كتاب مهم يسلط الضوء على الحياة الاجتماعية والثقافية والحركات العلمية والفرق الدينية في العصر العباسي الاول مما يساعد القراء والباحثين على اخذ صورة واضحة عن مختلف معالم الحياة واسماء العلماء والعلوم وغير ذلك
واحد من أهم المثقفين الذين أرسوا قواعد الثقافة العربية الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين. درس في الأزهر، وعمل قاضيًا، ومدرّسًا في مدرسة القضاء الشرعي، ثم أستاذًا للنقد الأدبي بآداب القاهرة، وعميدًا للكلية نفسها. كان أحمد أمين يكتب مقالًا أسبوعيًّا في مجلة "الرسالة"، كما رأس تحرير مجلة "الثقافة" التي كانت تصدر عن لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي عمل رئيسًا لها أيضًا. اختير أحمد أمين عضوًا في مجامع اللغة العربية المصري والعراقي والسوري. صدر له عدد من المؤلفات كان أهمها "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"هارون الرشيد
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
أروع ما كتب في القرن العشرين عن تاريخ الحياة العقلية للعرب قبل البعثة المحمدية إلى سقوط الخلافة الإسلامية. كيف نشأت الحياة العقلية لدى العرب؟ وكيف تطورت بمجئ الإسلام؟ وما التغيرات التي طرأت على العقل العربي؟ إن هذ الكتاب يعتبر في نظري فتح من الفتوحات في الفكر الإنساني، وقد أبدع المرحوم الاستاذ أحمد أمين في أسلوبه وتحليله. وبالرغم من أن البعض يعتب على الاستاذ أحمد أمين أخذه بعض الوقائع التاريخية من المستشرقين إلا أن ذلك لا يقلل من شأن الكتاب وقيمته الأدبية والفكرية. أنصح بقراءة هذا الكتاب والأجزاء الأخرى منه وهي "فجر الإسلام" و "ظهر الإسلام" و "يوم الإسلام". رحم الله الاستاذ أحمد أمين فقد كان بحق علماً من أعلام الفكر العربي والإنساني.
رحم الله أحمد أمين، ونفع به إلى يوم الدين، يشرح أحمد أمين العصر العباسي الأول تشريح طبيب، فتشعر وكأنه تكلم في كل شئ في هذا الوقت، وكأنك كنت معهم، ما له من جمال الأسلوب، وسلاسة الانتقال في المواضيع، وموسوعية العلم، والقدرة على نثر الأدبيات كالشعر والنثر الجميل في كتابه، يجعلك تنكب إنكباباً لتنهل من هذا النهر الجاري، حلو المذاق، ويقع كتاب ضحى الإسلام في ثلاثة أجزاء نتكلم عن كالآتي:
(1)
في الجزأ الأول من كتابه ضحى الإسلام، يستهل أحمد أمين موضوعه الجديد بعرض ديموغرافي سريع لسكان المملكة الإسلامية في آخر العصر الأموي وما حدث من اختلاط الأنساب بين العرب وغيرهم من الأقوام الذين فتحوهم، ويتكلم أحمد أمين عن ظاهرة اسماها "التوليد" وهي عملية اختلاط الأنساب بين العرب وغيرهم، مما تبعها ظاهرة "التوليد الثقافي" حيث الثقافة التي نتجت عن ذلك الجنس من الموالي الذي يحمل حضارة وماضي آخر غير ماضي العرب البدائي، ويستتبع نشأة النزعة العربية في مقابل الفارسية في نهاية الدولة الأموية، وحتى صعود العباسيين، ويستجلي مظاهر هذا الصراع من خلال أدبيات ذلك العصر، التي ينثرها كالدرر بين صفحات كتابه، ثم يعرض لمظاهر غلبة النفوذ الفارسي في السلطة وما اتبعه هذا من أشكال جديدة للحياة، للحكم ثم يذهب أحمد أمين ليعرض ما للاسترقاق من أثر على شكل الحياة المترفة في العصر العباسي، وما أثرت فيه الجواري مع طغيان الأغاني على الحركة الأدبية والشعرية وقتها.. ويستدل أحمد أمين على حركة الترف في الدولة العباسية من سيرة الخلفاء، فسمة كل خليفة كانت تنعكس على الحالة العامة للمجتمع، فولاية السفاح والمنصور سادتها الصرامة، ورواية المأمون والرشيد والمهدي عرفت توازن وتنقل بين اللهو والترف، ويشرح أحمد أمين مظاهر هذا الترف والمجون من خلال تتبع أدبيات هذا العصر وأدبياته التي نسبت للشعراء والمغنيين، ثم ينتقل ليعرض تلك الهوة والفروق الاجتماعية من حالة تنافر أدت لظواهر عدة يحلل أحمد أمين حياة الإيمان والزندقة بالدولة العباسية، فتجده بداهة يكشف ستار الزندقة ويفرد للحديث عنها أكثر من الإيمان، فالإيمان وحياته لا يحتاج لوضوح، أما لفظ الزندقة ومعناه وأبعاده الدينية والسياسية ودخوله حياة المسلمين، هو ما احتاج الجهد الذي قام به أحمد أمين، فهو يقدمه لك كنتيجة لأربعة أسباب فردها متنوعة بين الدين والسياسي والشخصي والريائي ولما ازدادت رقعة الدولة في العصر العباسي كان لزاماً عليه أن يخصص الباب الثاني من كتابه للبحث في أثر كل ثقافة دخلت على الإسلام وحياة المسلمين، وأثرت فيها سياسياً أو علمياً، واستخرج نموذج لأديب للدلالة على حركة تلك الثقافة وأثرها التي كان يمثلها، ثم ذهب لبحث ثقافة العرب العباسية لما طرأ على هذا العصر من علوم أخرى في اللغة والنحو والشعر، وما يشرح الفارق بين ثقافة العرب في البادية وشكلها في الحضر، وتلك الثقافات والأديان التي فرد لها أحمد أمين فصول للحديث عنها، قلت أو كثرت، تنوعت بين الثقافة اليونانية والرومانية والهندية والفاسية، أو أثر الدين اليهودي والمسيحي في المسلمين والإسلام، ثم يختتم كتابه بكلمة في امتزاج تلك الثقافات جميعاً وما كان الناتج من ذلك، ويستتدل بعلماء وأدباء كنموذج على ذلك الامتزاج
(2)
