بعد قليلٍ من التمنّع، رضيت رسمية بارتداء السروال الداخلي القصير، ورافقت زوجها، عاشق سميرة توفيق، إلى سهرات "نصّ الليل". نساء عشيرة العبد اللات لم يسكتن طبعًا على هذا السلوك. مثلما لم يسكتن على نجمة التي خلعت الثوب الطويل وارتدت الفستان بعد مغادرتها راس النبع وإقامتها في المدينة. سناء أيضًا، الموظّفة في بنك، لقيت نصيبها من مرّ الكلام بعد أن نزلت مياه البحر ولوّحت الشمس بياض ساقيها. كلّ ذلك ووضحا، سادس زوجات منّان، كبير العشيرة ومختارها، لا تزال تتوجّس من الغسّالة والتلفزيون المسكونَين بالعفاريت. هؤلاء هنّ نساء العبد اللات. من خلالهنّ، وتكريمًا لهنّ، يكتب محمد بن منّان تاريخ العشيرة التي هاجرت قبلًا من باديتها وتستعدّ اليوم لهجر بداوتها: إنّه عصر التحوّلات السياسية والاجتماعية بعد النكبة، وطفرة الحداثة، وبذور الصراع التي بدأت تنمو في فلسطين الخمسينيّات. إلّا أنّ الفرس لا تزال تصهل بشؤم في أذنَي وضحا التي لم تتوقّف يومًا عن سرد الحكايات...
محمود شقير (مواليد 1941) كاتب فلسطيني. ولد في جبل المكبّر في القدس ودرس الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة دمشق. سجن مرتين من قبل السلطات الإسرائيلية ، وتم ترحيله إلى لبنان عام 1975. بعد أن عاش 18 عامًا في بيروت وعمان وبراغ ، عاد إلى القدس عام 1993. عمل لسنوات عديدة في التدريس والصحافة ، وعمل كمحرر. - رئيس مجلتي الطليعة وضفتير ثقافية الثقافية. كما شغل مناصب عليا في اتحاد الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ووزارة الثقافة الفلسطينية.
شقير من أشهر كتاب القصة القصيرة في العالم العربي ، وقد تُرجمت قصصه إلى لغات عديدة. تتضمن كتبه الـ 45 تسع مجموعات قصصية و 13 كتابًا للأطفال. كما كتب على نطاق واسع في التلفزيون والمسرح ووسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية. في عام 2011 حصل على جائزة محمود درويش لحرية التعبير. تم ترشيح روايته لعام 2016 مديح لنساء العائلة لجائزة البوكر العربية.
مديح لنساء العائلة للأديب الكبير محمود شقير هي الجزء الثاني من رواية فرس العائلة، وعلى الرغم من أنني لم أقرأ الرواية الأولى إلا أنني سأعود لها قريباً. في هذه الرواية يعرض الكاتب قصة عشيرة العبد اللات التي تركت البرية لتعيش على مشارف مدينة القدس في قرية افتراضية أطلق عليها الكاتب اسم "راس النبع" الرواي الرئيسي في الرواية هو "محمد الأصغر" الذي يحاول كتابة تاريخ العائلة وفاءً بوعده لوالده بالحفاظ على العشيرةمن التفكك، بعد أن انطلق كل واحد من أبناء العشيرة إلى مكان بحثاً عن الرزق. تعددت الأسماء النسوية في الرواية، صبحا، شيخة، وضحا، فهمية، سميحة، ..وتطول القائمة، حيث تعرض الكاتب لشخصيات النساء في العائلة، بعضها مر الكرام بوصف بسيط وأخريات بمزيد من التفصيل، وأوضح لنا في بعض المواقف الظلم الذي تتعرض له نساء العائلة، من تعدد للزوجات وهجر، وحرمان من التعليم. كما ظهرت نساء منهن بدور قوي كنوال التي رفضت الزواج من ابن عمها وآثرت إكمال تعليمها، ومريم التي كانت تُؤثر إيجاباً على زوجها وتوسع من مداركه وثقافته، وسناء -زوجة محمد الأصغر- التي كانت تعمل وتساعد زوجها وتحضنه بعد كل فشل وتشاركه النقاش في كل المشاريع التي أراد تحقيقها. فالنساء في الرواية كًنّ في بعض الأوقات مهمشات لا دور لهن إلا في الثرثرة، وفي أوقات أخرى مسيطرات وذوات تأثير.
