هذه رواية الأسئلة والمراوغات الشاقة، والسعي الدؤوب إلى الإدراك، ومن ثم الوصول إلى لحظة الاكتشاف وامتلاك الوعي بالذات وبالآخر معًا، نحن إزاء حالة استثنائية فريدة، حيث يتوغل السرد في عالم بكر و حالات غير مطروقة، يمتزج فيها الواقع المعاش بالوجد الصوفي، وتقاطع قسوة الراهن مع رغبة الانطلاق في براح الصحراء. يترجل التاريخ من موقعه في الكتب والمرويات ليصبح فاعلا في وجدان شخصيات تتحرك وهي تحلم، يخايلها سر مقدس..
منذ فترة طويلة لم تُثر رواية بداخلي هذا الكم من التساؤلات والحيرة!
لا أدري كيف أبدأ في الحديث عنها، هل من بداية خروج مصدق للبحث عن أبيه، أم من عثور مصدق على ذاته؟ هناك شعور مُلح يجعلني أبدأ من النهاية دون العودة للبداية، فالحديث عن البداية سيكون حديث تقريري لا طائل من وراءه، هي النهاية من خلّفت وراءها كل هذا الضجيج في رأسي.
عندما أدرك مصدق سر رحلته واكتشف نفسه، عندما رفض عِطية مؤمن له ولم يفعل كما فعل أبيه وأخذ الجمال.. هل أستطاع مصدق حقًا الوقوف على الخطأ الذي ارتكبه أبيه بقبوله لعطايا مؤمن والسعي وراء الدنيا وحبها، وخطأ خليفة بتخفيه الدائم تحت الأرض والسعي لرؤية الضوء دون الشعور بأثر الضوء؟ أرى أنه استطاع فهم الدرس جيدًا، لن ينقطع عن السعى وراء نفسه كما فعل الآخرون، بل عرف هدفه جيدًا ولم يمضِ خلف الدرويش وأبيه، بل مضى وراء الشمس، وراء الضوء، هو ليس بحاجة لعطية الدرويش لأنه هو الدرويش. مصدق رفيق خيمته هو الأحق بالمقام الذي وصل له صديقه، فعادت الخلافة لمصدق مجددًا بعد أن حملها سلسلة من المؤمنين لقرون. كان على مصدق أن يختار بين أن يكون مؤمن آخر أم يظل مصدق، وقد أختار الأخير.
لو كان اسم مصدق يدل على شيء عقلي لقلت أن الصراع هنا عن الموازنة بين العقل والقلب، مصدق شخص لا يدع قلبه يسيطر عليه بشكل كامل وإن قيل عكس ذلك، فقد اختار عقله الرحلة والوصول للحقيقة ولم يكن قلبه إطلاقًا، فقلبه كان سيحثه على الرجوع بعد خبر موت أبيه، كان سيجعله يقبل الجلود ويصبح مؤمن آخر! أرى أن الرواية تتمحور حول الصراع بين العقل والقلب، وإن لم يقصد كاتبها تسليط الضوء على هذه النقطة لكنها سيطرت في نظري.
لكن هل يُمكن اختزال الرواية في نهايتها؟ لا، لكن حل العقدة هو الأكثر إثارة هنا لآثارها، يُمكن الحديث عن الأحداث السابقة وسعى مصدق الدؤوب في رحلته للبحث عن أبيه، والمواقف التي سيواجهها في رحلته، فالنهاية هي كلمة السر في هذه الرواية. كما يجب ذكر أن اختيار الاسماء ممتاز.
هناك بعض الاستطراد الزائد عن الحاجة في الجانب التاريخي في الجلود التي قرأها مؤمن في الحفرة، خرجت بالنص الرئيسي عن سياقه لفترة طويلة بشكل غير مستحب، أعلم أن هذا الاستطراد لازم لتوضيح النص وإحكام الحبكة، لكن لو استُعْمِلَت هذه الفقرات في إطار سردي آخر لكانت أفضل، أو إن اختُصِرَت قليلًا.
الرواية الجيدة هي التي تترك بصمتها عليك، تخرج منها ورأسك يعج بالأسئلة، هذه الرواية نجحت في هذا، كما جعلتني منكبًا عليها سبع ساعات لإنهاء المائتين وخمسين صفحة المتبقية لي منها، وأكثر من ساعة ونصف للكتابة عنها.
كيف يمكن أن يبحث شخصٌ خائف عن آخر لم يقده في حياته إلا الشغف.
هذه هي عقدة الرواية، نجح البطل في فكها بالتدريج، بأن ترك نفسه للرحلة تأخذه حيثُما قُدّر له الذهاب، إلى أن يكتشف أخيرًا أنّه هو الدرويش الحقيقي ، لا أبوه و لا أخوه و لا الشيخ.
أنهيتُ الرواية في يومٍ واحد، يوم لن أنساه، كنتُ في وحدتي الصحية في سيناء الغالية وحيدًا لا آنسُ شيئًا إلا صوت الرياح و الشمس التي لا تغيب، وجدتُ مع مرور الصفحات أنّ هذا هو الجو المثالي لرواية مثل التي كنتُ فيها، لا يصح معها غير العزلة و الانقطاع.
أتذكر حديثًا لي مع الكاتب في معرض الكتاب، و في دردشة أخرى على الفيس بوك ، قال لي ما مفاده أنّه يخشى ألّا يعجبني العمل ، و أنّه فيما معناه لم يُخرج كل ما عنده، بل أعطى لهم ما يريدونه ( السوق يقصد ) ،
إن كان هذا منتجك الذي لا يعجبك يا ماجد، فما بالنا لو كتبتَ عملًا لقيَ استحسانك! الكاتب تخيل أنّه عندما يدنو بطموحاتي إلى القاع، فلن يخيب ظني عند القراءة ، جميلة هذه الخدعة ؛ لكن هيهات هيهات يا بشمهندس! ما لا تعرفه يا كاتبنا العزيز أنّي لا أدخل في قراءة أي عمل بانطباعات كبيرة ، بل بانطباعات سلبية للغاية ، و لا أحب معرفة عما يتكلم العمل ، و لا أقرأ الكلام على الغلاف الخلفي، و لا أراجع رأيًا لقارئ قبل الشروع في القراءة ، أحب أن أدخل جاهلًا ، و أخرج متنورًا برأيي الذي تركه العمل فيّ.
حسنًا حسنًا الكلام بالأعلى هو أهم من الرأي ، كان مهمًا تبيان حالة القراءة و الانطباع الذي غرسه الكاتب في قبل أن أخوض في رأيي عن العمل.
