تتحرك الجوقة بمناماتهم الملونة مغمضي العيون فاغري الأفواه، يمدون أيديهم أمامهم، ويتحركون بخطوات رتيبة ممطوطة فيصطدمون ببعضهم البعض وبالجدران وتميل رؤوسهم وأيديهم وقد خرجت منها حبال ثقيلة يمسكها محمد جمعة ومديحة ومرعي وسنقر، فيحركونهم يمينًا ويسارًا، كما يتراءى لهم. وهم بدورهم يحركهم المارشال ممسكًا بمقاليد خيوطهم، وفوقه وقف رجال ذوو أنياب حادة وعيونهم مغرقة في الكحل، وشفاههم ملونة بالأحمر الدامي، كمصاصي الدماء، وقفوا فوق كرسي المارشال يمسكون بحبل غليظ كان يحكم رقبة المارشال كمشنقة فيحركونه يمينًا ويسارًا كما يتراءى لهم هم أيضًا.. والجوقة تتحرك في كل مكان، عمياء لا ترى، يتخبطون في بعضهم البعض، والمارشال يمسك أيضًا بخيوط جنوده ذوي البذات الحمراء الدموية والخوذات السوداء المعتمة، فيحركهم بخطواتٍ عسكريةٍ رتيبة، يحملون مشاعل متقدة بنار برتقالية وحمراء تتوهج وترتعش، يخرجون بها من جانب المسرح الأيسر ويتجهون صوب دكان نور، فيحطمون الأرفف بأرجلهم وسلاحهم وقبضاتهم، ويمزقون الكتب التي تقع عليها أيديهم.
ميسرة الهادي مصري من مواليد المنصورة 1989 فازت روايته الأولى بالمركز الأول فرع الرواية في جائزة دبي الثقافية دورة 2013 وهو في الرابعة والعشرين فاز بعدة جوائز على المستوى المحلي: على مستوى الجامعة وجائزة ساقية الصاوي للقصة القصيرة دورة 2010 عن قصة دنيا رجال صدر له: 1. مجموعة "4" مجموعة قصصية مشتركة مع محمد جلال صدرت عن دار المصري 2011 2. مجموعة "أنا لست بكرا" صدرت المجموعة عن دار نشر المكتبة العصرية 2012 3. رواية "النحت في صخور الألماس" صدرت ككتاب مجلة دبي الثقافية عدد أغسطس 2015 4. رواية "مراثي الدُمى" صدرت عن دار الربيع العربي في يناير 2016
أشعر بإمتنان كبير في داخلي لأولئك الذين يصرون على تقديم شيء ذو قيمة وهدف أو حتى تذكيرنا بواقعنا السيء الملموس وخصوصا الأعمال التي تركز علي سيكولوجية الإنسان حتى لو أختلفت شخصيا مع بعض تفاصيل العرض الكاتب هنا أوضح أن الارهاب الكلمة المتداولة مؤخراً بشدة مفهومها واسع. يجدها البعض في قرارة نفسه منذ الصغر, في طفولته, مدرسته, وبعضنا لا يعيش سوى به دون أن يسميه أو يلحظ أنه إرهاب لكن لفظ الأرهاب الذي أصبح يطلق مؤخراً علي العرب والمسلمين بالتحديد هو ما يدعو للسخرية ويجعلها في هذا السياق كلمة مبتذلة, لأنه من يطلقها هو صاحبها في الأصل. كما الأرهاب الذي يطلق من الحكام على مواطنيهم الذين يخالفونهم الرأي ولا ينتهي بهم الحال سوى للسجن أو المرض وفي أحسن الصور للموت. ومن لا يخالفهم يكون دمية كما الدمى في الرواية يحركه الأعلام. الذي أوضح الكاتب هنا علاقته خصوصا والثقافة عموما بالسلطة. الاعلام الذي يطبل حتى الآن حيث تحاول السلطة دائما شراء ضمائر و ذمم إعلامييها ومثقفيها وتنجح كثيراً في ظل منظومة الاستبداد التي تترسخ يوما بعد الاخر, والعامة في النهاية دمي للاعلاميين الذي هم دمى للسلطة التى هى دمية لمن يبقيها مدة أطول في الحكم.
