إنَّ الوضوحَ الكبيرَ للأعراف والقِيم والرموز الإسلامية على السَّاحة العامَّة، وتطبيق القِيم الإسلامية في تشكيل السياسات والقانون، ما اصطُلِح على تسميته بـ"الأسلمة"؛ يُنظر إليه عادة على أنَّه من عمل الحركات الإسلامية التي فرضت أيديولوجيتها على الأنظمة الحاكمة وعلى الفاعلين الاجتماعيين قليلي المهارة. ثـمَّة قليلٌ من الشَّكِّ في كون القُوى الإسلامية قد دفعت الأنظمة الحاكمة والفاعلين الاجتماعيين والسياسيين اليائسين على حدِّ سواء في اتجاه السياسة الإسلامية. ومع ذلك؛ فإنَّ الحراكَ الإسلاميَّ وخطابه الثوري واليوتوبي يفسِّران هذا التوجُّه بشكل جزئي.
يزعم المؤلف في هذ الدراسة، والتي تصدر ترجمتها العربية عن مركز نماء، أنَّ الدولة نفسَها تلعبُ دورًا رئيسيًّا في غرز الإسلام في سياسة الحكومات المسلمة. فرغم أنَّ زعماء الدولة قد فسروا الإسلاموية بكونها عدوًّا، فهم أيضًا ينظرون إليها باعتبارها فرصة؛ إذ أنَّ الالتفات نحو الإسلام، كما يجادل المؤلف، يعتبر من مظاهر اندفاع الحكومة لإرساء هيمنتها على المجتمع وتوسيع نفوذها وسيطرتها. ولدعم أطروحته؛ فإنَّه يركز على حالتي ماليزيا وباكستان.
يُبيِّن المؤلف في هذه الأطروحة أنَّ زعماء الدولة في ماليزيا وباكستان قد وصلوا إلى استنتاج مفاده: أنَّ الدولة إذا ما فُسِّرت على أنَّها إسلامية؛ فبإمكانها تسخير طاقات الإسلاموية في إخضاع المعارضة السياسية وبسط سلطتها.
ومن خلال تقديمه لرؤى عميقة حول التغيرات السياسية والاجتماعية في ماليزيا وباكستان خلال منعرج حرج أثناء بحثهم عن التنمية؛ فإنَّ هذا الدراسة، التي يصدرها مركز نماء ضمن سسلسة "ترجمات"؛ ستكون ذات أهمية فكرية وسياسية لجل قطاعات المعنيين المختصين في الدراسات الإسلامية، والعلوم السياسية، والشؤون العالمية.
Son of renowned Iranian academic Seyyed Hossein Nasr, Vali Nasr was born in Tehran in 1960, went to school in England at age 16, and immigrated to the U.S. after the 1979 Revolution. He received his BA from Tufts University in International Relations summa cum laude. He earned his masters in International Economics and Middle East Studies from the Fletcher School of Law and Diplomacy in 1984, then went on to earn his PhD in Political Science from MIT in 1991.
ماليزيا وباكستان!!! احيانا تتبنى الدول فكرة أسلمة البلاد وذلك لفرض شعبيتها وهيمنتها ورغبة في النمو الاقتصادي وهذا على غير المتوقع من أن الحركات الإسلامية هي التي تتحرك لفرض ايدلوجيتها على البلاد... في تلك الدراسية بينت أن هاتين الدولتين اتخذت الاسلمة لتحقيق أغراضها وأهدافها والحد من التصادم مع الحركات الإسلامية بل على العكس استخدام هذه الحركات في فرض سيطرة الدولة على البلاد...... هل نجحت الاسلمة في هذه البلاد وهل آتت ثمارها؟ عصر الاسلمة في ماليزيا كان يتزعمة حزب ابيم بقيادة أنور إبراهيم اما في باكستان في فترة الجنرال ضياء الحق.... كتاب إجمالا رائع......