العمل يحكي عن عالمنا و عالم موازٍ، عن الروح و أسرارها ، عن رحلة البحث عن الوجود، عن البر بالآباء، عن الصوفية و أسراراها، عن ترفعهم عن الملذات ، و على رأي الكاتب : لا يأكل بنهم إلا المذنبون أو أصحاب العقول الخاوية.
ابنٌ يبحث عن أبيه ، و أب قسا على ابنه، فرد له الابن القسوة في أكثر ما يحب، ثم دفع المذنب الثمن، هذه التعقيدات الكثيرة باختصار هي لب حياتنا.
عملٌ يعلو بصاحبه أكثر و أكثر بعد " سلفيّ يكتب الروايات سرًا " ، تم ضمّك بنجاح إلى قائمة كتابي الشباب المفضلين يا شيخنا ، و سلمت قريحتك على لغتك الرشيقة، و نصك المتماسك، في انتظار جديد دومًا، لكَ مني أجمل التحية و أذكى السلام.
عمل رائع جدا الكاتب يمتلك طريقة سرد مبهره لا يجعلك تشعر بالملل ولو ثانيه واحده ...... حين انتهيت منها أغلقت الكتاب وانا اتخبط في للدهشة والاسئلة وفهذه هي الحياة تصيبك بالدهشة والاسئلة والتي تحتاج كثير من الحكمة لتصل الى اجابتها لترى الضوء لمرة واحده في حياتك وقد لا تصل ابدا ...
لا لم تعجبنى مطلقا .. حاولت ان أكملها لعلها تكشف عن شئ جيد يعوض ما وجدته بها من فراغ فى البداية وبالفعل أكملتها بمعاناة شديدة ولكن مع الاسف لم أجد شئ .. ربما تحسنت الامور بعض الشئ فى اواخر الصفحات لكن هذا لم يكن كافيا .. قبل ان أقول اسباب تقييمى المنخفض لها أحب ان اوضح ان الروايات او الادب بشكل عام فن والفن يعتمد على الاذواق قد يروق للبعض وقد لا يعجب البعض الاخر .. ربما كانت عمل جيد وربما اكون لست فى حالة مكنتني من رؤية ما عليه من جمال .. ولكن هذا لايعيب بالطبع من اعجب بها او من لم يعجب بها او حتى الكاتب الشاب الذى اتمنى له النجاح وهو يتلمس بداية طريقه :)
الرواية ومن النبذة المختصرة عنها هنا فى الموقع من المفترض انها رواية صوفية ولكن طوال قراءة العمل كنت اتسال اين هى تلك الصبغة الصوفية .. أهى من خلال المقبرة والكنز والكلب وحارس الذهب ؟! .. تلك شعوذة ياصديقى قد تتناسب مع روايات الرعب وليس مع روايات الصوفية ذات طابع السلام النفسى والروحي .. ام لعلها موجودة فى رحلة الاب فى الصحراء ومقابلته لاحد الدراويش وامتلاكه لقطيع من الجمال وارتباطه بهم وما احاط تلك الرحلة من غموض والغاز ؟ .. ام لعلها كانت فى الشطر الاخير من الرواية حين وقوع الشاب فى حفرة وقراءة مخطوطات لدرويش او طالب علم مغربى يدعى مؤمن ؟! .. حبكة الرواية ضعيفة للغاية تخلو من اى لمسة روحانية ومليئة بالحشو والاحداث التى لم تضف للرواية بل بالعكس اضعفت منها ولو تم الاستغناء عنها لكان من وحهة نظرى افضل للعمل .. بالانتقال للاسلوب الكاتب فى تلك الرواية اعتقد كان جيد للغاية بعيد عن العامية الا فى مواضع معينة متعلقة بالحوار ولم تضر بالاسلوب وكذلك لم تكن تتسم بالفزلكة اللغوية " ان صح التعبير " ومحاولة استعراض الكاتب لحصيلته اللغوية ولكن كانت هناك بعض العبارات حاول الكاتب ان يجعلها تاخذ طابع الحكمة او يجعلها تصلح من اجل ان تؤخد كاقتباسات عن العمل لكن مع الاسف وجدتها فارغة بلا معنى فى مواضع عدة .. بالنسبة للشخصيات اعتقد ان الكاتب لم يرسمها بشكل جيد او كامل .. مجرد اهتمام بوصف حالها الخارجى فقط دون اظهار لجانبها النفسى او مايدور بداخلها من افكار وصراعات حتى انى لم اعجب باى منها بما فيهم دراويش الرواية ! .. لعلك قد تتسال إذا مادام لم تعجب بشخصيات او سرد ولديك كل تلك المآخذ السلبية على الرواية إذا فلماذا النجمة ؟ .. النجمة هى لما جاء فى اخر جزء من الرواية " الخمسين صفحة الاخيرة تقريبا " واخذ الكاتب للقارى والرجوع به عبر الزمن ومقابلة الفقية ابن تومرت هو وعبد المؤمن بن على وهما بالمناسبة شخصيات حقيقة .. واعتقد ان لو الكاتب كان اهتم ببناء رواية ذات طابع تاريخى اعتمادا على تلك النواة لكانت جاءت افضل من حال تلك الرواية رغم ان هناك ايضا مآخذ على الكاتب وهو توصيف ابن تومرت بالكاذب فى كثير من المواقف والساعى لنيل تأييد من كانوا حوله من خلال اختلاق الاكاذيب رغم ان ما كتب عنه على موقع ويكبيديا يتنافى مع ذلك حيث انه يصفه بالفقيه الورع الذي اسس الدعوة الموحدية والتى دخلت فى صراع كبير مع المرابطين من اجل محاولة اصلاح الفساد ولكننى تجاوزت كل ذلك سريعا لان الامر يحتاج لبحث مطول عن كل تلك الامور ..