يفتتح أحمد أمين الجزء الثاني من كتابه بكلمة في تطور ونشوء ورقي عقل الأمم، ولم كان ذلك التطور والإرتقاء مختلفاً بالنسبة للأمة المسلمة، ثم يبدأ في تحليل العلوم الشرعية أو المتنوعة، وهل تأثرت وصبغت صبغة عباسية ذات غرض، ويختتم الفصل بكلمة في ماهية حرية الرأي في دولة بني العباس من أجل شرح ذلك المناخ العلمي الذي ازدهرت فيه علوم الدولة الإسلامية، ومعاهد العلم في هذا العصر كما أوردها أحمد أمين تنقسم إلى خمس هي الكتاتيب والمساجد، المناظرات، المكتبات، ورحلات العلماء تمثلت مراكز الحياة العقلية في هذا العصر في كل من الحجاز والعراق ومصر الشام، ويتتبع أحمد أمين طبقات علماء كل مصر من تلك الأمصار، ويترجم لبعض أبرز شخوصهم، ومظاهر علمهم، والنبرة العصبية التي نشأت في تلك الفترة في تلك الأمصار وكيف أثرت على الحركة العقلية والعلمية للمسلمين ثم يذهب للكلام في الحديث، فيتخذ ثلاثة أمثال من المحدثين لهذا العصر وجامعيه، هم البخاري ومسلم وأحمد، ويعرض لمنهج كل منهم ونقده والمآخذ عليه وشروط حديثه وجمعه، وتفضيل واحدهم على الآخر، ثم يذهب ليعرض مناهج النقد التي تعرضت للحديث وما صح منه وما لم يصح، ويعبر عن أسباب الوضع في الأحاديث سواء كانت سياسية أو شخصية أو مذهبية، ويتكلم كلمة عن النزاع في هذا العصر بين المحدثين والمتكلمين وفي تتبع تفسير القرآن وتاريخه، يذكره من البداية من عند صحابة الرسول الكريم، وما كان منهجهم في تفسير آيات بسيطة غير مفهومة، وأسباب تحرجهم الكلام في تفسير القرآن، وصولاً لمفسريه، والطرق التي تناول بها تفسير القرآن، بين مفسر لمعانيه، وشارح لنحوه ولغته، وصولاً لمن فسره بالقصص وعن الحديث عن التشريع، يقسم أسباب تضخم التشريع في هذا العصر إلى خمس، بين محاولة العباسيين صبغ كل شئ صبغة دينية، وانتشار حركة التدوين، وحرية الاجتهاد في العلم، وكثرة الاختلاف بين الفقهاء، وتضخم الطبقات التي يأخذ عنها المسلمين دينهم، وللتشريع أئمة أربعة هم ابن حنبل وأبو حنيفة ومالك والشافعي، يعرض أحمد أمين لمنهاج كل منهم، وتفضيله أو رفضه للحديث أو الرأي، ثم يختتم ترجمة كل منهم بالحديث عن أهم أعماله أو كتبه، ومذهبه الذي أكمله تلاميذه بعده ومآله ويتكلم أحمد أمين في علم النحو واللغة والأدب، فيحلل منهج الذين اشتغلوا بها وطرقهم في العلم، والصراع الكوفي البصري وكيف أثر على تلك الحركة العلمية في هذا الوقت، ثم يختتم كتابه بالحديث عن حركة التأريخ في الإسلام، وذكر مدارسها، وطبقات المؤرخين والرواة الذين أخذ عنهم البارزين، ونقد منهجم، ويقسم ست أسباب كانت الدافع وراء حركة التأريخ في هذا العصر
(3)
بدأ أحمد أمين كلامه في هذا الجزء الأخير، ببيان أسباب الإنقسام المذهبي في الملة الواحدة في كل ملة، وهو الذي حدث في الإسلام، وقد نوعها بين أسباب قد تكون سياسية وهي البذرة الأولى لذلك الإنقسام، أو أنها نتيجة لزيادة المدنية في دولة الإسلام وحضارتها التي عرفت علوم كالفلسفة والمنطق، أو مقاربات بين معتنقي الأديان السابقة بعد إعتناقهم دين الإسلام حديثاً، ثم تكلم في علم الكلام، وتأثيره في العصر العباسي ومعناه، وبدأ في الحديث عن الفرق بالحديث عن المعتزلة، فتكلم عن الأسس الخمسة التي يرتكز عليها هذا الفريق، وبدأ تفنيد واحدة فالأخرى، فتلكم عن صفات الله وخلق القرآن، وما يراه المعتزلة ويراه على العكس معارضيهم في مسألة خلق القرآن تلك، والحديث عن المعتزلة واعتقادهم في مسألة العدل، ورأيهم في إرادة الله ومسألة الجبر والاختيار ورأي معارضيهم، وما نتج من مسائل عن إيمانهم بالإختيار كمسألة التولد، وما يميز أحمد أحمين أنه يواصل طرح الأسئلة التي لم تطرح، وبيان الجوانب التي لم تبين، واختتم بالحديث عن قولهم في الوعد والوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويفرد فصلاً فيه يناقش قولهم في الإمامة والثورة والصحابة، ويعرض أحمد أمين لسيرة 11 إمام من ائمة المعتزلة وآرائهم واجتهادتهم المختلفة، ثم يفرد فصلاً فيه يشرح مسألة خلق القرآن سياسياً وتاريخياً، وينهي حديثه بكلمة عن الذي جناه المسلمين على أنفسهم بموت المعتزلة ثم يذهب للحديث عن الشيعة ومذهبهم، متكلماً عن أبرز مذاهبهم، الإمامية والزيدية، ويبدأ الحديث بالإمامية فيتناول مبادئهم، كالعصمة، وينقدها نقداً لاذعاً شديداً لما جلبته على الأمة من ركود وما فيه من تخلف، ثم تحدث عن عقيدة المهدية ومبتدئها وكيف انتشرت الخرافات والتواكل على أثرها في الأمة والنتائج المترتبة عليها، وانتقل للحديث في الرجعة والتقية وكيف أنهم يشكلا صميم إيمان الإمامية، وتكلم في قول الشيعة في صحابة رسول الله ونقدهم لوقفهم هذا الموقف المغالي، وبالحديث عن فقه الشيعة تحدث عن استناده فيما يختلف عن السنة، وأهم القضايا الخلافية مع السنة ألا وهي قضية زواج المتعة، وترجم لسيرة أهم مشرعيهم "جعفر الصادق" وتحدث عن الزيدية وزعيمهم زيد بن علي وأهم ما يعتقدوه، واتبعهم بالحديث عن التاريخ السياسي للشيعة وثوراتهم وقمعهم، ثم أثرهم في إثراء الأدب العربي لما لمذهبهم من لون خاص، ويختتم أحمد أمين كتابه بالحديث عن مذهبي المرجئة والخوارج بنفس نمط المذهبين السابقين إلا أن ما قاله فيهم بقليل
كتاب مهم من أوائل الكتب التاريخية لمن يريد قراءتها. لغته سهلة والكتاب منظم، لا تسأم منه كعادة الكاتب تكلم في الكتاب عن العصر العباسي خصوصا لان العلم نشط في أحضان العباسيين نشاطا كبيرا، وإن كانت بذرة النشاط بدأت في آخر العصر الأموي، لكن التأليف في العهد العباسي شمل كل فرع من فروع العلم، وأن العباسيين كانوا اكثر اتصالا بالعلماء وتشجيعا فارتقى العلم ارتقاء طبيعي كخطوة تسلم للتي تليها.
