What do you think?
Rate this book


194 pages, Paperback
First published January 27, 2016


"لم يكن المماليك ملائكة، وكذلك لم يكونوا شياطين، ولكنهم فى كل الأحوال قد أقاموا دولة عظيمة قدمت للعالم محتوى حضاري هائل، وتركت بصمة فى الإدارة والحكم.. بالطبع فإنه من غير الممكن أو المقبول إنكار سلبياتها من تحزبات وشللية وانقلابات ومؤامرات وفترات دموية وحالات كثيرة من الظلم، بالذات الطبقي.. لكنها فى المجمل كانت دولة (ذات بصمة).. يمكنك أن تكرهها أو تحبها، لكنك لا تستطيع أن تتجاهلها .. ولا أن تتجاهل خيط الدم المتصل فيها من أيبك وشجر الدر، حتى طومان باي الشهيد."
لم يكن المماليك ملائكة،، وكذلك لم يكونوا شياطين، ولكنهم في كل الأحوال قد أقاموا دولة عظيمة قدمت للعالم محتوى حضاري هائل، ((خلال الفترة الممتدة من 1250 م إلى 1517 م،، والتي تزدحم بالأسماء البارزة في مختلف مجالات العلوم والفنون))، وتركت بصمة في الإدارة والحكم
المشهد المكرر والمكررة معه لعبة "مات ((-قتل، اغتيل، نكل بجثته-)) السلطان الكبير .. هاتوا ابنه الصغير وسلطنوه، ليصبح ألعوبة لنا، وحل وسط يمنع تصارعنا على العرش.. وإذا جاء يوم وأزاح أحدنا الآخر وركب السلطان، فحلال عليه ركوبته .. أو حرام .. لا تفرق كثيرا فالنتيجة واحدة : سلطان طفل وأمير متحكم" ..
هل تعرف التوسيط؟ هو ببساطة وسيلة إعدام بضرب أسفل السرة بسيف حاد لينفصل النصف السفلي للجسد عن ذلك العلوي وتتهدل الأمعاء إلى الأرض .. حسنا .. بعض المؤرخين تحدثوا عن قيام جنود سلار وبيبرس ((ليس الظاهر بيبرس)) من تنفيذ هذا العقاب بحق نحو عشرة آلاف من عربان الصعيد
وهكذا تكالبت ثمار حماقات وسفاهة الناصر أحمد عليه، وسرقة السكين، لينتقل سريعا من سلطان متوج، لمخلوع متحصن، لسجين مقيد، ثم لجسد ملقى بلا رأس، ورأس محمول إلى القاهرة ليوضع بين يديّ أخيه السلطان إسماعيل
تسلل هابطا من القلعة متنكرا في زي عامي .. يسعى إلى مستوى أعلى من المتعة ... .... وذهب لأحد سجون القاهرة .. انتقى بعض المساجين وحملهم للقلعة .. ..... كانت ضحيته الأولى شابا يكبره بسنوات قليلة ((السلطان يبلغ من العمر 16 سنة)) ، لا يعرف فيما سجن، ولا يهمه .. فقط رأى أن يجرب التوسيط في جسده النحيل، قبل أن يتمرن على ممارسته على أجساد أكثر سمكا وقوة .. ...... رفع السلطان السيف عاليا، وهوى به ليشق الجسد الممدد تحت سرته، لكن دون أن يتم قطعه لنصفين كما تقتضي الصنعة .. تقدم من الشاب المحتضر وأخذ يرمق رقصة رجليه في نزعه الأخير.. ارتجل لحنا بدندنة شفتيه على إيقاع التشنجات الأخيرة للسجين المحتضر .. تشمم بفضول الدم الذي تفجر ليتناثر عليه ويصل إلى وجهه .. رفع نظره للمشاعلي قائلا بمرح : "لماذا لا تختلف رائحة دم هؤلاء عن رائحة دماء جنسنا؟" ـ