فى النهاية ربما كانت بالفعل جيدة وتستحق تقييما مرتفعا لكنها لم تشبع شغفى او لم اجد بها ما كنت ابحث عنه .. كل الشكر للعزيزة إيلي على مشاركتها لى فى قراءة تلك الرواية .. استفدت كثيرا من النقاش معك عنها وكذلك بالحصيلة الرائعة لترشحاتك للكتب والروايات الصوفية .. واعتقد ان ذلك كان بمثابة مكاسب انفع لى كثيرا بما خرجت به من تلك الرواية :))
قليلة هي الأعمال الأدبية التي أشعر بعد انتهائي من قراءتها بحالة من الحيرة والدهشة أو بمعنى أدق وجدت نفسي ألهث بعد وصولي إلى الصفحة الأخيرة وكأنني كنت مع الشخصيات بين دفتي الرواية.. في البداية تظن أن محور الرواية يدور حول تلك الجملة المقتبسة منها " كيف يمكن أن يبحث شخصٌ خائف عن آخر لم يقده في حياته إلا الشغف " حيث نجد أب يختفي فجأة دون أي مقدمات ويترك 3 أولاد يتحيرون في مصيره ويقرر أصغرهم البحث بنفسه عن والده ولكن من أين يبدء؟ لم يدرك " مصدق " أن رحلته عن والده ستنتهي فقط بالعثور عليه، لا، بل ستبدأ بالعثور على ذاته، نفسه هو، شخصيته التي طمرها الزمن والناس، وربما أدرك ذلك الشيخ خليفة عندما قال له في النهاية " أنت الدرويش الحقيقي يا مصدق وليس أنا ولا أخوك ولا أبوك ولا حتى هذا العجوز الغريب، الدراويش هم من يتغافلون عن رؤية وساخات البشر حتى تدهمهم وتغرقهم ويموتوا سعداء بحسن ظنهم بالآخرين ".. " مصدق " هو الدرويش الحقيقي في تلك الرواية الغريبة، رواية تنقسم إلى عالمين أو روايتين، رواية تخص الوالد وأبنائه ورواية تخص الدراويش وخاصة " مؤمن " و " مصدق " الأصليين. قد تكون الفكرة صعبة ولكن هنا تظهر قدرات الكاتب الناجح الذي يتمكن من خلال أسلوبه وأدواته في إيصال ما يرغب فيه بسهولة ويسر وهو ما تحقق هنا لدرجة جعلتني أنهي تلك الرواية في جلستين فقط رغم أن عدد صفحاتها يتخطى الـ400. عليك عزيزي القاريء قبل كل شيء أن تتحلى بالصبر ولا ينتابك أي شعور بالملل أو التيه خاصة في منتصف الرواية وبالتحديد عند التطرق إلى الصوفية والدراويش، في البداية ستظن أن كل ذلك مجرد حشو زائد لا علاقة له بما ورد في البداية ولكن بعد ذلك ستدرك أن ما ظننته حشو هو الأصل والباقية فروع.. احترت في وضع التقييم النهائي وقررت أن يكون بين 3.5 و 4؟ لماذا؟ لأنني شعرت ببتر النهاية خاصة عند الجزء الخاص بإيضاح حقيقة " خليفة " الشقيق الأكبر لـ " مصدق "، لا أعلم ولكنني شعرت بأن هناك شيئًا منقوصًا، ربما شعرت بطمع ورغبة في استمرار الرواية إلى ما لا نهاية! في العموم أنصح بقراءتها بشدة وفي انتظار عمل جديد للكاتب المبدع..
بمروءة تخالف استقباله الفاتر، تمسك الحاج محمود العبد بأن يتعشى أبي عنده ويبيت معه فوافق على الفور، العشاء هو طعام اليوم عند أولاد السوق، ممبار ولحم رأس كاملة لبقرة وزوجتان متضادتا اللون تتناوبان خدمتهما كما يتناوب الليل والنهار فى الإحاطة بالأرض، ثم تركا بقايا الطعام الكثير لهما ولأولادهما ليتعاركا عليه مثل قبيلة من القطط البرية، وعلى حصيرة فوق السطح كان الشاي بالنعناع لا ينقطع وأحجار النارجيلة المغموسة بالحشيش يندلع فيها اللهب الأزرق كلما وضع محمود العبد المبسم بين شفتيه لينمّ عن رئة عفية مشتاقة للحياة رغم اسوداد الأسنان بفعل السجائر، وبعد التعميرة الأولى بدأت رأساهما تخف ويشعرا اكثر بالهواء اللطيف الذي بلغ حدا من الرقة بحيث يجعل العينين تدمعان من التأثر، فى التعميرة الثانية عرض عليه الحاج محمود عرضا لا يمكن أن يرفضه: أن يصيرا إخوة فى الطريقة، يُطلق له إحدى زوجتيه ( الدارفورية إن وافق) ويعطيه شطر ماله ( على عقد بينهما) وخلف البيت تسعون مترًا فضاء يبنيها ويقيم فيها على أن يسدد ثمنها فيما بعد، ضحك أبي حتى شبع من الضحك عندما اخبر محمود السودانى أنه يوافق على عرضه السخي شرط أن يحذف منه البند الأول أو يُعدّله فيتزوج المصرية البيضاء ويستبقي هو معه الدارفورية..
درب الأربعين .. هل سُمي بهذا الاسم لأن قاطعه يحتاج لأربعين يوماً من المسير أم لأن أربعين رجلاً صالحاً من الأولياء مروا به ؟!
تساؤل قد تجدإجابته في رواية درب الأربعين وقد لا تجده وإن كان هذا السؤال ليس بمحور للرواية نفسها مع أن درب الأربعين هو لُب الرواية .. وهذا سؤال واحد من عشرات الأسئلة التي تطرحها الرواية وتجيب عن بعضها مرة وقد تجيب عن نفس السؤال عدة مرات ولكن في كل مرة تجد أجابة غير سابقتها .. قد تجد أن الإجابات تعضض بعضها بعضاً وقد تجدها مختلفة كل الإختلاف .. أعتقد أن هذا يتوقف على ثقافة وشخصية كل قاريء.. وهذا من عبقرية ونبوغ الكاتب ماجد طه شيحة
رواية عجيبة جداً .. لم أقرأ حتى يومي هذا مثلها ولا أدري هل لقلة اطلاعي على الروايات أم لتفرد المؤلف.. تقرأ حكاية بداخل حكاية .. ثم تعود للحكاية الأولى التي تأخذك مرة أخرى لحكاية ثانية أو قل ثالثة .. وتظل تتسائل عن جدوى ومغزى الحكايات الفرعية عن الحكاية الأصلية ! وهنا تكمن الخدعة .. فمن قال أن تلك الحكايات هي الفرعية وأن الحكاية المبتدأبها هي الأصلية ؟! .. لو كنت من نافذي الصبر فتلك الرواية ستعلمك كيف تكون صبوراً .. هذا بالطبع أن لم تلقها بعد بضعة فصول ظناً منك أنها غير مترابطة.. ولكن خذ بنصيحتي فالرواية وحتى سطرها الأخيرتستحق كل دقيقة مرت في صحبتها.
