للورد ذاكرتان .. ذاكرة الجمال وذاكرة الوجع .. جمال الشكل والرائحة .. ووجع القطف، ووخز الشوك الصغير في كل غصنٍ أخضر يافع لكل وردة ! وياسمين طبيبة نفسية تعالج خمس حالات، تجد في كل منهم أثر الرحيق، ووخز الأشواك .. ياسمين لم تكن تعرف أن مرضاها قد يحولون حياتها إلى جحيم مستعر لا يهدأ ولا يستكين .. هل تعلمون أن بعض الأزهار تفترس الفراشات ؟! تلك معلومة حقيقية بالفعل .. كذلك بعض الأشخاص المستكينة الخانعة يمكنها افتراس من يحاول علاجهم .. ياسمين ستحاول الصمود للنهاية .. لكن المعلومة الحقيقية الأخرى. أن بعض الأزهار تأكل نفسها في حالات الضغط، وأوقات الكساد .. إنها رواية مثيرة .. بقدر ما فيها من دفء، بقدر ما فيها من غموض .. كُتبت بقلم كاتبة سورية، تعرف كيف تنبت الوجع من رحم الزهور، وكيف تصنع البسمة فوق أشواك الورود. -----------------------------
دينا نسريني من مواليد عام 1981 سوريا , و تحديداً من مدينة حلب الشهباء , المدينة الشمالية المرفهة التي اعتادت السهر حتى ساعات الصباح الأولى على سهرات الطرب العريق و أطايب الطبق الحلبي الشهير, بحواريها القديمة و جلسات السمر على أكف فسقيات الماء المدللة , درست آدب اللغة الفرنسية لتتمرس أكثر في أبعاد الأدب العالمي وبعد تخرجها عملت في مجال السياحة ليزيد عشقها لحلب و سوريا , مع بدء الثورة السورية و التحول الجذري في كل شيء قبعت بهدوء تراقب الناس و معاناتهم لتختزن سنة و نصف من الألم و المعاناة بدأت بعدها في كتابة روايتها الأولى أمل .. لتحكي واقع تجربتها و تجارب أناس كثيرين تعرفهم أو سمعت عنهم في مأساة المعاناة السورية . بدأت رحلتها مع الكتابة منذ المراحل الابتدائية حيث مثلت مدرستها في المهرجانات الطلابية كرائدةٍ للفصاحة و الخطابة , تابعت خلال سني دراستها الاعدادية و الثانوية في كتابة الشعر و الخواطر لتحوز على الكثير من الجوائز و التقديرات في المسابقات المدرسية و بعد وصولها للمرحلة الجامعية تابعت كتابتها في مجال الخواطر و نشرت بعض أعمالها في الجرائد المحلية , توقفت فترةً عن النشاط الأدبي لتعود له ببعض المقالات السياسية تخص بها الربيع العربي, أشرفت وشاركت في كتابة قصة الكترونية جماعية باسم \ راجعين 25 يناير \ مشتركة بين 10 من الأقلام الشابة و بعد ذلك بدأت في كتابة روايتها الأولى أمل معبرة بها عن الواقع السوري من بعد إنساني يختلف عن آراء الساسة و قنوات الأخبار , لتنشرها مع دار ن المصرية بعيدًا عن أجواء الكبت السياسية و الثقافية في بلدها في ظل الظروف الحالية , تعكف الآن على كتابة روايتها الثانية " ياسمين".
في أحد الأدوار بعمارةٍ ما، تقبع عيادة لطبيبة نفسية تُدعى (ياسمين)، تخطو الطبيبة الشابة خطواتها الأولى لتدخل العيادة التي كانت تحلم بها منذ سنوات، وها قد وهبها الله بزوجِ يحبها وتحبه، وحقق لها حلمها المنشود. تجهز الشاي، تعدّ صينية البيتيفور وتضعها على المنضدة التي تتوسط مجموعة من المقاعد الوثيرة، وتجلس في مقابلها ياسمين، لتستعد لاستقبال المرضى الخمسة الذين سيشاركون في جلستها العلاجية النفسية الأولى.
