لتكون ضربة الإصبع، أسرع من حركة الذهن، و يسبق القول التفكير، و ينكشف المخبوء الذاتي دون رقيب، حتى ليعجز الرقيب الذاتي عن التحكم بسرعة الإرسال، و هذا تغير نوعي عميق في تفاعلية الثقافة، تبعه تكشّف حالة الخطاب، كمن يستحمّ في بيت زجاجي، على شاشة سِمتها أنها كاشفة/ مكشوفة. هنا تأتي أسئلة تويتر بوصفها خطابًا تفاعليًا و نقديًا، و بوصفها حقيقةً (مافوق تفاعلية)، و هو ما طرحناه في مباحث هذا الكتاب.
أكاديمي وناقد أدبي وثقافي سعودي وهو أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود بالرياض، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعتي اكستر بريطانيا، صاحب مشروع في النقد الثقافي وآخر حول المرأة واللغة. حصل على جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج في العلوم الإنسانية، وحصل على جائزة مؤسسة العويس الثقافية في الدراسات النقدية ، عام 1999م وتكريم ( مؤسسة الفكر العربي ) للإبداع النقدي ، أكتوبر 2002 ـ القاهرة .
أولى كتبه كانت دراسة عن خصائص شعر حمزة شحاتة الألسنية، تحت اسم (الخطيئة والتكفير: من البنيوية إلى التشريحية). كان عضوا ثابتا في المماحكات الأدبية التي شهدتها الساحة السعودية، ونادي جدة الأدبي الثقافي تحديدا في فترة الثمانينات بين الحداثيين والتقليديين، لديه كتاب أثار جدلاً يؤرخ للحداثة الثقافية في السعودية تحت اسم (حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية). يعد من الأصوات الأخلاقية في المشهد السعودي الثقافي، ويترواح خصومه من تقليديين كعوض القرني إلى حداثيين كسعد البازعي وأدونيس. يكتب مقالا نقديا في صحيفة الرياض منذ الثمانيات، وعمل نائبا للرئيس في النادي الأدبي والثقافي بجدة، حيث أسهم في صياغة المشروع الثقافي للنادي في المحاضرات والندوات والمؤتمرات ونشر الكتب والدوريات المتخصصة والترجمة.
ثقافة تويتر على العالم أضحت متأصلة في العقلية العالمية وقد خصتها الدراسات الغربية بالكثير من الكتب، وكذلك كان له طابعه المختلف في العربي. أقول ذلك من خلال تواجدي به قبل عيشي في أمريكا وبعد عيشي فيها حيث أختلفت عليّ العقليتين ولست في مجال لمقارنةً ولا أحد الذين سوف يتمون بني جلدتهم لأجل بلاد العام سام. إلا ثمة إختلاف. من ناحية سوء إستخدامه لتصفية الحسابات والفضائحية العلنية وهي بالمناسبة متواجدة في العالم الغربي لكنها عند العرب تكاد تكون هي الطاغية.
تويتر في العالم العربي لم يخرج عن تصفية الحسابات بين الأحزاب والفرق الدينية والثقافية من أخوان وجامية وسرورية ومتشددين ووسطية ومنفتحين وليبرالية وعلمانية ملاحدة، وكل فريق يروّج لبضاعته بأٍسى الوسائل لدرجة الضرب تحت الحزام باسم الرب والدين والإنفتاح والعلم.
كذلك يخبرنا العصفور الصغير أن جميع العرب خصوصًا (الخليجين الخلجيات) فجأة أصبحوا جميعم شعراء وحكام وفلاسفة وأصحاب منطق!! وليس هذا تقليلًآ من شأنهم فإحالة العقلية إلى (140) حرف جعلت الكل يريد أن يصبح حكيم وبلينا بنتاج هؤلاء فيما بعد.
تعرية تويتر للعقلية العربية التي ماتزال محافظة في نسقها المضمر على جاهليتها العنصرية وهذا جلي الملامح في النقاشات والردود. أخيرًا الخاصية العظمى التي منحها الطائر الصغير هو أنه جعل الناس (تُنفّس) عما بداخلها وتتحدث بحرية ضد ما يلابسها من ظلم وإضطهاد ومصادرة للحرية في الوقت الذي جبن الكثير عن قول الحق وهو يزين صفحته باسمه الخاص.
