السيد كمال بن باقر بن حسن الحيدري (1956 - الآن)، هو مرجع شيعي عراقي معاصر مقيم الآن بمدينة قم الإيرانية. وهو من أعلام حركة إصلاح التراث الإسلامي اشتهر بمناظراته العقائدية مع المذاهب والفرق الأخرى عبر برامجه التلفزيونية كبرنامجي مطارحات في العقيدة والأطروحة المهدوية اللذان يبثان على قناة الكوثر الفضائية.
"كل بسيط الحقيقة هو كل الأشياء. فإدراكه لذته هو إدراكه لكل شيء. وهو يدرك حقائق الأشياء بما يدرك ذاته"
- ونتائج القاعد أن لله الأسماء الحسنى (أحسنها وأعلاها وأشرفها).
- يفرق السيد بين لفظ الأسماء ومعانيها، وبين حقيقة الأسماء، فالمؤثر في الكون ليس لفظ الاسم أو معناه المتصور في الذهن، إنما الحقيقة الكائنة ورائه.
بمعنى أننا حين نسأل الله بـيا جميل يا كريم يا قادر يا رحيم، لا نسأله بلفظ الاسم، إنما نسأله بحقيقة الجمال وحقيقة الكرم وحقيقة القدرة .. الخ.
- وعلى ما سبق، كل فعل يصدر من الله سبحانه وتعالى متعلق باسم من اسمائه الحسنى. فهو يحيي لأن من أسمائه (المحيي) ويميت لأن من أسمائه (المميت) ويرزق لأن من أسمائه (الرازق).
- إن الذوق السليم والفطرة السليمة تدعوا إلى أن يسأل العبد ربه من خلال اسمائه التي يصدر عنها الفعل المطلوب، فمثلا حين يكون العبد مريض لا يطلب الشفاء وينادي يا مميت أو يا معز، إنما يطلب الشفاء من حقيقة اسم الله الشافي فيقول: يا شافي مثلا أو يا معافي عافني.
- فائدة: نجد المولى سبحانه وتعالى يذيل معظم آيات القرآن الكريم باسم أو اسمين من اسمائه الحسنى، وكأنه يقول أن مقصود الآية أو مضمون الآية يتحقق من خلال هذه الاسماء المتعينة.
المحور الثاني: عدد الأسماء الحسنى:
- ورد في القرآن الكريم 127 اسم من أسماء الله الحسنى.
- ورد في كلمات المعصومين عليهم السلام أكثر من ألف اسم من اسماء الله الحسنى (دعاء الجوشن الكبير على سبيل المثال).
- كل فعل في هذا الوجود ينسب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الأسماء الحسنى.
- كل الاسماء الحسنى (الأفعال) يمكن اطلاقها على المولى جل جلاله بشرط أن لا يخالطه نقص أو عدم، فلا يمكن أن نسمي الله (جل وتعالى اسمه) بالعاشق، فهو اسم حسن ولكنه ناقص محتاج (فعل يصدر عن محتاج).
ملاحظة: الاسماء عند البشر قد لا تحمل نفس الحقيقة، فمثلا قد يسمى الرجل الضرير باسم "بصير" أو المرأة القبيحة باسم "جميلة" فنجد أن الاسم قد لا يحمل نفس الحقيقة، ولكن اسماء الله الحسنى تدل على حقيقة واقعة، فالله العدل لكمال عدله والله الكريم لكمال كرمه.
المحور الثالث: سعة الأسماء الحسنى:
- مما سبق تبين أن أسماء الله الحسنى لها فاعلية وتأثير في الوجود، فالله رازق لأنه يرزق العباد والمخلوقات، والله عادل لأنه يعدل بين خلقه .. الخ.
- هذه الفاعلية والتأثير للأسماء الحسنى قد تتسع وقد تضيق، أي بمعنى أنها قد تتسع لتشمل تحتها مجموعة من الأسماء الحسنى، وقد تضيق فتكون ضمن مجموعة من الأسماء لأسم أوسع منها.
مثلا: اسم الله "العالم" هو اسم أعم وأوسع من "البصير" والسميع" بمعنى أن العالم هو سيمع وهو بصير بالضرورة، أي أن فاعلية وتأثير العالم تقتضي أن يكون بصير وسميع. إذا في التراتبية العالم أوسع من البصير والسميع.