رواية ذات غلافٍ ناصع البياض تتوسطه صورة أنثى ترفع عنقها نحو السماء في شموخ، بينما تتشابك مع خصلات شعرها ورود مختلفة الألوان، خمسة كراسي..اثنان منهم مكبلان بالأصفاد!، وآلة كمان. مقدمة مكتوبة على الغلاف الخلفي توحي مع االغلاف برواية رقيقة، أنثوية بعض الشيء، مع قليل من الغموض. وما أن تفتح الرواية حتى تشعر من المشهد الأول الذي ذكرته بالأعلى أن توقعاتك كلها كانت خاطئة بعض الشيء، وأنك أمام رواية تلاعبت بك – أو تلاعبك - من عنوانها لغلافها وصولًا لبدايتها. تعدِّل من جلستك على مقعدك وتتحفز لما هو قادم.
أربع إناث ورجلٌ وحيد، يمثلون الزوار الأوائل للعيادة. لمزيد من الخصوصية والراحة تقترح إحداهن بأن يتخذ كل عضو من أعضاء هذه الجلسة اسمًا مستعارًا كي يتحدث عن نفسه بسهولة، تقترح أن تكون أسماء أزهار بإيحاء من اسم الطبيبة الشابة المشرفة عليهم.. (ياسمين)، الاقتراح ينال إعجابهم،ثم يبدأ التعارف..
السيدة الأولى هي (جلنار)، ملابسها ومظهرها الخارجيّ يوحيان بأنها سيدة أرستقراطية من طبقة الأثرياء، تبدو عليها علامات التأفف والازدراء لمن حولها بلا سبب، وتعاني من لثغة مع حرف الراء، فيتحول اسمها أثناء الحوار لـ( جلناغ)!. الثانية هي (سوسن)، فتاة ذات ملابس بسيطة،على وجهها علامات الخجل والحياء مع قليلٍ من الارتباك والتوتر النابعين من جلوسها مع مجموعة من الغرباء لأول مرة. الثالثة هي (جوري)، أنثى طاغية الأنوثة ترتدي ملابس مثيرة تلفت أنظار الإناث قبل الرجال، ذات شعرٍ أحمر ناريّ، ومع أحمر الشفاه ومساحيق التجميل والسيجارة في يدها، ترسم صورة لفتنة الأنثى على أكمل وجه. الرابعة هي (نسرين) تجلس على الأرض في ركن من أركان الغرفة، تحتضن دفترًا للرسم ومجموعة من الأقلام، وعلى وجهها بسمة طفولية بريئة لا تنطفيء. أما عن الرجل فقد سمى نفسه بـ (قيس)، وهو يرسم صورة حية للرجل المفجوع على حبيبٍ مفقود، رجل كُسر قلبه بعنفٍ ترك أثرًا واضحًا للغاية في عينيه الممتلئتين بالحزن. بداية مشوقة للغاية .
تستمر الجلسات بين ( ياسمين ) الطبيبة ومرضاها الخمسة، مع كل جلسة نتعرف عليهم أكثر، تُرسم ملامحهم على السطور، ونغوص في أعماق تلك النفوس البشرية التي تعاني من أزمات نفسية - مختلفة ظاهريًا ربما - إلا أنها متفقة في باطنها من حيث درجة الألم ونوعية الجرح الذي تركته خلفها دون أن يندمل. يبدأ أثر المفاجأة من قصة الرواية المختلفة والغير متوقعة يخفت رويدًا رويدا، وتبدأ في الاندماج مع أبطال الحكاية، ويتشكل بداخلك اليقين بأنك أمام رواية سيكولوجية تغوص في النفوس البشرية وتعرض لك نماذج حية لأرواح جريحة، نشاركها آلامها وأحزانها ونتفاعل معها ونتعلم من الدروس القاسية التي أعطتها لهم الحياة. فجأة، تأتي الصدمة في منتصف الرواية، ضاربةً بتوقعاتك عرض الحائط مرة أخرى، وتتغير مجريات الأحداث تمامًا، لتجد نفسك في النصف الثاني من الرواية أمام فكرة عبقرية تم تنفيذها ببراعة وإتقان، تتشكل أمامك شيئًا فشيئًا، حتى تكتمل الصورة النهائية للرواية مع آخر صفحة بالضبط!. إبداع يا عزيزتي دينا نسريني.