اعود لأستكمل قرا��ة هذه الموسوعة القيمة في جزئها الثاني ضحى الاسلام حيث بين الكاتب أحمد امين فيها تاريخ الحياة العقلية للمسلمين في القرن الثاني للهجرة وقد سار فيه سيره في فجر الإسلام حيث ركز في ضحى الإسلام على المائة سنة الأولى من تاريخ الدولة العباسية من خلال بحثه في الحياة الاجتماعية والثقافات المختلفة وقد امتاز هذا العصر بحرية الرأي الى حد ما بالإضافة لهيمنة الطابع الفارسي على معظم جوانب الحياة أتى «ضحى الإسلام» فى ثلاثة أجزاء : يعرض الجزء الأول للحياة الاجتماعية والثقافات المختلفة فى العصر العباسى الأول، ويعرض الجزء الثانى لنشأة العلوم وتطورها فى العصر العباسى الأول، فى حين يعرض الجزء الثالث للفرق الدينية كالمعتزلة والشيعة والمرجئة والخوارج ويقدم عرضاً مختصراً لتاريخ هذه الفرق السياسى وطابع أدبهم الفني. وفى هذا الكتاب، عمل أحمد أمين على تحليل العقلية العربية فى الصدر الأول من العصر العباسي، إذ إنه يرى أن تاريخ أمة ما هو تاريخ عقلها فى نشوئه وارتقائه وتاريخ دينها وما دخله من آراء ومذاهب، لذا نراه يتناول وبشكل مفصل الحياة الاجتماعية فى العصر العباسى الأول وثقافات ذلك العصر كالثقافة الفارسية والهندية والثقافة اليونانية والرومانية، والثقافة العربية، ثم الثقافات الدينية. الجزء الأول من الكتاب يضم أبواباً جديدة في نظري لم أقرأ عنها من قبل، حيث تحدث عن الشعوبية ومعناها ونتائجها وتاريخ نشأتها، ثم يتناول ما أثمرت من جهد أدبى وعنف سياسي، ليفرغ بعد ذلك إلى الحديث عن الرقيق، وأثره فى الآداب والفنون، واختلاف أنواع الرقيق، وميزة كل نوع وذلك قبل أن يقارن بين الحرائر والإماء. ولا يغفل أحمد أمين، الحديث عن الظواهر الجديدة التى طرأت على الحياة الإسلامية، فهو إذ يقارن بين الأمويين والعباسيين، ويوضح كيف تدرج اللهو بتدرج العصور، إذ كان ضئيلاً فى العصر الأموي، ثم استشرى واستطال فى العصور التالية، ويضرب لذلك الأمثال مما يروى عن الخلفاء العباسيين كالسفاح والمنصور والمهدى والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق، كما يحلل دواعى الزندقة، يبين أسباب انتشارها وآثارها على حياة الفكر. كما يتحدث المؤلف بإسهاب عن خصائص الثقافات الأجنبية من فارسية وهندية ويونانية ورومانية وعربية وجعل لكل ثقافة من هذه الثقافات من يمثلها أحسن تمثيل فابن المقفع يمثل الثقافة الفارسية، وحنين بن إسحاق ممثلاً للثقافة اليونانية، واختار (المبرد) ممثلاً للثقافة العربية وهكذا. وفى الجزء الثاني، يبين أحمد أمين ما انتهى إليه العلم فى العصر العباسى من رقى وتقدم، موضحاً أسباب ذلك من خلال تناوله لحرية الرأى فى هذا العصر، وعن معاهد العلم كالمكاتب والمساجد ومجالس المناظرة والمكتبات وبيت الحكمة، ليختم كل ذلك بالحديث عن أثر المراكز العلمية للحياة العقلية فى عواصم الإسلام بالعصر العباسي، ويتحدث عن الحديث والتفسير بدقة متناهية عارضاً لكتب الأحاديث المشهورة ولمسألة الخلاف بين المحدثين والمتكلمين وفى الجزء الثالث من هذا الكتاب يجد القارئ مسائل علم الكلام بشكل مبسط لم اقرأمثله من قبل، فكأنها مسائل علم الفقه، إذ عمد المؤلف إلى تذليل الآراء وتيسيرها ومناقشتها، فهو يعرض لآراء المعتزلة والشيعة والمرجئة والخوارج ويبين كل ذلك بأسلوب شيق ومبسط للغاية.اعجبني ضحى الاسلام كثيرا وبأذن الله سأكمل ظهر الاسلام قريبا.
قل أن تجد كل هذه التفاصيل مجتمعة في مكان واحد حتى وإن بلغ عدد صفحاته هذا الكم، والطريقة كفجر الإسلام لا تتبع سردا تاريخيا بل هي وصف لشكل الحياة وتطور الأفكار والحركة العلمية وتركيب المجتمع ودور العناصر الوافدة مع علاقة كل ذلك بالوضع السياسي. فيما يخص المعتزلة، لا أخفي أن شرح المؤلف للأصول الخمسة هو الأفضل مما قرأت في هذا الحقل حتى وإن كان الاختصار واردا في بعض الجوانب. كذلك شرحه لقضية خلق القرآن وتعليقه الشخصي عليها كان مفاجئا، ربما كرر مرة أخرى هجمومه الحاد على الشيعة المتجني في بعض الأحيان خاصة عندما أعاد ذكر شخصية عبد الله بن سبأ كما فعل في فجر الإسلام، وأنا أذهب في هذا مذهب طه حسين بأن شخصية ابن سبأ وهمية أو متكلفة.. ويبدو غريبا لي أن أحمد أمين لم يعرض له هذا الرأي سواء قبل تأليف فجر الإسلام أو ضحى الإسلام. أيًا كان الكتاب إجمالا جيد جدا مع هذه الملاحظات.. فلا يوجد كتاب يرضي الإنسان ويوافق عليه حرفا حرفا.
أفضل من سابقه وقد شمل العصر العباسي الأول واستعراض فيه المذاهب العقلية والأدبية والسياسية والدينية بطريقة مرتبة وسلسلة مع الاستشهادات، استمتعت كثيرا في قراءته.
A very nice account of the early Mutazila thinkers and the way Muslim kings tried to impose it on Scholars and general people. You will be amazed how the Muslim rulers kept themselves busy with unnecessary debates such as the creation of Quran, Determinism versus Free Will, etc. You need not agree with all the observations made by the author to enjoy the book.
كتاب يتكون من أكثر من جزء قرأت منه الجزء الأول فقط ، متشبع بالعصر العباسي الأول وتفاصيل الحياة الإجتماعية والثقافات الفارسية التي برزت في الدولة العباسية.
رقم 4/2021 اسم الكتاب : ضحى الاسلام - الجزء الاول التصنيف : كتاب اسلامي تاريخي فكري اسم الكاتب : احمد امين وصف الكتاب بثلاثة اجزاء وعدد صفحات 980 صفحة واصدار المكتبة العصرية تحقيق بيروت الكتاب بنسخته الورقية بين يدي وقد صدرت الطبعة الاولى عام 1933 عن دار النهضة المصرية يتناول الكتاب التاريخ الثقافي للمسلمين في القرن الثاني للهجرة، والحياة الاجتماعية والثقافية في العصر العباسي الاول الكتاب إبداع فكري وتتابع أحداث التاريخ والفكر الإسلامي لحظة بلحظة، ، وتطور الفكر والعلوم .
# أجزاء الكتاب: المقدمة : مقدمة طه حسين للكتاب ومن خلال قرائتي لطه حسين في كتابه الايام والفتنة الكبرى وغيرها فهمت انه كاتب صعب ونقده لاذع ولكن هنا انصف الكتاب والكاتب قبل الكتاب وتحدث عن الكتاب بانصاف شديد وتحدث فيها عن الصداقة التي بينهما وافتحره بما يقوم به صديقه من البحث فطه حسين خسرالعديد من اصدقائه بسببب النقد اللاذع. وجاءت المقدمة في خمس صفحات من الصفحات الاولى من الكتاب . الجزء الاول : هو جزء يبحث في الحياة الاجتماعية والثقافات المختلفة بالعصر العباسي الاول وعدد صفحاته 312 ويتحدث الكتاب كفترة زمنية عن المائة سنة الاولى في العصر العباسي فقد نجدث عن ادباء وشعراء وعلماء ولغويين وكتبهم وخلافاتهم ووجياتهم وترفهم .بالاضافة اللى الحديث عن العناصر والأسباب التي ساعدت على تكون النهضة العلمية، وأهمها التأثر والتمازج بالثقافات المختلفة.. فلم يخترع العرب شيئاً لو لم يتصلوا بالأمم الاخرى واعطى فصلا مهما عن الشعوبية في الفصل الثالث بعد حديثه عن الفرق بين العباسيون والامويين في الفصل الاول والثاتي لينهي بالجزء السادس عن حياة الزندقة وكبف اتهم العلماء بالزندقة لانهم عارضو الحكم العباسي فكان حياة الزندقة وحياة الإيمان في عهد الدولة العباسية توأمين متناقضين يجتمعان دائماً في مكان واحد ، وعرض للحرب التي دارت بين الخلفاء والزنادقة ومعني كلمة الزندقة ما هي الزندقة في تاريخ العباسيين وكثرة الداعين لها وإتخاذها كوسيلة لتصفية الحسابات السياسية والوشاية بها عند الخلفاء ،. -ثم تحدث عن الثقافات في الباب اثاني من هذا الجزء الاول وخاصة الثقاغة اليونانية ملكة الطب - مدرسة جندسابور لها الفضل في نشر الثقافة اليونانية في الطب ، وما إليه من فلسفة، فمدرسة حران كان أثرها الأكبر في الرياضيات، وخاصة الهيئة. ولعل ما في ديانتهم من تعظيم الكواكب، وإقامةالهياكل لها كان باعثًا على نبوغهم في العلوم الرياضية والفلكية .