ناقش الكتاب أثر تويتر في تغير عقلية المجتمع وتشريح عناصره بين التابع والمتبوع، ويعتبر الفصل الأول والثاني هي خلاصة تعريف تويتر لمن أراد الإختصار وزبدة الكتاب. لكن ما بعد ذلك ينهج الدكتور الغدامي – وهو عزيز عندي ومقرب وأحبه – في عملية من الإسهاب في تمجيد ذاته الأخلاقية من خلال فصول مثل (المكشوفة الكاشفة) و(تغريدات الرهط) وغيرها من العناوين التي قام هو كذلك بتصفية حسابه مع خصوم له في الوسط الثقافي لن يهتم لها أحد خارج حدود السعودية وبما حتى الوسط الثقافي في الخليج لن يعنيه أمرها وأقصد بذلك مشكلته في الطرح مع قضايا جابه بها المتحررين أمثال (محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ)، والطرف الآخر جماعة رجل دين (أحمد بن راشد بن سعيد) الأولى يحتمي بإرث ديني سياسي كان فعالًا في قيام الكيان السعودي الأول (1744م)، والثاني يتحدث من ثقافة لغوية دينية سلطوية، ويقع الغذامي بفكره وطرحه في الوسط لينقل لنا فعاليات معركة كلامية غايتها تصفية حسابات قديمة تعيدنا إلى عهد الحداثة منذ الثمانينات والصحوة مرورًا بالليبرالية والتحولات التي مرت بها السعودية.
من أجمل ما في الكتاب مناقشة الغدامي لـ(الرهطوية) وظاهرة الميل والإصطفاف في خانة من تؤيد فكره علي حق وعلى باطل، وهي فائدة علمية لا تعني فقط بتويتر بل بالمجتمع العربي بأكمله وتستحق القراءة
وأخيرًا في الصفحات الأخيرة يناقش الكتاب (أخلاقيات تويتر) وفق مايؤمن به الدكتور الغذامي وهو أمر أعجبني جدًا في كيفية التعامل مع هذا الموقع.
الكتاب جيد لمن لم يجهل عالم تويتر ومزاياه وعيوبه. هذا العمل قد يكون بداية لمرحلة جديدة من الكتابة عند الدكتور الغذامي أحد أفضل النقاد في الخليج، ومن الجميل أن تحوز خدمة تويتر على اهتمامه إلى الدرجة التي يؤلف كتاباً عنها وعن تجربته فيها. بل ويخصص فصلاً فيه يضمنه نماذج من التغريدات التي وقف فيها أصحابها ضده وشتموه لصالح خصومه الذين ذكرهم بالإسم، حتى أصحاب الحسابات الوهمية، وضع صوراً من تغريداتهم التي هاجموه فيها وسببت له أذى نفسياً. كما تحدث المؤلف أيضاً عن الهاشتاق الذي هاجمه من خلاله كثيرون، وخصص لذلك عدة صفحات، وتحدث أيضاً عن محاولات الضغط عليه من أحد خصومه للتوقف عن نشر أحد مقالاته، لكنه وقف ببسالة في وجه هذه المحاولات.
بما أن الناقد الكبير الغذامي معني بكشف النسق الثقافي ونقده، فإن من الجديد في هذا الكتاب هو مصطلح الرهطوية. يشير الغذامي بهذا المصطلح الى سلوك بعض مستخدمي تويتر القائم على الاصطفاف مع اي حساب مشهور ليس بالحجة والبرهان بل بالنقد وإقصاء الآخرين في بيئة يفترض أن تكون مجالا لحرية التعبير. كما لفت إلى أهمية تأسيس ثقافة تحمل مسؤولية هذه الحرية في التعبير والتقاضي في حالة تجاوز أحدهم حدوده في التعبير، وليس تعطيل هذه الفرصة الثقافية بالعادات الاجتماعية والشرهات وحب الخشوم، مع توضيح نقطة مهمة بين مبدأ التسامح ومبدأ التقاضي. لا يوجد كثير جديد عند الغذامي، فهو في معظم صفحات هذا الكتاب يشير الى مشاريعه وكتبه السابقة من باب التفصيل والتوضيح. وقد اعتذر لذلك في البدء بانه يريد مجاراة طبيعة تويتر في الاختصار، الا انني اشعر أنه لم يعد لديه كثير جديد ليقوله بشكل سنوي.