تعددت الموضوعات في الرواية وكان منها: - الانتقال من البرية إلى مشارف القدس وما ترتب عليه من تغيرات على العشيرة. - الوضع السياسي لفلسطين في فترة الانتداب البريطاني، ومن بعده الاحتلال الإسرائلي، ووحدة الضفتين، واستيلاء الأحزاب السياسية على دور العشائر. - تطرق الكاتب أيضاً للأساطير والخرافات والجن والحسد التي شغلت نساء العائلة - اللهجة العامية في النص، ملفتة للانتباه، وتعزز من قوة الرواية، وتمثيلها للواقع الفلسطيني.
تزامنت قرائتي لهذه الرواية مع أحداث شخصية في حياتي غيرت رؤيتي للقضية الفلسطينية والنضال والمقاومة وكل ما يمت للقضية بصلة.. رواية تحكي من خلال تاريخ وقصة عائلة فلسطينية أحداث ومنعطفات رئيسية في فلسطين من بداية ثورة 36 الى الاحتلال وعواقبه وكيف أثرت هذه الأحداث على شكل وتكوين العائلة التي نمت من البادية، ثم خرجت منها، وتشتت أفرادها فيما بعد لينتشروا في جميع أنحاء البلاد. وقد حطمت اجزاء من هذه الرواية نظرتي المثالية للقضية الفلسطينية والفلسطينين. كتب محمود شقير بصراحة بديعة عن خصال وافعال شخصياته الفلسطينية وما حل بهم من تغيرات خلال سنوات الإحتلال تنم عن ازدواجية وطبيعة الإنسان الضعيفة. قد ذكر من تعامل مع الصهاينة المحتلين، من لم يمانع مرافقة فتيات ليل اسرائليات، من لم يبد اهتماما بالسياسية رغم كونها مكونا اساسيا لحياته في فلسطين.
قد اظهر شقير الشعب الفلسطيني بتعدديته الفكرية، اظهر كل من هو مناضل، ومتوان، ممتليء، وخاو. وازال هذا شيئًا فشيئًا قشرة السذاجة الفكرية التي كنت أتبناها وأصدقها أن كل فلسطيني هو مناضل، وولد محارب، مدافعًا عن هويته وارضه ووطنه. وصرت أرى الفلسطيني كونه أي انسان أخر، يمكنه ان يبيع حياته من اجل الوطن، أو يمكنه اتخاذ قرار السفر دون الرجعة إلى موطنه ابدًا، يمكنه ان يبيع القضية، ويشتري راحة باله، والسلام الكاذب. الفلسطيني يحب، ويمكن لحبه لأولاده أن يجعله يتنازل عن فكرة حتى لا يعكر أمان عائلته. قد تزامن هذا مع حكايات كثر سمعتها من مقربين لي عن حياتهم كفلسطينين التي لا تختلف كثيرًا عن اي شعب اخر.. استوقفني ما كتبة محمود شقير على لسان احدى شخصياته فيما يتعلق بالشتات والخجل الذي قد يشعر به من بلاده محتلة أو مستعمرة واستغربت لما قد يشعر بالخجل من شيء لم تكن له يد فيه!