- (الطب والنجوم) هما العلمان اللذان أوصلا المسلمين إلى ساحة العلوم الفلسفية، والسبب في ذلك أن التخصص الذي نفهمه الآن، ونراهفي دراسة الطب والهيئة لم يكن معروفًا في هذا العصر العباسي؛ فكان الطبيب والمنجم يلمان بكثير من المسائل الفلسفية. وتكاد تعد الفلسفة كوحدة، فروعها؛ الطب،والإلهيات، والحساب، واملنطق، والموسيقى، والهندسة، والهيئة، فالطبيب والمنجم بكل ذلك، ثم يتبحران في الطب أو التنجيم، وكانت رغبة الأطباء والمنجمين في إتقان فنونهم تحملهم على معرفة اللغات .
# الجزء الثاني من الكتاب تحدث الكاتب بعدد صفحات 270 صفحة عن نشاة العلوم والتور العلمي في العصر العباسي الاول يبين أحمد أمين ما انتهى إليه العلم فى العصر العباسى من رقى وتقدم، موضحاً أسباب ذلك من خلال تناوله لحرية الرأى فى هذا العصر، وعن معاهد العلم كالمكاتب والمساجد ومجالس المناظرة والمكتبات وبيت الحكمة، ليختم كل ذلك بالحديث عن أثر المراكز العلمية للحياة العقلية فى عواصم الإسلام بالعصر العباسي، تحدث عن نشاة العلوم وخاصة علم الكلام و العلوم الدينية كالحديث والفقه والتفسير، واللغة والنحو، و التاريخ. فى كل فصل يتعرض بشكل عام لهذا العلم وأهم رجالاته فى هذا العصر. هو تفسير تطور اللغة والنحو وكيف أثر منهج القياس بشكل كبير على النحو واللغة إلى العصر الحالي فالفكر العربي فكرا عميقا نشا من العصر الجاهلي فكرا مشبعا بالادب والشعر واستمر بالاخلافة الاراشدية والاموية مع بعض التعديل الى تان اختلط بشكل اوسع بفكر الامم الاخرى كالفرس والروم التي ادخلت فكرا جديدا اضيف على الفكر العربي لكن هذا لا ينفي دور الاسلام والقران الذي ادخل كلمات ايمانية الى اللغة العربية كمؤمن ومسلم، وصلاة وزكاة، وركوع وسجود، فمدلول هذه الكلمات في الجاهلية غيره في الإسلام، فالصلاة التي كان مدلولها الدعاء أصبح مدلولها الحركات والسكنات كذلك الزكاة كان مدلولها النماء، فأصبح مدلولها إخراج المال في والحرب -عند الحديث عن الأئمة الأربعة ومذاهبهم وحياتهم ومنحاهم في الاجتهاد، فمثل أبو حنيفة كان أسلوبه عقلي غير أسلوب المحدثين الذين يكتفون في الحديث ببحث الرواة وهو يتجاوز ذلك أيضاً إلى النقد الخارجي و موافقة الحديث لمبادئ الإسلام العامة وأصوله.كان له في الحديث مسلك خاص، وهو التشدد في قبول الحديث، والتحري عنه وعن رجاله حتى يصح، وكان لا يدون الخبر ع رسول الله إلا إذا رواه جماعة عن جماعة.. مذهب أبي حنيفة قيّد الحديث الذي يعمل به وضيق دائرته ووسع القياس، ثم الشافعي فقد وسع الحديث وقلل دائرة القياس، ثم مالك فلم يتوسع في القياس كما توسع الشافعي، ثم أحمد بن حنبل فقد أبي استعمال القياس إلا عند الضرورة القصوى، وفضل عليه الحديث الضعيف، ثم داوود الظاهري فقد أنكر القياس إلا ما نص فيه الى العلة وتحدث عن الظروف التي حصلت معهم وكيف هزجكو وخاثة احمد بن حنبل في فتنة خلق القران
- من وجهة نظر أحمد أمين ان العِلمان (الطب والنجوم) هما العلمان اللذان أوصلا المسلمين إلى ساحة العلوم الفلسفية، والسبب في ذلك أن التخصص الذي نفهمه الآن، ونراهفي دراسة الطب والهيئة لم يكن معروفًا في هذا العصر العباسي؛ فكان الطبيب والمنجم يلمان بكثير من المسائل الفلسفية. وتكاد تعد الفلسفة كوحدة، فروعها؛ الطب،والإلهيات، والحساب، واملنطق، والموسيقى، والهندسة، والهيئة، فالطبيب والمنجم يلمانغالبًا بكل ذلك، ثم يتبحران في الطب أو التنجيم، وكانت رغبة الأطباء والمنجمين في إتقان فنونهم تحملهم على معرفة اللغات . -انصف الكاتب اهل العراق عند الحديث عن العلم فهم اهل حضارة من عصر ما قبل الميلاد الى ، سكان العراق امم قديمة متحضرة كان لها من العلم ما لها فلما دخل أهله في الإسلام فعلوا في العلوم العربية على قياس أممهم السابقة، فما كان منهم إلا أن طبقوا َّ ما عرض في الإسلام هذا في العلوم عامة، وأما في علم النحو والصرف واللغة فهم اعاجم لذلك كان العلم مهما لهم ساعد في ظهور علم الكلام وغيره من العلوم العربية.
