عميد علماء الاجتماع في الوطن العربي . قضى حياته في البحث عن الظواهر الاجتماعية والعادات السلوكية والموروثات القديمة التي تتحكم في المجتمع العربي بصورة عامة والمجتمع العربي المصري بصورة خاصة، كميدان رحب لدراساته المعمقة، ولاسيما أن هذه الظواهر المبنية على ذهنية مركبة تسيطر بشدّة على واقعه الراهن، وتتحكم في ردود أفعاله، وفي قرارات مصيرية بالغة الأهمية.
يعتبر د.سيد عويس الضمير الحيّ للمجتمع في همومه الذاتية وتطلعاته المستقبلية، حيث حمل بأمانة تاريخه الذي أحبه إلى حدّ الهيام به، وعايشه بشفافية، وحلّل ظواهره وسماته العامة وأبدع في نظرياته، تاركاً عطاء خصباً من الكتب والدراسات والمحاضرات، التي لمست جذور المجتمع بالنقد والتحليل والإرشاد النفسي والتوجيه التربوي، لكيلا يجد الإنسان نفسه في عزلة واغتراب في وطنه.
من مؤلفاته
من ملامح المجتمع المصري المعاصر – ظاهرة إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعى. الخلود في التراث الثقافي المصري. محاولة في تفسير الشعور بالعداوة. حديث عن الثقافة – بعض الحقائق الثقافية المعاصرة. هتاف الصامتين. الخلود في حياة المصريين المعاصرين- نظرة القادة الثقافيين المصريين نحو ظاهرة الموت ونحو الموتى. التاريخ الذي أحمله على ظهري، سيرة ذاتية
يتناول الكتاب ملمح من ملامح المجتمع المصري عام ١٩٦٥م، فالكتاب دراسة واقعية مستقاه من الرسائل التي ترسل عن طريق البريد من أعضاء مجتمعنا المصري إلى ضريح الإمام الشافعي، يشكون إليه فيها بعض أحوالهم، وما يواجهونه من عنت وظلم أو يطلبون منه فيها قضاء بعض الحاجات، وذلك على الرغم من موقف الدين الاسلامي الواضح، والذى يُدرج هذه الأفعال تحت بند الشرك بالله.
وقد وُلدت فكرة هذا البحث في ضوء خبرة شخصية للباحث عندما كان صبياً في حي الخليفة في مدينة القاهرة، حين أوشك على دخول إمتحان الشهادة الابتدائية، وكان حريصاً كل الحرص على النجاح في هذا الإمتحان، ووجد نفسه في سبيل تحقيق هذا الهدف يسمع لنصيحة الناصحين فيكتب ورقة يطلب - فيها كما يفعل الآخرون - من الإمام الشافعي العون على بلوغ هذا المراد ثم يُودعها في مقصورة الضريح.
وبعد مرور ٣٠ عاماً من القيام بهذه التجربة تساءل الباحث تُرى ماذا يكتب الناس على اختلافهم وتباينهم في هذه الوريقات؟ وماذا يطلبون؟ وما مضمون الشكاوي؟ وما مضمون الطلبات التى يطلبونها؟
لذا قام الكاتب بدراسة هذه الرسائل وتبويبها وتصنيفها وعمل الجداول لها، وشرح شكل الخطابات وأسلوبها ومضمونها .. وكان مما انتهى إليه أن الشكاوي تتضمن خمسة أنواع: ▪︎شكاوي الإعتداء على الأموال، مثل: سرقة أموال، تسميم مواشى، اتلاف مزروعات، وسلب عقار. ▪︎شكاوي الإعتداء على الأشخاص، مثل: ضرب، سب وسخرية، معاملة قاسية، وشكوى ضد قاتل. ▪︎شكاوي في نطاق الأسرة، مثل: شكاوى زوجية، ارغام على الزواج، وشكاوى ضد زوجة ابن. ▪︎شكاوي في نطاق العمل، مثل: أكل حقوق الأجير. ▪︎شكاوي أخرى، مثل: الحرمان من معاش الضمان. (ومثل هذه الشكاوى توضح وجود بعض الجرائم الغير منظورة، وهى الجرائم التي لا تصل إلى رجال الشرطة أو إلى المحاكم، أي الجرائم التي يرى المجني عليهم لسبب أو لآخر أن يكفوا عن التبليغ عنها)
كما تبين له أن أكثر أنواع الطلبات هي: طلبات الإنتقام، وتليها طلبات الحكم العادل ورفع الظلم، ثم بعض الطلبات الأخرى، مثل: قراءة الفاتحه، الشفاء من المرض، الزواج، الصلح ...
》يؤخذ على الكاتب تكرار نفس المعلومات عدة مرات على مدار الكتاب.
