يُعَدُّ هذا الكتاب الاختيار المثالي لطالب الفلسفة، ليكوِّن معارفه الفلسفية الأساسية، المتضمنة لأهم المصطلحات والمذاهب الفلسفية وآراء أعلام الفلسفة، بالإضافة إلى تغطيته لمساحة واسعة جدًا منذ بواكير الفكر الفلسفي في الشرق والغرب وصولًا للفلسفة اليونانية في مراحلها المختلفة، ثم الفلسفة الوسيطة: المسيحية والإسلامية بما في ذلك علم الكلام، وحتى فلسفة عصر النهضة، وتدشين فلسفة التنوير والحداثة مع ديكارت واسبينوزا وكانط. ويتميّز الكتاب بسهولته ووضوحه، مع جزالة أسلوبه الأدبي، فلا هو فلسفي فني معقّد، ولا هو صحافي مبتذل، وقد قام على تأليفه علمان من كبار أعلام الفلسفة العربية، وهما: يوسف كرم، وإبراهيم مدكور. وقد تضافرت جهود مجموعة من الباحثين في قراءة الكتاب والتعليق عليه؛ إتمامًا للفائدة، وإرشادًا إلى مظانّ متنوعة، وهم: الأساتذة عمار سليمان، وعمرو بسيوني.
تعود جذور عائلة كرم إلى قرية السودا قرب مدينة اللاذقيَّة. هاجر الجدّ الأكبر إلى طرابلس الشام، ثمّ انتقل منها إلى بلاد مصر، ليصل إلى مدينة طنطا، حيث عمل مزارعاً وتاجراً للأقطان. لكنّ فيلسوفنا يوسف كرم، لا ينتمي إلى هذا الفرع من عائلة كرم، إذ إنّ عائلته، تتبع المذهب المارونيّ، وتعود جذورها إلى مدينة بيروت. هاجر الجدّ الأكبر إلى مصر، حيث تزوّج وأنجب أولاده. وكان أحدهم ولده يوسف، الذي وُلد في الثامن من شهر أيلول عام 1886، في مدينة طنطا. وفي السابعة من عمره ألحقه والده، المتوسّط الحال، بمدرسة القدِّيس جاورجيوس، وتُعرف بمدرسة "سان جورج" عند الشوام. فدرس فيها المرحلة الابتدائيَّة والمتوسّطة والثانويَّة، حيث أنهى دروسه فيها عام 1902، ثمّ التحق بمدرسة القدِّيس لويس بطنطا. ثمّ ما لبث أن غادرها ليعمل موظّفاً في البنك الأهليّ بطنطا. استقال بعدها من وظيفته، وغادر مصر متوجّهاً إلى باريس ليتابع دروسه الجامعيَّة فيها.
قضى يوسف كرم في باريس بضع سنوات لمتابعة دراسته في المعهد الكاثوليكيّ، قسم الفلسفة. حصل في نهايتها على "دبلوم الدراسات العُليا" من جامعة السوربون. ثمّ على الدكتوراه من الجامعة نفسـها، قسم الفلسفـة. وكان موضوع أطروحته يدور حول فلسفة ديكارت. وقد أشرف عليها الأستاذ ليون روبان.
عُيّن بعدها مدرّساً لمادّة الفلسفة في المعاهد الفرنسيَّة الخاصّة، في مدينة أورليان الفرنسيَّة، والمدن القريبة منها. وذلك بدعم من أستاذه الذي رأى فيه شخصيَّة واعدة ونبوغاً فلسفيّاً نادرين.
عاد إلى مصر في عام 1919، وبدأ يدرّس في جامعة فؤاد الأوّل بالقاهرة، بطلب ودعم من صديقه طه حسين ، الذي كتب إليه قائلاً إنّ الجامعة بحاجة إلى أمثاله. وذلك ليكون مساعداً للفيلسوف لالاند. وقد مارس مهنة التدريس في جامعات مصر، لمدّة تزيد على الخمسـة والعشرين عاماً. تتلمـذ فيها عليه جمهرة من مفكّري مصر. نذكر منهم، توفيق الطويل ، عاطف العراقي ، نجيب بلدي ، مراد وهبه ، جورج قنواتي...
مؤلّفاته: ترك يوسف كرم العديد من المؤلّفات والدراسات الفلسفيَّة باللغتين العربيَّة والفرنسيَّة. كما أنّه قام بترجمات لمقالات فلسفيَّة، كان قد كتبها لالاند. وقد طُبعت معظم مؤلّفاته، إلاّ بعضاً منها ما زال مخطوطاً. ونذكر هنا لائحة بأهمّ أعماله المطبوعة، وهي: 1- تاريخ الفلسفة اليونانيَّة، طُبع للمرّة الأُولى عام 1936، ثمّ أُعيد طبعه مرّات كثيرة. 2- تاريخ الفلسفة الأورُبّيَّة في العصر الوسيط، طُبع أوّل مرّة عام 1946، ثمّ أُعيد طبعه 3- تاريخ الفلسفة الحديثة، طُبع للمرّة الأُولى عام 1949 4-العقل والوجود، صدر للمرّة الأُولى عام 1956، ثمّ أُعيد طبعه لأكثر من
في الحقيقة كنت أبحث عن كتاب متوسط الحجم في تاريخ الفلسفة بحيث أنه يعرض لي تعريف بكل فيلسوف وحقبته ونظرياته وأفكاره التي يتبناها حتى وجدت هذا الكتاب على ما كنت أتمنى ..
