يتصاعد السجال حول الهوية و الأقليات في البلاد العربية مع ظهور الأزمات عامة، و هو في أوج تصاعده اليوم في مختلف تلك البلاد و خاصة في الأقطار التي مرت بها رياح "الثورة". هوية الشعب التونسي أصبحت محل سؤال منذ ثلاثينات القرن التاسع عشر مع دخول مرحلة التحديث، بين قائل بشرقية الروح و الأصول و مناهض لكل ما هو غربي، مقرّ بأن ما قبل دخول الإسلام لها هو جاهلية، و آخر يرى أن تونس لها تاريخ أعرق و أن الإسلام و الشرق هو جزء من هويتها و أن شخصية التونسي تركّمت من عمق تاريخيّ طويل جدا. عمقت ثورة 14 جانفي 2011 السجال في هذه المسألة رغم أنها رفعت شعارا أساسيا لا علاقة له بالهوية : خبز، حرية، كرامة وطنية" يحاول الهادي التيمومي في هذا الكتاب تقصّي ملامح الشخصية التونسية بمنهجية مختلفة منطلقا من اليوم باحثا في عمق التاريخ عن التراكمات التي أدت إلى اكتمال ملامحها الحاليّة، محاولا تقديم بعض التأويلات الجديدة علّه يجد تفسيرا لذلك التميّز و التفرّد الذي تتسم به الهوية في تونس، تلك الذهنية الجماعية التي يرى البعض فيها عنصرا من العناصر التي يمكن أن تساعدنا على تفسير سبب اندلاع "الثورة" من تونس.
كتاب سطحي جدا وتافه ومؤدلج، لا علاقة له بالأمانة ولا بالصرامة العلمية، يخلط فيه الكاتب بصفة منهجية بين رأيه وتقييمه الخاص وبين المعلومة التاريخية أو العلمية، وطبعا لا يكلف نفسه إلا قليلا جدا بذكر المراجع ومصادر كل معلومة يقدمها على أنها من المسلّمات وكأنها تنزيل العزيز الحكيم أو نور قذفه الله في صدره.. برا يا التيمومي يعطيك بعصبة كتلك التي تمنّيتها للبوعزيزي في ختام كتابك التعيس، لو كان التاريخ رجلا راهو ناكك بتيمومة على راسك بعد ما إنتهى من قراءة كتابك..
حاول كاتب البحث عن زاوية جديدة للتأريخ لقصة تونس غير السرد الممل للأحداث التاريخية, فعمد إلى البحث في الموروث الشعبي التونسي والبحث عن أصوله في محاول للإجابة عن السؤال الذي يمثل الكتاب وهو " كيف صار التونسيون تونسيين؟؟" . بحث في الملبوس والمنطوق والعادات والتقاليد ولم يستطع أن ينهي الكتاب دون بسطة تاريخية سريعة على كل المراحل التي عاشتها تونس. لكنه لم يجبني عن السؤال الذي طرحه هو والذي حمّسني لأقرأ الكتاب .. بالنسبة إليّ الكتاب الذي لم يحقق الغاية منه هو مجرد "تكديس" , وهذا النعت الذي استعمله نبهني إليه المفكر مالك بن نبي وأنا اقرأ في تأملاته مؤخرا إذ يقول " ومن الطبيعي أن هذا النوع من الكتابة ليس ببناء , ولكن تكديس وجمع للمفردات لا يؤدي إلى حل مشكلات ولا إلى نتيج, إذ القارئ لا يشعر أنه قدّمت له حقيقة ما (..) فهذا النوع من الدراسات اسمه دراسات تكديس أو دراسات جزئية لا تأتينا بالحلول للقاضايا" .