-الجزء الثالث بعدد صفحات 300 صفحة تحدث فيها الكاتب هنا عن الفرق الاسلامية بالتفصيل مع الحديث عن فكرهم وادبهم وابرز العلماء لهم وتطور الفكر والعلوم بتاريخ الفرق الإسلامية (المعتزلة، والشعية، والمرجئة، والخوارج) يظهر جليًا من تخصيص 190 صفحة للحديث عن المعتزلة وحدهم وقصر 140 صفحة للحديث عن الشيعة والمرجئة والخوارج = أن أحمد أمين يُعلي من شأن المعتزلة ذاهبًا في ذلك مذهب أساتذته من المستشرقين الذين عظم التأثر بهم في تلك المرحلة التاريخية والتي كان فيها مراسلات بين المستشرقين وبين المثقفين في البلاد الإسلام فلا الشيعيون يعدلون عن مطالبهم وتنفيذ خططهم ، ولا الساسة بالطبع يستسلمون لمطالب الشيعة ، ولا يعالجونها في رفق وهوادة ، وظني لو إجتمعت كلمة المسلمين وقدر الجهد الذي بذل في إخضاع العلويين لبني أمية وبني العباس ، أو العكس ، لكان جهداً يكفي لفتح أكثر العالم وإخضاعه للمسلمين وتغير وجه التاريخ تغيراً كاملاً ، ولكن شهوة الحكم في كل زمان تضيع وحدة الأمة وتفرق كلمتها ، وتحل قوتها،والكتاب يحمل في طياته العديد من الفتن والحروب التي نشأت في الأمة الإسلامية ولم تحدث عليها ضجة كبري وربما لا يعرفها الكثيرينهو يقف موقف المحايد بين كل المذاهب فيعرض أرائهم ويخضعها للتحليل المنطقي والموضوعي ، وعلي القارئ فقط أن يتجرد من إعتقاداته وما يدين به من مذهب حتي يستطيع أن يستفهم بوضوح ما يحمله هذا الكتاب من أهمية كبري في تحليل الفرق الإسلامية في العصر العباسي . -بعض من اراء الكاتب بالجزء الثالث : "وأياً ما كان ، فقد إنتشر في العصر العباسي آراء وملل ونحل لا عداد لها ، وكانت الحرب فيها حرباً عواناً بين كل ديانة والأخري ، وبين كل فرقة والفرق الأخري ، ولو تسائلنا هل كان هذا كله خيراً للأمة الإسلامية أن تفرقوا أم كان الأصلح البقاء علي فرقة واحدة ذات مبادئ واحدة ؟ قلنا إن ذلك ككل شئ في عالمنا ، ليس خيراً صرفاً ولا شراً صرفاً ، وإن الإنقسام والتفرق كان نتيجة طبيعية لإتساع رقعة البلاد وتكونها من عناصر مختلفة في الجنس والعقليات والديانات الموروثة ، فكان محال علي تلك القبائل أن تعقتد في الإسلام صراحته وبساطته الأولي ، وكان لابد أن تمزجه بعلقياتها ودياناتها وأغراضها ، وكان ضرورياً للدين أن يتفلسف ، لأن هذا طور طبيعي من أطوار الدين " -راي الكاتب بالشيعة : " وأكثر ما أتوقع أن يعتب علي إخواني الشيعة فيما سلكت من نقدهم ، وتزييف بعض آرائهم ، وأن يعجبوا من دعوتي إلي الوئام والوفاق ، ثم أتبع ذلك بشئ من النقد والتجريح . فإليهم أقرر مخلصاً أني لم أقصد في ما قلت إلا ما اعتقدت حقاً وصواباً ، وجاهدت نفسي ألا أتأثر بإلفي ومذهبي ومعتقداتي ، فلا أنصر رأي سني لسنيته ، ولا أجرح رأي معتزلياً لإعتزاله ، أو شيعياً لتشيعه ، ولعل الكتاب قد رأي أني قد أنقد الرأي السني وأرجح عليه المعتزلي والشيعي ولو كنت أتعصب لمذهب لأنتصرت لأقواله ودفعت عن جميع آرائه ، ولكني رأيت نصرة الحق خيراً من نصرة المذهب فلعلهم بعد ذلك ينصفون فيقرأو ، قولي في هدوء وطمأنينة ويأخذوا ما تستحسنه عقولهم ويردوا في هدوء ما لا يستحسنون ، ويقرعوا حجة بحجة وبرهان ببرهان ، والغرض الأسمي التعاون علي إنهاض أهل هذه الملل ورفع مستواهم ، وتنقية الخرافات والأوهام من رؤوسهم حتي ينشدوا الحياة الصحيحة ، ويتبوأوا من العالم المكان اللائق بهم . # رأي القارئ -الجزءالثاني من السلسة بعد كتاب فجر الاسلام ينبعه كتاب ظهر الاسلام في اربعة اجزاء ليكتمل البحث باسلوب احمد امين هو نقلة علمية و مرجع مهم جدا لللباحثيين والقراء الذذين ارادو البحث في نشاة الفكر العربي هو جانبٌ لم يلتفت إليه الكثيرون من المفكرين قبله. فقد اهتموا بتسجيل الاحداث التاريخية السياسية و تاريخ و سير الخلفاء و الملوك و الحُكام و ما حدث لهم او ما حدث بينهم و لكن احمد امين ا اهتم بما لم يُقدموه او ما كان دائماً على الهامش ا وفى خلفية الاحداث اهتم بتاريخ العقل العربى الاسلامى و بالاسئلةِ التى كانت تشغلُ الناسَ فى كل عصر و تؤثرُ فى حياتهم اشدَ. - شعرت وانتا اقرا الكتاب بقيمة ما كتب احمد امين فنحن هنا نبحث عن مزايا العقل العربي و كيف نشأ و ارتقى و ما العوامل التي أثرت فيه و تأثر بها عبر عصوره و بمرور أمراءه و خلفاءه و دخول أجناس أخرى ضمن ركب الإسلام ، ميز الكتاب هي السهولة مع الغزارة في المعلومات و حسن تسلسلها و الإحاطة بكل جوانب الموضوع و جميل عرض الكاتب لها - تميز الكتاب بغزارة معلوماته وتقديم كل ما هو جديد ومفيد من الجزء الاول الى الاخير فنحن ذهبنا مع الغلماء والفلاسفة والمذاهب الفقهية والفرق الاسلامية باسلوب الباحث وتقديم رائع من الكاتب بتسلسل زمني جميل .
#اهم الجمل: التي انصفت اللغة العربية في الحق ان اللغة العربية أرقى اللغات السامية ,كما يقرر دارسو تلك اللغات فلا تعادلها اللغة الآرامية ولا العبرية ,ولا غيرهما من هذا الفرع السامي . وهي كذلك من أرقى لغات العالم ,فهي-تمتاز حتى عن اللغةت الآرامية -بكثرة مرونتها,وسعة اشتقاقها. فاذا قيس ما يشتق من كلمة عربية من صيغ متعددة لكل صيغة دلالة على معنى خاص ,بما يقابلها من كلمة افرنجية وما يشتق منها ,كانت اللغة العربية في ذلك-غالبا- أوفر واغنى. فمثلا اشتقوا من الضَرب : ضرَب ,ويضرب,واضرِبْ,وضارِبْ,ومضروب .وسموا آلة الضرب مِضْرَباً,ومِضْراباً, وقالوا ضَارَبَهَ أي جالده,وَتضَرّب الشيء ,واضطرب،تحرك وماج ,وحديث مُضْطَرب,وأمر مضطرب ,والضريبة ما ضَرَبته بالسيف وضاربَه في المال من المضارَبة (وهي ان تعطي انساناً من مالك ما يتَجر فيه على أن يكون له سهم معلوم من الربح) واشتقوا منه مضُارِباً ,ومضُارَباً, ....الخ
موضوع الكتاب بصفة عامة هو دراسة الجانب العقلى و الفكرى للحضارة الاسلامية ففي حين نجد الكثير من الكتاب قديما و حديثا إهتموا بالجانب التاريخي و السياسي للحضارة الاسلامية كتاريخ الاحداث ، الحروب و الوقائع و حياة الملوك و الخلفاء نجد الكاتب أحمد أمين تخطى هذا الجانب كلياً و سار بثبات نحو الكشف عن جانب آخر عميق و مميز هو الجانب العقلي للأمة الاسلامية على مر عصورها الأموي فالعباسي و قد أصاب إلى حد بعيد في قوله ( ... أن تاريخ اىَ أمة هو تاريخ عقلها في نشوئه وارتقائه وتاريخ دينها وما دخله من آراء ومذاهب ...) .
قسم أحمد أمين كتابه هذا #ضحى_الاسلام إلى ثلاثةِ أجزاءٍ و جعل لكلِ جزءٍ منه أبواباً ، فتناول في بابه الأول الحياة الاجتماعية في العصر العباسي و طبيعة سكان المملكة في ذلك العصر و حدث من صراع بين العرب و الموالي ،حياة اللهو و حياة الزندقة و الإيمان ، أما الباب الثاني منه فكان غنيا بذكر الثقافات التي سادت خلال العصر العباسي من ثقافة فارسية ،هندية ،يونانية عربية و دينية أيضا مع إمتزاج بين الكل. في حين جاء الجزء الثاني تحت عنوان الحركة العلمية في العصر العباسي الأول ليدخل بذلك في موضوع كتابه ،حيث ألم بجوانب هته الحركة من معاهد و مراكز و شرح للحديث و التفسير ،اللغة الأدب و التاريخ ... أما الجزء الثالث و الأخير فأفرده بتمهيد لنشأة علم الكلام و عنى بذلك مختلف المذاهب الدينية من معتزلة ،شيعة ،مرجِئة و خوارج.