جدا استمتعت فيه ومما ميزه أيضا وجود حاشية للباحثين عمرو بسيوني وعمار سليمان فقد أبدعا بشكل رائع ..
ينطلق الكتاب في التأريخ للفلسفة من :-
- الفكر الشرقي القديم (البابليون والآشوريون ، الإسرائيليون ، المصريون ، الفرس ، الهنود ، الصينيون)
يتناول الكتاب تاريخ الفلسفة في ثلاثة أبواب رئيسية وهي العصر اليوناني ثم المسيحي والإسلامي ثم العصر الحديث. يسرد الكتاب في حوالي 500 صفحة المعالم الرئيسية للفلسفة في كل عصر باستعراض شخصيات من كل عصر ومناقشة أفكارهم. يهدف الكتاب أن يكون موجهًا للمبتدئين في هذا المجال لذلك يتميز بسهولة العبارة وبعض الأمثلة التوضيحية أحيانًا، وقد حقق هدفه ذلك بشكل كبير في رأيي.
وبالنسبة لهوامش الكتاب، فأعتقد أن الهوامش التي كتبها عمّار سليمان وعمرو بسيوني ناسبت من هم في المستوى المتوسط في علم الفلسفة، وقد يجد المبتدئ صعوبة في فهم بعضها لتقديمها بعض المصطلحات دون شرح أو توضيح. كذلك أتى كثير منها شديد الإطالة ويتجاوز صفحة كاملة مما يشتت التفكير ويكسر ترابط الأفكار والفقرات في الكتاب الأصلي.
ويمكننا أن نعتبر الهوامش تنقسم إلى استطرادية واعتراضية. فالاستطرادية زادت في المعلومات المعروضة عن بعض المواضيع، والاعتراضية خالفت رأي المؤلف في بعض المواضع. وإجمالًا أرى أنه لابد من القول أن الهوامش قد أثرت الكتاب وزادته نفعًا. أخيرًا، نظرًا لكمّ الفلسفات المقدمة في الكتاب وفروقاتها الدقيقة، أنصح بقراءته مرتين، مع تجاوز الهوامش في المرة الأولى، والعناية بها في المرة الثانية.
كتاب جيد للمبتدئين امثالي .. بيتكلم عن معنى الفلسفة ثم الفلاسفة من البداية إلى "كانت" ..
خد مني وقت طويل جدا لإنهائه بسبب ظروف صعبة مريت بيها، لكن في النهاية خلص الحمدلله .. للاسف في حاجات كتير مش فكراها منه، لكن بعول على اني ناوية اقرأ كتب فلسفية اكتر ان شاء الله واسترجع بيها بعض للي قريته 👍
الفلسفة من العلوم التي كنت أغض الطرف عنها، فما كنت أجد لها قيمة، وما الفلاسفة إلا بشر أغبياء يسيرون بغير تبين للطريق الذين يمشون فيه، ولا يدرون ماذا يريدون. الآن وقد تغيرت النظرة وذهبت أعلم قدرا منها وجدتها على غير ما تصورت فالفلسفة علم التفكير، بغض النظر عن كون النتائج جيدة أم لا، ولكن يكفي صناعة الفكرة، وإذا تأملنا قليلا وجدنا أننا ما نفعل من شئ إلا وتحكمه فلسفة ما سواء انتهجنا عن علم ورضى، أم عن جهل وتقليد، وقد خرقت الفلسفة الديانات وأزالت منها وأضافت فيها ولكنها لم تستطع القضاء على دين أو الجلوس مكانه، حتى وإن كان الدين وضعيا بل وخرافيا. على كل حال هذا كتاب ممتاز كمدخل غير أن له بعض الآراء الغير معتبرة خاصة في الجزء المسلم،وأيضا لم يستوفِ البحث كاملا، فكان يجب أن يضاف إليه فلاسفة آخرون، ولكنها تجربة مفيدة على كل حال، وما أظنني أرشح غيره بداية لعلم الفلسفة.