كتب: "تذكرت رحلتي إلى يافا مع أبي وأمي وأنا طفل صغير. قلت لأخي محمد الكبير وانا أرى البيوت القديمة الهرمة: يبدو لي أن يافا تخجل مما حل بها. هل تلاحظ ذلك يا أخي؟ تأمل البيوت وأرسل نظرة فاحصة نحو المدينة، هز رأسه وقال: ربما، وربما الخجل نابع من داخل نفوسنا. قالت مريم: البيوت تخجل عندما ترى أهلها قادمين وهي غير قادرة على استقبالهم. قالت سناء: أنا أرى الخجل واضحًا في القدس، وأنا أخجل حين أرى ذلك. ثم ابتعدنا. تلبستني الحالة نفسها حين ذهبنا أنا وسناء لزيارة أختي فلحة في العيد. كان ذلك قبل هزيمة حزيران بعام، وكنت قبل ذلك زرتها مرات عديدة. كان المخيم يغرق في الوحل بعد مطر شديد. وكنت أتلفت في كل اتجاه، فأرى بيوتًا متطامنة كما لو أنها تشعر بالخجل. وصرت كلما زرت قرية فلسطينية أو مدينة تلبسني هذا الإحساس. أرى الخجل مهيمنًا على الأمكنة وعلى البيوت، على القرى والمدن، فيتضاعف شعوري بالصغار. وكنا ذهبنا بعد الهزيمة لزيارة قرية الوسمية، ولم نجد القرية. عثرنا على أشجار صبر باقية هناك. أما بيوت القرية فقد محيت من الوجود وتحول المكان إلى مزرعة مترامية الأطراف. كم شعرنا بالخزي والخجل آنذاك!" صفحة 182-183
تعجبت من وصف الخجل والخزي وتذكرت على الفور اقتباس من فيلم the edge (1997) يقول "ان معظم من يتوهون في البراري لا يموتون من الخطر انما يموتون من الخزي، يموتون من التفكير كيف لم نستطع انقاذ انفسنا وكيف رمينا بأنفسنا إلى هذا الحال" استوقفتني فكرة الخجل، النابع من قلة الحيلة امام هول الموقف، امام هول ان وطن ضاع ولم نستطع فعل شيء بعد هزائم الحرب والمقاومات..
كتاب جيد.. الغرض منه هو توثيق لأحداث ومتغيرات كثيرة، قد تكون شخصية تخص الكاتب ولكنها بلا شك معنية بالشعب الفلسطيني كله. اول تجاربي مع محمود شقير
هذه أخر رواية اقرأها في قائمة البوكبر القصيرة (2016م) وهي تدور في فلك القضية الفلسطينية كجزء من كل، وتركز أحداثها تتبع أثر العشيرة والعائلة ولم أجد فيها شيئ من مديح لنساء العائلة. الرواية جميلة ولطيفة كطفلة صغيرة نحبها ونحب أن نمرر أيدينا على خصلات شعرها لكن لن نرغب فيها مثلما يرغب الرجل في أكثر من ذلك في الأنثى.
هي في النهاية كما ذكرت تتبع لمسار العشيرة والعائلة في فلسطين ما قبل النكبة، فترة الإنتداب في الأربعينات، ثم ما بعد نكبة (1948)، وتتجاوز ذلك حتى بعد نكسة حزيران إلى الثمانينات كأرض تتخطفها عدة أيدي من محتلين من الخارج ومحتلين من الداخل متمثلين في دور الأحزاب السياسية وأثرها على وحدة العشيرة.
أكثر من شدني فيها هو تعدد الراوي – وإن كان نفس التكنيك – في أكثر من شخصية لتنقل لها حالتها النفسية ونشعر بها أكثر بين تقلبات مكنوناتها. الفكرة ليست انهن مجموعة من نسوة القرية يتسامرن بين الحسد والغيبة والنميمة إنه أكبر من ذلك حيث يتناولتهن من واقع التحول الذي يطرأ على المكان بسبب تغيير يحدث في الزمان منذ سنوات عديدة فيرسم لنا ملامح كل واحدة منهن وتقلباتهن ورغباتهن وتشتتهن بين الرغبة في الحفاظ على الهوية من منظور عشائري – هو في النهاية جزء من الأرض القديمة (المكان) وجزء من التاريخ ( والزمان) لديهم – والرغبة في المواكبة بقدر المستطاع كرغبة المرء في التطور. ومع كل هذه الرغبات المشحونة بالخوف من عين الرقيب والنقد من (العشيرة : الجماعة / القبيلة ويمكنه أن يأخد مفهوم أبعد لحدود القرية الواحدة) تأتي كل معضلات المرأة في تلك الحقبة وهي علامة لجيل المرأة العربية في الشام والعراق والخليج والشمال الإفريقي من التعدد الذي يقابلهن وعدم العدل بينهن والخوف من العنوسة وشبح عدم الإنجاب، والذكورية المستفحلة في النسق العربي وكل تلك القضايا التي تحيط بالمرأة في تلك الفترات، ورغم قتامة هذه الصفات وسلبيتها الموحشة إلا أنها جزء من ذلك المجتمع الذي يصوره المؤلف صعبٌ تجاهله ناهيك عن إنه هو الموضوع الرئيس للرواية..