طبعًا لن أتحدث عن التحول الصادم الذي حدث في منتصف الرواية وغيّر مجريات الأحداث تمامًا لأنه محور الرواية الرئيسي، سأتوقف قليلًا لأتحدث عن انبهاري بقلم الكاتبة. لا أعلم لما تذكرت رواية عمنا نجيب محفوظ العظيمة ( السراب ) بعد منتصف هذه الرواية، ربما السبب هو العامل المشترك بينهما والمتمثل في التوقعات وعنصر الصدمة؟، قرأتُ كلتا الروايتين وأنا اتوقع منهما شيئًا معينا، ولكن فوجئت في كلتيهما بالتواءات في الأحداث لم أتوقعها على الإطلاق بصراحة، فكان الانبهار حليفي أثناء القراءة في كلتا التجربتين.
أسلوب دينا نسريني آسر، متقن في كل تفاصيله، تشبيهات مبتكرة وراقية، تعبيرات رائعة، وعبارات مليئة بالحكمة النابعة من تجارب الحياة ودروسها القاسية. رواية اجتمعت فيها الفكرة الجيدة والمعالجة الأكثر من رائعة، مع رسم دقيق لشخصيات الرواية التي أعتقد أنها كانت مربكة للكاتبة نفسها قبل القاريء. بخمسة إناث ورجل تتمثل أمامنا لوحة بديعة عن صراعات الأنثى في الحياة، مع الحب ومفاجآته، المجتمع وقوانينه القاسية، الرجل بغموضه، وصولًا لعلاقة الأنثى بالطعام، والمعاناة من أجل الحصول على نوم هادئ في مجتمع لم يعد يوفر أبسط درجات الأمان للبشر بوجه عام، وللأنثى بوجه خاص. يا إلهى!، كم تلاعبت بي دينا نسريني في هذه الرواية وحطمت كل توقعاتي وتفوقت عليها، وتركتني في موقف صعب وأنا أحاول الحديث عن هذه الرواية بطريقة ترغبكم في قراءتها دون التعرض لحبكتها وحرق تفاصيلها المثيرة والصادمة.. والمؤلمة. أتمنى أن أكون قد نجحت في إثارة فضولكم تجاهها على الأقل.
ذاكرة الورد كانت مفاجأة سعيدة رغم ما احتوته من شجن وحزن، رواية أمتعتي وأبهرتني،أحببت كافة تفاصيلها بدايةً من الغلاف وحتى الإهداء المكتوب في النهاية، وتجعلني أشيد بهذا القلم الأنثوي البديع الذي يستحق المزيد من التقدير والاحترام والاهتمام من القراء، وبالتأكيد بعد هذه التجربة سأنتظر جديد كاتبتنا العزيزة على أحَرّ من الجمر.
ﻷن في مجتماعتنا الشرقي الكثير و الكثير مما يستدعي قيام ثورة .. ثورة أخلاقية .. ثورة قيم .. ثورة على مشاعر تغرس بداخلنا منذ الطفولة . ﻷن ألم و مواجع امرأة شرقية تمتد لتحصد من داخلها كل عبق الورد ..و ﻷن ذكرياتنا قادرة على تمزيقنا .. جاءت ذاكرة الورد ، طفلة أقلامي الثانية .. هي "ياسمين" .. كما يعرفها من كان يتابع أخباري اﻷدبية .. رواية أعلم أنها ستلمس شيئا داخل كل منكم .. اتمنى أن تستمتعوا بقرائتها.
- " وحدهآ الكِتآبه تُحرِرُنآ " ؛ تقآفزت هذه الجمله لذهني فور إغلآقي آخر صفحآت الروآيه بذآك الإهدآء الأخير " لِكُل مروآن مرّ بحيآتي وسآهم في زرع بذرة هذآ العمل " . أعتقد أن دينآ قد تحررت بعد إنهآءهآ هذا العمل ؛ فالكتآبه تمامًا كتلك السكيّن في الروآيه ؛ سآلت الحروف وقتمآ نُحِرَتِْ تلك العآطفه . تمزق شريآن الحيآة النآبض ذآك المروآن وأشبآهه .
- رآقت لي الفكره إلى حدٍ كبير إلآ أنهآ لم تُستغل جيدًا .
- تنبأت بالتآلي من الأحدآث ورآهنت على النهآيه بعقلي إلى أن تم آخرًا التصديق عليهآ حقيقة .
- الحدث وحيد في البدآيه وربمآ في الروآيه كآملة ؛ هو اجتماع الورود الذي كآن مشتت قليلًا وممل كثيرًا .
- الحبكه تم اصآبتها في مقتل نظرًا للتنبُأ المسبق بالنهآيه التي تكآد ان تستشفهآ في الشق الأول من القرآءه ولذلك يأتي شعورك بالرغبة في العزوف عن الإكمال .