كتاب تمهيدي مدرسي أكثر من كونه مدخل محكم لعالم الفلسفة، بأخذ بنمط العرض التاريخي للفلسفة وهذا لا يمنع التوقف عند المحطات الأساسية فيها فيعرضها الكاتب بشئ من الشرح، أظن أن قيمة الكتاب الحقيقية كانت في الهوامش وهي تعبر عن وجهة نظر حقيقية ومحترمة في تصور الفلسفة ومسارها الترايخي والمركزيات التي تقوم عليها وأهم المحاور التي دارت حولها، منطلقة من المشروع الذي يؤسس ويرسخ له الدكتور الطيب بوعزة. لا أرشحه بقوة في الحقيقة واظن أني سافضل عليه كتاب الفلسفة موضوعاتها ومشكلاتها كمقدمة لدراسة الفلسفة، وأظن أن تاريخ يوسف كرم او برتراند راسل سيكون مغني تماماً في العرض التاريخي
على الرغم أن الكتاب قد كتب أساسًا كنص دراسي أو كتاب مدرسي، إلا أنه بصورة عامة رائع من حيث التأليف واللغة البسيطة وعرض الأفكار والشمول، وإن كان يؤخذ على المؤلفان أنهما توقفا عند كانط، ولم يتناولوا أي من أعلام الفلسفة المعاصرة مثل هيجل وماركس وكيرجارد، وهو ما يقلل من قيمة الكتاب كنص دراسي يمكن قراءته في حلقة معاصرة كمقدمة عامة لتاريخ الفلسفة. الهوامش التي أضيفت للكتاب في هذه الطبعة، طبعة عالم الأدب البيروتية، أثرت النص وتفتح آفاق جديدة واسعة حول الموضوعات والشخصيات التي تناولها النص، وإن كانت في جلها قد أعتمدت على رؤى وتفسيرات المفكر واستاذ الفلسفة المغربي الطيب بوعزة.
بعد تلميع الكتاب وبث دعاية ضخمة له من القبل الكثيرين هممت بقرائته، بالرغم اني على ثقة انه لن يضيف الي الكثير...
الكتب جيد في اسلوبه وطريقة عرضه وتقسيمه للحقبات الفلسفية واختصاره وتناوله لابرز الفلاسفة المؤثرين ولكن اغفل بعض الفلاسفة الفلسفات المؤثرة كثيرا مثل فلسفة هيغل واعتبرها شارحة لفلسفة كانط وهذه مجازفه من الكاتب بصراحة ونقطة تعيب الكتاب ايضا اغفاله لماركس وفلاسفة العلم والفلاسفة التحليلين كانت نقاط ضعف في الكتاب....
ومما يعاب على الكتاب بنظري تحيده لمقولات هي جوهر ولب الفلسفة وتناول بعض الفلاسفة بطريقة قد تفهم فلسفتهم بالمقلوب
هذا الكتاب وكتاب قصة الايمان لنديم الجسر وقصة الفلسفة لديورانت لا ينقلون القارئ من حواف الفلسفة الى التفلسف الحقيقي وابراز ملامح الفلسفات اتوقع ان كتاب موجز تاريخ الفلسفة لجماعة من السوفيت استطاع ان يفي بهذه المهمة بالرغم ان الكتاب منحاز للمادية
هذا التقييم ليس لتميز الكتاب من حيث موضوعه، إنما لتميزه مقارنة بالمحتوى العربي أو المترجم الذي يتناول تاريخ الفلسفة، للأسف لا زال تأريخ الفلسفة يفتقد للبناء التاصيلي المتماسك والمنهجي والمرتب والذي يضيف تحليلاً ونقداً ولا يكتفي بتكرار ما كتب في موضوعه. يعيب على الكتاب ضعف الترتيب والوضوح في مواطن عدة.
ما زلت في نصه .. بس عجبني إن أول كتاب فلسفة يقع في ايدي ويتطرق للفلسفة في العصر الاسلامي مآخذي: الحواشي اصابتني ببعض الملل قررت كتير ما اقرأهاش والكاتب أوقات يعرض الفكرة أو المعلومة بشكل مبهم على افتراض إني عندي علم مسبق بيها
كتاب صعب وعلى الرغم أني درسته دراسة على مدار أشهر ضمن معهد آفاق لكن أحسبه لا يصلح ككتاب مدرسي، فليس فيه صفاته من التبسيط والترتيب وحذف الحشو، لكني الاستفادة الحقيقة جاءت من الاخوة الذين اخ��صروه لولا ذلك لخرجت منه كما دخلت :)
الكتاب بحجم 500 صفحة جيد جدا للبدء في قراءة الفلسفة وخصوصا كونة بلغة الكاتب الأصلية غير مترجم هناك آراء معينة للكاتب يضع بعض الفلاسفة ضمن نظرتة تلك وخصوصا في ما يتعلق بسبينوزا . توجد هوامش كثيرة جدا تغلب احيانا على الموضوع الرئيس واغلبها مبنية على فلسفة الطيب ابو عزة
الكتاب في المجمل رائع سواء كانت اللغة المستخدمة فهي الي حد ما بسيطه او التعليقات التي اثرت الكتاب سواء توضيحا او استشكالا الكتاب جيد جدا لمن لديه خليفة بسيطه في الفلسفة وميزته الاخري علي عكس الكتب المهتمة بتاريخ الفلسفة حتي العربية منها انه خصص جزء لا باس به الفلسفة الإسلامية سواء كانوا متكلمين ام أنهم فلاسفة خلص الكتاب ينتهي عند نهاية عصر النهضة عند كانت وبالتالي لا وجود للفلسفة الحديثة