شخصية - الراوي العليم – محمد الأصغر، الذي يجتهد في توثيق سيرة (العبد اللات) كسيرة عشيرة تخشى ضياع هويتها على أرض أنتزعها العدو. شعرت ببعض الإنهاك وأنا أتتبع نساء الرواية وفق كل أدوارهن الرئيسة والثانوية والهامشية وأجده رغم كثرة الشخصيات النسائية إلا أنه وفق في نقل وضع المرأة في تلك الحقبة التاريخية وكل ماهو حول المرأة من مستوى تعليمي وحسد وجهل وخرافة وأساطير وضعف وقوة وخروج بعضهن عن التقاليد كتطور طبيعي نتاج التحول في المجتمع. لكني وجدت الأمر لا يعدو كونه توثيق روتيني لعدة شخصيات بعيدة عن أجواء الرواية فلم أظفر بحبكة تشدني بين صفحاتها ولا نسبة تشويق عالية تجعلني أقف عند إختيار القائمين على بوكر هذا الموسم. لكني لا أنكر دور الراوي في تلبس كل شخصية بحوار وفق ثقافتها ومستواها التعليمي ليكن واقعًا أكثر ملائمة، وكم كنت أظن أن النساء جميعهن بطلات مشتركات في هذا العمل ولكن بدأت أرى محمد الصغير – الراوي – هو بطل العمل وعندما أنهيت الرواية وجدت العشيرة هي المحور الأساسي وليس الموضوع فقط هي بطلة هذه الرواية.
لا أنكر أن ثمة نقاط قوية في الرواية وأهمة مسألة (التحولات) وأثر الحداثة على مستوى عشيرة يكاد يكون الجهل وتكون الأمية السمة الغالبة على مثل هذه المجتمعات من المحيط للخليج خصوصًا ونحن نعود قرابة الخمسين عام للخلف.
لم أذهب بعيدًا عندما قلت أن روايات البوكر لهذا العام - ولم تكن تحددت القائمة القصيرة بعد – يغلب عليها موضوع الهوية والبحث عن الذات، وهذه الرواية كانت مكملة لروايات سبقتها كنبؤة السقا، ونوميديا، ونزوح مريم، وسماء لشهلا العجيلي، ومصائر للمدهن، وحتى فنتازيا ربيع، عطارد ليس ببعيدة عن هذا المجال. وأظن مرد ذلك لحالة العالم العربي منذ بداية الألفية الجديدة والصراعات التي يعيشها وتأزم الوضع في فلسطين أكثر وأكثر.
أخيرًا.. لا أدري هل صورة الغلاف وتلك الأقمشة الحريرية والأساور هي جزء من تقليد زي المرأة الفلسطينية أم الهندية؟.. توقف عنده بعض الشي. أليس الغلاف جزء مهم من الرواية وبوابة للنص.
أمنياتي بالتوفيق لجميع من تصدّرت إعمالهم للقائمة القصيرة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما هي أفضل طريقة لتوثيق تاريخ فلسطين في القرن العشرين؟ سرد الحكايا.
"دماء كثيرة سالت وما كان ينبغي لها أن تسيل."
مديح لنساء العائلة عبارة عن حكاية عائلة فلسطينيّة تمتدّ على مدى ما يُقارب القرن، تواكب حياة منّان من طفولته في عهد الانتداب الانكليزي على فلسطين ونشأته في ظلّ هجرة اليهود إلى فلسطين مرورًا بنكسة 1948 وهزيمة 1967 والأحداث في الأردن والحرب اللبنانيّة، مع كل التهجير والمقاومة والمجازر والمظاهرات والخسارات والتقسيم والانتخابات والسهرات والاعتقالات والتبدّلات الاجتماعيّة والسياسيّة التي رافقت هذه الحقبة.