- اللغه لآبأس بهآ إنمآ تحفظ وحيد على ربط الجُمل التعبيريّه ؛ كآنت ثقيله غير عميقه .. مركبّة تركيبًا إجبآريًآ غير سلس لذلك لم تترك أي أثر نفسي ... مرت بالقرآءه هكذآ وحسب .
- قِصّه لآبأس بهآ ولكنهآ ليست للتذكّر .
- ( كأنثى ) أعجبني اسم الروآيه ورآق لي غلآفهآ . - التقييم 1/5 . .
لو كانت الرواية انتهت النهاية الكليشية التي كنت أتخيلها لكنت منحتها نجمة واحدة فقط، وتندمت علي اليوم الذي أمضيته في قراءة الرواية من بدايتها حتي النهاية، لكن النهاية جاءت لتضرب كل توقعاتي بعرض الحائط
كاتبة الرواية " دينا نسريني" تمتلك لغة قوية وعلي درجة عالية من التمكن ، وهذا أكثر ما أمتعني في هذا العمل ولكن ما أصابني بالفتور والضجر تكرار استخدام بعض التعبيرات مثلما كانت كلما أشارت إلي احدى الشخصيات باشرت حديثها بـ " والدمعة تترقرق من عينها" أو أجهشت بالبكاء .. لماذا يتوجب علي كل الشخصيات قبل أن تبدأ في الحديث أن تكون إما باكية أو علي وشك البكاء؟ هل لمجرد أنهم يواجهون طبيب نفسي؟ بالإضافة لشخصية نسرين التي استفزتني أيما استفزاز، وكأنها وجدت خلال الأحداث فقط لتضيف مغزيً عميقاً لأنها لا تتحدث، فقط ترسم! في المجمل معجبة بالفكرة التي قدمتها ، يجوز أن تبدأ بإهداء رواية هيبتا لمحمد صادق " إلي من سمح للحياة بقتل كل شئ فيه"
لأننى سمحت للدنيا و أوجاعها أن تسرقنى , تشرق أصالتى, سمحت لها أن تغيرنى , وفى كل مرة كنت أسمح لها أن تقولبنى كما تسأء نهاية قوية جدا للعمل يمكن تقمييى و الثلاث النجوم هم اكتر ع نهايه العمل و الفصول الاخيرة له منذ بداية النهاية و حتى اخر العمل استمتعت جدا وهو ما غير وجهه نظرى ن العمل وهذا يحسب للكاتبة يمكن فى نصف الرواية هو ما احسست بالممل بعض الشىء و فكرت كثيرا و توقفت عن قراءه العمل لكنى كان عندى امل و ثقه فيه و عدت لاكلمه ليفاجأنى فعلا من النقاط اللى ارجعتنى لتكمله العمل هى قوه و براعه فى استخدام الالفاظ وسير العمل ع اطار واحد و اللعب و التنوع فى الكلمات والالفاظ المناسبه المحيطة بالورد رحله علاج جميله ارشح العمل بشدة
ذاكرة الورد -دينا نسريني الروايه من نوع من الأدب النفسي طبية نفسية تجتمع بخمس اشخاص أربع إناثٍ ورجل فى جلسة علاج جماعى فتبداء فى رحلة بحث بنفسية كلا منهم عما يتعبه ثم يختفى زوجها فتشك فى واحده ممن يحضرن معها الجلسة وتبلغ الشرطة لتنتهى الروايه بمفاجئة حلوه الروايه بسيطة تخلص قعده واحد واسلوب الحوار سهل ولكن كثر التشبهات البلاغية للورد بسبب اسماء الشخصيات ده سرب الملل لنفسى فى بعض الاحيان الاحداث حلوه جدا ومسلسله واكثر ما عجبنى النهاية لانى تخيلت شى وطلع التهاية شى تانى خالص الغلاف حلو والعنوان احلى
رواية لطيفه .. بسيطة ..سريعة الأحداث ؛ في البداية رسمت في خيالي احداث ولكني وجدتها احداث اخري تماماً وهذا من ذكاء الكاتبة ^^ ... في النهاية قد كرهت اسم مروان اكثر مما اكره :D
في النص الأول من الروايه حسيت بملل وفكرت اكتر من مره مكملهاش بس النص التاني غير فكري تماماً .. الأحداث اخدت طريق مختلف عن التوقعات خالص وقدرت تثير فضولي لاخر سطر فيها