ثقافة تويتر : حرية التعبير أو مسؤولية التعبير د\ الغذامي يتكلم الدكتور في كتابه الاخيره الحاله الثقافيه في تويتر وتعامل النخبه معه ومع القراء مباشره دون وسيط - يتحدث في البدايه عن تانيثه للموقع وبعدها يتكلم عن كسر حاله الشيخ والمريد من خلال تحليله لحسابات الوعاظ ع تويتر وثم كسر حاله المثقف النخبوي المحاضر والعامه المستمعون في تويتر الكل متساوي ويشارك في الكتابه والتغريدات والصعوبه التي واجهها بعض المثقفين فيه يتناول في باب اخر حريه التعبير في تويتر وهل هي فعلا موجوده ام للكلمه ثمن وذكر اكثر من حاله كان للكلمه ثمن منها مشكله د\ تركي الحمد وغيره تكلم ايضا عن التنمر الثقافي واخيرا المسائله القانونيه الغلاف جميل جدا -الكتاب قصير وموجز اقل من 200 صفحه
كنتُ شاهدًا على مباحث الكتاب، و قصص فصوله أيام كانتْ على الشاشة تكتبها الأصابع، قبل أن تُحبس في الورق، و أنا اليوم شاهدٌ على مكنة نقديّة لدى الغذامي، و أدب علميّ جمّ. يبهرني الغذامي سلوكيًا.
أعجبني تحليله لظاهرة الرهط/ الرهطوية، و أجده أهم مباحث الكتاب.
بدايةً أصنّف نفسي ك "مدمنة تويتر" كوني على اطلاع يومي بجديد البرنامج و أخبار الساحة التويترية و مستجداتها.. تجربتي مع الكتاب كانت ممتعة وقيمة كما قدمت لي قراءة نقدية و تحليلية لكثير من الظواهر التويترية و بعض المغردين كما تطرق إلى تأثير تويتر على المشهد العام و الساحة.. الدكتور الغذامي -كعادته- أبدع كثيراً بتحليله الأنساق المشاهدة بتويتر بأسلوبه السلس و بصورة منطقية قريبة للقارئ واضحة المعالم مدعّمة بأمثلة و شواهد. - أثارت مقالات الفصل الرابع الجدل عند نشرها حين ضرب الدكتور أمثلة لمعرفات تويترية بأسماء أصحابها الصريحة و نقد حالة خطابهم و أساليبهم الدفاعية ضد من خالفهم، صراحةً تفاجأت ب"المعركة" الي دارت على أرض تويتر حين نشر الدكتور مقالاته في 2014 و أدهشني التجسيد الحرفي لمصطلح "الرهطوية" الذي نقدهه الكاتب في مقالاته! هذا المصطلح شرح و وضح تماهي فئة من المتابعين مع بعض المغردين حتى أصبحوا "رهط" و منصة دفاع و هجوم تخلو من أي مصداقية مهمتها الأولى و الأخيرة هي سحق كل المخالفين و رميهم بتهم كاذبة في سبيل الانتصار لمغردهم المنزه عن الأخطاء! - للأسف لا تزال ثقافة مسؤولية التعبير تنقص كثير من المغردين و يشتبه عليهم مصطلح حرية التعبير مع التطاول و الهجاء الشخصي بأشنع الألفاظ و القبحيات. الكتاب يشرح تويتر بطريقة مبسطة سهلة الفهم كون شريحة كبيرة من المجتمع على اطلاع ببرنامج تويتر و إيجابياته و سلبياته و لن يصعب عليهم الربط بين محتوى الكتاب و تجاربهم اليومية مع تويتر . - أنصح به -ان كنت من مستخدمي البرنامج فقط-