"من يوم أن صحوت على الدنيا وهذي البلاد في العذاب."
يجري كل ذلك في مقابل تطوّر حياة منّان الذي هاجر من البريّة ورعي الأغنام إلى المدنيّة حيث تزوّج مرارًا وأنجب الأولاد الذين أنجبوا الأحفاد وتوسّعت العائلة وتشعّبت حكاياتها المرويّة بشكل أساسيّ على لسان نساء هذه العائلة والمنقولة على لسان الراوي وهو أحد أبناء منّان. هذا الراوي وثّق تاريخ العائلة وأنجب حكايات تبرز كل مرحلة من حياة عائلة منّان المصغّرة والعائلة الفلسطينيّة الموسّعة.
"الحكاية أنثى مسالمة، والإضافة الصحيحة إليها لا تُقلّل من قيمتها."
وهكذا، تؤرّخ الرواية حياة فلسطين من دون عزلها عن أبنائها الفلسطينيين أو أشقّائهم العرب. تحتفي الرواية بأهميّة وقدرة الحكايات على نسج التاريخ وحفظه من النسيان في واقع التهجير والموت وطمس معالم عروبة فلسطين وهويّتها المسيحيّة والمسلمة.
"ترك الناس بيوتهم وأثاث البيوت وكل ما يملكون وغادروا، تركوا الصور العائليّة على حيطان البيوت، والبدلات والفساتين والمعاطف والقمصان في الخزائن، والكتب على الرفوف، والورد ونباتات الزينة الأخرى في أواني الفخّار. تركوا غرف النوم وهي مسدلة الستائر وغادروا، ولم يحملوا معهم سوى أمتعة قليلة وفيض الذكريات."
تنقل الرواية بشفافيّة تطوّر المجتمع الفلسطيني الزراعي بشكل أساسيّ نحو تمدّنه وتغيّر عاداته وتقاليده مع مرور السنين. كما أنّها تعتمد على نقل الحكايات الشفهيّة وهي طريقة فلسطينيّة بامتياز يلجأ إليها الفلسطينيّون لمقاومة النسيان والبروباغاندا وإحياء ذكريات فلسطين التي تتسرّب من بين أنامل ذاكرتهم والتي لم يعاصرها الجيل الجديد.
"الحرب أنثى شرّيرة، وهي تلتهم الرجال."
بين من أحبّ وتزوّج المرأة أو الوطن أو هاجر، تتعاقب الحكايات وتلتقي بعدّة مواقف من تغريبة أبو زيد الهلالي والزير سالم حيث يتبعثر الأبطال في الأرض ويتقاتلون ويعشقون والنساء تُظلم في خلفيّة الحكاية مع أنّ دورها محوريّ.
"... أركان مجتمعنا الأبويّ الذي يظلم النساء، ويهينهنّ ويتنكّر لحقوقهنّ ولكرامتهنّ. كنت أربط بين ظلم النساء وضياع البلاد، وأقول لبعض الأصدقاء: لن نتمكّن من تحرير البلاد ما دمنا نظلم النساء."
المرأة هي الأم والشقيقة والبنت والحبيبة والزوجة وزوجة الأب. هذه المرأة تحب وتكره وتحقد وتتمترس بأنانيّتها وغيرتها وتضحّي وتهرب وتتنازل وتتمرّد وتنصاع. هي إمّا تُخبر حكايات وإشاعات وخرافات أو يُحكى ذلك عنها لأنّها لا تملك أن تتمرّد أحيانًا سوى بلسانها وسط مجتمع ذكوري وحرب رعناء.
"هنّ في نهاية المطاف نساء طيّبات جديرات بالمدح لا بالذم، وما اشتغالهنّ باستغابة الناس سوى تعبير عن فراغهنّ وبؤس أحوالهنّ."
