هناك حاشية فخيمة على شرح جلال الدين الدواني على متن العقائد لعضد الدين الإيجي طبعت أول مرة منسوبة للشيخ محمد عبده لكن لقيمتها العلمية استكثرت أن تكون من إنشائه خصوصا في تلك الفترة التي كان فيها الشيخ لا يزال بعد في مرحلة الطلب، وقد حقق الدكتور محمد عمارة في بحث جيد له -طبع في أول المجلد السابع من الأعمال الكاملة بإعداد الباحث الإيراني سيد هادي الخسروشاهي- أن الحاشية إنما هي أمالي أملاها جمال الدين الأفغاني على تلامذته بمصر لما كان يدرسهم كتاب الدواني وأن الشيخ محمد عبده تكلف بإعادة صياغة عبارات الأفغاني بأسلوبه الجميل المعروف به.
وعلى هذا فإن الحاشية للأفغاني وبه يظهر أن ما مدح به الدكتور سليمان دنيا -وهو أحد الأفراد القلائل من المصريين الذين اعتنوا بالفلسفة الإسلامية وكانوا يفهمونها- في مقدمة تحقيقه للحاشية المذكورة إنما ينبغي أن يصرف إلى جمال الدين الأفغاني فهو صاحبها، وهذا على الراجح والله أعلم.
وقد طبعت هذه الحاشية بعدة أسماء:
فطبعت طبعة قديمة مع حاشية السيالكوتي بعنوان "حاشيتي السيالكوتي والشيخ محمد عبده" سنة 1322 هجرية وكان لهذه الطبعة رابط على الشبكة.
وطبعت ضمن الأعمال الكاملة لجمال الدين الأفغاني التي أنجزها سيد هادي خسروشاهي بعنوان : "التعليقات على شرح الدوانى للعقائد العضدية (جمال الدين الافغانى الحسينى، ومحمّد عبده)".
وطبعت بعنوان: "الشيخ محمد عبده بين الفلاسفة والكلاميين".
وهذه أفضل طبعة لها وكانت بتحقيق الدكتور سليمان دنيا المصري وبسبب إبهام عنوانها انصرف عنها الناس وهو عنوان غير موفق وتصرُّفٌ لم يكن ينبغي للدكتور دنيا أن يتصرفه، خصوصا وأنه اسم مبهم يحسبه من رآه أنه دراسة لأراء الشيخ محمد عبده.
وقد مدح االدكتور دنيا مؤلفه الذي حسبه محمد عبده في مقدمته الطويلة التي أنشها للكتاب.
فأما مدح الكتاب فهو في محله وأما مدح الشيخ محمد عبده فينبغي أن يصرف عنه إلى أستاذه الإمام جمال الدين الأفغاني الذي بهذه الحاشية يعرف طول باعه في علوم المعقول.