كانت قرية سعدون نسياً منسياً، مثلها مثل مئات القرى الأخرى البعيدة عن المراكز الحضرية على امتداد خارطة البلاد. لكن الأمر تغيّر بعد أن جاء الرجال ذوو الشَعر الأشقر والعيون الزرق. كان «المستر ديكان» من بين هؤلاء الرجال، وسرعان ما ربطته صداقة قوية بسعدون، الذي كان يشتري له الليرات «الفرانسية» من البدو بثمنٍ بخس، لقاء الحصول على جهاز غراموفون وأسطوانات «إلفيس بريسلي». حين ذهب غسان لتلقّي دروس في اللغة الإنكليزية على يد نادين، زوجة مدرّسه، لم يكن يعلم أنه سيهيم عشقاً باغنيثا فلكتسوغ، مغنية فرقة «الآبا» السويدية، وأنه سيطاردها طوال حياته...
كاتب سعودي . حائز على بكالوريوس تربية فنية من الكلية الجامعية في مكة المكرمة في عام 1992. اشتغل بالتدريس كمعلم لمادة الرسم والاشغال الفنية. يكتب القصة القصيرة والمقالة في بعض الصحف المحلية السعودية.
كعادته يبهرني الكاتب مقبول العلوي بحكاياته. في البدوي الصغير الصادرة عن دار الساقي الكثير من الحنين إلى الماضي. كلوحة تجريديّة ألوانها مضمّخة بقصص الأمس. الشوق إلى البيت الأوّل، الحبّ الأوّل، القُبلة الأولى. لمسة الأمّ، شدّة الأب وروح الأرض ورائحتها. إنّها رواية الجذور وعبق القرية وخرافات الأجداد. حداثة ممزوجة بالقرويّة. أعادني مقبول إلى فرقة آبا وزمن الروك أند رول وألفيس بريسلي بحيثيّة غريبة لم أفهم كيف استطاع برشاقة التنقّل بين أحداثها. هذا العمل ممتاز للمبتدئين في عالم الرواية، فهي سهلة ومباشرة لغةً وأسلوبًا.
ما يعيب لغة مقبول العلوي هو التكرار في استعمال بعض الكلمات. في سبيل المثال، تجد كلمات مثل : كان، كانت، كانوا مكرّرة عشرات المرّات في نفس الصفحة وأحيانًا في نفس المقطع والجملة ما يثير توتّري وتجبجبي من العمل ككلّ. لكنّ مقبول وبموهبته الخفيفة الظلّ يمحي تلك الأثار السلبيّة ونقاط الضعف الموجودة في لغته. ...شكرًا مقبول
رواية متكئة على هامش التاريخ، وتقدم المعرفة في سياق روائي ظريف، تسلط الضوء على محافظات صغيرة جنوب غرب السعودية مرت بأحداث غريبة، ومر بها فئام من الناس الباحثين، والمنقبين، والمعلمين، ورحالة في الستينات والسبعينات الميلادية، كون هذه المحافظات على طريق حيوي يؤوي الناس بمختلف أعراقهم وجنسياتهم. والفكرة ببساطة أن الطفل شنان/غسان/البدوي الصغير، كان شغوفا برصد حياة كل من مر بمحافظته الصغيرة -وادي حلي- التي يجتاحها السيل، والجراد، والالآت الباحثة عن السواد في بطن الأرض. وساعد ذلك كون والده سعدون صاحب بقالة صغير يبيع مستلزمات الناس اليومية، فكان قريبا من الغرباء. الرواية تكرس أن الفن والمعرفة لا حدود لهما فالأغنية السويدية قد تجد مغرما بها في وادي صغير جنوب السعودية، والأشياء الصغيرة التي لا يهتم بها البسطاء في الأماكن النائية، تكون عظيمة لدى أناس غرباء يأتون من خارجها كما هو الحال مع الأمريكي ديكان الذي كون ثروة من الريالات الفرنسية التي كان يشتريها من