- مع إتساع رقعة الدولة الإسلامية و دخول الكثير من الأجناس الدين الإسلامي و إختلاط الناس تجارةً و جواراً و حتى نسباً أدى ذلك كله إلى ظهور نوع من الصراع الباطن و أحياناً الظاهر بين العرب الفاتحين و الموالي أصحاب الأرض كما ظهرت الشعوبية كما يقال في اللسان: «والشعوبي هو الذي يصغر شأن العرب، ولا يرى لهم فضلا على غريهم.».
- يقول أحمد أمين أن العباسيون إتجهوا إلى تعليم الجواري إتجاها قويا و أكثر عنايتهم كان بتعليم الغناء حيث إنتشر في هذا العصر انتشارا كبيرا ، كما نجد بالمقابل كثيرا من الحرائر اشتغلن ببعض العلوم، ولكن أكثر ما اشتغلن به كان الباعث عليه دينيٍّا كثيرا من المحدثات والمتصوفات. .
_ و يضيف بقوله :ولئن اغتبط الأدباء بما أنتجته هذه الحالة الاجتماعية من شعر رقيق، وفن بديع،ُ فإن رجال الدين والخلق ساءهم ما نتج عن ذلك من لهو خليع، واستهتار شنيع. وأخذ الأولون يحثون الناس على الاستمتاع بهذه الحياة وجني ثمارها، وأخذ الآخرون ينعون على الناس لهوهم وفجورهم، ثم يفرون من هذا كله إلى الزهد في الحياة، والهرب من مذائذها.
- يرى الكاتب أن الأمر ما كان يصل إلى َ هذا الحد لولا الفرس؛ فهم الذين دفعوا الناس إلى حياة ترف ألفوها هم وآباؤهم عنَ عهد الأكاسرة، وعلموهم كيف يكون الإفراط في طلب الملاذ من طرق فنية أكسبتهم إياهاحضارتهم القديمة، لا من طريق ساذج كالذي يعرفه العرب. هل كان يعرف العرب مجالس الغناء المتقنة، ومجالس الشراب المترفة، وحياة النعيم الناعمة لولا الفرس؟فعظماء الفرس كالبرامكة وأمثالهم أرشدوا الناس إليها، وفنّانوهم كإبراهيم الموصلي غنوهم عليها، وشعراؤهم كبشار بن برد كانوا لسانهم الناطق بها.
- يقول الكاتب لئن كانت مدرسة جندياسبور لها الأثر الكبير في نشر الثقافة اليونانية في الطب، وما إليه من فلسفة، فمدرسة حران كان أثرها الأكبر في الرياضيات، وخاصة الهيئة. ولعل ما في ديانتهم من تعظيم الكواكب، وإقامةالهياكل لها كان باعثًا على نبوغهم في العلوم الرياضية والفلكية.
- أخذ الكاتب مثال عن علماء الفرس و هو إبن المقفع حيث يقول كان ابن المقفع ينظر إلى المملكة الإسلامية،وما فيها من نظم ناقصة في بعض نواحيها، وينتقل عقله بسرعة إلى قومه الفرسِ فيقارن بين ما يرى أمامه، وما أرشده إليه التاريخ الفارسي، فتوحي إليه هذه المقارنة مقترحات الإصلاح، وتصطدم هذه المقترحات أحيانًا بنظرات رجال الدين.
- من وجهة نظر أحمد أمين ان العِلمان (الطب والنجوم) هما العلمان اللذان أوصلا المسلمين إلى ساحة العلوم الفلسفية، والسبب في ذلك أن التخصص الذي نفهمه الآن، ونراهفي دراسة الطب والهيئة لم يكن معروفًا في هذا العصر العباسي؛ فكان الطبيب والمنجم يلمان بكثير من المسائل الفلسفية. وتكاد تعد الفلسفة كوحدة، فروعها؛ الطب،والإلهيات، والحساب، واملنطق، والموسيقى، والهندسة، والهيئة، فالطبيب والمنجم يلمانغالبًا بكل ذلك، ثم يتبحران في الطب أو التنجيم، وكانت رغبة الأطباء والمنجمين في إتقان فنونهم تحملهم على معرفة اللغات .
- يرى أحمد أمين أن الفكر العربي كان فكرا عربيًا خالصا (إلاقليلا َّ ) في الجاهلية من حيث طبيعته ومن حيث لغته، أما في الإسلام فنحن نسميه فكراعربيا على نوع من التجوز، وهو في الواقع فكر أمم مختلفة اتخذت اللغة العربية أداة لتفكريها، وهو فكر العرب وفكر الفرس وفكر الروم مِزَج ً كله مزجا قويًا، واتخذ اللغة العربية أداته، واتخذ الإسلام أساسه.
- يرى الكاتب أن سبب تغير مدلول الكلمات يرجع أن الإسلام أدخل في اللغة معاني جديدة لكلمات كثيرة كمؤمن ومسلم، وصلاة وزكاة، وركوع وسجود، فمدلول هذه الكلمات في الجاهلية غيره في الإسلام، فالصلاة التي كان مدلولها الدعاء أصبح مدلولها الحركات والسكنات بأشكالخاصة، وكذلك الزكاة كان مدلولها النماء، فأصبح مدلولها إخراج المال في حال معينةو هكذا....
- يقول أحمد أمين في تفوق أهل العراق في إختراع العلوم و تدوينها (الحق أن العراق بز سائر الأمصار في اختراع العلوم وتدوينها، وعلة ذلك أنَّ سكان العراق بقايا أمم قديمة متحضرة كان بها علم وتدوين، فلما دخل أهله في الإسلام فعلوا في العلوم العربية على قياس أممهم السابقة، فما كان منهم إلا أن طبقوا َّ ما عرض في الإسلام على ما جرى عليه آباؤهم — هذا في العلوم عامة، وأما في علم النحو والصرف واللغة خاصة فإن حاجة البلاد الأعجمية إليها أشد من حاجة البلاد العربي،فما حاجة عرب البادية والحجاز إلى النحو واللغة، وهم يعرفون لغتهم ويتكلمون بهاصحيحة عن سليقة، فإذا كان الباعث على النحو ما بدا من اللحن كان طبيعيًا أن يكونً منشؤه بلدا أعجميًا، ولا أفضل في ذلك من العراق؛ فقد جمع إلى أعجميته ثقافة واسعةعميقة موروثة).
- سمي هذا العلم الذي يبحث في العقائد بالأدلة العقلية والرد على المخالفين بعلم الكلام،وسمي المشتغلون به بالمتكلمين وقد اختلفوا في سبب هذه التسمية؟ فقال بعضهم: إنه سمي علم الكلام، لأن أهم مسألة وقع فيها الخلاف في العصور الأولى مسألة كلام الله و#خلق القرآن، فسمي العلم كله بأهم مسألة فيه، أو لأن مبناه ِ ْ كلام صرف في المناضرات على العقائد، وليس يرجع إلى عمل، أو لأنهم تكلموا حيث كان السلف يسكت عما تكلموافيه، أو لأنه في طرق استدلاله على أصول الدين أشبه بالمنطق في تبيينه مسالك الحجة.
- يقول الكاتب ان ما يميز العصر العباسي هو جو تشيع فيه الفلسفة من قصور الخلفاء،ومن اليهود والنصارى، ومن الفرس، ومن الكتب المترجمة، ومن الأطباء، ومن الجدلوالمناظرة؛ فكانت كل فرقة من معتزلة و شيعة و خوارج تأخذ منه بقدر استعدادها، وبالقدر الذي يتفق وأصولها.