موضوع الكتاب فريد من نوعه وهذا لوحده يعتبر إضافة للكتاب والكاتب، كعادة الغذامي جاء كتابه بأسلوبه البسيط السلس بحيث يمكن لأي قارئ فهمه، أكثر ما أعجبني في الكتاب هو وأنني حين أقرأه أجده يصف شيئًا نلاحظه في تويتر في استخدامنا اليومي ولكن وصفه والحديث عنه وتحليله هو ما كنا نفتقده أو على الأقل يصعب علينا كشيئ أصبح بديهيًا وعادةً لنا، ولكن هنا يحلل الغذامي ويستخدم اللغة للحديث عن أسلوب وتعامل المغردين. وركز في كتابه على الحرية بحيث أصبحت تويتر كعالم افتراضي نعيش به ونتعامل فيه مع الآخرين ويعطينا الحرية الكاملة -وبلا رقيب- والتي لم نحظَ بها يومًا بطبيعة الحال وهنا يظهر جوهر الأخلاق والمسؤولية والضمير، علاوة على أن المغرد يمكنه إخفاء اسمه وصورته فتتجلى روحه وأخلاقه وحقيقتها ويبقى الفيصل هو ذاته ومسؤوليته. . أقنعني بوجهة نظره في تأنيث تويتر والذي كنت أستنكره سابقًا
كتاب فريد في موضوعه لكن فرادته ستكون بلا قيمة بعد انتهاء ظاهرة تويتر .. حاول الغذامي رصد الخصائص العامة لخطاب تويتر، الكتاب جيد عمومًا خصوصًا في موضوع الرهطوية وهي كلمة أكاديمية للإتباع الأعمى، الكتاب لا يخلو من المبالغات خصوصًا بوصفه لمن يستخدم خيار البلوك بالطغيان والاستبداد! تمنيت أن لا يستدعي خلافه مع ابن سعيد في الكتاب وتمنيت أكثر أن الغذامي ترفع عن ذكر التغريدات المسيئة التي وصلته بعد مقاله عن ابن سعيد .. في النهاية أعجبتني مقولته في دعم الثقافة القانونية إن أحتاج الأمر في تويتر وأنه مستعد لتحمل مسؤولية أي مسآلة قانونية لتغريداته بقوله : "لن يكون للمطلب قيمة أخلاقية وعملية ما لم نجعل أجسادنا جسورًا تعبر من فوقها المعاني "
الكتاب ماهو شين هو مثل الدراسه لتويتر وكيف ان النقاش ياخذ مجرى بعيد عن النقاش والحوار الراقي .. لكن الفصل الثاني ما حبيته لان حسيت الاسلوب الفلسفي فيه زايد حبتين
نصفه الاول جميل، شخص فيه الدكتور واقع الخطاب و الشخوص العرب و السعوديين في تويتر. و النصف الاخر ارتكز بشكل كبير على دراسة قضية "الرهط" و استخدام ابن سعيد و ال شيخ كمثال. لا بأس به.
الكتاب "ثقافة تويتر" يقدم أبحاثاً علمية ومنهجية عن وسيلة التواصل الاجتماعية تويتر (المكشوفة الكاشفة ص.111)، وحالة خطاب تويتر على أنه قولٌ على قول (ص.37 و74)، ويقوم بتفكيك التشابه النوعي بين ثنائية الحرية/المسؤولية وبين حرية التعبير ومسؤولية التعبير.
ويقوم بقراءة وتحليل عديد من الظواهر الاجتماعية الموجودة بتويتر كظاهرة الوعاظ الجدد وظاهرة الحسابات الأكثر شعبية، ويقوم بشرح جبروت الهاشتاغات (ص.103)، ويقدم تعريفاً لبعض المصطلحات العامية مثل الهياط (ص.44) و قصف الجبهة (ص.19) و سأهشتغك (ص.109) والرهطوية (ص.128)، وتعزيز ثقافة القبحيات على أنها من الجماليات (ص.129).