القرويين. الرواية تظهر مدى حجم المعرفة التي قد نكتسبها بسبب الرغبة والحب والشغف، فحب البدوي الصغير لألفيس بريسلي، وفرقة الآبا السويدية كان دافعا لتعلم اللغة، والشغف بالفن. رواية وثقت عمليات التنفيب وحضور الأجنبي في المناطق الجنوبية الساحلية، وأثر بعض الرحالة، وحركة التعليم، وما دار من أحداث في تلك المناطق النائية خلال عقود مضت، وهذا ما أكسب الرواية قيمة معرفية جعلتنا نتتبع الأحداث الكثيرة بشغف، برع الكاتب في الربط بينها بفن. .. الكاتب أجاد السرد بلغة بسيطة آسرة تليق بالحدث، وتسايره بخفة، عابها فقط بعض الجمل المستهلكة، والتي كان بإمكانه تلافيها. هناك بعض الحشو خاصة عند الحديث عن الأحداث المتعلقة بـ طالع الشون ومبارك بن لندن وخليل الوزير، لكنه يسير. لم أحبذ التقاء البدوي الصغير بأغلب الشخوص في نهاية الرواية بخلاف لو كان هناك تتبع لهم دون لقاء. .. الرواية ممتعة في أحداثها، ومشوقة، وقيمتها في جانبها المعرفي، رغم الملاحظات الفنية القليلة.
هذه رواية بسيطة جدًا، وهي من الروايات التي انقذتني من فتور القراءة الذي أصابني في الفترة الأخيرة بدون سابق إنذار. تروي الرواية عن غسان الملقب بالبدوي الصغير من قبل معلمته أو نقول صديقته التي عشق معها الأغاني والموسيقى الغربية، التي كانت كالمنقذ له من رتابة أيامه في قريته الصغيرة الواقعة غرب المملكة العربية السعودية. يكبر هذا البدوي الصغير ويصبح من كبار الصحفيين في الوطن العربي، ولكن تمر عليه بعض الظروف القاسية التي تنغص عليه نجاحاته المتتالية. الرواية مليئة بالمعلومات الثقافية والفنية عن الموسيقى والأغاني الشعبية والغربية على حد سواء، والتي استفدت منها شخصيًا. بعض الأحداث تركت مفتوحة بدون أي تفاصيل تذكر، مثل ماذا حدث للصغير كامل الذي ترك برفقة جدته وحيدًا.
رواية تحدث فيها البطل عن نفسه منذ طفولته في تلك القرية المنسية إلى أن يكمل دراسته في المدينة ومنها خارج بلده. الرواية تتحدث عن فترة زمنية مهمة في بلد الكاتب والتطورات الكبيرة التي رافقتها.
البدوي الأخير.... تحولات قرية في السعودية و اكتشافات النفط...
بطل الرواية "غسان " من خلال قصة مشوقة يحكي لنا كيف تحولت قريته في السعودية من قرية نائية في،قلب الصحراء إلي قرية كوزموبوليتية مفتوحة علي العالم.. بعد قدوم شركات التنقيب علي النفط متمثلة في مستر ديكان الأمريكي القادم للبحث عن الذهب الأسود ، و هجرة العمالة من هند ، باكستان ، مصر. إلخ. ..و دخول التلفزيون و الموسيقي العالمية متمثلة في إسطوانات ألفيس بريسلي و فرقة ABBA ..... وصلت أسطوانات الأمريكي ألفيس بريسلي إلي قرية نائية ؟!!
و نسمع الحكايات في دكان" سعدون " و اللي من خلال الدكان نستمع لحكايات المغامرين في الصحراء ...
يسلط الكاتب الضوء علي الموسيقي و الغناء،في السعودية و يعقد مقارنة بين الشرق و الغرب في الإهتمام بالفنانين.. و دور الفنون في التعريف بثقافات الشعوب ..