- يصف أحمد أمين فترة الحكم العباسي من ناحية الأدب الذي ميزها بوجود أدب المعتزلة فهو يراه أدب فلسفي، فيه عنصر المعاني أغلب وأقوى؛ أما أدب الشيعة أدب باك أو أدب حزين على فقدان الحق، أو أدب غضبان على أن لم توضعالخلافة موضعها؛ أما أدب الخوارج فأدب القوة، أدب الاستماتة في طلب الحق ونشره،وأدب التضحية، فلا تستحق الحياة البقاء بجانب العقيدة، وأدب التعبري البدوي الذيلا يتفلسف.
📖 ✒ حقيقة يعد كتاب ضحى الإسلام مع ما سبقه فجر الإسلام و ما يليه ظهر الإسلام موسوعة و مرجع مهم جدا لمن أراد التعرف عن ميزة العقل العربي و كيف نشأ و ارتقى و ما العوامل التي أثرت فيه و تأثر بها عبر عصوره و بمرور أمراءه و خلفاءه و دخول أجناس أخرى ضمن ركب الإسلام ، فالفكرة التي جاء بها و الجانب الذي حاول أحمد أمين إماطة اللثام عنه كانت مبتكرة و جديرة بالبحث و التقصي ، فمجال الأفكار رحب و غامض في نفس الوقت و قد تعيي من يريد اللحاق بها و تماما كما وصفها كاتبنا بأنها ( ...أما الفكرة فإذا حاولت أن تعرف كيف نبتت، وكيف نمت، وما العوامل فيإيجادها، وما العناصر التي غذتها، وما الطوارئ التي طرأت عليها فعدلتها أوصقلتها؛ أعياك ذلك، وبلغ منك في استخراجه الجهد؛ لأن الفكرة أول أمرها لامظهر لها نستدل به عليها، وقد تتكون من عناصر قد لا تخطر ببال ..)
✒ ما ميز الكتاب هي السهولة مع الغزارة في المعلومات و حسن تسلسلها و الإحاطة بكل جوانب الموضوع و جميل عرض الكاتب لها في يسر و دقة مع تحليل متأني كيف لا وهو بجانب كونه كاتباً مرموقا فقد شغل بالقضاء و إرتاد الأزهر. لذا نجد دائما لمسة الكاتب في عرض المعلومات في تسلسل ثم تحليلها بيسر و رتابة مع إبداء رأيه الشخصي فيها من خلال نصره الرأي الصائب بعيدا عن التعصب بل بالعقل العلمي التجريبي لذا نراه حريصاً إلى لفت انتباه القارئ و الأمة على وجه عام لمكامن الخلل و الخطأ الذي وقعت فيه و هذا سبب تأخرها.
📝إقتباسات: ( ... وعندي أن الخطأ في القول بسلطان العقل وحرية الإرادة والعلو فيهما خير من الغلوفي أضدادهما، وفي رأيي أنه لو سادت تعاليم المعتزلة في هذين الأمرين — أعني سلطانالعقل وحرية الإرادة — بني المسلمين من عهد المعتزلة إلى اليوم، لكان للمسلمين موقفآخر في التاريخ غير موقفهم الحالي، وقد أعجزهم التسليم وشلهم الجبر، وقعد بهمالتواكل)
-( نظام جيد التفكير ضعيف الروح غلا في تقدير العقل و قصر في قيمة العاطفة -مبدأ الأمر بالمعروف و لو بالسف و التهديد فكل واحد منهم يمكنه حمل السلاح و هذا يؤدي إلى الفوضى)
(... فلعل المعتزلة ورثوا أيضا كراهية بني أمية من شيوخهم ، وبنو أمية — كمايظهر — كانوا يكرهون القول بحرية الإرادة، لا دينيًا فقط، ولكن سياسيًا كذلك، لأنالجبر يخدم سياستهم. فالنتيجة للجبر أن الله الذي يسري الأمور قد فرض على الناسبني أمية كما فرض كل شيء، ودولتهم بقضاء الله وقدره، فيجب الخضوع للقضاءوالقدر). 06/01/20 30/01/20
الكتاب بأجزائه الثلاثة عظيم. استمتعت بقراءة الجزء الذي يتحدث فيه عن علم الكلام وعن المعتزلة وماذا قدموا للفلسفة الإسلامية، وحزنت -كما الكاتب- على أفول هذه الفرقة "من أكبر مصائب المسلمين موت المعتزلة، وعلى أنفسهم جَنَوا"ه
يا إلهي لتلك المهمة الشاقة ،كيف يمكنني الحديث عن هذا السفر العظيم بكلمات يسيرة،بداية اتفقت مع أحمد أمين أم اختلفت معه،وافقته في النتائج أم خالفته لكن لا يمكنني أن أتغاضى عن حقيقة واحدة أن ضحى الاسلام بأجزاءه الثلاثة بإمكاني أن أقول بكلمة واحدة أنه أضخم منتج فكري قرأته في حياتي،وهذا لا يقلل أبدا من أطروحات أخرى وما زال الوقت أمامي فسيحا لو ��ان في العمر بقية لتحتل أطروحات أخرى مكان أحمد أمين،لكنه الحكم الحالي. من أين أبدأ لنبدأ من الكتاب ثم نتحدث عن الكاتب جعل المؤلف الجزء الأول للحديث عن الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية في العصر العباسي الأول والجزء الثاني عن نشأة العلوم وتطورها والجزء الثالث عن الفرق الدينية من شيعة ومعتزلة وشيعة ومرجئة وغيرهم أراد المؤلف التدرج العلمي من عصر لعصر،وقد اعترف بصعوبة ذلك صعوبة بالغة،فمحاولة تأريخ العقلية لأي أمة من الأمم تكتنفها صعوبة بالغة جدا،لأن مدار البحث هي الفكرة،كيف نبتت من أين وكيف؟ما هي عوامل نشأتها هل هي ذاتية أم أنها تأثرت بعوامل خارجية،وما دخل العوامل السياسية والاجتماعية في نشوء العقلية عند أي أمة. وقد انتهى لقضايا لم يسبق أن طرحها قبله باحث عربي باعتراف الكثير من مؤرخي الأدب العربي كشوقي ضيف والأستاذ الكبير محمد رجب البيومي،بأن الأدب العربي كان مقفلا حتى جاء أحمد أمين وفتحه مثل قضايا صراع العرب والموالي والشعبوية وآثارها وخصائص الثقافات الأجنبية من فرس وترك ورومان وغيرهم وأثرهم في الثقافة العربية ثم كان الجزء التاني للحديث عن نشأة العلوم،والحديث عن معاهد العلوم في العالم الإسلامي وخصائص كل مدرسة،وأثر تلك المدارس في الحياة العقلية ولتدرك أثر أحمد أمين،انظر لكل من تحدث عن نشأة الفقه والمدارس بعده كيف حذو حذوه واقتفوا خطاه وأما الجزء الثالث فخصصه للحديث عن تاريخ نشأة علم الكلام وقد تخالفه في كثير مما طرحه حول أسباب نشوء العلم،وحاول الإنصاف قدر الإمكان ورغم ميله للاعتزال فإنه لم يأل جهدا في تصويب النقد حول ما وقعت به المعتزلة أما عن الكتاب بشكل عام فهناك ملاحظات لن تخفى على القارئ اللبيب،فالتأثر بالمستشرقين كان واضحا وضوح الشمس،ومحاولة توجيه التهم والطعن في منهجية المحدثين وأنهم اهتموا بنقد السند دون المتن،وهي دعوى لا يخفى بطلانها،كذلك إرجاع كثير من عوامل نشأة العلوم لأسباب سياسية وهي دعوى تم دحضها اليوم،وأن تزلف البعض للحكام لا يصح تعميم الحالة في نشأة العلم نفسه لأهداف سياسية. أما المنهجية الرائعة التي اتبعها فلم أعرف أنه سبق إليها،ومحاولة تطويع كل المعارف لخدمة أفكاره،كذلك جرأته في النقد فلا يبالي بموافق له في العقيدة أو مخالف لو كان سلك سبيلا غير سبيل الحق،فهو يقول ما يؤمن به بغض النظر عما سيناله من متاعب،كذلك وعرة الطريق خصوصا أنه سلك مسلكا لم يسبق إليه. حسنا رغم الملاحظات فالكتاب فتح لأحمد أمين وفق فيه أي توفيق وكما قال طه حسين "إن لم يكن أحمد أمين مثالا للباحث الجاد فأنا لا أعرف أبدا أي باحث جاد في تاريخ الأدب العربي".