الرواية تبدأ قبل فصلها الأول بمقولة لمحيي الدين ابن عربي يقول فيه "الزمانُ مكانٌ سائلٌ، والمكانُ زمانٌ متجمِّد.” وبتلك المقولة يعطيلنا صديقنا العزيزماجد شيحة - المؤلف - نبذة عما نحن بصدد قراءته .. فكأن الرواية تأتي لتشرح معنى أن الزمان هو في الأصل مكان سائل .. وعنى أن المكان هز في الأصل زمان لكنه متجمد .. يدور الشرح في إطارصوفي محبب للنفس .. حالة من الحالات التي لا تكفي الكلمات لوصفها .. لكن إبداع الكاتب ولغته الرشيقة الغير متكلفة والمفهومة جداً يأخذ القاريء في بُعد خاص من المكان ومساحة مختلفة من الزمان وإن كان العصر نفسه معروف المعالم .. والمكان مذكور بالإسم الذي نعرفه حالياً.. بل وقد أضاف الكاتب للأزمنة والأماكن عنصر الأشخاص .. فالأشخاص أيضا يسيلون عبر الزمان والمكان .. فهذا مؤمن وذاك مؤمن .. وهنا مُصدق وهناك مُصدق .. وخليفة وخليفة .. ولن تجد خلطاً أو تشعر بحيرة أثناء تصفح الأزمنة أو الأماكن أو الشخصيات.
كل صفحة تقريباً من صفحات الرواية بها العديد من الجمل والتعبيرات التي تصلح لتكون قول مأثور .. أوقول من أقوال الحكماء أوتجلي فلسفي عميق يحتاج لتأمل وتفكير.. وهذا مما جعلني أعيد قراءة العديد من الجمل الحوارية والوصفية بالرواية على الرغم من سلاسة اللغة وسهولتها.
الرواية تدفعك دفعاً للقراءة عن الأزمنة التي تدور فيها ..وعن شخصياتها ومن منها حقيقي ومن منها من صنع المؤلف .. وهل دارت تلك الحوارات أم لم تدر .. وهل قابل هؤلاء هؤلاء فعلاً وهل مرت تلك الشخصيات بتلك الأماكن !.
الحقيقة ان محاولة كتابة مراجعة -Review- عن الرواية في عدة سطور لهو ظًلم بيّن لها .. لكن حرصاً على عدم حرق أحداثها والكشف عن تفاصيلها أكتفي بهذا القدر وأنصح جداً بقراءتها وتقييمي لها 5/5
- لو أنكم توكلتم علي الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتعود بطانا.. - وهل تظن ان العصافير بريئة؟ لاتلتقط سوي مايقع من البشر كالدراويش!! انها تسرق البذور أيضا . - تعهدت الطير دائماً فلم أجدها تسرق إلا ممن لايخرج زكاة الزروع، إن حق الله مأخوذ ولو أبيت
( جزء من حوار داخل الروايه) ، ان دل علي شيء فيدل علي ان الكاتب له فلسفة بنكهة خاصة
الغلاف: لم يرق لي، لم اري سوي رجل صوفي ويبدو كفيف، لم اره عامل جذب ولا أضاف للرواية
البداية: راقتني غير متكلفة، تبدا من المكان والزمان البديهيين السرد: الكاتب يمتلك قدرة رائعة علي السرد وتجسيد الأحداث يتخللها تطويل يبعث علي الملل ف الكثير من الأحيان
الشخصيات ؛محمود العبد ،ابو قمصان ،الدرويش الحقيقي والدرويش،الذي يظنه الأب درويشا ،عّم يحي شخصيات تشابهت كثيرا، لدرجة أفقدتني القدرة علي التمييز
الحوار:ممتع وان كان مطولا في احيان كثيرة )
قصة اختيار الأسماء: الدرويش اسمه الحقيقي وما هو اسمه المتعارف عليه، لماذا سميا مؤمن ومصدق باسميهما؟ تطويل بلاطائل
((لماذا الطائر يطير، لماذا يزحف الثعبان، لماذا تحمل النملة اثقل من وزنها ، لماذا يخاف الاطفال الظلام))
(( هناك وطن لايعيش فيه أصحابه، هناك شخص يطير ف السماء ويلقي قنبله علي البيوت لان من يسكنونها يفكرون بطريقة مختلفة عنه، هناك رجل يذبح آخر وكلاهما متيقن أنه سيدخل الجنة))
تلك التشبيهات والجمل المتشابهة المتتابعة تبعث علي الملل
الرواية كبناء كامل مرتبكة بعض الشيء تفتقد الحبكة والهدف
فلا الكاتب التزم بحكايا الدرب ورحلة الجمال والديك الأحمر والجمل الأصفر التي كانت ممتعة لو هي مسار الرواية، ولا هي برواية صوفيه تحملك علي التفكير في الحكمة من الأحداث وتملؤك بالسلام، بل هي مزيج مبتور من حكايا كثيرة متفرعة داخل الرواية لم افهم الحكمة من نسجها
في الربع الاول من الرواية كنت منبهرة ، لم اقرا اخر ٣٠ صفحة من الرواية كنت فقدت شغفي بمعرفة النهاية، لم أعد اكترث للأحداث
ماجد شيحة كاتب قلمه جيد جدا يحمل فلسفة خاصة به ومازال في جعبته الكثير، ف انتظار القادم الذي اثق في انه سيكون أقوي
This entire review has been hidden because of spoilers.
بعض الروايات تمنحك مفاتيحها منذ البداية، وبعضها تدور بك لتفاجئ أنه ليس ثمّة مفاتيح أصلاً ولا أبواب! أثناء قراءتي لـ "درب الأربعين" كنت أطالع مراجعات الأصدقاء هنا وأتعجب، ولكن يبدو أن الاختلاف في الرأي أصبح السمة العامة، أو أن ذوقي أصبح مختلفًا عن الكثيرين، وهو أمر وارد في كل وقت وحال، مشكلة هذه الرواية معي كانت من بدايتها، تلك الحكايات المطوّلة التي يحكيها رواة يفترض أنهم مشاركون في أحداثٍ لم يشاركوا فيبها أصلاً، ثم الاستطراد في تلك الحكايات وتفاصيلها، إلى الحد الذي يجعل القارئ ينسى أو يتساءل لماذا أقرأ هذه الحكاية، وما لعلاقة تلك الحكايات الغريبة بأصل الرواية؟! ولكني صرفت تلك المشكلة ـ كلما واجهتني ـ وقررت أن أواصل، فثمّ رحلة علينا أن نخوضها مع الكاتب والبطل الـ "مؤمن" الباحث عن أبيه (وليس عن الحقيقة) وبين ذلك يظهر له شخصيات وتختفي أخر، بدون مبرر أو تصاعد منطقي معين، هي مجرد شخصيات في رحلة، لا تبدو شديدة الاختلاف عن بعضها، ولكن تفاصيل بعض "الحكايات" هي التي تبدو مختلفة وغريبة (لاسيما الديك الأحمر مثلاً والكنز وحكايته غير المفهومة) ...ولا بأس بقليل من الحكايات والأخبار عن الدرويش الذي يجوب الصحراء، وحكاية الجمل الأصفر، وحديثٌ هنا وهناك عن الجمال والصحراء، كان يمكن أن يشكّل رواية جيدة لوحده . حتى يفاجئ القارئ في النهاية (بعد 300 صفحة) بمفاجآت لا أعلم أيضًا ماقيمتها الحقيقية في الرواية، مثل أن يعرف الراوي "مؤمن" أن اسمه على اسم رجل قابل أباه، أو أن اسم أخوه "خليفة" على اسم رجل آخر، وغير ذلك من الأمور الت�� لانعرف لماذا أتت أصلاً!
