نشرت بلقيس الحوماني روايتها «حي اللجى» متسلسلة في صحيفة الديار عام 1964، ثم صدرت كاملة عام 1969. وبعد ستة وعشرين عاماً كتبت في مقدمة روايتها التي أعادت طباعتها عام 1996 قائلة :« أهديتها إلى الطبقة الموسرة جداً، والمتعلمة جداً، والمسؤولين عن سباق الخيل وتفشي القمار والمخدرات، وذلك في مبادرة منّي لتحريك الضمائر، لدى الذين يملكون ضمائر، إذ أضع تحت أبصارهم تعاسة قسم من شعبهم ألجأهم الحرمان، حرمان دولتهم ومَن وراءها، إلى هجر أراضيهم العطشى وبيوتهم في الجنوب ليبحثوا عن لقمة العيش كيفما وحيثما توافرت... -عن السفير - رفيف رضا صيداوي-
نمط جديد وملفت للكاتبة بلقيس تجسد في روايتها "حي اللجى" وتأسر كل من سمع عن مآسي تلك الحقبة من التاريخ اللبناني للبؤساء. أبدعت الكاتبة في الوصف المحبب للقارىء عندما جمعت الكثير من الشخصيات وسردت قصصهم في حبكة تأخذك من سيرة الى أخرى. الشخصية الأبرز "فطوم" والتي تختصر معاناة النساء في ذلك الزمان منذ بداية مراهقتها وحتى كهولتها وتطوي سنين حياتها الاحداث المختلفة مع زوجها وأولادها وأهلها وجاراتها وربيباتها. كتبت بلغة مبسطة ولا تخلو من مواقف الفرح والحزن وملفت خلو النص من الإشكالات اللغوية والإملائية.