رواية غريبة، فى بدايتها مليت منها جدا وحسيت انها قصة تقليدية وخيالها عادى..اديت لنفسى فرصة تانية بعد نصها ولقيتها بدأت تاخد مجرى تانى تماما ! فاجئنى وعجبنى القصة كقصة جميلة وممتعة بس أسلوب الكاتبة مكنش مفضل بالنسبالى خالص، اسلوب صعب وتقيل وكله تفاصيل ووصف بداعى وبدون داعى دا غير ان اوقات كتير كنت بحس ردود افعال الابطال غير مناسبة ابدا للحدث، كأن الموضوع فيه فانتازية
:مراجعة حول رواية ذاكرة الورد: دينا نسريني !"للورد ذاكرتان.. ذاكرة الجمال وذاكرة الوجع.. جمال الشكل والرائحة.. ووجع القطف، ووخز الشوك الصغير في كل غصنٍ أخضر يافع لكل وردة" كنتُ على وشكِ أن أترُكَ الرّواية، وأعطيها نجمة من خمسة، شيء ما دفعني لأن أتقدّم، ربّما لأنّها مُهداة شعرْتُ بواجبٍ تجاهها، وربّما لأنّه لا يمكن للأمور أن .تسير بهذه البساطة، فقد كنت قطعْتُ منها شوطًا جيّدًا، توقّعتُ المفاجأة، لكنّي لم أتوقّع الصّدمة مُعالِجة نفسيّة، تتوسّط مرضاها أربع إناث ورجل واحد، داخل عيادة ذات مقاعدَ أنيقة، وجدران بلونٍ أزرق جميل منساب بهدوء ورقّة، في جلساتٍ علاجيّة متتالية نتعرّف خلالها على الشّخصيّات بعد أن أعطت كلّ واحدة منهنّ لنفسها اسم زهرةٍ أحسّت أنّها تشبهها. كلّ شخصيّة تعيش أزمةً نفسيّة مختلفة عن الأخرى، نغوص في الأحداث لتظهر أمامنا سوسن وحربها الدّائم مع الوزن الزّائد، ونظرة المجتمع الشّرسة لها، وتجاهل روحها الرّقيقة، الهيفاء، لتأتيَ "جلنار" الارستقراطيّة، الّتي غطّاها الغرور، لتخرجَ منها الرّاء غين وتصبح السّيّدة "جلناغ!"، ذلك الغرور الّذي اتّخذته درعًا تقاوم به مجتمعًا مستعرًا ظالمًا، لتنفثَ "جوري" دخان سيجارتها، الفتاة الأنيقة، الجميلة، الطاغية أنوثتها، الكفيلة بأن تجعل منها حلم كلّ رجلٍ، وأخيرًا "نسرين"، الفنانة، الرّسامة البارعة، الّتي سقطت ضحيّة صائد أجنحة الفراشات "مروان"....وقيس الّذي يعاني من خسارته لحبيبته وقُبلة أحلامه، وفي كلّ وجه ندبة تنمّ عن جرح عميق. تمتدّ أحداث الرّواية لندركَ أنّها تبحث في سيكولوجيّة الإنسان، تشعر بالتّعب وأنت تحاول أن تنزع نفسك من معاناةِ كلّ شخصيّة، تسيطر الرتابة على الرّواية، ونشعر بسلحفاةِ الأحداث، إلى أن تجد نفسك تعود بالأحداث للوراء حتّى تتدارك المفاجأة، ربّما تأخّرت الكاتبة بعض الشّيء لكنّها أرادت لعنصر المفاجأة أن يكون قويًّا لتقلبَ الاحداث رأسًا على عقب، وتأخذ الرّواية خطًّا مختلفًا أثار فضولي، وشدّني وصولًا للنّهاية الغير المتوقّعة. أثارتني النّهاية وأربكتني، "كلّ شيء كان يبدو أكثر وضوحًا بعد هطول أمطار الحقيقة"، الحقيقة الّتي نحاول إخفاءها لما تدفنه من جراح، لكن في لحظة ما نضطرّ للضّغط عليها لألّا نُصاب بالجنون! كُتِبت الرّواية بلغةٍ شاعريّة تتماشى مع مجريات الأحداث، وحُبكةِ الرّواية، تساءلت عن الحوار، لماذا اختارت الكاتبة لغةً ومستوى واحد للشخصيّات مع اختلافها، حتّى أدركتُ النّهاية! انتهت الجلسة!