على الغلاف ورد عنوان الكتاب "ثقافة تويتر" بدرجة فاتحة من اللون الأحمر الداكن، ولهذا اللون دلالة تم شرحها في مواضع مختلفة من الكتاب وهي تأنيث المفردة "تويتر". تويتر مفردة أجنبية وتعني "تغريد الطيور" ويقول المؤلف عبدالله الغذامي: قيام الناس للإحالة لتذكير "تويتر" ليس مستغرباً لتعود الذاكرة العربية على تذكير كل المصطلحات الأجنبية؛ ولذا يصعب على اللسان أن ينساق إلى تأنيث الكلمة ما لم يعتمد على معجم سبقه إليها.
ويقول ثانياً: مالت نفسه إلى تويتر مؤنثاً ومن صفات الأنثى "الثرثرة" وهي ليست صفة سلبية وعيباً توصم بها المرأة ولكنها مهارة لغوية بالقدرة على الاستقبال والإرسال معاً في وقتٍ واحد، وهي قدرتهن على التحدث والاستماع في نفس اللحظة؛ لذلك هي ميزة خاصة لا يمتلكها الرجل. (ص.57) و"الثرثرة" سمة من سمات تويتر".
سبق وأن نشر المؤلف في أحد مؤلفاته بعنوان "الليبرالية الجديدة" بحثاً طويلاً في تعريف مفهوم "الحرية" جوهره هذه العبارة: "الإنسان ليس حراً ولا هو عبد، ولكنه (شبه حر)" لأن الحرية كما يراها الغذامي هي قيمة مشتركة وليست قيمة فردية.
وفي كتاب "ثقافة تويتر" يقدم شرحاً مختصراً يقول فيه أن هنالك حرية وجودية فردية وفيها لا يتقيد الإنسان بأي شيء ويكون حرًا في تفكيره ووجدانه وسلوكه بدون أي وصاية وبحرية تامة. ولكن الحرية بطبيعتها هي قيمة مشتركة وتنقص تدريجياً مع علاقتك بمجتمعك ومحيطك وأطراف متعددة في هذه المعادلة المشتركة، ولا بد للفرد أن يتعايش ويرضى مع كل من حوله لكي يبقى حراً
ويقول: "لن تمتلك حريتك التامة لأنك لا تمتلك وجودك التام"، ويضيف أيضاً: "كلما قلصت من حرية غيرك تقلصت حريتك أي تقع في نظرية المستبد الذي ينشغل عمره كله في حراسة استبداده" (ص.79). بالتالي حرية التعبير في تويتر ترتبط جوهرياً بمسؤولية التعبير، فيدخل الفرد لمواقع التواصل الاجتماعي متحرراً من كل السلطة والتحكمات والقيود ليستخدم لغته التعبيرية والبلاغية في التعامل مع المختلفين عنه الموجودين كما هم دون أي حصانة. و في هذه اللحظة أحياناً ثقافة القبحيات والهجائيات الثقافية تولدُ من حرية التعبير غير المحدود لتتحول الوسيلة من وسيلة لممارسة حرية التعبير إلى ساحة لتمرير الشتائم والهجاء والوسخ، وبالمقابل يأتي الاسم الوهمي كتغليف وقناع للاستمرار في نشر القبحيات؛ لذلك نجد هذه العبارة عن مسؤولية التعبير على غلاف الكتاب: "لسانك حصانك، إذن أظهر فروسيتك، لا حماقتك"..
في فصول الكتاب يتحدث الدكتور عبدالله الغذامي عن ظاهرة اجتماعية متفشية وهي "تضارب القيم"(ص.84) وفيها تتصادم قيمتان عليتان فتُسقط إحداهما الأخرى ليختل توازن (القيم الأخلاقي) عند عديد من أفراد المجتمع وبسبب الضغوط النفسية والاجتماعية تتضارب خيارات الفرد الحقوقية والتسامحية وتفقد إحداهما معناها وقيمتها في التضاد.