لكن الكاتب لم يكتفِ بذلك، كل تلك الرحلة، وتلك الحكايات لم ترضه تمامًا ـ فيما يبدو ـ وحمل صاحبه حملاً إلى "الحفرة" التي سيجد فيها "أوراقًا" تحكي عن رجل يرحل لطلب العلم ويقابل "بن تومرت" وهو ـ لمن لايعرفه ـ مؤسس دولة الموحدين . نكتفي بهذا القدر
كيف يمكن ان يبحث شخص خائف عن اخر لم يقده في حياته الا الشغف" اسئله كثيره تدور بداخلك بعد انتهائك من الروايه قد تستطيع رؤيه الضوء مره واحده ف حياتك وقد تكون اكثر حظا لو رايته اكثر من مره وان حدث هذا فهنيئا لك اتبعه بكل ما تملك من قوه فهو خلاصك الوحيد للكشف عن كل ما يجول في داخلك من تساؤلات والتعرف علي ذاتك وقد لا تكون محظوظا وتبقي تدور طوال حياتك داخل حلقه من الاسئله لا تنتهي قد يخدعك الكاتب ويوهمك بأن الرحله هي رحله الاب وسعيه في الصحراء ليكون مريدا للدرويش حتي يكون خليفته ولكن سرعان ما تكتشف بأنها رحله الابن مصدّق بعد ذهابه للبحث عن والده الذي قد اختفي ليقرر بأن يسافر ليبحث عنه لانه الابن الاصغر يسافر بنا الكاتب الي صحراء مصر والكشف عن اسرار الصحراء ولغه الجِمال و التوغل داخل الصوفيه ومعرفه الكثير عنها استمتعت بهذا الجزء كثيرا استطاع الكاتب ان يتنقل بين الحكايات بسلاسه محافظا علي تماسك الحبكه دون تفكك وتشويق تشعر بأنك تعيش مع شخصيات الروايه تبحث عن الكنز وتري ذلك الكلب المخيف مع حكايه عم يحي التي رواها لمصدق تستطيع ان تتشمم رائحه الرمال وعبق الصحراء وتشعر بنسمات الهواء تسافر الي المغرب مع مؤمن لكي تستزيد علما لتصبح في زمن غير الزمن الذي جاء منه بعد الترحال والبحث الطويل الشاق الذي مر به مصدق والاسئله الكثيره التي لم يستطع الاجابه عنها والاحداث المفككه التي تنهال عليه كالالغاز والاشارات التي ظل يتتبعها لكي يتوصل اخيرا الي غايته ليكتشف ذاته في اخر الرحله ليتضح له بأنه هو الدرويش حكايات كثيره لا تنتهي داخل الروايه اسلوب سردي ممتع ومتماسك ولغه سلسه لا تشعر معها بالملل شعرت بالضياع قليلا في اواخر الروايه ولكن تبقي في النهايه روايه رائعه لم ارد لها بأن تنتهي شكرا للكاتب علي ذلك العمل الرائع في انتظار العمل القادم تقييم 4,5
خرج يبحث عن أبيه ليكتشف بحثه عن ذاته في صحراء نفسه فهو ان كان كجمال الصحراء يتلمس طريقه لحقيقة الحياة كحساسيتها لماء الصحاري القاحلة، فتارة يتعثر في الكنز المفقود من مئات السنين و تارة يصاحب الدراويش، ليستمر البحث. تمتزج خيوط الفانتازيا و الحياة الإجتماعية البسيطة مع الوجد الصوفي و خيال الصحراء و شعابها لتضعنا أمام عمل متكامل بكل المقاييس مختلف كل الأختلاف عن كل ما قرأت مؤخرا. ليست الرواية ما تأخذ بيد أي قارئ لتضعه على طريق قائلة هذا مسلكك، لكنها من تفجر الأسئلة و تضع الأطروحات لتترك قارئ يهيم بحثا بين جنبات نفسه اولا و ضفات كتب ثانية. هذا بالضبط ما فعله ماجد شيحة و هو ياخذه قارئه ليسلك معه متاهات درب الأربعين بحسه الأدبي المختلف و لغته الجذله الغير خاضهة للخلاف حولها سردا و حوارا، مرتحلا بين الأماكن متنقلا بين الأزمان لنجدهم ما ظننا انهم متغيرات مشكلة الحياة ليست الإ عوامل مساعدة لكل ذات على حدى في غلاف أقل كثيرا من مستوى الرواية و بعيدا عن محتواها الفعلى يطل على الأدب عمل ليس بالسهل او الهين او الذي يقرأ لمرة واحدة فقط.