Nasr puts forward an interesting idea, namely that Islamization in Malaysia and Pakistan was not just a defensive reaction to pressure from Islamic parties but also a tool to further state power. According to him, Islamization was a successful tool to further two goals of the state: hegemony and economic growth. His account, however, is not entirely convincing. For one, it seems also to support the alternate argument that Islamization was a defensive attempt to bolster state legitimacy, success in which enabled some increase in state power. Also, while he recognizes Pakistan's Islamization to be more thorough-going, he finds Malaysia to have been more successful in expanding state power through this strategy. This complicates his argument and hints at alternative or more sophisticated explanations. Finally, his historical account (at least of Pakistan, with which I am more familiar) is riddled with inaccuracies and tarnished by an oversimplification of political forces to the secular/Islamist binary. Ultimately, Nasr's argument, in its most convincing form, boils down to this: Islam, (like any other state ideology: nationalism, socialism etc) if it has enough support in the public, allows the state to increase its power by making it more acceptable. A rather intuitive argument really.
خلّف الاستعمار منطقتين ضعيفتين –بالكاد تسمى دولتين– وهما ماليزيا وباكستان، بحالٍ ضعيفة، شعب متفكك، حكومة تعودت على الوصاية حتى لم تعد تعرف كيف تدير شيئًا، فكيف ستنشئ هاتين المنطقتين دولة موحدة تنهض بنفسها وتلُّم شعبها ؟
يُقارن الكاتب ويروي عملية الأسلمة التي حدثت في ماليزيا وباكستان تبعًا للصحوة الإسلامية في العالم، موضحًا كيفية “تسييس“ الإسلام لخدمة الدولة ومصالحها.
كتابٌ يحكي ماضيًا يُفقهنا في حاضرنا، حيث نرى تجلياته عيانًا ولا نعلم جذورها، عميقٌ دقيق ومفصل.
*الكتاب يروي أحداث الدولتين بالتزامن حسب التاريخ، فصل باكستاني ثم ماليزي ثم باكستاني..، فيفضل التدوين والتلخيص لتثبيت الأفكار ومراجعة ما توقف عنده خاصة حين تطول مدة القراءة.
An insightful analysis on State conflict and co-optation of Islamists, and subsequent dealings with the Islamists left behind. Malaysia and Pakistan were excellent choices, despite the difference of Pakistan being in context of a military conflict with India. Perhaps more could have been said about the rights of minorities, but as it deals more with the State it was more than sufficient.
الكتاب هو دراسة عن تجربة الأسلمة في ماليزيا وباكستان، وكيف تم استخدام سياسة الأسلمة من قبل دولة ما بعد الاستعمار لتحقيق أهداف محددة. تلك الأهداف في الحقيقة لم تكن متعلقة بالإسلام بقدر ما كانت متعلقة بالدولة. في ماليزيا، كان الهدف من الأسلمة هو النمو الاقتصادي والتنمية، أما في باكستان، فكان استعادة سلطة الدولة. مثال سياسات الأسلمة: إنشاء البنوك الإسلامية، واستيلاء الدولة على جمع وتوزيع الزكاة والتي كان من أهدافها تقليل عجز ميزانية الحكومة بجانب تحسين الرفاهة الاجتماعية. لقد كان من الأيسر على الدولة أن تستوعب الإسلاموية المتعلقة بالقضايا الاقتصادية من تلك المتعلقة بالقضايا السياسية.
استنتج الكتاب في النهاية عدة أمور، منها أن الدولة أصبحت في ظل الأسلمة أكبر حجما وأكثر هيمنة على المجتمع، ولكنها أصبحت هي نفسها مفتوحة على الصراعات. كانت الأسلمة في باكستان أقل قبولاً بسبب الانقسامات العرقية والطائفية المتجزرة بعمق بين المسلمين.
في الخاتمة، يجيب الكاتب على سؤالين: هل فشلت الأسلمة؟ وهل كانت ممارسة عقيمة؟ يجيب الكاتب: بالتأكيد لا! حيث خدمت الأسلمة مصالح دول ما بعد الاستعمال الضعيفة عند منعطف حرج.