حاول المؤرخ الهادي التيمومي تكوين ملامح الهوية التونسية، لا بوصفها ثقافة جمعية، و إنما بوصفها عناصر الشخصية الفردية. و هو مبحث برأيي إناسيّ بامتياز، لكنّ التيمومي بوصفه مؤرخا بالأساس، حاول أن يعتمد في ذلك على التاريخ و على القراءة التاريخية للشخصية التونسية، و لتبلور مفهوم الهوية التونسية. لكنّه لم ينطلق من بداية التشكلات الحضارية الأولى و إنما انطلق من قراءة تاريخية للحقبة المعاصرة، بل لحقبة الآن. و أعتقد أن الكاتب على قيمته العلمية و درايته بمختلف المناهج و المدارس، لم يوفق كثيرا في اعتماد تاريخ اليوم، منطلقا، فغلب على قراءته للوضع السياسيّ و الاجتماعي اليوم، نزعة ايديولوجية متسرّعة و مسطّحة (رغم موافقتي لأغلب ما جاء فيها) لا تليق بالقراءة التاريخية المتأنية الرصينة. كما لم يبد لي أنها قدمت فائدة كبيرة للقراءة التي قدمها الكاتب بخصوص شخصية التونسي. لقد قدم الكاتب الشخصية التونسية بأسلوب طريف اعتمد فيه بالأساس على الرموز الثقافية المهيمنة على المشهد التونسي (اللباس و العادات و التقاليد و الحكم و الأمثال و بعض الاحداث التاريخية الشهيرة الخ) لكنه مع ذلك لم يبحث كثيرا عن هذه الخصال في عمق التاريخ التونسيّ، و استدرج نفسه إلى توثيق سرديّ و مبسط و موجز لتاريخ تونس، لم أر في أغلبه فائدة تذكر أو علاقة بالمبحث. و يبدو أن الكاتب لم يكلّف نفسه كثيرا عناء البحث بقدر ما اعتكف أكثر على التأليف انطلاقا من معرفته و خلاصة قراءته لتاريخ تونس. هو عمل أقرب للتفكير الحرّ و الأدب منه إلى البحث الأكاديمي المتخصص و الكاتب للأمانة لم يدّع ذلك.
SPOILER ALERT غير أن ما ينبغي أن أشير إليه، إعجابي بالاستنتاج الذكيّ الذي خلص إليه التيمومي بخصوص التونسي، و أعني تلك الصيغة الجدلية بين روح التاجر و روح الفلاح. يعود الفضل للتاجر في تشكيل ملامح التونسي اليوم، التونسي "العيّاش" صاحب "الجو" المرح، و النكتة اللاذعة، التونسيّ البراغماتيّ، الذي يكره التنظيرات و يحب التطبيق، يكره العمل، و يحب الربح السريع، نافذ الصبر، واسع الحيلة، كثير المداهنة، كثير السباب، منفتح على العالم، متلون بتلونه، فضولي للعلم، فاقد للثقافة، لكن عمق التاجر الحضاري على هذه الأرض، يأخذ شكل الفلاح، الخماس، الثائر حين يجوع، المتخلف، المهمش و المفقر و المغلوب على أمره. صاحب النزعة المحافظة، و الغيرة على الأصول. يغلب التاجر كثيرا على التونسيين في أوقات الرخاء، و في أوقات الشدة و الأزمات، يظهر الفلاح. و بين هذين، تتشكل البلاد في تفاوتها و في إشعاعها و في خطواتها المتأرجحة العرجاء نحو المستقبل.