القسم الثاني من الرواية ...وإن فصلك نسبياً عنها فهو ضروري وميثاق مهم لإستكمال أحداثها وتأكيد حقائق غابت عن وعي الكثير ولا شك أن بلدان كثيرة مثل العراق اليوم وإن لم تدخلها أمريكا مباشرة. ------------------------------------- اللغة سهلة وبسيطة. أحببت تشبيهات الكاتب بشدة فكرتها الرئيسية ومشاهد المسرح ممتعة واختيار الموسيقى موفق جداً. وشخصية نور مهمة جدا ومميزة. المسميات الوهمية علي ضيوف الاعلام مضحكة ومناسبة ترينا طريقة اختيارهم وتفكيرهم. كما توضح كيفية صناعة الاعلامي وخصوصاً " مديحة" وما أكثرها اليوم وجزء قالوا عن الرواية ...حقيقي وممتع وهو يمثل حالنا اليوم فعلا.
يعيبها في رأيي فصول "رسائل إلى الله" لم أقبلها وأحسست أن فائدتها ضعيفة وغير مؤثرة. أيضا : الحدة الشديدة والاضطراب النفسي الزائد عند كل شخصيات الرواية بلا استثناء ركز الكاتب علي التطرف في التفكير لكل شخصية بمختلف توجهاتهم كما ألفاظة الخارجة نسبيا المتكررة في مواضع أحيانا كانت غير مهمة فيها ما جعلني أتردد ما بين 4 أو 5 نجوم... لكنها في النهاية تبقي راوية ممتعة وحقيقية جدا. والأهم أني أحببتها.
وفي النهاية سؤال واجب للكاتب من حكم كتابته للرواية وأحداثها والعنصر النسائي فيها المضطرب دائما ومشتت بقصص حبه الفاشلة وكيفية تعامله معها. "" هل أنت معقد من النساء حقاً ؟" "
أولًا: اختيار الأسماء لا أعلم إن كانت مقصودة أم لا، ولكن شخصيات الرواية تعكس أسمائهم بدقة. فـ "نور" هو رمز للمثقفين (ولا أعني المتعلمين فقط) "الحاج رزق" مُرزق ومُبخت حتى لو من طُرق غير مشروعة.. لاقاله سبّوبة يُرزق منها. "أحمد علي الطاهر" الطاهر لا تحتاج إلى شرح كبير، ف الاسم واضح والصفات معروفة، ولكن تلك الدُمية الطاهرة ماتت وحيدة، بعيدًا عن البشر، وكان يؤديها هؤلاء الموتى الذين كانوا يحاوطونها ظنًا منها بأنها كانت سببًا في رحيلهم. "نضال" رسالة نادر (كلنا نضال..!) "ندى" حينما اسمع هذا الاسم يخطر ببالي تلك الرقّة والعذوبة، الضعف أحيانًا، قطرة الندى التي حين تقسو عليها برودة الجو والعالَم.. تتحول إلى قطعة ثلج.. (فتضحَك..!) "نادر" قيس الرواية، ينتابني شعور بأن جزءًا منه ينتمي إلى الروائي. "ليلى" تلك المحبوبة التي لم تتحدّث قط، التي تركت قيسها شاعرًا يؤسس وحشته بعدها بالشعر والذكريات، وليس شاعرًا بأي شيء آخر سواها.. كأنه دُميتها.
ثالثًا: Third Person Narration جميل إنك تكون مُلم بكل جوانب الرواية، لأن الراوي برة الرواية وبيحكي (مش برّاها أوي يعني) بس مش طرف في الرواية ومفيش أحداث مخفيّة عنه.