إن لم يكن الطبيب النفسي على درجةٍ عاليةٍ من الكفاءة المهنية، وإن فقد زمام السيطرة على مرضاه، ثم انغمست روحه ومشاعره الشخصية في معاناة الحالات التي يعالجها، حينئذ تصير ذاته عرضة للهلاك المدمر من قبل مرضاه.
ففي الرواية التي نحن بصدد الحديث عنها الآن، وهي "ذاكرة الورد" للكاتبة السورية "دينا نسريني"، والصادرة عن دار "دون"، تعكس تلك الصورة للطبيب النفسي بجلاء، ولكن مهلا عزيزي القاريء، فالأمر ليس بتلك البساطة التي قد تبدو لك، فالكثير والكثير من المفاجآت ستتكشف عبر صفحاتها تباعا.
"ذاكرة الورد" روايةُ تدور أحداثها حول طبيبةٍ نفسيةٍ شابةٍ قامت بإنشاء عيادةٍ خاصةٍ للعلاج النفسي، وكان أول زائريها خمس حالات، أربع إناثٍ ورجل، لكلٍ منهم أزماته النفسية التي دفعته إلى عيادة د. ياسمين الطبيبة النفسية والتي قامت بدورها بتحديد خمس جلساتٍ علاجيةٍ جماعيةٍ لهم.
(جوري – جلنار – سوسن – قيس - نسرين) أحالوا حياة طبيبتهم إلى جحيم، ومع تطور الأحداث وتوالي الجلسات العلاجية، نعرف الكثير من الخبايا والجوانب المختلفة للنفس الإنسانية والتي لا تخطر على بال، حتى هنا لا أستطيع التوغل أكثر في الأحداث، فالقصة يكتنفها الغموض وتعج بالمفاجآت المثيرة، فقد قدمت دينا في هذه الرواية حبكة "قوية – ذكية - مدهشة"، فقد عرفت جيدا كيف تتلاعب بعقل القاريء بمكرٍ ودهاءٍ روائيٍ محنك، إضافة إلى ذلك فهي تمتلك قلما أدبيا بديعا ورؤية سردية شيقة تم توظيفها بمهارةٍ داخل العمل.
يجذبنى بشدةٍ هذا النوع من الأدب النفسي الذي يتغلغل في الذات الإنسانية لينزع عنها الأقنعة المزيفة ويكشف وجهها الحقيقي، و"ذاكرة الورد" فعلت ذلك على الوجه الأكمل، ومن ثمَّ أرضت ذائقتي وأمتعتني قراءتها، أيضا لا يفوتني هنا أن أبدي إعجابي بالغلاف الأنيق الذي أبدعه الفنان "كريم آدم"، فكان بحق تحفةٌ فنيةٌ تليق بالعمل وزادته جمالا فوق جماله.
(الى كل ياسمينة تتأوه بصمت : .. لاتسمحي لألمهم بأن يغير طيب شذاك)
الاستاذة الكاتبة الرقيقة صاحبة الاهداء الجميل دينانسريني ابارك لك بروايتك الجميلة واشكرك لسرقتي داخل حدود روايتك وانقاذي من طياتها بعد جميل الوقت الذي قضيته مع ابطالها، فتلك ال (ياسمين) جذبتني معها لعيادتها النفسيه وشاهدتها وشعرت بتصرفاتها وشعرت بكل نوع من انواع الزهور التي كان لها دور بروايتك وحتى التربة التي سكنت بها تلك الزهور لمستها واحسست بكل المشاعر التي سقيت بها صفحات كتابك ، كم هو جميل ابداع حرفك بقصةٍ عن الياسمين الذي يتواجد من نوعه الكثير في عالمنا والاشواك التي تحيط بالياسمين كان لابد من الاشارة اليها حتى يراعي من يحب الياسمين الاقتراب منه ، ولقد اسعدني الذوق الفني بموسيقى الرائع Richard Clayderman لأن موسيقاه تنقلنا للذكريات الجميلة لنلتقط بعضاً من سعادة قديمة نجددها كما اشارت الكاتبه بين طيات الكتاب،وبين حياة الياسمين في المنزل وبين عيادتها وبين افكارها وحوارها وجدت المتعة في تلك التنقلات بكل سعادة اعجبتني فكرتك وعدم توقع التالي لتكون الكاتبة اثبتت قدرتها على جذب القاريء وسحره بين كلماتها واهم ماحدث هو استخدامنا لمرآتنا حتى تتضح الصورة ونرى الحقائق وشكراً لكل الظروف التي خلقت ياسمين وجعلتنا ننظر بعين اليقين ، رواية رائعة لكاتبة اول مرة اقرأ من بنات افكارها وسأكون سعيدة لأعيد الكرة داخل كتاب آخر من عوالمها ، دمتم بخير وسعادة واتمنى ان يكون كلامي مثيراً لحماسكم للرواية وغير حارق لأحداثها 💐😊💐
