تفاجئك رائحة اليوسفي وطعمة ولزعته في طرف لسانك وانت تلتهم كلمات الصفحات الاولى من هذه الروايه الحريفةالطعم تجتاحك الذكريات وتنظر طويلا لعقلات اصابعك لربما علق بها لون اليوسفي وتملئ روحك رائحته وانت تتقل بين الشخصيات داخل قطار الرحلة الذي تستقله مع جوقة من البشر والجنود والاحاسيس اللممتعة تتقاطع المشاهد بين احدى مدن الدلتا وابنائها المهجرين الى الحرب فى احدى المدن الساحلية ومهاجرين من المدن الساحلية الى احدى مدن الدلتا ابتعادا عم الحرب واهوالها والمهجرين الى خارج الوطن والمهجرين خارج ذواتهم قهرا تكاد لا تلمح الخيط الرفيع الذي يربط أحداث الرواية التي تبدا بالهجرة الى مدن الملح الساحلية وتنتهي بالهجرة ابين مدن الماء العذب عبر الكثير من التفاصيل والاحداث يبحث الكاتب المبدع عبر كتابة مختلفة واسلوب بسيط عميق المحتوى عن محبوبتة وسط انقاض الحرب بين البيوت المنهارة وبين انقاض الذكريات بين صداقات تكاد تنهار نتيجة الاجتياح الاعمى للمادية لكل ماهو محسوس مقابل كل ماهو ملموس ولا يجد سوى صور مشوهة لبقايا اصدقاء وبقايا مدن وبقايا قرى كانت هنا . تتبادر الى ذهنك الاسئلة وتحتار الافكار وتغيم الروئ ولا يبقى معك شيئ سوى ان تصحب هذا الراوي المجهول المعلوم فهو الاستاذ المحارب المثقف مجهول الاسم والملامح لكنه يحمل داخله وداخلك كل هذة التفاصيل والصور الابدية التي لا تمحوها السنوات بل تزيده دقة واصالة وانسيبا مثل ذالك النهر الجاري الذي يصحبك وانت تنهي صفحات هذة الرواية الممتعة