غياب المسافة بين آراء الكاتب الشخصيّة و بين الأحداث التاريخيّة أضعف كثيرا من القيمة العلميّة للعمل و أعطاه شكلا أقرب للعمل الصحفي منه إلى بحث علمي تاريخي فقد أطلق في كثير من المحطات أحكاما بكل بساطة على غرار "جاء العثمانيّون المتخلّفون" و "قام الهامشيّون بأعمال تخريب في ثورة الخبز" "فشلت العروبيّة و الأنظمة الكليانية الشيوعيّة" هكذا بجرّة قلم و دون أي تبرير أو تمحيص و كأنّها مسائل متفّق عليها. النقطة السوداء الثانية في العمل هي استعراض كمّية من المعلومات دون الوقوف عندها مثل استحضار الأمثال الشعبيّة لتدعيم رأي ما أو الإعتماد على كليشيات مثل "الصفاقسي الرأسمالي المتقشّف المقاربة الناجحة في العمل هي ثنائيّة التاجر و الفلاّح و اعتبارها المكوّن الرئيسي في الشخصيّة اللذي كانت له تبعات مباشرة على سيرورة الأحداث في التاريخ التونسي. يبقى كتابا يستحق الإطلاع عليه لندرة الأعمال التاريخية في تونس و اهمية المبحث الهوياتي و لإحتوائه على شذرات و ملاحظات ذكيّة من هنا و هناك و إن كانت تشوبه السطحيّة و الإختزاليّة في كثير من الأحيان.
typa book that facilitates the creation of a family dinner smartass. أما حسيت الكاتب يعطي في رأيو الشخصي ولا منحاز لتصور/تأويل معين للهوية التونسية. الفصل بين شخصية أو طبع الفلاح و طبع التاجر و تحليل وقعها على التاريخ ظهرلي إسقاط يفتقر للموضوعية. أصلا المنهج لي توخّاه بش يقسم الكتاب ردّو متقطع و غير مسترسل ولا كيفاه. تمنيت لو كان تعمق في الجانب التاريخي للمسألة أكثر و انو اعتمد تمشي تاريخي مسترسل فيعوض الابتداء بتعديد خصال التونسي هكاكة. حاسيلو كتاب باهي أما يقهر خاطر كان ينجم يكون خير!!
رأيتُ بَدويّة ضمن نَجعٍ صغير بِيَدها حَجَر، تهُمّ بغرزه في الأرض لتركيز خيمتها، إنّها ترمز في نظري إلى تونس الخالدة، تونس حنبعل والكاهنة والأغالبة والزيريين والحفصيين، إلى تونس التي ليست رومانية ولا بيزنطية ولا عربية ولا إسبانية ولا تركية ولا فرنسية، وإنّما تونس التونسية.. ❤️
كانت لتأخذ مني تقييما أعلى، لولا عدم احترام الكاتب للبوعزيزي أيقونة الثورة التونسية في آخر جملة قبل الخاتمة مباشرة ✊🏻
بهذا الكتاب يدلي الهادي التيمومي بدلوه في جدل الهوية الذي إستفحل لثلاث سنين تقريبا بعد الثورة التونسية. الفصول أربعة وهي كالآتي: المفاهيم والمنهج، "ما معنى أن يكون التونسي تونسيا"، "الكلمات والأشياء"، و"الرأس والداهية".
الفصل الأول والثاني كانا دون المأمول، وقد غلب التوجه السياسي أحيانا والوطنية أحيانا أخرى الباحث الأكاديمي، فوجدت بعض الاسقاطات التي لا محل لها في كتاب مثل هذا. الفصل الثالث هو أفضل جزء في الكتاب، وله قرب في الأسلوب لما يكتبه فرناند بروديل (وقد ترجم له التيمومي). على كل، الفصل مليء بالتفاصيل وينم عن معرفة عميقة بالتاريخ التونسي وعن بحث توثيقي جاد. الفصل الرابع فيه بعض التكرار لكنه جيد أيضا.
ينصح بهذا الكتاب على حد السواء لمن لا يرى خصوصية هووية تونسية (الاديولوجية القومية والاسلاموية أساسا) ، ولمن يرى أن هذه الخصوصية من صنع بورقيبة فقط.
أعتقد أن هذا الكتاب، و ان كان ضعيفا من حيث المرجع و المصداقية فانه يُعدّ مثالا حيا و دليلا على اطروحة الكاتب.