(( العلم يا مؤمن كالريح إذا أتت من ناحية واحدة أهلكت، وإذا جاءت من الجهات الأربع صارت نسيماً لطيفاً يسوق السحاب وينقي الهواء من الغبار والهوام)) أول مرة اقرأ لماجد طه شيحة وواضح انها لن تكون الأخيرة الكتاب يجدل الحكمة مع التشويق بعذوبة بالغة. دراويش وصوفيون وحكماء وسحرة، صحارى شاسعة وأزمنة مختلفة وحَكايا لا تنتهي وأخيرا وليس آخرا فإن أسلوب الكاتب وسلامة لغته لمما يستدعي الإشادة حقاً في وقت ندر فيه أن تجد كاتبا شابا لا تعتبر الأخطاء اللغوية والنحوية من المسلمات في عمله، ده النقطة دي لوحدها تديك نجمتين زيادة فوق البيعة والله يا استاذ ماجد
انتهيت منها يوم السبت ولكن انتظرت حتي استوعب واهضم ما خطه أ ماجد بيديه لست من هواة كتابه ريفيو او غيره عن قصه او روايه لحبي ان استبطن ما يريده الكاتب بمفردي دون توقعات او اراء قد تختلف عني ولن اخالف نفسي هنا ولكن كما حدث معي في اول مرة ماجد شيحه هو الاختلاف ( وبعض ممن معه ومن علي شاكلته )هم نواة الادب العربي المعاصر واتوقع له ان حافظ علي نفسه من فجر -بضم الفاء- الشهرة سيكون نجيب محفوظ اخر استاذ ماجد مازلت كما اعتقد اكتشاف شخصي لجيلنا - وانا منهم - جيل الطغمه والقهر فتحيه لك وبصدق
" درب الأربعين " ورحلة فلسفية صوفية للبحث عن الذات إذا أردت أن تعرف فاسلك درب الأربعين فإن لم تستطع فاقرأ تلك الصفحات التى صاغها قلم أديب عبقري . الأديب المتميز ماجد طه شيحة للمرة الثانية معه لا أدرى من أين تكون البداية حقيقة فعلها من قبل فى روايته " سلفى يكتب الروايات سرا " ثم عاد وفعلها فى " درب الأربعين " لكن تلك المرة لها طابع خاص ومذاق غاية فى الروعة مذاق أشبه ما يكون بالقراءة للعظيم " باولو كويلو . إقتنيت الرواية وحصلت عليها فى معرض القاهرة للكتاب وكعادتى وضعت مخطط للقراءة وللمرة الثانية أندم أننى لم أبدأ بتلك الرواية ، حقيقة كان لابد لى من قراءتها منذ وقت طويل لكن إستمتاعى بها فاق كل توقع لى . شخصيات تعلق قلبى بهم ورأيتهم رأى العين "مؤمن ،خليفة، مصدق ، الوالد ، الدرويش ، محمود العبد ، الشيخ خليفة أبو القمصان ،العم يحيى " شخصيات الرواية بالكامل لبراعة الكاتب دبت بها الحياة وتجسدوا أمامى أستمع إلى أحاديثهم وأسير معهم أينما ذهبوا لكن كانت الرحلة الكبرى مع مصدق ورحلته الكبرى رحلة البحث عن الإجابات رحلة البحث عن الذات الرحلة التى أفنى البعض أعمارهم لخوضها لعلهم يصلوا ويبلغوا مأربهم . أسلوب فريد غاية فى الروعة والبراعة ولغة قوية محببة إلى نفسي وأسئلة عديدة تؤرق العقول وترهق قلوب المحبين وكأننى أقرأ ما كنت أرغب بقراءته منذ زمن بعيد تجليات فلسفية ونفحات صوفية وأدعية وأوراد ربانية و صراعات نفسية تمت صياغتها ببديع الكلمات وأحب الأساليب فى السرد إلى قلبى . تنقل بديع من عصر إلى عصر ومن حدث لأخر فما بين الحاضر والماضى وصولاً إلى الماضى البعيد وعودة إلى الحاضر كانت الرحلة فى درب الأربعين. أيقنت تماماً بأن درب الأربعين لن يسلكه إلا المحبين لكنه لن يصل إلى غايته كل من سلكه سيصل فقط المؤمن المصدق المحب المحبوب ، من أشرق قلبه بالنور وحده سيصل ، " من ذاق عرف ومن عرف إغترف " من سار فى درب الأربعين فلن يتردد لحظة واحدة ف العودة إليه لعله يدرك ما غاب عنه واستتر . يالها من لذة وياله من شوق إلى الصحراء بعدما إشتممت رائحتها وعرفت الحكمة الكامنة بها على يدى الدرويش والوالد ومصدق وأدركت ما يعنية صدق اليقين بعد الشك فى نهاية الرواية ، عرفت الحب وغايته وأدركت لذة البحث عن الحقيقة ومدى روعة الكنز المتواجد أمام أعيننا ونحن نتغافل عنه عن عمد . إنتهيت من الرواية ومازلت أحيا داخلها لعلنى قد أجد إجاباتى وكنزى كما وجدها مصدق . كلماتى لن تصف مدى سعادتى وإستمتاعى بدرب الأربعين ومدى تأثرى بها حقيقة لن ستعجز كلماتى عن وصف إبداع الكاتب العبقري ماجد طه شيحة وروايته " درب الأربعين "
عن رواية درب الأربعين ..تلك الروايه التي تدفعك الي البحث عن اجابات لبعض الاسئله في نظري هناك شقان للتقيم الروايه كما يجب الشق الاول تقني وقد لا يعنيك ان لم تكن كاتب او تأخذ القراءة على محمل الجد اما الشق الثاني فاعتقد انه مناسب جدا كتقييم عام .. الشق الاول ..حالفني الحظ وقرأت ل أستاذ ماجد شيحة روايته الاولي في البدايات يطلق الشخص العنان لنفسه ليظهر كل مواهبة دفعة واحده وليثبت انه يقدر ...إمتازت درب الأربعين بالهدوء الذي كان ينقص سلفي يكتب الروايات سرا...اللغة رشيقة والسرد شيق ومنمق والإيقاع متوازن ..الرواية بعيده تماما عن التكلف والملل او التطويل الغير مرغوب فيه ...الفكرة قد لا تبدو للبعض جديدة ولكن قد أوشكت الأفكار الجديدة في عالمنا الواسع أن تنضب ..الحرفية تكمن في الزاويه التي أضعك فيها لكي تري الفكرة والتي تبدو لي في درب الأربعين جديدة ومختلفه ....لا أستطيع أن أخوض في تفاصيل الرحلة لكي لا تخسر أنت كقارئ فرصتك في إكتشاف الرحلة التي تخصك بين طيات الروايه ..
الشق الثاني من التقيم والذي قد يدفعك كقارئ علي الخروج لشراء الروايه ...هي من أجمل ما قرأت في السنوات الأخيره ...رواية ممتعه وأصفها بالسهل الممتنع تأخذك في رحلة وسط الصحراء لخوض مغامره مختلفه وفي منتصف الرحلة تكتشف أنك تخوض رحلتك أنت أيضا في نفس الوقت لتتعرف علي ذاتك ، هل أنت مصدق؟؟ربما مؤمن أو خليفه؟؟أين يعيش درويشك الشخصي ؟؟وهل تحتاج الي أبو القمصان ليكون دليلك؟؟؟ شخصيات الروايه حقيقه من لحم و دم و نور و عقل ..لو استطعت ان تحل اللغز الكامن داخل نفسك فقد حللت لغز الروايه بامتياز .. أنا ممتنه لكتاب يترك أثر...و تلك رواية كتبت لتترك كل الاثار الممكنه ..في إنتظار جديد أستاذ ماجد شيحة ..