* الروائي كان حابب يكون مُتحكّم في مجريات الأمور، ولو على الورق فقط، لكنه ثار على نفسه في النهاية. * أحداث العراق: ما بين الإعلام والحقيقة.. مجهود مُضني من الكاتب. * من وجهة نظري البسيطة مفيش حاجة اسمها حقيقة مُطلَقة. * الرسائل إلى الله: عجبتني جدًا، عندي منها كتير، والمُناجاة بالنسبة لي هواية بحبها. * أوضح الروائي أن هؤلاء العبيد لهم أسياد، وما هؤلاء الأسياد إلا عبيدًا لأسياد.... وهكذا. * ليس كل المتعلمين مثقفون، وشريحة المتعلمين الذين يصدّقون ما يبصقه عليهم الإعلام كبيرة..!
استمتعت بالقراءة.. كما استمتعت مسبقًا بـ (أنا لست بكرًا)
اولا يجب الإشادة بالغلاف، لا يجب تخطي شيء رائع و دقيق كهذا، عبد الرحمن الصواف أبدع في الغلاف و في الألوان. ثانيا، لن أستطيع التحدث عن رواية مثل هذه بدقة كما أريد، و لكن سأحاول بقدر الإمكان. ميسرة، العزيز جدا ميسرة، كلماتك دقيقة للغاية، ففي كل مرة أقرأ لك شيء أشعر بأنك تعرف حالتي و تصف شعوري بدقة شديدة لا أعلم إن كان يجب تقسيم نقدي حسب أقسام الرواية أو حسب شخصياتها و لكن سنخلط كل شيء. القسم الأول، يأخذ حوالي 75% من الرواية ككل، و يرسم ملامح كل شيء تقريبا تحت عنوان "الخوف" "أنا خائف و وحيد يا ليلي، خائف و وحيد" لا أعلم كيف أخذت هذه الجملة قلبي!!! لا أعلم كيف وصفت شعور دائم و مستمر بداخلي. فصل "حديث الخوف و الديكة" مُجرد من كل الأحاديث الفارغة التي نرددها يوميا لجعل اليوم يمضي بهدوء.. "الخوف يقتل يا أبي" "يقتل كل شيء" رسائل نادر عبقرية بكل معني الكلمة، لا أدري كيف كانت رسائله إلي الله تقترب من حديثي مع الله بهذا الشكل!! و رسائله ل ليلي التي تبرز ضعفه الشديد و حاجته إليه و لكنه لا يرسلها قط.. ** الألفاظ الفجة و المواضيع الجنسية و الإيحاءات النابية، أكثر الكاتب منها بشدة، و لم يعجبني ذلك في معظم الأوقات، و تكررت بشكل رتيب أيضا في بعض المشاهد. فكرة الإعلام المضلل و القذارة المبنية تحت كل هذه الأضواء، هيصة و حقنة و خلافه، رائعة جدا. فصل "مسرحية" و الموسيقي الرائعة جعلتني أتخيل كل شيء بدقة و أنفعل كأني في المسرح أمام المارشال، هذا الفصل عبقري!!! كل الشخصيات مشوهة بشكل أو بأخر، مسوخ كما قلت، تشوهاتهم جعلتني أبكي في بعض الفصول، بعد أن رأيت نفسي في أكثر من تشوه. نادر و ليلي.. و هروب ليلي منه، ثم هروبه من ندي. و هروب أحمد من ندي، ثم هروبها ل نادر و هروبها لجمعة بعد هروب نادر. كل هذه القصص الفاشلة جعلتني أتذكر "النحت في صخور الألماس" و جعلتني أرجوك في ذهني أن تنهي واحدة