بينما نفس الاسم "العالم" يأتي تحت اسم الله "الحي"، بمعنى أن "الحي" أوسع من ناحية الفاعلية والتأثير من "العالم" (شرح اسم الله الحي يقتضي أن يكون عالما وقادرا).
- يستمر الصعود والتراتبية من حيث الفاعلية والتأثير في الوجود إلى أن نصل إلى اسم الله الأوسع والأشمل الذي لا يأتي بعده اسم أوسع منه وأعظم منه وهو الذي يشمل كل الأسماء (كل الفاعليات والتأثير) وهو الاسم الأعظم.
- وبين السيد حفظه الله أن الاسم الأعظم ليس لفظا وإنما حقيقة شموله واتساعه لكل التأثيرات والفاعلية أي أنه المنتهى والنهاية.
الكتاب: الاسم الأعظم حقيقته ومظاهره الكاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
فكرتان بدأ بهما الكتاب كانتا كفيلتين لحثي على الإسراع بقرائته بكل شوق.. احداهما اظن اننا نستشعرها وليست بغريبة عن وجداننا، لكن الكتاب حددها واكدها وحصرها وهي:
- ارتباط كل اسم لله تعالى بحاجة او فعل للذات المقدسة حتى ان الانسان حين يقف بين يدي الله راجيا حاجة فانه يخص اسما من اسماء الله في دعائه حينها يكون من سنخ حاجته. ثانيها: - تداول حتى صار حقيقة لا تقبل الشك ان عدد اسماء الله الحسنى ٩٩ اسم واسم الله الاعظم الذي لا يعلمه الا خاصة عباده .. ورغم اننا قرأنا دعاء الجوشن الكبير مثلا عشرات المرات وكررنا اسماء الله فيه مرارا وتكرارا الا انه ربما لم يخطر ببالنا ان نحصي اسماء الله المذكورة فيه.
اذ يذكر الكتاب كمعلومة واضحة ان اسماء الله في القرآن وصلت للعدد "مئة وبضعة وعشرين اسمًا بل قيل (١٢٧) على وجه التحديد" وفي "دعاء الجوشن الكبير هناك ألف اسم من أسماء الله الحسنى"
ثم يغوص الكاتب في دراسة عميقة جدا حول تجليات هذه الأسماء، التي تتفاوت من حيث السعة الكلية والجزئية لتترتب بشكل طولي متجهة نحو الاسم الاعظم والذي يحوي كل الحقائق والتجليات والمظاهر التي تحويها كل أسماء الله تعالى.
يعرج الكاتب بكل سلاسة لإرتباط هذه الأسماء بخليفة الله الأرضي ومعنى الخلافة لله سبحانه وتعالى الخلافة بمعناها القرآني والتي تتجاوز الخلافة الدينية والسياسية من حيث انها خلافة أسمائية على نحو التجلي معرجا على ارتباط الخلافة بنبي الله محمد وآل بيته الكرام مفرقا بين "الخلافة" وبين "النبوة" من حيث انها لا تحتاج لواسطة مابين الخليفة والله بل ان الخليفة هو واسطة الفيض بين الله والموجودات
قد تجد نفسك منقادة لبعض استنتاجات الكتاب أو أفكاره ذلك أن تلك الاستنتاجات منغرسة بوجداننا لكنه يقوم بترتيبها وتهذيبها وتأكيدها لتستشعر لذة المعرفة حين تلتقي بالفطرة
الكتاب قليل بعدد صفحاته عميق جدا من حيث البحث الذي يتناوله وقرائته أمر في غاية الأهمية
هو بإختصار كتاب يفتح لك أبواب معرفة كثيرة ويثير التساؤلات التي تجعل تبحث وتدور لتجيبها.
للسيد كمال الحيدري أسلوب بسيط فيصل للجميع للمتعمق في الدين من منطق وفقه وغيره وللذي لا خلفية له في الكتب العقائدية والفقهية.
في الكتاب الكثير رغم عدد الصفحات القليلة، قسم الكتاب لفصلين الأول تحدث فيه عن الأسماء الحسنى و الثاني تحدث فيه عن الاسم الأعظم.
بعض ما تم ذكره في الكتاب:
* المراد من الأسماء الحسنى هو وصف لهذا الاسم.
* كل فعل يصدر من الله سبحانه وتعالى مرتبط بأسم من أسماء الله، مثل: الله يرزق الناس فلذلك هو الرازق الكريم اللواء المعطي الواهب.
