كتاب مؤثر في الفكر السوداني و الاستيعاب الحالي للواقع السياسي و الاجتماعي للبلاد ، فالكاتب هنا بدي مقدمه عن مفهوم الجدليه "الدياليكتيك " وتحديدا بإطاره التحليلي واللي هو شيوعي بالاساس واحسب ان الكاتب متأثر جدأ بالادبيات الماركسيه/الاشتراكيه و ده بيظهر اولا من الاطار التحليلي للمشكله " الجدليه" بالاضافه لتجليات مفهوم "المادية التاريخيه" _ مبدأ محوري في الفلسفه الماركسيه _ احيانا بصوره غير مباشره ،عن طريق تصنيفه لافراد المجتمع و موقعهم من الصراع حسب ظروفهم الماديه و تراتبيتهم الاجتماعيه و عناصر هويتهم الاساسيه (العرق ، الموقع الجغرافي) و تقسيم المجتمع الى "مستغلين "بكسر اللام و " مستغلين "بفتح اللام . وهذا الاطار و إن كان يحمل جزء من الحقيقه لكن يظل قاصر لوصف المجتمع الحالي تحديدا بعد زياده النزعه الفرديه و العولمة وجدت الكتاب ممتع جدا بالذات تنوع موضوعاته بين الفلسفه احيانا و التاريخ و التحليلات الاجتماعيه والسياسيه ليو احيان اخرى ، و تطرق لقضايا مختلفه بتخص المجتمع السوداني كلها تصب في هدف كبير وهو تحليل الصراعات الحاليه ، و لكن عيب الكتاب ومغالطته كبيره بتكمن في تعامله مع الثقافه العربيه الاسلاميه " كمكون خارجي " بالنسبه للتكوين الثقافي للهويه السودايه و وضعها في نفس التصنيف مع الثقافه الغربيه _ وبالمناسبه ادى مقدمه ماف داعي ليها للفلسفه غربيه حقيقي متحيره الهدف منها شنو في الكتاب ده !_وكان واضح تحيزه للمكون الغربي _ وانا اشك بصوره جاده شديد انه عنده تاثيرلدرجه يعتبر عنصرولو كان خارجي في الهويه السودانيه _ بالمقارنه بالمكون العربي الفي الفصل الاول نبذو ومشى و قاصده استخدم كلمه نبذ ما نقد عشان عرض نتائج بدون حجج ، ولكنه عاد وناقش "بعض قليل" من النتائج دي في فصل اخر بصوره موضوعيه جيده . انزعاجي من النقطه دي انه لاسباب معينه أهمها انه بالمقابل اعتبر المسيحيه او التأثر المسيحي مكون اصيل مع انه معروف تاريخيا انه طريقه دخول الديانتين و اعتناق الشعب ليها كانت متشابهة ، فالفرق شنو؟ هل لمجرد الاسبقيه الزمنيه ؟ وهل معيار الاسبقيه بفوت الاستمرارية والتجذر في الوعي الجمعي للمجتمع ؟ مع العلم انه فصل الثقافه العربيه عن الاسلام عشان_ اتوقع_ ينتقد براحته اكتر وكان في كثير من النقاط انتقاد موضوعي وبيفسر ظواهر سودانيه سببها التأثر بالثقافه العربيه ولكن لمن قام بالفصل ده همش الدين كمكون مطلق بتفاعل مع الشعب على مر الزمن وبكون ثقافه ملازمه ليه مختلفه عن ثقافه منبعه . وبهذا المعنى بيتكون ثقافه سودانيه اسلاميه و بتكون مكون اصيل ويمكن ده المعنى العايز يتفاداه الكاتب . ده و مع شويه تحامل على الثقافه الاسلاميه اصلا و شطحات ريحتها اشتراكيه زي انه اعتبر التجاره ربا . و بصراحه طول الكتاب مستنيه افهم الفايده من درس الفلسفه الفي البدايه ومستنيه اشوف التأثر المباشر لفلسفه العقد الاجتماعي بتاعت روسو او فائض القيمه بتاعت ماركس في هويتنا كسودانيين طيبانين ساي .