ذاكرة الورد تانى عمل لكاتبه بعد روايه أمل دينا بتعمل حاجه كويسه اوى بتقول لقارء بص العصفوره طول الروايه وفى النهايه يطلع اساسا مفيش عصفوره :D ومهما حولت تبقى مركز هتنخدع بس يكون خداع حلو هيعجببك الروايه اسلوبها حلو جدا ومختلف حاجه صعب اوصفها اسلوب بسيط وفى نفس الوقت قوى واللغه قويه جدا الاسلوب دايما بيلمس روحك ومشاعرك الروايه اجتماعيه عن طبيبه نفسانية وعن جلسه وعده اشخاص وكل واحد ومشكلته هتلاقى نفسك فى حد من الاشخاص دول وهتلاقى نفسك وسط جلسه علاج نفسى ومشكلتك قدامك وحلها كمان هتتصدم بالنهايه لا فعلا هتتصدم بالنهايه =D اخر كلمه دينا من الاقلام الى براهن عليها انها هتحقق حاجه فى المستقبل القريب
ذاكرة الورد أو "ياسمين" التي انتظرناها طويلا و كنا نتابع أخبارها من بعد أمل ... بداية الرواية ... شخصيات عادية "ياسمين .. مروان .. جلنار .. جوري .. سوسن .. نسرين و قيس" و مسرح أحداث "منزل ياسمين و عيادتها" قد تجعلك في وبداية القراءة ترسم في ذهنك سيناريو كاملا و تبدأ في توقع الأحداث ... و لكن سرعان ما تنقلك الكاتبة إلى اتجاه مختلف تماما عن الذي سارت فيه حبال أفكارك ...
كما ذكر أحد قراء الرواية بتقول "بص العصفورة" ويطلع مفيش عصفورة :D
الأجمل من أحداث الرواية هي الفكرة و القيمة التي أرادت دينا توصيلها للقارىء .. كفاية كدة علشان محرقش الرواية
أبطال الرواية جميعهم يحملون أفكاراً تستحق التعبير عنها ولكن ما كان يحدث معى لدى وصولى لمنتصف الرواية كان يشبه انقطاع التيار الكهربى عن التلفاز وسط مشاهد مشوقة من فيلم أشاهده، ثم يبدأ فيلماً أكثر تشويقاً فالبدايات دائما ما تجذبك وما ان تندمج فى الأحداث ومع الشخصيات حتى تأتى النهايه المقطوعه لتجبرك على التفكير فيما تريد دينا نسرينى بعبقريتها أن توصله اليك .. مما جعلنى أتفاعل مع ياسمين وباقي أبطال الرواية حيث لا شئ متوقع . وقد كانت العبقرية تكمن في صدمة القارئ وتغيير مجرى الأحداث تماما بل وجعلى أعيد التفكير فيما قرأته من أحداث رواية مشوقة وممتعة جداً . ذاكرة الورد
يوجد لدي الكثير من التعليقات علي الكتاب عندما بدأت قراءته وحين انتهيت منه، ولكن أكثر شيء لاحظته أردت التعليق عليه بالفعل هو وصف الكاتبة لشخصية الطبيبة النفسية، يؤسفني أنها لم تستطيع التعميق في شخصيتها بالشكل الصحيح كما يبدو الأطباء النفسيين في الحياة العملية، أما عن الأسلوب والحبكة فكانت جيدة، هناك الكثير من المشاعر المبالغ فيها في الرواية، ولا أمانع بذلك فقد تطبع شخصية الكاتب علي أسلوبه ولكنها طبعت بشكل ملحوظ فلم تستطع التفريق بين كل شخصية وشخصية بشكل عميق، أحسست للحظة من طريقة حديث كل شخصية أنهم شخصية واحدة، بأسماء مختلفة ليس إلا.