في متاهات الطرق وفي داخل سراديب الحياة المغلقة وفي الصحراء الشاسعة التي تنبت فيها بذور الحيرة تأخذنا هذه الرواية إلي عالم من السحر والتساؤلات والحيرة... عالم نكتشف فية ذاتنا دون أن ندرك أو نبحث عن ماهيتة رحلة في أعماق الذات الحائرة التي دائما تبحث عن هوية النفس البشرية وقلما تجد إجابة.. بداية الرحلة الأب ونهاية الرحلة الأبن .. وما بينهما حروف من إبداع منمق في جو من الصوفية العذبة مع سرد رائع وأسلوب يدهشك بسلاستة سهل ممتنع .. يجبرك علي الخوض في متاهات الرواية تنصاع له بكل كيانك تاركا المحيط بك للغوص في غياهب عمقه هكذا رأيي المتواضع في رواية قلما تجد مثلها حاليا مازلت أتساءل كيف شعر الكاتب بالقارئ كي يخرج لنا هذه المعزوفة الرائعة ؟؟؟ كيف جعلة يشعر بشخوص الرواية كلا علي حدا يتألم للأب الغائب يشعر بالذنب تجاه الأبن الأكبر يشعر بالطمأنينة والأرتياح تجاه الأبن الأوسط ويشعر باليأس والحيرة تجاه الأبن الأصغر برعت في محاكاة الواقع بطريقة خيالية عذبة مع خلفية الأولياء التي أرهقني التفكير فيها كثيرا ولكن إرهاق بأستمتاع مع صعوبة في عدم فهم بعض النقاط لكن هذا هو الإبداع الحقيقي في رأيي.. لا يسعني القول بالإطالة حتي لا أفسد علي القراء متعة القراءة.. اخيرا كسب كبير لنا وجود رواية بهذه القيمة الإيجابية ووجود كاتب يعي جيدا معني الكتابة الروائية ... تحياتي لحضرتك وأسعدتني كثيرا بحق...
لا أنكر أننى تلوثت بمكر الفرار من وجع الحياة حتى الثمالة المرة لكننى رغم ذلك أملك روحا تدمن الصعود والجلوس فى الصدارة ،ليس طمعا فى الصدارة ولكن هربا من مصير محتم يموت فيه قرنائى من المرض ومن الهموم ومن طواحين الحروب الدائرة على قمح العوام...... درب الأربعين رواية أقل مايقال عنها أنها رائعة، رواية مليئة بالأحداث المشوقة ،تتوغل داخلك لتستحوذ عليك وتشعرك أنك موجود داخلها وتتمنى أن تكون أحد أبطالها. أسلوب جميل فى سرد الأحداث ودقه أختيار الكلمات وروعة الوصف للأماكن والشخصيات وهذا ليس بجديد على ماجد شيحة. أدركت من خلال أحداث الرواية أن الأنسان من الممكن أن يبحث عن الحقيقة طوال عمرة مع أنها أقرب إليه مما يتصور....!!! "ليس بالضرورة أن يصبح الشخص جماعة ليصل إلى الحقيقة ،وليس بالضرورة أيضا أن يعيش سبعمائه عام....." أستمتعت جدا بقراءة الرواية ، أعتقد انه يجب قراءتها أكثر من من مرة. درب الأربعين رواية تقرأ ثم تقرأ مرة أخرى...
بسرد متماسك وأنفاس هادئة متزنة، يصحبنا (ماجد شيحة) في رحلة فلسفية للبحث عن الذات، عن الهدف من الحياة والحلم والوجود، ربما أروع ما في هذه الرواية هو الجو النفسي المنسوج لها، التماهي مع الصحراء والجمال وغرائبية شخصية خليفة وغموض رحيل الأب، إنها تلك التلقائية التي تحب أن تستمتع بقراءتها، لم أكن احب أن يكون الأب في النهاية (ولي) لما يرتبط بذلك من تفسير خيالي لمهارة الرجل وقدراته (كإنسان خارق)، كنت أفضل أن يظل رجلا عاديا ضاع وفقط، وأن يكون ضياعه (العادي)) سببا لأن يجد مصدق نفسه (أن يكون الضياع بحد ذاته سببا للوجود)، على أية حال هذا لا ينتقص من أمكانيات ماجد السردية وتمكنه من فن الرواية ولا ينتقص من قيمة الرواية، فرغبات القارىء الشخصية مجرد رؤية لمن يديه مغموستين في الماء البارد وليس في خضم الصخب السديمي لتفاصيل الرواية ، مع ذلك أتمنى أن يعود للواقعية وأنتظر المزيد من ابداعه.
رواية محيرة تثير بداخلك تساؤلات عده حتى وصولى لأخر كلمة فيها كنت أتساءل ماذا يريد الكاتب من كل هذا؟ أين البداية ؟أين النهايه؟أين الطريق من الأساس؟كيف أسير؟ الكاتب وكأنه يأخذك فى لجج متلاطمه ثم يتركك ويهرب ويدعك وحدك تحاول التفكير فى النجاة حاولت أن أحدد موقفى من حبها أو عدمه ولكننى فشلت حقيقة أحببت بعض كلامه عن الجمال وطبيعة حياتها أحببت الأسلوب اللغوى والتعبيرات الرائقة أحببت بعض التساؤلات المطروحة ولكننى لم أستطع أن أحب الجو الصوفى بها والأولياء ووالحضرة وشيخ الطريقة وماإلى ذلك ربما لأنى لا أقتنع بهذه الأشياءولا أستطيع أن أستسيغها إجمالا الرواية كمستوى أدبى ولغوى رائعة ومن الواضح أن الرواية نتاج مجهود كبير فمشكلتى كانت ربما مع تغلغل الجو الصوفى بها
لن أكون محايدا عندما أتحدث عن هذه الرواية أولا لو قرأت هذه الرواية قبل أشهر لاعتبرتها رواية جيدة وكفى ولكن بعد حضور إحدى المحاضرات فى فن الكتابة وكيفية أستخدام الأشارات فى الكتابة رقم أربعين فى اللغة له دلالات عدة درب الأربعين هو طريق موجود بالفعل وكان يستخدم لتجارة الجمال ما بين مصر والسودان وأيضا أستخدمه بعض أصحاب الطرق الصوفية وبخاصة الطريقة الشاذلية الرواية مليئة بالأشارات كالصحراء والتى قد ترمز للحياة وقافلة الجمال التى تشبه أهواء النفس ستظل تلهث وراء أحداث الرواية وقصص الدرويش ورحلة داخل الزمن وخارجه