مشكلة "الاستحياء الحقوقي" تحدث عندما تتضارب القيم، أولاً القيمة الحقوقية بالتقاضي هي قيمةٌ عظمى، واستشهد الدكتور عبدالله الغذامي بحكاية الزبرقان بن بدر عندما اشتكى إلى الخليفة عمر بن الخطاب هجاء الحطيئة وكان بمقدور الزبرقان أن يرد فهو شاعر ومقتدر لغوياً وبلاغياً. بالمقابل استجابة عمر بن الخطاب بحبس الحطيئة دليل تاريخي على انتصار ثقافة الحقوق، وهذه القصة مثال على قيمة الحقوق والتقاضي.
قيمة التسامح هي قيمةٌ عظمى أُخرى، ولكن النسق الاجتماعي يشكل خطراً عليها؛ لأنه يقوم بالتأثير على اتزان الميزان الاجتماعي، النسق يقوم بالضغوط الاجتماعية فرضاً على صاحب الحق بأن عليه أن يسامح، وأن التسامح واجباً أخلاقياً، ولكن للتسامح شروطاً أهمها العفو بالاختيار عند المقدرة.
والأعمال والأنشطة الاجتماعية التي يقوم بها الناس لفرض التسامح تُحدث نوعاً من التضارب بين القيمتين العظميين، ويقول الغذامي: "ومَن تسامح فإنه يتنازل عن حق خاص له من أجل خاطر الحق الاجتماعي، ولذا يرتبط التسامح مع طلبات اجتماعية يقوم بها مجاميع من الوجهاء والوسطاء وأهل الخير (كما تسميهم الثقافة، وهذا يتضمن أن التقاضي شر).
وفي كل قضية حقوقية يتم الضغط الهائل على صاحب الحق لكي يتنازل عن حقه (ص.85)، التسامح مع السارق والمعتدي والقاتل بالمال أو الجاه يتسبب في تعطيل قيمة التقاضي والحقوق وتنفيذ الأحكام الشرعية. فتتعطل قيمة الحقوق والتقاضي لأجل فرض قيمة التسامح بالمقابل.
ويتحدث أيضاً الغذامي عن ظاهرة اجتماعية في تويتر هي "الازدواج الثقافي" بمعنى وجود حسابات بعضها بأسماء مثقفين معروفين وبعضها مجرد حسابات ثقافية نشطة تدعو إلى قيم عليا مثل الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة ولكنهم يقومون بحجب "تبليك" المخالفين لهم.
ويقول "وهي ممارسة دكتاتورية تدل على طاغية مخبوء داخل من يمارس الحجب، وهو هنا دكتاتور صغير وسيكبر لو كبرت ظروفه" (ص.29) بمعنى أن من يحجب مغرداً كأنما يمارس الإقصاء والمنع داخل نطاقه السلطوي، وكلما زادت هذه القدرة السلطوية.. كبر الديكتاتور الصغير المخبأ في ذواتنا (الذوات التي تحجب الرأي المخالف).
فالحجب في ظاهره عملية بسيطة ولكنه تصرف سلبي.. دليل مماثل لنهج الإقصاء والحرمان والمنع. وكأن الغذامي يخبرنا عن ذواتنا.. هل بداخلنا يوجد ديكتاتور صغير؟ قيامك بعملية (الحجب/الحظر/التبليك) يجاوب.
يقول الغذامي "الوسيلة تصنع معانيها وتنتج صيغها ثم تفرضها بعيداً عن سؤال المنطق والحقيقة" (ص.96) ويذكر أمثلة عديدة عن تأثير الصورة/الوسيلة ومنها إنتاج مصطلح الإرهاب (وصورة الإرهابي)، ويذكر أنه في الثمانينيات الميلادية أصدر الرئيس الأميركي رونالد ريغان من البيت الأبيض صوره له مع الثوار الأفغان حيث إنهم ظهروا بمعنى المناضلين، وبعدها بعشرين سنة يقوم الرئيس الأميركي جورج بوش بإعلان الحرب على محور الشر وأوله أفغانستان وبالتالي تحولت صورة الرجل الأفغاني بشكله ولباسه من مناضل إلى إرهابي.