أبدع الكاتب في الوصف ، وصف ألة الحفر اللي بتنقب عن النفط كأنها حيوان أسطوري و عنكبوت من الحديد يغرس أطرافه في الرمال. .قصة مشوقة و لغة عربية فصحي تجمع بين لغة الصحراء و الجمال الأدبي و جمال اللغة و الصف و التشبيهات.. و مزج بين التاريخ و الخيال الأدبي و الحب و أسلوب التشويق و هو أهم ما يميز مشروع الكاتب السعودي مقبول العلوي.
اقتباسات من رواية : عدد صفحات 287 ص ، صدرت عن دار الساقي 2016
كان للصحراء نداءاتها المبهمة والغامضة، استدعته للمجيء فجاء كما جاء كثيرون غيره وهم لا يعلمون لماذا أتوا، ولم يعرفوا الأسباب والدوافع التي حفزّتهم على القدوم إلى صحارى بلاد العرب. ترك – مثله مثل غيره – الماء والخضرة والوجه الحسن وراءه وأتى إلى هنا بمحض إرادته.
يحدث كثيراً مثل هذا الأمر؛ تلتقي أحدهم أو إحداهن فتشعر أنك تعرفه أو تعرفها من قبل. تتضاءل الفواصل الزائفة من لون أو جنس أو عِرق أو لغة فلا يكون هناك من أمر سوى أن تشرع الأرواح في فتح أبوابها وتتعانق وتتمازج فتذوب في بعضها بعضاً بلا أي عوائق.
الرواية ممتعة وجميلة واسلوب الكاتب سلس وسهل لا يوجد سرد طويل وممل ، بإمكان أي قارئ انهاؤها في خلال جلسة واحدة
طبعاً الرواية تتكلم عن قرية في جنوب غرب السعودية أيام السبعينيات لما بدأت الطفرة النفطية واصبحت تأتي شركات امريكية للتنقيب عن النفط ويسكنون بقرب قرية سعدون صاحب الدكان ويكون صداقة مع مستر ديكان الامريكي الاشقر الذي يعرفه على الاغاني الانجليزية والمجلات الاباحية ، طبعاً الرواية لا تدور حول هذه الاحداث فقط و هي تروى على لسان غسان إبن سعدون
اول قراءة لي للكاتب اسلوب جميل عبارة منتقاة ولغة اعتقد انها سليمة يأخذ على هذه الرواية تسارع الاحداث في اخرها افتقدت للعمق في السرد ومع ذلك هي رواية مميزة استمتعت في قراءتها
اشقر امريكي في قرية متخلفة في تهامة اعتقد بان الصدمة الحضارية المفترضة اكبر مما ورد في الرواية.
اهل القرية همشوا تماماً من واقع الصدمة واقتصر التبادل الحضاري في فجوة الثقافة بين الصنقول وسعدون وكأن الأمر كان عادياً على أهل القرية ، حتى سعدون نفسه لم يتعرض لصدمة حضارية حقيقية إلا عندما تصفح مجلة البلاي بوي .
الرواية كانت اشبه بمذكرات شخصية لعجوز عاصر فترتين حتى دخلت نادين على الرواية وانقذتها واضافت للرواية احداث مشوقة .
رواية سهلة ومباشرة في اللغه والاسلوب ، ممتازه جداً للمبتدئين في عالم الروايات! الرواية هي سرد العادات والتقاليد في ايام ما قبل النفط والتطور في قرية بجنوب غرب السعودية ، مرت باحداث غريبه بالنسبه لهم من وجود باحثيين ومنقبيين للنفط ومعلميين اجانب في الستينات والسبعينات وبداية الثامنينات ، الفكرة ببساطه ان الطفل غسان “البدوري الصغير” كان شغوف برصد حياة كل من مر بقريته الصغيرة! فالرواية اشبه بمذكرات شخصية لرجل عاصر فترتين ، رواية خفيفة وجميلة