من خلال سرد الحكايا وكتابة الرسائل وتدوينها، يخلص الراوي إلى القيام بدوره ولمّ شتات العائلة. أسلوب السرد ممتع للغاية وتتسلسل الأحداث بعفوية ومنطق حكواتيّ.
تعد هذه الرواية الجزء الثاني لرائعته فرس العائلة، في هذه الرواية تقل حالة التيه والتشتت التي يُصاب بها القارئ في الجزء الأول، ويتمكن من ربط العلاقات الاجتماعية بشكل أسهل الأمر الذي يمكنه من الشخصيات وتراكيبها، لازلت عند رأيي السابق بأن هذه الرواية تصلح لأن تُدرس في مساق للدراسات الاجتماعية كحالة ترصد للتغيرات التي تطرأ على المجتمعات في كافة تفاصيلها، كما أن هذا الجزء يرصد لتاريخ فلسطين في مرحلة مابعد النكبة والنكسة، وحرب بيروت، وجدت في منان وانحنائه لكافة التغيرات وانقسام أبنائه من الشيوعي للمتدين للفدائي وغيره اسقاطاً للقيادة التي لم تتمكن من جمع الشعب الواحد، لغة الرواية ومفرداتها في غاية البساطة ، رواية تستحق التوقف والتأمل بدقة.
مديح لنساء العائلة، الجزء الثاني لفرس العائلة، رواية لمحمود شقير، وإن كنت أحببت قصصه أكثر إلا أن هذه الرواية أشبه بوجبة خفيفة، تقرأ بسلاسة كما باقي روايات البوكر هذا العام، فلم أجد فيهنّ تلك الرواية التي تغرقك في متاهاتها، واضحة مباشرة وسلسة، ولا تستغرق وقتاً كثيرًا في القراءة، ففي جلستين أو ثلاثٍ تنهي أكبرهنّ، وهكذا الحال مع مديح لنساء العائلة.
سيرة عشيرة العبداللات في القدس يقصّها محمد الأصغر، الابن لمنّان المتزوج من ست نساء وله أكثر من عشرين ابنًا. منّان يطلب من محمد الأصغر أن يجمع شتات العائلة وأن يحمي نساءها من كل سوء وأن يرفع اسم العشيرة في كل مكان. هكذا تبدأ الرواية في صفحاتها الأولى، لأبدأ بدوري كقارئ في تتبع مسار محمد الأصغر وحركاته في محاولاته للحفاظ على العشيرة.
تدور الرواية فيما قبل نكبة 48، أيام الانتداب البريطاني، وبعد نكبة 48 من ثم نكسة 67 والآمال التي كانت معلقة على عبدالناصر. حياة الفلسطيني في الغربة والحرب، السجن والسياسة والأحزاب، الفن وبدايات التكنولوجيا، الرسائل، .. إلخ. حياة فلسطينية يحكيها جد كمحمود شقير لأحفاده نحن.
نساء العائلة، كما كل النساء في ذلك الوقت، وهذا ليس انتقاصًا إنما هو الحال تم تسليط الضوء عليه، حياة الخوف من المجهول، من الجن والخزعبلات، الذهاب إلى الفتاحين، الخوف من الحسد، من العتمة والخلاء. أحاديث وقصص النساء التي تتواجد في كل زقّة من هذا العالم، فما يتدعى خطوط العشيرة الحمراء سيلقى نار ألسنتهنّ، وأبناء وبنات العبداللات قاموا بكل ما يمكن أن يقوموا به ليتجاوزوا هذه الخطوط، فكانوا أهلاً للحديث والنقاش بين النساء.
في هذه الرواية لن تتفاجأ، ستبقى الأمور على ما هي عليه، أقصد الانتقال من فصل لآخر، ولن ترفع سقف توقعاتك أو تخفضه، نفس الوتيرة من البداية حتى النهاية، معتمدًا على التردد بين الرواة، من محمد الأصغر لأمه لأخيه فليحان لغيرهم.