* وكذلك نحن العباد نطلب من الله وندعوه بواسطة واحد من أسمائه الحسنى الذي يناسب الطلب، فلو أن عبد مريض فيطلب من الله الشفاء لن يقول يا مميت أو يا محي اشفني فيقول يا شافي يا معافي.
* دائماً نقول بأن أسماء الله هي ٩٩ اسم لدرجة أننا صدقنا ذلك ولم نتمعن يوماً ما في الأسماء التي تمر علينا في حياتنا اليومية، فالقرآن نفسه يحوي أكثر من مئة اسم و دعاء الجوشن نفسه يحوي العديد من أسماء الله الذي قد تصل لألف اسم.
* أسماء الله بعضها أوسع من بعض القصد من ذلك أنه قد يشتمل الاسم الواحد على العديد مو الأسماء، الشمولية مثل: القادر يندرج تحته المميت الرازق و المحيي.
* القرآن نفسه يثبت انه هناك بعض الأفعال قد تصدر من الله سبحانه وتعالى ومن الخلق ستاد ملائكة جن أو أنس. مثل: ((وأحي الموتى بإذن الله)) كان ذلك على يد النبي عيسى عليه السلام. فبعض الأسماء ليست حصر لله سبحانه وتعالى بل لله والخلق ولكن الخلق هم الواسطة لفعل ذلك الفعل ليكون بهم ذلك الاسم.
* تترتب الأسماء من الأدنى وصولاً للأسم الأعظم الذي لا فوقه أسم. والله هو اسم تتجمع فيه صفات الكمال كافة، وليس هو الاسم الأعظم إنما الاسم الأعظم هو الذات الإلهية المقدسة المستجمعة لجميع صفات الكمال والجمال.
* اثبت من خلال القرآن و الأحاديث النبوية بإن أول الخلق هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك ليثبت بإن المقصود من آدم في سورة البقرة آية ٣١ هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيجعلنا هذا نستنتج بإن مظهر الاسم الأعظم هو الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم.
* معرفة الله تبدأ بمعرفة أسمائه الحسنى وبما إن الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم هم مظهر الاسم الأعظم فإنه على ذلك هم السبيل لمعرفة الله والتوحيد.
وانتهى الكتاب الذي انصح بأن تتم قراءته، لأنه عميق وبلفة سهلة.
واختتم بهذا: "كيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال عليه السلام: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب."
مراجعة كتاب ( الإسم الأعظم حقيقته ومظاهره ) المؤلف : السيد كمال الحيدري عدد الصفحات : ١٥٨ نوعه : عقائد
بدأ المؤلف بربط كل ما يصدر من الله سبحانه وتعالى باسم من أسمائه الحسنى ومترتب عليه ، جهلنا يرتفع بعلمه سبحانه وتعالى فهو العالم ، فقرنا يرتفع بغناه فهو الغني وهكذا ، فإذا أراد الإنسان حاجة من الله سبحانه وتعالى يطلبها بالإسم الذي يلبي هذه الحاجة كقول العبد المظلوم ( يا منتقم انتقم لنا ممن ظلمنا ) ولا يصح أن يقول ( يا رحيم انتقم لنا ممن ظلمنا ) .
عدد الأسماء الحسنى في القرآن تقريبا ١٢٧ ويصل إلى أكثر من ألف إسم من خلال الأدعية والروايات المأثورة وكلها تدل على التوحيد حيث أن كل فعل في الوجود يُنسب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال إسم من أسمائه الحسنى شرط أن لا يكون بها نقص أو عيب .
تختلف الآثار المترتبة على الإسم وفقا لكون الإسم عاماً وواسعاً وكلياً في مقابل الإسم الجزئي والضيق والخاص ، حيث تتدرج الأسماء صعودا حلَقة حلقة نحو الأعلى من إسم خاص وضيق إلى إسم أوسع فأوسع إلى أن تنتهي إلى إسم لا يوجد فوقه إسم من حيث الآثار المترتبة عليه وهذا هو الإسم الأعظم وفق الروايات المعتبرة .