-كتاب رسائل إلى الإمام الشافعي: ظاهرة إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعي دراسة سوسيولوجية الطبعة الثانية 1978 دار الشايع لـ سيد عويس -الكتاب دراسة علمية واقعية تستكشف أحد الظواهر الاجتماعية في المجتمع المصري وهي إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعي. -الإمام الشافعي مات منذ نحو ألف عام، مع ذلك كان هناك من يراسله بالبريد العادي ويخاطبه وكأنه شخص حي. - الدين الإسلامي ينهى عن الاعتقاد في قبور الصالحين والأولياء وموقف الدين الإسلامي صريح في هذا الموضوع ولا حاجة لي بذكر حكم التوسل بزيارة الأضرحة وإرسال الرسائل والنذور إلى الأولياء للطلب والشكوى. -الغريب هو أن الباحث نفسه صاحب هذه الدراسة كان في صباه يلجأ إلى ضريح الإمام الشافعي ويشكو إليه!. - البيانات كانت مستقاة من رسائل تم إرسالها عن طريق البريد(العادي) إلى ضريح الإمام الشافعي. -إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعي تتوفر فيه سمات الظاهرة الاجتماعية وهي ظاهرة لها جذورها التاريخية القديمة كما ذكر الباحث . -لاحظ الباحث أن مرسلي الرسائل تعظيمهم لشأن الإمام الشافعي، وتحقيرهم من شأن أنفسهم ويضعونها في مستوى الذل والمهانة. - الرسائل تتضمن شكاوى وطلبات، طلبات الانتقام هي أكثر الطلبات و تتعدد الطلبات وتتنوع مثل الصلح مع الأعداء، طلبات الزواج، طلب فناء إسرائيل، الشفاء من المرض ... -بعض الشكاوى تدور حول السرقات مثل شكاوى السرقات العينية وهي شكاوى بعض مرسلي الرسائل ضد آخرين بسبب سرقة أشياء عينية بينوها في رسائلهم مثل سرقة الأموال وسرقات "ديوك رومي وفراخ وذكر بط وعجلة وبهايم" وغيرها -لغة الرسائل لغة عاطفية نابعة من القلب بإيمان صادق، أغلب الرسائل كتبت باللغة العامية. -لاحظ الباحث وجود مشاعر الحقد والغل والمرارة تملأ نفوس مرسلي هذه الرسائل. -الكتاب دراسة اجتماعية مميزة والباحث الدكتور سيد عويس على قدر كاف من الخبرة الاجتماعية لرصد مثل هذه الظواهر.
لم استطع ان اخفي دهشتي من بعض الحقائق ... الحقائق التي تتعارض مع تعاليم الدين الاسلامي الحنيف...وهو الدين الذي يدين به كل مرسلي الرسائل الي ضريح الامام الشافعي. إرسال الرسائل والشكوي الي الموتي امور مارسها اجدادنا المصريين القدماء. هي عناصر ثقافية باقية من الحضارات القديمة وهناك عوامل تساعد علي إبقائها ...
رغم التطويل وكثرة التكرار والأسلوب الاحصائي الغالب على الكتاب، إلا أنه يناقش قضية هامة ومتفشية في المجتمع المصري منذ الأزل، خصوصًا الطبقات الدنيا منه.
تقديس الموت والتشفع بالأموات هما عادتان مصريتان قدمهما من قدم المصري القديم نفسه، من الواضح أن المصريين لم يجدوا العدل في عالم الأحياء فآثروا البحث عنه في عالم الأموات، فلا تزال تلك الظواهر حية إلى يومنا هذه، وستبقى حية إلى يوم تتوفر فيه سبل العدل والمساواة بيننا؛ فلا يضطر الضعفاء والمساكين لتلمسهم من عالم الأموات، ولا أظن هذا اليوم آتِ.
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
وكل الأمثلة السابقة تُظهر صورًا أخرى من السمات الشخصية لبعض مرسلي الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعي. ومن أبرز هذه الصور في رأينا، صورة الإحساس بالضياع الذي يغمر نفوسهم. ومن ثم نراهم إذ يتلمسون النجاة مما هم فيه، أو إذ يرجون تحقيق آمالهم أو بعض آمالهم، يلجأون إلى شخص الإمام الشافعي. فهو الغاية، وهو الوساطة.
ومن العجيب أن كل هذه الطلبات، طلبات مشروعة. من حق كل مواطن على مجتمعه أن يجد تحقيقها سهلًا ميسرًا. فهي طلبات ممثلة للعناصر الهامة للحياة الكريمة، فكل إنسان من حقه أن يرجوا الستر، والجبر، والنصر، وعدم الفضيحة في الدنيا والآخرة، ونجاح القصد، وتفريج الهم والغم، والنجاة من كل سوء، وسداد الدين، وأن يتيسر له تحقيق كل ذلك. وكل إنسان من حقه أن يجد ما ييسر له الشفاء من المرض، وما ييسر له تحقيق العمل المنتج، ومن حق المرأة، وكذلك من حق الرجل أن يمارس الزواج ممارسة شرعية، أي يحقق ممارسة الإشباع الجنسي المشروع وإنجاب الأطفال وتكوين الأسرة.