منها بنهاية يبقي فيها البطل مع البطلة كما في الروايات الرومانسية السخيفة، و لكن الخوف يسيطر علي شيء فلن يحدث ذلك بالطبع.. **تبديل اسم مصر ب "نهر"، كان مضحك جدا الإشادة بفصل "مسرحية" واجب للمرة الثانية. شخصية محمد جمعة، شخصية مقززة لأبعد الحدود، و التشوهات الجنسية التي تعرض لها بسبب أمه و الوسط المحيط به، جعلتني أخاف علي اولاد لم أنجبهم بعد، و كرهت التفاصيل الخاصة بطفولته و به و بمديحة و بكل شيء مرتبط به. و لكن أظن أن كرهي لها لا يتناقض مع واقعيتها و مع حدوثها المستمر. المارشال، حقا!! لا أريد التحدث عنه، ظللت أتخيله كدمية طوال الرواية، و شعرت بعبطه أو هبله حتي في أقوي مواقفه، كما قال في النهاية و اتفقت معه، لا أعلم أن كنت قصدت يا ميسرة أن تصوره فعلا هكذا أو هذا تخيلي فقط. و لكن تراجعت و قلت أن هناك مارشال في حياتنا الآن أعبط من العبط فلا بأس يعني -مجتش علي المارشال اللي في الرواية- طوال حديثه أستعجب علي أهل "نهر" و علي غبائهم ثم أتذكر أهل "مصر" و أتراجع عن تعجبي -عادي ميجراش حاجة أحنا عايشين في خرا زي ده- عرضك ل "رزق" و الزواج "الحلال" في نظره، بطريقة سهلة و خفيفة و بتفاصيل كافية لإثارة هذه القضية بشكل عام. أحببت أحمد علي، كثيرا... حزنت جدا علي موته. و لكني قلت في نفس الوقت، أن لا مكان له في هذه القذارة علي اي حال.. القسم التاني، تحت عنوان الكراهية، مشوش في بدايته جدا، و لكن اقتباساتك و طرق تسلسل الأحداث رائع. بحوثك في ملف العراق السياسي مثمر و مجهودك واضح جدا، أبدعت في القسم ده ببراعة. شخصيات هذا الجزء مشوشة لأبعد حد، لا أستطيع تبينهم في عقلي حتي. علي، و فاضل و خليل و فرقد و حامد، لم تتكون أجسادهم بعقلي، و ذهبوا بمجرد انتهائي من هذا القسم. القسم التاني كله يحث علي البحث في تاريخ العراق الحديث. **اقتباساتك من أحمد مطر، رائعة جدا. عرضك لأمريكا و وجهات نظر المؤيدين للمارشال بها، و وجهات نظر نادر و نضال رائعة. بلا شك رائعة واقتباساتك في القسم التاني عن أمريكا ايضا. **فصل "مسرحية" حول الرواية في ذهني للحظات إلي نص مسرحي يجب أن يجسد بعرض كبير لدرجة أني تخيلت الممثلين و الديكور و كل شيء، يا الله رائع. شخصية نور و احتضانه للكتاب كطفل رضيع، أتعلم؟ احتضنت كتابك عندما انتهيت منه بنفس الطريقة.. ربما ظننت في البداية ان نور هو نادر و نادر هو نور، و لكن بعدها شعرت أن نادر مشوه بقدر تشوه اي شخصية أخري في الكتاب، و نور ليس مشوه بقميصه السمني هذا و كتبه الملقاه أمام الدكان.. القسم الثالث، الكذب. نهاية لكل شيء، أم بداية لا أعلم. نهاية لندي قديمة و بداية لندي جديدة. بداية نادر البطل و نهايته في نفس القسم، بموته -حزنت جدا لموته- و نهاية نضال.. نضال غير مشوه مثلهم.. ربما نور هو نضال و نضال هو نور؟ لا أعلم! أو ربما أحمد و نضال و غيرهم من الموتي هما نور، مجتمعين معا.. سجن أبو غريب و انتهاكات سجن أبو غريب، جعلتني أتذكر المرة التي ظللت أبحث فيها عن انتهاكات سجن جوانتنامو و تقارير حقوق الإنسان و القشعريرة التي انتابتني عند الإنتهاء من البحث... فيديو إغتصاب العراقية، لماذا يا ميسرة؟ قلت من قبل اني متحفظة علي كل المواضيع الجنسية في الرواية و لكن هذه النقطة جعلتني ابكي و اشعر بالعجز الشديد.. و دمج هذا المشهد مع قذارة جمعة جعلتني أغضب بشدة... ستار جبار المعتقل، بحثت عن صورته.. نعود للقسم الثالث، براعة إنهاء الرواية! يمكنني إعطاء5 نجوم فقط لنهاية الرواية! "أنت عبقري ازاي كده؟" رددت هذه الجملة كثيرا بعد "ثم أسقط" يمكنني التنويه ل خوف ندي من المجتمع و رغبتها بأن كل شيء يجب أن يكون صحيح! تسبب في تعاستها، و في كسرها مرة بعد مرة.. "كيف تنظر في عيني امرأة أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسها في الغرام؟" أمل دنقل و كل ما اقتبسته منه، دقيق، و مؤثر جدا.. "لذا إن أردتم الحقيقة توجهوا للرب، توجهوا إلي معلميكم، توجهوا إلي أنفسكم! لأن ذلك هو المكان الوحيد الذي ستعثرون فيه علي اي حقيقة فعلية" هوارد بيل. "الموت ليست بطولة، البطولة أن تعيش" ربما ظننت في البداية أن نادر يحب ندي أكثر مما تحبه، و سيبقي هو الطرف المعذب و لكن لم يحدث ذلك. قصة حب نادر و ليلي، بالرغم من تفاصيلها و حبه الشديد لها، إلا انها لم تشبع نهمي من قصص الحب الأفلاطونية و لم تجعلني أقف في صف نادر عندما هجر ندي، و لكنها جعلتني أقف في صف نادر لتمسكه بليلي، لانهزامه امام حبه. لا أعلم! و لكني أردت أن يترك ليلي للحظات و ينظر لندي و يحبها حقا!! **فصل "من أوراق أحمد الطاهر" من أصدق الفصول بوجه عام. **فصل الهزيمة مؤثر جدا.. "كلنا مسحوقون! كلنا دُمي بأيدي مخاوفنا و أوهامنا، نُسحق ما بين واقعنا و بين أحلامنا، و كأننا لنا أصلا حق الاختيار! هل لنا حق الاختيار؟ أم نحن مجرد دُمي في منظومة عبثية لا معني لها! هل حقا لنا حق الاختيار؟ فلماذا لم نختر قبل المجيء للحياة؟" أنا ممتنة ليك يا ميسرة جدا، و ممتنة أني اعرفك، و ممتنة لرواياتك، و لعبقريتك!! "أزاي في حد عبقري كده؟" ربنا يوفقك دايما :")
This entire review has been hidden because of spoilers.
