مدارج السالكين في منازل السائرين بين إياك نعبد وإياك نستعين أحد مؤلفات الإمام ابن قيم الجوزية، وهو من أجل وأشمل ما صنف في بابه، وهو كتاب عظيم القدر، كثير النفع، يبحث في أدب السلوك وتزكية النفس، بدأ فيه المؤلف بالكلام على فاتحة الكتاب؛ تلك السورة العظيمة، وتكلم عن العبودية، وقسم الكتاب إلى فصول عديدة تعد منازل ومقامات للعبودية.
كان هذا الكتاب على جدول القراءة لكن ربما بعد سنة أو اثنتين وشجعني على أن أبدأ فيه قيام حساب قراء الجرد بقراءته في ٧٣ يوما تقريبا يعني قرابة الشهرين
الكتاب يتحدث عن مدارج السالكين ومنازل السائرين إلى الله تعالى عن منزلة المحبة والتوكل والتوبة والانابة والخوف والرجاء وغيرها من أعمال القلوب التي لا غنى للعبد عنها
لكن مع ذلك كانت هناك بعض الطلاسم من مثل اصطلاحات المتصوفة أو بعض منازل السير والذي قال فيها ابن القيم ( إن لم تفهمها ولم تستطع أن تمرها على عقلك وقلبك فتجاوزها ) أو كما قال
تجد في الكتاب ذلك الانصاف الذي غاب عن كثير منّا وحسن الظن بالمسلم خصوصا برجل كمثل الإمام الهروي رحمه الله
الكتاب شرح لكتاب الهروي والذي ذكر المنازل وجعل عددها ١٠٠ ولكل منزلة ثلاثة مراتب هي العامة والخاصة وخاصة الخاصة
من الجمل التي كنت أعرفها وتكررت مرارا في هذا الكتاب شيخ الإسلام حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه
رد على الامام الهروي في عدة مواضع خصوصا جعله مرتبة الفناء أو الجمع هي غاية السالك فقال بل غاية السالك منزلة التوبة هي المبتدأ والمنتهى ، كيف لكلام لا يعرفه كثير من العارفين وأغلب الناس لا يفهمه أصلا أن يكون الغاية
أطال في باب التوحيد كثيرا ورد على المؤلف ما فيه من جمل موهمة خصوصا ما تعلق بها " الملحدون من الاتحادية " كابن عربي وابن سبعين وغيرهم من أهل الضلالة فجعلوا الشرك توحيدا ولبسوا هم وأتباعهم بأن الشيخ منهم وليس كذلك ، وكيف يكون منه وقد ألف كتابا في ذم علم الكلام ؟؟!
وقد نبه ابن القيم رحمه الله إلى أن القول الواحد قد يقوله شخصان حالهما مختلف فيكون الاول الصالح يقصد شيئا والثاني الضال يقصد شيئا آخر
وقد أحسن ابن القيم رحمه الله في خاتمة كتابه حين قال لك غنمه وعلى مؤلفه غرمه خذ ما فيه من الحق ودع الباطل اقبل الحق ممن جاء به ولو كان عدوا ورد الباطل ممن جاء به ولو كان حبيبا
الكتاب رائع كبقية كتبه رحمه الله لكن لا أنصح به المبتدأ بل لا يستطيع فهم أغلبه وسيمله ويكرهه أما المتوسط فإن قرأه فلا بأس
رحم الله الامام الهروي وابن القيم وشيخه ابن تيمية وعلماء المسلمين وموتانا وموتى المسلمين أجمعين
ليلة الثلاثاء ١٩ جمادى الثانية ١٤٣٧هـ ٢٩ مارس ٢٠١٦ م
كثر الكلام في هذا الجزء عن مصطلحات يستخدمها الصوفية والكلام فيها أكثره من باب الحشو الذي لا فائدة منه كالفناء والسُّكر والغيبة والمكاسفة والتفريد والجمع. وكان يتعقب ابن القيم بعضها بتعليق او إحسان الظن بمراد قائلها صاحب المنازل.
من البدايات ، الفصول الأولى تعرف وتتعرف على عظمة هذا الكتاب المبارك .. استنباطات ووقفات وتفنيدات .. اللهم يسر لي القراءة و الفهم وحسن النية والعمل .. كتاب يأخذك لعالم يقربك من ربك .. مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين هو شرح لكتاب منازل السائرين للإمام الهروي رحمهما الله .. والمنازل هي مائة منزلة مقسمة على مراتب
في الكتاب فوائد و لطائف و تجد فيه قوة الإرادة و العزيمة .. والصبر و التوبة و الرقي في منازل السالكين
لكتب ابن القيم طعم خاص يعرفه من قرأه واطلع عليها .. كتاب رائع
تميز بان القم أيضاً بأنه ناقش الكاتب في أفكاره فلم يسلم له الشطحات - كان يقول الحق أحب إلينا من شيخنا أو قديباً من هذا - و في نفس الوقت أحسن الظن به و أخذ كلامه على آفضل محمل