الكاتب يتبع نفس الاستراتيجية التي يتبعها نموذج التونسي التاجر في الكتاب؛ المعلومات سطحية و في العديد من الاحيان ليس هناك مراجع واضحة او موثوقة تُبرهن على صحة المعلومة او وجهة النظر. أغلبية المعطيات يتم التعامل معها من قبل الكاتب على اساس انها مُسلمات لا تحتاج لبرهنة و هناك اعتماد كبير على السرديات الشفوية و الموروث الثقافي غير المبني على اساس علمي واضح - و إن كان الكاتب ينقد هذا التوجه - لكنها مسرودة بطريقة منطقية و مثيرة للاهتمام مما يجعل القارئ يتطلع إلى المزيد. لا أعرف ان كان ذلك مجرد "تغافل" من الكاتب او عبقرية كتابية تجعل من كتابه في حد ذاته مثالا حيا و بُرهانا على اطروحته.
رؤية مبسطة وفي رأيي سطحية للشخصية التونسية "التاجر الميال إلى الربح السريع " و"الكسب المادي السهل دون قيمة مضافة. افتقر الكتاب إلى تحليل انتروبولوجي /نفسي للشخصية فكان العنوان مضللا للقارئ ولانتظاراته. لم ترق لي العديد من الممارسات المتجذرة في هوية التونسي في هذا الكتاب، فالكاتب مثلا لم يتوان عن إبداء رأيه كمسلمة ضمنية في خصومه السياسيين (الإسلام السياسي المتخلف حسب تعبيره) في خضم تحليله للهوية، كما أنه يعيد إنتاج تضخم الأنا التونسية وتقديم مغالطات بالحديث عن "عظمة تونس وانجازاتها الحضارية" و"هو ماجعل ساسة العالم يحسبون لها ألف حساب" (!!!) ، أو قوله "ولا يكن التونسي أي عنصرية تجاه ذوي البشرة السوداء في البلاد " (!!!)
ماذا يعني أن تكون تونسيا في القرن21؟كيف صار التونسيون تونسيين؟ لماذا نحن هكذا ؟أسئلة يجيبنا فيها الدكتور الهادي التيمومي ؟ .ببحث ظريف يغوص الهادي التيمومي في اعماق الشخصية التونسية موضحا عيوبها و مفاضلها و محددا الاسباب المنطقية لهذه الصفات .كتاب ثري بعه العديد من المصادر هو مراة للشخصية التونسية و نرى فيها غزارة أفكار الهادي التيمومي
كتاب تافه وسطحي ومليء بالكليشيهات والآراء السياسية والتقييمية المسقطة وكأن الشعب التونسي كتلة متجانسة وكأن الشعب التونسي حالة فريدة دون غيره من الشعوب . يوهم الكاتبُ القارئَ بتوخيه منهجا علميا "ماركسيا" ولكن الآراء وردت سطحية تفتقر الى ادنى حد من التفكير النقدي والصرامة العلمية. علاوة عن سوء التخطيط في النص مما أدى الى تكرار ممل .هذا كتاب موجه لإشباع الشعور بالنقص او لتضخيم الأنا لدى التونسي البسيط المتدني الثقافة او للترويج للإنسان التونسي لدى المتقبل الأجنبي كما يُروّج للبلاد عند السائح ووكالات الأسفار الأجنبية.
حاول الهادي التيمومي الغوص في مسألة الشخصية و الهوية التونسية محاولا تحديد ملامحها، مميزاتها و تطورها عبر مختلف ردهات التاريخ و "الفترات المفاتيح واللحظات المحددة التي تشكل فيها تدريجيا الشعور بالانتماء إلى مجموعة ذات مصير مشترك" لكن هذا التحليل لم يخلو من السطحية و بعض التناقضات للأسف.
دراسة او باحرى ملخص لاهم الطباع التي جعلت سكان افريكا او افريقية او تونس يلتحمون حولها. دراسة تجمع بين النفس الانثروبولوجي و النفس التأريخي. من اهم النقاط السوداء هي التكرار و الاقتضاب