يا ألف تباً وتباً للإعلام الموجّه...اشكر الصديق ميسرة الهادي على تلك الرواية, وطريقه سرده المختلفة التى كانت عاملا من العوامل الاساسية لإعجابى بها.. السرد متنوع..فهو تارة سرد طبيعي, وتارة عودة للماضى, و تارة اخرى رسائل, ثم اخبار, فأشعار, ثم حوار بين المؤلف ذاته و بين شخصية من شخصياته... ميسرة ذكي للغاية...و ذكاؤه واضح فى اختياره للاحداث و الشخصيات بكل دلائلها, فإذا اردت الحديث عن عهر الاعلام فى تزييف الحقائق, فما الافضل من حادثة غزو العراق الشقيق كدليل على صحة وجهة نظرك ؟؟ جزء العراق قوي و صادم, و اعترف انه كشف لي بعض الحقائق الغائبة عني لقلة معلوماتى النسبية عن تفاصيل الغزو و اقتحام العراق.. .. اما بالنسبة للجانب الادبى للرواية,فالبناء الدرامي لماضى كل شخصية كان ممتع جداً... اعجبتني بعض التفاصيل الداخلية: *تفسير الالوان فى لوحات احمد اعجبنى...فلسفة تأويل اللون لدي الشخصيتين و مقارنتها بالمتعارف عليه لدي الناس حفزني على تغيير افكار كتيرة درستها بخصوص الالوان فعلاً.. .. *الخيال العبثى فى مناقشة جمعه مع الحرباء كان رائع..فانتازيا تكاد تقترب من الواقع بالفعل .. قسوة وفاة الدكتور احمد و أثره على ابنته..جزء مؤلم فعلاً .. تسلم ايدك يا ميسرة....امتعنا بكتابات تانية زى دى و احسن بإذن الله :D
عجبتني الرواية جدا أثناء قرائتها شعرت أنها لم تستهويني بأسلوب بنائها المزدحم وحتي إن لم تستهويني فالرواية تستحق التقدير والاحترام لكاتبها علي كل مابذله من جهد ليجعلها رواية، عكس معظم الروايات الجديدة او بالأدق الحواديت "ملناش دعوة" فلذلك كل التحية لكاتبها تنقسم لثلاثة أجزاء : 1 - الخوف : وهو حوالي ثلثين الرواية ويشرح الشخصيات حتي وصولها إلي ماهي فيه وخوفهم من الله وخوفهم من النظام ومن أفعالهم رغم استمراريتهم فيها فجميع أبطال الرواية يتملك منهم الخوف 2 -الكراهية : تحليل لحرب العراق والنظام الأمريكي لاحتلال العراق عن طريق اخبار حقيقة ومقولات رغم صغر حجمه إلا إنه مهم ويقرأ كمرجع سريعا لأحداث العراق أو كيف وصلت لذلك 3 - الكذب : وهذا نهاية من تبقي من الشخصيات بعدما تم تصفية البقية بواسطة الكاتب ويرصد فيه كيف تحول من هزم شخصيا إلي دمية في يد المارشال هذه أقسام رئيسية في الرواية بجانب الفصول المتقطعة كالمسرح والرسائل وحتي الجزء الذي يراقب فيه المارشال كاتب الرواية نفسه في النهاية هذا عمل الحقيقة .. الحقيقة كاملة .. الحقيقة العارية للنفس
المرة الاولي التي اقرأ فيها لذلك الكاتب المبدع المتمكن من ادواته جيداً جداً.. الرواية مقسمة الي ثلاثة اقسام القسم الاول يتحدث عن ديكتاتور اسمه المارشال يتحكم في كل شيء في نهر ام الدنيا والتي ستكون مثل الدنيا من خلال المارشال يغوص في عوالم كثيرة منها الاعلام الموجهه والمعارضة الكارتونية.. القسم الثاني "الكراهية" وهو اكثر قسم راقني في الرواية و يتحدث عن غزو العراق وهنا تأتي براعة الكاتب في انه يجعلك تشعر بأنك تعيش في تلك الفترة الذي يندي لها جبين الوطن العربي الذي تأمر علي ذلك الشعب الباسل بعد ان خانه حكامه.. لغة الكاتب قوية جداً تجعلك تشعر انك تقرأ لاديب مخضرم.. الغلاف راقني كثيراً.. بالتوفيق يا رفيق ميسرة في مسيرتك الأدبية وفي انتظار القادم.
هذه الرواية - باختصار- هي النفس الانسانية تجسدت في حروف ، ميسرة في هذا العمل لا يتكلف او يتجمل لارضاء القارئ ، ولا يتكلف لاثارة حفيظته كذلك ، بل انه يواجهنا بالحقيقة -التي نتجاهلها - كما هي .. عارية قبيحة