هذه هي طلبات بعض مرسلي الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعي، كلها طلبات مشروعة، تدل على ما انطوت نفوس طالبيها من نيات صادقة نحو العيش حياة الأسوياء. ومع هذا فقد تعذر عليهم تحقيقها الميسر السهل. فضاعوا، ولم يجدوا بدًا من الكتابة إلى الإمام الشافعي.
من الأبحاث المميزة والمبتكرة وقد أشاد بها الشيخ إبراهيم السكران فقال:بحث في غاية الريادية شق به الدكتور طريقة جديدة للتفكير في أسئلة علم الاجتماع[من محاضرة سلطة طرح الأسئلة، بتصرف] والحقيقة أن هذا البحث في غاية الأهمية، بعد حديث المؤلف المهم في مقدمة الكتاب وعن قصة اختيار الموضوع وخطة دراسته ومنهجه فيها(والتي احتوت على جمع الرسائل وتقسيمها إلى شكاوى وطلبات وتحليلها تحليلًا تفصيليًا والخروج بعدد من النتائج في آخر كل فصل) ، ومن اللفتات المهمة هي أن ظاهرة إرسال الرسائل إلى الموتى ظاهرة قديمة وماهذه إلا امتداد لها،، فصّل المؤلف الكلام عن الرسائل المرسلة إلى ضريح الإمام الشافعي رحمه الله وعرض البيانات الخاصة بها، فذكر عدد الرسائل، وأسلوب الرسائل فبعضها كتب باللغة العربية وبعضها بالعامي وبعضها يبدأ بالبسملة وبعضها موجهة إلى الشافعي بدون ألقاب تعظيم وبعضها بألقاب التعظيم..الخ، وذكر أيضًا تواريخها والأماكن التي أرسلت منها، وغير ذلك من البيانات المتعددة، بعد ذلك اتجه المؤلف إلى القسم الأول من مضمون الرسائل وهي (الشكاوى) ومن كثرتها قسمها إلى أنواع فأكثرها شكاوى مالية وبعضها شكاوى شخصية وأسرية..الخ ثم عرض نماذج متعددة جدًا وحلل أساليبها وطبيعتها وخرج بنتائج مهمة وثرية لابد من الرجوع إليها، وبعد فصل الشكاوى اتجه إلى فصل الطلبات وطبّق مثل مافعل في الشكاوى، وأخيرًا ذكر النتائج التي خرج فيها خلال هذه الدراسة الثرية،، والحقيقة أن هذه الدراسة تستحق أن يُتدارس حولها لننظر فيها ونتناقش حول فائدة تطبيق أسئلة علم الاجتماع لمعرفة القضايا الاجتماعية، وفيها اشتراك أيضًا مع علم العقيدة، وهناك قضايا متنوعة يفتحها الكتاب لقارئه.
This entire review has been hidden because of spoilers.
دراسة إجتماعية حزينة جدًا بالنسبة لي، من المحزن ان في بلد يُعتبر إسلامي وتقدس الأضرحة وأصحاب الأضرحة تقديس يصل لحد التأليه بدون مبالغة، والسبب في نظري ان الضريح يعتبر (سبوبة) لا أكثر، يضيع دين الناس ويُتركوا دون توعية من أجل صندوق النذور ومن أجل أن يسترزق كاتب الرسائل، منظومة فاسدة تفسد على الناس دينهم وأولى بها توعيتهم ومنعهم عن الزيارة وارسال الرسائل بدلآ من التشجيع. الكتاب ٤٠٠ صفحة ممكن تجاوز الكثير منها والمرور السريع على الإحصائيات التي قد لا يهم بعضها القارئ.
الكتاب الثاني الذي اقرأه للكاتب بعد كتاب هتاف الصامتين .. الذي تناول فيه الكتابات على السيارات.. والذي يمكنني أن أستنتجه بوضوح .. أن الكاتب إحصائي بارع ضل الطريق فدرس علم الاجتماع..
مثل "هتاف الصامتين" .. اهتم الكاتب بالمعلومات الاحصائية الغزيرة عن الرسائل التي يرسلها العامة للإمام الشافعي .. دون أن يحللها أو يناقشها مناقشة نفسية أو اجتماعية عميقة .. رغم أن موضوع الكتاب بكر لم يسبقه إليه أحد "في حد علمي"
أول مئة صفحة مملة جدا لي، فقد ذكر في المقدمة أولا رده على من انتقد كتابه ثم سبب تأليفه ثم ترجمة للشافعي ثم ملأ صفحات بإحصائيات لأشياء قد لا تخطر على البال، فحسب نسبة الذي أرسل وبدية رسالته بسم الله والذي بدأ بالصلاة على النبي والذي لم يكتب شيئا ثم نسبة كل مدينة وجنس المرسل وتاريخه وتقسيم حسب الارسال بالأشهر الهجرية ثم الميلادية ثم
الكتاب جميل الفكرة، لكنه طال لشيء لا يهمني كغير متخصص فصار مملا