وأنت تقرأ، ستشعر بالشفقة على محمد الأصغر، فأحد إخوته مسجون سياسيًا والآخر متشدد دينيًا، وواحد لا يهمّه شيء، وآخر مسافر إلى البرازيل متزوج هناك رافض للعودة تحت الحكم الإسرائيلي، وهو الأصغر متزوج من فتاة عاقر، تحت ضغوطات أمه في الزواج من امرأة ثانية. أخته هربت مع عشيقها، وهو يمنح لزوجته حريتها في اللباس، وكل هذا وغيره تحت أنيرة نساء العشيرة، ولن يسلم أحد منهم من الغمز واللمز.
محمد الأصغر يعمل ككاتب في محكمة يسجل قضايا الزواج والطلاق، ومر عليه الكثير الكثير من القصص التي يحكي لنا بعضها، ثم في نهاية المطاف يتحول لكاتب مسرحي، وبعدها يحاول كتابة سيرة العشيرة، وهكذا أعتقد أنه قد حقق ولو قليلًا من وصية والده الذي يموت في نهاية الرواية، وهو أن يقوم بتوثيق السيرة.
بحثت عن مديح النساء ووجدته مبطناً بجملة وربما فلتت مني آخريات: "فهنّ في نهاية المطاف نساء طيبات جديرات بالمدح لا بالذم، وما اشتغالهنّ باستغابة الناس سوى تعبير عن فراغهن وبؤس أحوالهنّ"
لا أرى أنها ستفوز بالبوكر، وأحتار بين ثلاث نجمات وأربع. بقيت سماء قريبة من بيتنا لأرى ما حضرت لنا شهلا العجيلي في سباقها نحو البوكر.
"عندما انهى كلامه صفّق له أبناء العشيرة. فراح أبي يستعرض وجوه المصفّقين مبديًا استغرابه من هذه الظاهرة الجديدة: ظاهرة التصفيق التي لم تعهدها مضافته من قبل. في العادة كان رجال العشيرة حين يرغبون في التعبير عن إسنادهم له يلوّحون بأيديهم وهم يقبضون على السيوف أو البنادق. لم يمعن أبي في تصعيد الموقف. لمّا لاحظ أن الدنيا تتغير من حوله، وجد أن من الأجدى له أن يسير مع التيار، فلا يخسر احترام العشيرة". (بتصرف)
في مشروعه الروائي يركّز محمود شقير على الإنسان الفلسطيني، مجاورًا به ما يحدث في بلاده، دون أن يدع للحدث طغيان على الإنسان على مستوى الحبكة الروائية فإذ أن الأبطال يتداعون لوحدهم جراّء مايحصل، فلا داعي لأن يساهم الروائي في تقسية هذه العجنة المؤلمة.
يحكي لنا شقير قصة عشيرة العبدلات المنتقلة من حياة البداوة إلى المدنية في كل تناقضاتها واصطداماتها الثقافية وما يرافقها من تبعات، تتغير الأحوال كثيرًا فتصعب الأمور على النساء والأطفال والشبّان يتفرقون، إذ يمكن ملاحظة التغيير الثقافي العائلي الحاصل في الكثير من المظاهر مثلًا؛ تغيّر شكل سراويل النساء الداخلية، وعدم قدرة الكثير من الأبناء على الحوز على وظيفة ثابتة كنتيجة لفقدان الحياة البدوية التي تضمن استقرار ما.
ترصد الرواية الحدث الفلسطيني إبّان النكبة إلى ما بعد حصار بيروت بقليل، فنمو في كل اعتصارات الحدث الفلسطيني، فنرى بذلك كيف شاخت القبيلة مع تقدم الرواية، ومع تغير الزمن، ومع شيْخ فلسطين أيضًا، وهيام أبناءها على وجوههم في الأرض.
يركّز طبعًا شقير في روايته على العنصر النسائي، والذي نجده نموذجًا جيدًا لتسليط الضوء على التنوع المنبتيّ للمرأة الفلسطينية، حيث نرى المرأة الشعبية المؤمنة بالجن والحظ والخرافات، وتلك الفلاحة القوية نديّة الرجل، والمتعملة، والمتحررة، والخنوعة، والناقدة لكل شيء، وكافة الأشكال المنضوية تحت مظلة العائلة الكبرى والعشيرة الأكبر.