وها هنا الدكتور عبدالله الغذامي من جديد يحيي ساحتنا الثقافية والفكرية العربية بعلمه ومؤلفاته، ويقوم بإعادة طرح لمشاكل كنا نتصور بأنها لم تكن موجودة، ويقوم بإعادة شرح لمفاهيم كنا نتصور بأننا نمتلكها، ويقوم بالتمييز بين السلوك السلبي ويحث على السلوك الإيجابي، وينشر الوعي بتسليط الضوء على بعض الأخطاء الاجتماعية التي كنا نعتقد بأنها ليست أخطاء ليبدأ إدراكنا فردياً وم��اً. النسخة الأصلية: http://www.huffpostarabi.com/hasan-al...
، ، ، ، مما لا شك فيه بأن مواقع التواصل الاجتماعي لها أثر كبير في مجتمعنا حيث تتناقل الأخبار فيه و الشائعات و هي مجال خصب للدخول في نقاشات بعيد عن حوار العقلاء و فرض الرأي او الفكرة على الآخر تصل للذم و التكفير والاستعانة بجمهور المؤيدين و تنشأ فرقة أخرى معارضة ، وتبدأ هنا مرحلة الصدام و التهديد بواسطة (وسم) للتشهير ،،،،، ، ، نال الكتاب رضاي ✨
كقارئ لكتب الغذّامي ومتابع لطرحه، الحقيقه ان الكتاب هذا خيبة أمل نوعاً ما. سطحية في الطرح و بساطة في المضمون. الكتاب المفروض يعاد تسميته الى "دليل تويتر" "Twitter Guide".
ارى ان الكتاب يلخص تجربة عبدالله الغذامي في تويتر لا أكثر ،وبالتأكيد لم تكن جيدة بالقدر الكافي لكثرة اعداؤه ،وفوق ذلك يهاجم اشخاص بعينهم ولم يتكلم عن المبدأ وانا ارى ان ذلك خطأ ؛فحينما ذكر الرهطوية انا تذكرت بعض الشخصيات التي اعرفه في تويتر له رهط كثير ،فلماذا لم يتكلم عن المبدأ بما ان الشخصيات التي ينطبق عليه ذلك كُثر وليس من العدل ان يذكر امثلة يسلط الضوء عليه . بشكل عام الكتاب لو اخذناه على المبادئ التي ذكرت فيه ،يكون رائع وعظيم خاصة انه يمكن ان تسقطه على الحياة العامة وعلى شخصيات التلفزيون والصحف وغيره .
في هذا الكتاب استقراء من الكاتب للخطاب الثقافي في تويتر ..وفيهِ؛يتحدث الكاتب عن تويتر بصيغة المؤنث على خلاف ماجرت العادة بوصفه مذكراً وله أسبابه التي شرحها في الكتاب. . وأهم مبحث كان حديثاً عن ثنائية : الحرية في التعبير، و مسؤولية التعبير ، والتي تعد الأخيرة الثمن الغالي المترتب على حرية التعبير. ويصف الكاتب تويتر بأنها الكاشفة المكشوفة في إشارة أن من يدخل تويتر كأنما يدخل بيتاً زجاجياً يظل فيه مكشوفاً بقدر ما يكشف غيره ، وكيف أن القدسية الافتراضية للرموز تنكسر في تويتر لتتحول إلى واقعية بشرية تُظهر المرء مثلما هو بنواقصه كما بفضائله. .
الفصل الثاني :يتحدث الكاتب فيه عن مصانع الثقافة : الشعر ،و الصحافة، والشاشة الزرقاء ، وكيف تعمل الحيلة المجازية في كل منها على تمرير القبحيات الثقافية واعتبارها جماليات لا قبحيات!. وعن الاستحياء الحقوقي يذكر الكاتب أن الثقافة النسقية تحمل تضارباً بين قيمتين عليا ؛ هما: القيمة الحقوقية ،وقيمة التسامح ،حيث يُعتبر التقاضي عيب ويتعارض مع ما تدعو إليه الثقافة من المروءة والصبر والتسامح ، في مقابل الإشادة بفحول الشعراء الهجّائين وتخليد عدوانهم وقبحياتهم بكل فخر . وظل الموروث الثقافي على حاله لم يتعرض للنقد،بل يتم إظهار التسامح على أنه نقيض للحقوق الشخصية، حيث يُجعل التسامح قيمة اجتماعية،بينما التقاضي يحبس داخل القيمة الذاتية،ومن تسامح يتنازل عن حقه من أجل خاطر الحق الاجتماعي،وبهذا يتعطل التقاضي ويصبح التسامح وسيلة لإسقاط الحقوق وبالتالي تشيع التجاوزات ويصطنع لها الحيل لتنفذ بدون حساب. وهو برأي الكاتب يدل على مأزق ثقافي بسبب غياب الثقافة الحقوقية. .