إقتباس"لأنني سمحت للدنيا وأوجاعها أن تسرقني تسرق اصالتي سمحت لها أن تغيرني، وفي كل مرة كنت اسمح لها أن تقولبني كما تشاء كانت تصبغني بألوان لاتشبهني، لأنني تغيرت مراراً وتكرارا حتى نسيت هويتي ومن أكون ، حتى ضعتُ الى الابد."
كان من الممكن ان تكون الروايه افضل من ذلك القصة جيدة ولكن عدم ترابط الأحداث بسرعتها قللت من رغبتي بالإنغماس فيها اكثر.
لم أرى اي فكرة او هدف من ربط الأسماء بالورود و قيس لو ظلو على نفس اسمائهم لما تغير اي شي اللغة سهله الوصف جميل ولكن ينقطع انغماسك على حين غرة فيُخرجك من النص..
عندما تصور الرواية صراعا داخليا يمر به أغلب البشر بسبب تقلبات الحياة و تغير ظروفها الدائم الذي ينتج عنه تغير شخصياتنا و نجد أنفسنا تائهين في البحث عمن نكون حقا ، فانني اتحدث هنا عن " ذاكرة الورد" تلك الرواية التي نجحت في خلق جو رائع يبعث فينا ذلك التساؤل الملح .. من نكون ؟ .. رواية قمة في الروعة و لم امل قراءتها و لو لحظة بل و وددت الا تنتهي ابدا .. شكرا جزيلا على هذا العمل الجميل و في انتظار المزيد من الأعمال الجميلة .. :)
ذاكرة الجمال وذاكرة للوجع لكن فعلا اللي بيحرك كل حاجة جوانا هو ذاكرة الوجع هي اللي بتحرك كل الخيوط والمصاير والمفاجئات اللي بتحول حياة الواحد مننا 180 درجه الكاتبة كتبت نفسها فيالرواية دي اكتر من مرة في الشخصيات اللي بدأو معانا الرحلة وخطفتنى من أول فصل بشكل فيه خبرة الكتاب الكبار خلصتها على كذا مرة بسبب ظروف كتير لكن متأكدة اني كان ممكن جدا تتقرى على مرة واحدة في جلسة او جلستين بالكتير تستحق 4 نجوم عن جداره والغلاف كمان يستحق 10 نجوم
رواية رائعة جدا عن المشاعر النفسية صادمة جدا فى منتصفها حزين جدا ان رواية مثلها عدد طباعتها اثنان فقط فى حين تتصدر روايات اخرى بلا قيمة المشهد كانت اولى تجاربى مع الكاتبة دينا نسرينى لم اكن اتوقع عندما بدات فى قرائتها انها ستنال اعجابى هكذا متاكد من اننى سابحث عن باقى اعمالها لاقراها بنهم وسعيد جدا ان تضاف دينا نسرينى لقائمة مفضلاتى من الاقلام النسائية المبدعة وشاكر جدا لمن رشح لى هذه الرواية دون قصد عندما قرات الريفيو الخاص به شكرا شريف متولى دائما تكون ارائك فى محلها
ياسمين وأشواكها .. أم ياسمين وعطورها .. هي رواية تأخذك في عوالم شتى ، تلملم أوراق الحكاية بنفسك .. تتداخل مشاعرك وتبقى التساؤلات معلقة حتى النهاية .. أثق بقلم دينا نسريني ككاتبة وقد أجادت لغة وحبكة وسردا .. تشبيهات غاية في الروعة .. غير أني صدمت في الإهداء الأخير على الرغم من واقعيته .. اهتزت له نفسي جدا .. وكأن دينا هي البطلة فأهدت حكايتها لكل مروان .. استمتعت بحق .. في انتظار القادم
"غريب هو حال البشر، يتهمون أقرانهم بما يخفون في داخلهم و بذلك يفضحون أعمق أسرارهم بأدق تفاصيلها، يشيرون بأصابع الاتهام نابذين اﻵخرين، فلا تشير أصابعهم إلا لهم و لعيوبهم " كـ المتوقع من المبدعة دينا نسريني أهدتنا رائعة اخري بعد الخالدة " أمل" كل كلمة وكل تشبيه وكل وصف رائع .. أكثر ماأعجبني رسائل "قيس" .. واكثر ما سأني طريقة كتابة كلمات "لثغ" جلنار .. دمتِ مبدعة وراقية