كتاب رائع ضمن مشروع أحمد أمين لتوثيق رحلة العقل الإسلامي ، أصدر أحمد أمين عدة أجزاء ( فجر الإسلام و ضحى الاسلام و ظهر الاسلام ) كل جزء يختص بمرحلة زمنية معينة ، فكتابنا هذا يركز على مرحلة الدولة العباسية حيث يفصل الكتاب تعاليم و مواقف جميع الفرق الإسلامية التي ظهرت في هذه الفترة ولا يقتصر على ذلك بل ينقد و يحلل و يبدي رأيه
يبدأ بالمعتزلة و يشرح أهم تعاليمهم و أفكارهم و يذكر أهم رجالاتهم و دورهم العظيم كأول فلاسفة و علماء لا مثيل لهم جعلوا من الدولة العباسية قبلة و وجهة لكل طلاب العلم في العالم ولا يزال مؤرخو الغرب لغاية الآن يضربون المثل بذكائهم و سعة علمهم ، ثم ينتقل أحمد أمين للحديث عن الأسباب التي أدت لأفول نجمهم و انتصار مذاهب أخرى عليهم. يقول أحمد أمين : “ عندي أن الخطأ بقول سلطان العقل و حرية الإرادة و الغلو فيهما خير من الخلو في أضدادهما ، وفي رأيي لو سادت تعاليم المعتزلة إلى اليوم لكان للمسلمين موقف آخر في التاريخ غير موقفهم الحالي حيث أعجزهم التسليم و شلهم الجبر و قعد بهم التواكل … في رأيي أن من أكبر مصائب المسلمين موت المعتزلة ، و على أنفسهم جنوا “.
ثم ينتقل الكتاب للشيعة و يناقش معتقداتهم و كيف بدأت و أثر التشيع على العقل الإسلامي و على المذاهب الأخرى و بالأخص ما ابتكروه من أفكار غريبة على الإسلام كالرجعة و المهدي المنتظر و أثر ذلك على المذاهب الأخرى التي قلدتهم فيها
ثم ينتقل في النهاية للحديث عن المرجئة و الخوارج مع ذكر مواقفهم السياسية و إسهاماتهم الأدبية
السلسلة مناسبة للمهتم أو للمبتدئ ... بيفتح مدارك كتير جدا معتقدش إني كنت هقرأ عن بشار بن برد وأبو نواس وبن الراوندي والإعتزال والقدرية وغيره وغيره لولا. برشحه كبداية لأي شخص مهتم بالمذاهب الدينية أو الأدب
عدد صفحاته: 967 أفرد كتاب "ضحى الإسلام" حديثه حول العصر العباسي الأول، وذلك استكمالا للثلاثية، بحيث طبق نفس منهجية "صدر الإسلام"، تمثل في دراسة مفصلة للحياة الاجتماعية التي ازدهرت ونمت ووصلت لنضجها الحضاري عكس ما كان في الفترة الأول تسودها البداوة، وهذا راجع للامتداد الدولة الإسلامية والتأثير الفارسي والبيزنطي ممن دخلوا الإسلام، فيتبلور الصراع بين العرب والموالي ثم النزعة الشعوبية خاصة بين العرب والفرس، وكثر الرقيق والجواري مما أغنى الحياة الثقافية والأدبية خاصة، ونتج عنها تيارات بين جد ولهو وإيمان وزندقة، وتمازجت الحضارات المختلفة في بوتقة واحدة؛ بين ثقافة فارسية وأخرى هندية وثالثة يونانية وعربية وثقافات دينية على رأسها اليهودية والمسيحية والصابئية، مما كان له آثار على الحياة الفكرية وتطور المذاهب في فلسفاتها وتوجهاتها العامة، هذا في جزئه الأول. أما الجزء الثاني فتمحور حول الحركة العلمية والإنتاج الغزير الذي عرفته فيما يسمى بعصر التدوين، نظرا لتمويل الخلفاء وحركة الترجمة في مؤسسة "بيت الحكمة"، فبرز الجدال والمناظرة في الفلسفة والدين ومختلف العلوم، فتم تدوين أمهات الكتب في اللغة والتفسير والحديث والفقه والتاريخ... الخ. وفي جزئه الثالث والأخير هم حديثه عن أهم العقائد والمذاهب الدينية التي انبثقت آرائها كما برز في "صدر الإسلام" لمسألة سياسية الخلافة وأحداث الفتنة الكبرى بين الصحابة، لتتحول في هذا العصر إلى مسائل دينية يستوجب فيها الحكم بالإيمان والكفر والزندقة، متأثرة بالحركة العلمية التي ازدهرت خلال هذا العصر، بين معتزلة لها أصولها الخمس؛ التوحيد والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعدل، ثم الشيعة سواء الإمامية والزيدية التي يتمحور فكرها حول الإمام والمهداوية لينبثق منها الرجعة والتقية، أما المرجئة والخوارج فكان اختلافهما حول مسألة الإيمان، فإن كانت المرجئة تقول هو تصديق القلب، فالخوارج جمعت الثلاث تصديق القلب والقول باللسان والعمل، وهذا ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة، إلا أن الخوارج قد غلوا فيه، كما غلوا بالخروج على الحاكم. كتاب موفق يكمل مجر التطور الاجتماعي والفكري بالعالم الإسلامي، تاريخه وأفكاره وآثاره، إلا أن ما يؤخذ على هذا الجزء طوله بدون هدف بين، سوى كما ذكره الكاتب ترك الكتابة على السجية بلا تحقيق لهدف الكتاب، والمؤاخذة الثانية ميله الواضح لفكر المعتزلة الذي اعتبره أكثر الفرق سدادا وتوفيقا، وما يجب عليه -كما أرى- المحاولة الجدية في عدم التقرير والموضوعية في الخطاب، وعلى العموم يعد مدخلا مهما لمن يريد الاطلاع والاستزادة في التاريخ الفكري الإسلامي.
كتاب غني وقيم، كتير حبيت تسلسل المعلومات وربط الشخصيات ببعضها وتوضيح أثر كل شخصية عغيرها، مع انه الكتاب زخم ومليان معلومات ومقارنات إلا انه ممتع جدًا، وبالنسبة الي أحمد أمين كان موضوعي بوصف كل مذهب بميزاته وعيوبه، غير مجهود أحمد أمين العظيم بجمع كل هالمعلومات وغنى هالكتاب بالمراجع والمصادر اللي بتخلي كتابه بداية طريق موفقة للبحث بالتاريخ الإسلامي، الله يرحمه ويجزيه كل خير على ما قدملنا
هذا كتاب مهم جدا لفهم المئة الأولى من العصر العباسي (١٣٢هـ - ٢٣٢ هـ) والتي كانت منبع كثير من الملل والنحل والآراء والآداب. والكاتب ضليع جد ضليع في البحث والتحري وطرق كثير المراجع من غير تحيز لتكوين رؤية واضحة جلية للقارئ؛ جزاه الله عنا خير الجزاء.
كتاب شيق يبحر بك في اعماق العصر العباسي وأواخر الدولة الأموية مع التطرق لأبرز الشخصيات آنذاك ، كما يتناول المذاهب واختلافها في بعض المسائل بطريقة حيادية دون تحيز ..