المذكرات جد مهمة لأنها تخص مرحلة حساسة من تاريخ الجزائر كونها تتطرق لمرحلة قبل انطلاق الثورة من 1945 إلى 1952 فيها سرد ووصف دقيق لتفاصيل حزب الشعب - حركة انتصار الحريات- من الداخل من تحديات الحزب و مشاكله و صراعاته الداخلية و الخارجية و تحولات توجهاته.. .. و بالخصوص للخلية العسكرية السرية التي كانت ستفجر الثورة - فجرها فيما بعد مناضلوها- نشأتها و صعابها واخطاؤها الى غاية حلها من الحزب اهم ما يميز هذه المذكرات انها جد موضوعية و حيادية أعطت لكل ذي حق حقه و لم تبخس منه شيء كما برزت شخصية الدا الحسين المتواضعة الوطنية الصادقة و ذات الأخلاق العالية التي تؤمن بالديمقراطية إلى أبعد الحدود . يستحق فعلا لقب " المدرسة" فرحمة الله عليه و على جميع الشهداء و المجاهدين
يتطرق الكاتب في بداية كتابة على نشأته في بلدية عين الحمام (مشيلي سابقا ) و عائلته البسيطة وسط الطابع القبائلي في المنطقة و عن جده محند الحسين رحمه الله شيخ الطريقة الرحمانية و فضله الكبير في تدريس القرآن الكريم و هو شيخ القبائل و تطبيق تعاليمه و تحفيظه تعاليم الاسلام و القرآن ...الخ و كان له فضل كبير في حياته و إيمانه .. تطرق أيضا لدراساته في الابتدائية ثم تدرجه وصولا لثانوية بن عكنون بالجزائر العاصمة و بوادر حزب الشعب الذي كان يسمع عنه كثيرا في منطقة القبائل و دور الكشافة الاسلامية الكبير و يحكي قصة الكشافة الاسلامية في بلاد القبائل عند رفضهم لامرسياز و التغني بالوطنية و الجزائر و ما احدثثه من صدمة كبير لفرنسا ، تطرق الى كيفية انخراطه في حزب الشعب ليمصالي الحاج رحمه الله و دور بناي و غيره في انخراطه و كانوا ممثلين لحزب الشعب في المنطقة و الدور الكبير الذي لعبه حزب الشعب و الانخراط الرهيب من كل الطبقات فيه بطريقة مباشرة او غير مباشرة . فصل تفصيلا دقيقا في نشأة الجناح العسكري لحزب الشعب و لا أظن يوجد شخص فصل مثله نشأة المنظمة الخاصة و السرية و هو الجناح العسكري لحزب الشعب وجناحه السياسي حركة انتصار الديمقراطيات ، هو البقة على رأسهم محمد بلوزداد رحمه الله و كيف خطوا بنود النظام العسكري و كيفية التعامل و التجنيد و غير ذلك و هو من خط نظام المناظل العسكري و الذي دقق فيه ان تعرض مناظل المنظمة السرية للسجن و مدى التعذيب الذي ممكن يحدث له و ان يصبر 3 أيام على التعذيب لكي يتسنى للمنظمة السرية عمل إجراءات و تغيير مقرات و غير ذلك ثم لديه الحق في الاعتراف حتى بكل شيئ ان كان التعذيب شديد .. هامش صغير : ( كل ما قيل في عبان رمضان رحمه الله و أنه كان غير موجود و لا وجود له في حزب الشعب ، فنده الثعالبي و الميلي فهم من جنده في شلغوم العيد كسكرتير في حزب الشعب ثم أخذه العيمش و ليا أحمد و غيرو له منصبه و القي القبض عليه بعدها بسبب المنظمة الخاصة و هو لم يكن فيها أصلا لأنه كان سياسي في حزب الشعب و اتهم بانتمائه لها ، هذا ما ذكره الكاتب في كتابه ) تطرق بشكل دقيق نوعا ما لما سمي الازمة البربرية التي كادت تعصف بحزب الشعب و الانقسام الكبير الذي حدث فيه و يقول انه لم يكن ارى أصلا وجود مؤامرة بربرية او من قيل فيهم لي بربريست و كان على حزب الشعب و ميصالي خاصة التعامل مع القضية بذكاء و دحر هذا المشكل لان الحزب كان هدفه الاستقلال و .. و منه فهو يعود الى اصل المشكل و يقول : ان بناي قام بإرسال محند سيدي علي يحي للدراسة في فرنسا و الالتحاق في نفس الوقت بفيدرالية فرنسا ( كان هذا الشخص منبوذ في منطقة القبائل لأنه ابن أخ قائد تابع لفرنسا و ذراع الايمن لدومونت و هو إداري فرنسي ) ، يذكر ان هذا الرجل عند ولوجه باريس و انخراطه و ... نادى بالجزائر الجزائرية و ليس العربية الاسلامية كما كان ينادي بها حزب الشعب و استولى على كل اغلب مكاتب حزب الشعب و الجناح السياسي له ، و آثار غضب قادة حزب الشعب و قمعوها و استردو كل المكاتب و .. و بدأت حملة كبيرة ضد بناي و جماعته و قادة كبار وصلت حد الاعتقالات في كل الوطن و يقول يد كانت وراء ذلك و لم يذكر من هي .. و بدأت التصفيات الجسدية في حقهم و غضب كبير في قادة حزب الشعب نتج عنها عزله من المنظمة الخاصة بطريقة غير مباشرة و إسناده لبن بلة رحمه الله سياسيا و عسكريا و تعيين كريم بلقاسم رحمه الله قائد لها في منطقة القبائل ، و يذكر هنا لقاء له مع ميصالي الحاج و محمد بلوزداد و استجوابه له فيما يخص هذه المؤامرة و نفى كل ما قيل فيه لكن دافع على بناي و غيره لانهم من حزب الشعب و ان القضية ليست مبرر للتصفيات و ان الهوية الامازيغية يوافقهم فيها و غير ذلك .. من الحديث (في الصورة ) و يرى ان القضية كانت مبالغ فيها كثيرا و كان لها صدى عكسي و يذكر : ان الحملة ضد قادة القبائل في هذه القضية سقط فيها بعض القبائل في الاتجاه العكسي و دخلوا في هوس معاداه العرب بل حتى معاداه الاسلام ، و قد سمح بذلك باللعب على الضبابية و بروز اطروحات إيديولوجية مدهجة في السجاذة ( نفس ما نعيشه الان ) هذه الازمة يقول كادت تعصف بوحدة الشعب و كيفية التعامل معها و تلتها بعد ذلك المؤامرة الكولونيالية و اكتشاف المنظمة السرية و ما تلتها بعد ذلك من اعتقالات غالبية أعضاء المنظمة و أصبح هو مطاردا و مبحوث عليه في كل مكان الى غاية اقتراح بودا له بعد استشارة ميصالي الحاج لتهريبه لمصر القاهرة و العمل في الجناح السياسي و نظال حزب الشعب .. يثني في كتابه على دهاء على ولد حمودة في الثقافة و تكوين ماروك و مهساس السياسي و بن بلة الحربي و التنظيمي لمحمد بوضياف رحمة الله عليهم .. يذكر ايضا ان حزب الشعب و ميصالي الحاج كان له أثر كبير على منطقة القبائل و القائد الروحي و يذكر استقبال له في المنطقة بطريقة رهيبة جدا
رحم الله المناضل العظيم حسين آيت أحمد. كنت أتمنى لو أن الكتاب لم يتوقف سنة 52 عند وصوله إلى مصر، فقد كنت أرغب أن أعرف كيف كانت يومياته في مصر واحتكاكه بالمثقفين المصريين والعرب في القاهرة وكيف أثر على أفكاره، أتمنى أن أقرأ أيضا عن شهادته على عصر ما بعد الإستقلال وحمله السلاح ضد رفاق الأمس ثم نظرته على أحداث العشرية السوداء. عموما لم أكن أعلم أن علي يحيى عبد النور كان هو سبب انفجار الأزمة البربرية في حزب الشعب سنة 49 ! في الحقيقة لم أكن أعرف أي شيء عن هذه الأزمة سوى اسمها. يقول الدا الحسين أن علي يحي لم يكن أصلا عضوا بهذه الأهمية أو المرتبة في حزب الشعب حتى يعار كل تلك الأهمية أو يحدث انشقاقه هزة بتلك القوة بل ردة الفعل المبالغ فيها هي التي زادت الأمور تعقيدا، من الطريف أن علي يحي لازال يقوم بمشاغباته و"انشقاقاته" إلى يومنا هذا وهو شيخ تجاوز التسعين حيث تكلم في لقاء المعارضة الأخير في مازفران عن مواضيع خارج البرنامج أصلا كحديثه عن ضرورة الغاء شرط الولي في الزواج ! عموما لم أحب ترجمة الكتاب المتوسطة جدا والرديئة أحيانا.
مذكرات حسين ايت احمد 1942_1952 هي مذكرات تعرض طفولة حسين ايت احمد ثم انظمامه للكفاح مع حزب الشعب والاعتراف به في اللجنة المركزية الى قضية النزعة البربرية وتناول عدة قضايات منها القرارات الارتجالية للجنة المركزية التي كلفتها غاليا مثل الامر والامر المضاد في 1945والتصرف مع المؤامرة البربرية 1949القمعي حسب شهاد سي الحسين وفي سرده لذكرياته الدقيقة كان يرفق تشبيهات كوميدية رغم الاسلوب المضجر