عمل ممتاز متقن .... تشويق ومتعة سرد مميز و وصف أكثر من رائع ... الصحراء وطرق القوافل الإبل والدراويش الهمة في الوصول للهدف ... السعي دون توقف للبحث عن الذات درب الأربعين بدون مجاملة من أروع ما قرأت هذا العام نقطة أخيرة الرواية جائت عكس المتوقع من كاتب موهوب على علم بفن الرواية ... ننتظر القادم بشغف
انتهيت من هذه الروايه منذ اسبوع تقريبا , ومازالت احداثها عالقه في وجداني ومازال ابطالها شاخصين امام عيني الى الان , , درب الاربعين حيث الصحراء المتراميه الاطراف , حيث المغامره , حيث التأمل والبحث عن الذات ,. هذه ه التجربه الاولى لي مع الكاتب ولن نكون الاخيره بأذن الله , انا سعيد جدا بوجود كاتب موهوب مثل الاستاذ ماجد طه شيحه خاصه ان يكون بين جيل الشباب . انصحكم بها بشده
اجمل كتب الصوفيه والبعد عن البشر الحاذقين والبعد عن الكذب والخداع حياه فقط لعباده الله وذكره في طريقه ممتعه وشيقه تتوالي بشكل عقلاني بلغه. جميله خفيفه لايتوقف امامها المبتدأ لللبحث عن المرادفات
إنتهيت الأن من رواية "درب الأربعين" ل ماجد طه شيحة ، الرحلة الصحراوية الغريبة التى تأخذك إلى درب قوافل الجمال القادمة من السودان إلى مصر ، الرحلة التى يبحث فيها البطل عن والده أو هكذا كان يظن ، كبداية الحوار فى الرواية من أقوى جوانبها على الإطلاق سهل ، سلس ، واضح ، ممتع ، صريح ، السرد جاء جيدآ جدآ ، الخيوط الرئيسية للرواية متماسكة ولكنى شعرت ببعض الملل بعد حكاية "المقام وعم يحيى" لكثرة التفاصيل فى هذا الجزء ، حكايتى "المقام ومؤمن بن بومرت" من أجمل الحكايات داخل الرواية وذكرونى بقصص ألف ليلة وليلة قليلآ ، اللغة ممتازة والوصف التفصيلى لحياة الجمال والقوافل وبعض طرق الصوفية جاء جيدآ وبه معلومات قيمة ،أحببت الأسم كثيرآ الذى قال عنه الكاتب تفسيران بداخل الرواية وشخصيآ أميل إلى التفسير الثانى (درب الأربعين مريد) ، الشخصيات حقآ حية بداخل الرواية وهذا أمر لو تعلمون عظيم :) قراءتى الأولى لك ولكن بالتأكيد لن تكون الأخيرة :) أحسنت :)
"علي كل حال الشك ليس مثل اليقين، الشك حالة مخففة من الإيمان يا مصدق، ولكن اليقين مُهلك"
وسط صخب الحياة وتورطنا فى تفاصيل الحياة اليومية التي تسرق منا أعمارنا ونحن نبحث ونلهث عن كل ما هو خارجنا دون لحظة توقف واحدة للبحث عن ما بداخلنا، عن ذواتنا الحقيقية التي أنطمرت تحت ركام الزيف، يأتي نص بالغ الجمال والعذوبة لكاتب أقرأ له للمرة الأولي ولن تكون الاخيرة. الرواية حُبلي بالتحولات الدرامية لشخوصها فوالد مصدق الذي يختفي في ظروف غامضة بعد سنوات يكتشف أبنه مصدق مستوي او بعد آخر له فهو ليس تاجر قماش فقط أو جًمال لكنه أقرب ألي القطب الصوفي الذي عاش حياته محاولاً إخفاء كراماته عن الغير (الولاية هي يالخوف، الولاية هي ألا تأمن، هل تعرف كيف تشرخ زجاجة دون أن تضرب بها الحائط،تجمع فيها وحولها حالتين متناقضتين من الماء،بارد جداً وساخن، الأولياء الحقيقيون هم من يمشون بين الناس دون أن تشرخهم الولاية.) ثم رحلة الإبن الأصغر الباحث عن أبيه مقتفياً أثاره ورغم أنه لم يجد أبيه لكنه وجد نفسه وعرف ذاته كما قال الشيخ خليفة له (أنت الدرويش الحقيقي يا مصدق لا أنا ولا أبوك ولا أخوك، الدراويش هم من يتغافلون عن وساخات البشر ويموتوا سعداء بحسن ظن الآخرين بهم). طبعاً هو نص مكتوب للقارئ المتهمل، الذي سمتص رحيق الكلمات بروية، لا يبحث عن نص سهل الإبتلاع والهضم والفهم، بل ظني أن درب الأربعين تُقرأ بمزاج رائق وعقل منتبه لأن بها الكثير من الإشارات التي سيفوتها حتماً القارئ العجول الذي يبحث فى الكتب عن تسلية الوقت لا عن كتاب يظل عالقاً بعد الإنتهاء منه، كتاب يجعلنا نطرح الكثير من الإسئلة على أنفسنا، من نحن وماذا نريد من الحياة؟ كم ربحنا أو خسرنا فر رحلة أعمارنا. ظني أننا لا نسير فى الجهة التي تُشرق منها الشمس بلا نستلم الجهة الآخري... الجهة الخاطئة حيث لا يغمرنا الضياء.
تناثر درب الاربعين في اربعين درباً.،تاهت اقدامنا بحثاً عن الدرب الصحيح تُدحرجنا الحياة ككرة ثلج تزداد ثقلاً كلما طال السير، نكتشف حياتنا على جنبات الطريق تُرى هل عشنا تلك الايام ام تعايشنا فيها، تختلج الحقائق في صدورنا يوماً بعد يوم في رحلة درب الاربعين، هل وصل بنا "مصدق" ولو الى جزء من الحقيقة ام ان الدراويش كما اخبره "خليفة" هم من يتغافلون عن وساخات البشر حتى تدهمهم وتغرقهم ويموتوا سعداء بحسن ظنهم بالآخرين.... طارت إحدى نجمات التقييم لاستخدامه العامية في جزء من الرواية وهذا الجزء بالمناسبة اضعف اجزاء الرواية في كل شئ ولكنها في مجملها رائعة...
رحلة سحرية بنكهة صوفية. قراءة جيدة وسلسة وحكايات متشعبة، رحلة البحث عن الذات وإن كانت مُضفرة في رحلة البحث عن الأب الغريب الغامض الذي لا يعرف أبناءه شيئًا عنه. فيذهب الأبن للبحث عنه، فيجد نفسه التي لا يعرف عنها شيئا.