أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولد في رجب سنة 355 هـ - 966م في بغداد. عاش في أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الهجريين وهي فترة انكماش الدولة العباسية وضعفها ووهنها أيام سيطرة أمراء الإقليم على حكم أقاليمهم وتولي بني بويه شؤون السلطة في بغداد. بلغت تصانيفه ورسائله ومؤلفاته مئة وسبعة عشر مصنفاً توفي ببغداد في الخامس والعشرين من ربيع الأول من سنة 436 هـ- 1044م، وسنه يومئذ ثمانون سنة وثمانية أشهر، ودفن في داره أولا ثم نقل إلى جوار جده الحسين.
مبحث دقيق وعميق يحتاج قراءة واعية ومتأنية ، أخذت وقتًا كثيرًا في قراءته للأمانة .. عندي تعقيب بسيط حول دعوى السيد المرتضى أن الإمام الحسين عليه السلام كان يريد الذهاب إلى الشام سائرًا نحو يزيد لأنه كان يراه أرأف من عبيد الله بن زياد فمنعه من ذلك عمر بن سعد ، ونقل الشريف المرتضى هذه الرواية ليؤكد هذه المقالة : ( وقد روي أنه عليه السلام قال لعمر بن سعد : اختاروا مني إما الرجوع إلى المكان الذي أقبلت منه أو أن أضع يدي في يد يزيد ، فهو ابن عمي ليرى في رأيه ، وإما أن تسيروا بي إلى ثغر من ثغور المسلمين ، فأكون رجًلا من أهله ، لي ما لهم ، وعليّ ما عليهم ) وأقول : فهذه الدعوى باطلة وتُخالف ما هو متواتر من الأخبار، فالحسين عليه السلام كان يعلم أنه سيُقتل في كربلاء لا محالة وليس في مكان آخر ، فكيف يُتصور أنه كان كان يريد النجاة بنفسه ويقصد الشام لطلب الرأفة من يزيد ، وهل يزيد سيتركه حيًا إذا امتنع عن مبايعته ، إن هذا الأمر لا يمكن أن يصدر من سبط رسول الله صلى الله عليه وآله ، بالإضافة إلى أن هذه الرواية ضعيفة سندًا ولا يمكن الاحتجاج بها لتعارضها مع أخبار كثيرة متواترة