يتحدث الكاتب في الفصل الثالث : عن الوسيلة والصورة وأنهما تتغلبان على الفكرة في صناعة المعاني والأحكام. . وفي الفصل الرابع تحدث الكاتب عن ظاهرة الرهطوية كما أسماها،واستخدمَ كشاهد ومثال على ما ذكر ؛ الشريحة المتابعة لحسابين شهيرين على تويتر وكيف تعمل الرهطوية من خلالهما. ويتناول الكاتب في الفصل الأخير (تعريفه الشخصي) على تويتر بالتوضيح ، وهو ما يصف المغرد به نفسه في أعلى صفحته ويكون عهداً عليه. . وأخيراً ، أجدهُ كتاباً غنياً بتجربة الغذامي (الناقدة) في تويتر ،وباستقراءه للخطاب الثقافي فيهِ أو (فيها) ؛ كما يحب أن يقول الكاتب. .
تصميم الغلاف رائع و الأجمل أني فهمت سبب " إختيار الفرس الجموح قوية و سريعة " نهاية الكتاب المقدمة عنوان الإبداع لهذا الكتاب ، مجملاً الكلمات راقية و اللغة كذا لك إكتشفت حقائق جديدة في التويتر و النخبة قبل و بعده و تعاريفهم و أصنافهم ، كنت احدد النقاط المهمة في صفحات الفصل الأول و الثاني في الفصل الثالث توقفت عن هذا لاني اظن أني سوف احدد الكتاب كاملاً ، بشكل عام اتفق معك في اغلب النقاط يا دكتور و اختلف مع البعض ، الفصل الرابع من الكتاب لا تعليق لاني لم اعاصر الحدث و لم اتابع توجه الخصمين لكن حوارك راقي جداً معهم من واقع سطورك ، شكراً لك و الله يعطيك العافية
يناقش "الغذامي" في كتابه هذا سلوكيات الطرح والتدوير في تطبيق التدوين القصير "توتير"، ويحاول تحليل أثر تلك السلوكيات على الثقافة، وكيف جددت في خطاب الفرد والمجتمع، وينقل أمثلة يناقشها ويطرح من خلالها نظريات حول "الرهط" و"الرهطوية" ومدى تأثيرها في مجتمع "توتير". الكتاب بالنسبة ليّ لم يقدم محتوى مثيراً للإهتمام بنظري، بل في معظمه فقدت الإهتمام بمسار الكلام، وكنت أقرأ فيه فقط لأجل أن أفرغ منه وأنتهي. نجمتان فقط لمجهود "الغذامي" في تعزيز الفكرة ومناقشتها.
الحق يقال بأن تويتر قد أخذ مساحة كبيرة في الوطن العربي وخاصة المملكة العربية السعودية .
صحيح بأن تويتر أعطى منتفس للجميع وبالإضافة إلى أنه فتح مساحة لحل مشاكل لا يمكن تتطرق لها في الجرائد والتلفاز ،ولكنه سيختفي حال غيره من البرامج يومًا ما.
هذا الكتاب يصلح لأن يكون محاضرة قصيرة على اليوتيوب . أعجبني ما طرحه الكاتب بخصوص أخلاقيات تويتر .
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتاب لا بأس به هو اشبه بدراسه لتويتر و كيف ان النقاش يأخذ منحى بعيد عن النقاش و الحوار الراقي ،، الفصل الثاني لم احبه ابداً اشعر ان الاسلوب الفلسفي فيه زائد عن الحد