كل فعل في الوجود يُنسب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال إسم من أسمائه الحسنى ، وما فعل المخلوقين كالملائكة والأنبياء والأولياء كالإماتة لملك الموت وإحياء الموتى كالنبي عيسى ما هو إلا تجلي لخالقية الله وتدبيره ، فالمخلوقات مهما بلغ شأنها ليس لها ولاية أو عزة أو قوة أو إحياء أو إماتة في عرض ولاية الله وعزته وقوته ( عرضية: له نفس قدرة الله سبحانه وتعالى ) ، وليس لها في طول ولاية الله وعزته وقوته ( طولية : تنتهي قدرة الله سبحانه وتعالى إلى حد فتأتي قدرة المخلوق ) ، فالعرضية تؤدي إلى الشرك الجلي والطولية تؤدي إلى الشرك الخفي .
بحث المؤلف عن معنى الخلافة المذكورة في القرآن في مقابل الخلافة في علم الكلام التي تقول أن الخلافة عبارة عن خلافة سياسية وخلافة معرفية بينما أثبت المؤلف من خلال بحث عميق أن الخلافة القرآنية تعني أكثر من ذلك ، حيث أثبت أن الله سبحانه وتعالى جعل في الأرض خليفة له يخلِفُه في كل أموره ليس بالإستقالية ولكن بالتجلي والمظهر ، حيث يكون مظهر من مظهر قدرة الله وأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى .
الخلافة القرآنية هي استخلاف عن الله سبحانه وتعالى وهي بحسب تعبير أهل المعرفة خلافة أسمائية يكون الذي يتبوأها خليفة الأسماء الإلهية وآية لها في عالم الإمكان ، فهو يخلف الله جل جلاله في إدارة العالم على نحو التجلي والمظهرية والآيتية ( من الآية ) لا على نحو العرضية والطولية . لهذا تكون الخلافة واسطة الفيض بين الله عز وجل ومخلوقاته في عالم الإمكان .
بحث المؤلف أيضا بحثاً عميقاً في مظاهر الإسم الأعظم يصعب تلخيصه وأدعو الجميع لقراءة البحث الدقيق من سماحته والذي يصل فيه إلى النتائج التالية : - أول ما خلق الله سبحانه وتعالى هو نور النبي صلى الله عليه وآله وفق روايات معتبرة من الفريقين. - الخليفة هو من علم الملائكة الأسماء وهو الواسطة بين الله سبحانه وتعالى وبين الملائكة . - لا بد لخليفة الله أن يكون أفضل خلق الله سبحانه وتعالى. - أفضل خلق الله هم الأنبياء والرسل وأفضلهم هم أولي العزم وأفضل أولي العزم هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسم. - ما يتحقق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتحقق لأهل البيت من خلال الروايات المعتبرة للفريقين.
الخلاصة : أن مظهر الإسم الأعظم في عالم الغيب والملكوت هو نور النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي خلقه أول ما خلق ومنه خلق باقي الموجودات ، أما مظهر الإسم الأعظم في عالم الملك ونشأته الأرضية فهو الكيان الإنساني للنبي وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين .
ختم المؤلف البحث بالعلاقة بين التوحيد والإمامة حيث أن أصل العبادة معرفة الله سبحانه وتعالى التي تمر عبر معرفة أسمائه الحسنى وصفاته العليا . وحيث أن البحث انتهى إلى أن النبي وأهل بيته صلى الله عليهم أجمعين هم المظهر الأكمل لهذه الأسماء والصفات ، فسيكون صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام هم السبيل إلى معرفة الله عز وجل وإلى التوحيد الحق .
أدعو الجميع لقراءة الكتاب لما له من أثر بليغ في ترسيخ العقيدة ومعرفة مقام النبي وأهل بيته صلى الله عليهم أجمعين .
لم اكن اعتقد يوما ان كتابا دينيا سيشدني هكذا ولكن التجربة كانت فعلا مذهلة مع اول كتاب لسيد الحيدي وفي شهر رمضان المبارك ومع بداية الاجازة اشكر أعضاء المبادرة الذين اشعلوا الحماس في نفسي لقراءته لا انكر انني كنت قد سمعت ببعض المعلومات مسبقا ولكنها كانت معلومات مرتبة كصورة ناقصة مشبعة بالاستفهامات والحمد لله على التوفيق ~`
تتنور مدارك العقل عند قراءتك هذا الكتاب ، وتكتشف اننا مجرد ذرة صغيرة ضائعة بين اسرار عالم الملك والملكوت لو افنينا عمرنا ونحن نلهن من علم محمد وال محمد سنظل نجهل الكثير من الامور سبحانك ربي ما اعظمك