وإن من أكثر نقاط قوة الرواية والتي كانت أحد أكبر أسباب إعجابي بها، هي تحمّل الرواية للكثير من الصدق والأصالة وشعبية الحبكة.. النابعة من الواقع والحدث الشعبي، حيث أن الحفاظ على صورة الموروث التقليدي على جماله وعلّاته حاضرةً في الطّرح.
- تُعتبر الرواية الإصدار الثاني من مشروع شقير المتناول "لشكل العائلة الفلسطينية" حيث أن هناك فرس العائلة وظلال العائلة والتي يمكن مطالعتها بشكل منفصل.
"مديح لنساء العائلة"، سيرة عشيرة من بدو فلسطين فايز علام
يكمل محمود شقير في روايته الجديدة "مديح لنساء العائلة"، ما بدأه في روايته السابقة "فرس العائلة" من سرد لسيرة عشيرة العبد اللات، إحدى القبائل البدوية الفلسطينية، راصداً من خلال سيرتها التغييرات التي حصلت في فلسطين خلال الفترة الممتدة بين الخمسينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
يلاحق الروائي تفاصيل عيش الأسرة الكبيرة، وما طرأ عليها من تحولات وتبدلات بعد أن تركت حياة البداوة واستقرت في قرية "رأس النبع" قرب مدينة القدس، حيث بدأ نمط الحياة هناك يفرض على العائلة مغادرة بداوتها بكل ما تحمله من عادات وتقاليد وقيم، والانخراط في عالم جديد. تلك التحولات سيوثقها محمد الأصغر أحد أبناء الأسرة، الذي كان والده يعول عليه في جمع شتات العائلة بعد أن فقد الأمل في بقية أولاده.
يعتمد شقير على تعدد الرواة وتنويع الأصوات في السرد، فالقسم الأعظم من الرواية نراه مكتوباً على لسان محمد الأصغر، الذي أخذ على عاتقه مهمة الحفاظ على تاريخ العائلة بتدوين الأحداث التي مرت بها، لكن هذا لن يمنعه بين الحين والآخر من تسليم الحكي لواحدٍ من إخوته كي يقصّ حكايته بنفسه، أو من إدراج رسائل أخيه عطوان التي يرسلها إلى العائلة من البرازيل حيث هاجر. وقد جاءت هذه الرسائل غاية في الإتقان، إذ تميّزت بصياغتها الشعبية، ما يقنع القارئ بحقيقيتها، لكن البراعة الأكبر تجلت في الفصول المكتوبة على لسان الأم وضحا، المرأة التي ما زالت تؤمن بالجن والعفاريت وتخافهم، وما زالت تحتفظ بالكثير من المعتقدات البدوية، والقيم المحافظة، إضافة إلى أنها امرأة بسيطة. فجاءت الفصول المكتوبة على لسانها طريفة جداً، وقريبة من اللغة الشفهية العفوية، التي يخالطها الكثير من الأفكار الشعبية. "ويا حسرة راسي قديش خفت على محمد لما كان عمره خمس سنين. زارتنا امرأة، عيونها زرق وأسنانها فرق. بعينيها ترمي الطير وهو طاير. شافته وقالت هالولد وجهه مثل البدر في سماه. قلت لها: اذكري الله، قولي ما شاء الله عليه واسم الله عليه. طلعت، يا قبرت عمرها، من عندي، وصار الولد يسعل ويقحّ ويشهق".
بسردٍ دوّار، يختزن ثرثرات نساء العائلة وجلسات نميمتهن، يكتب محمود شقير سيرة موازية لمدينة القدس وتحولاتها، على خلفية حكاية تفكك عشيرة العبد اللات وضياع أمجادها.
"مات أبي منِّان مساء الخميس، ودفنّاه صباح الجمعة" آخر جملة في الرواية هي التي تركتني نهبًا لشتى الانفعالات! تمامًا كجملة درسناها بكل بساطة في كتب التاريخ: رُفع الانتداب البريطاني عن فلسطين في الرابع عشر من مايو، وتم إعلان قيام دولة إسرائيل في الخامس عشر ! وتُركت فلسطين نهبًا لكل انهيارات المستقبل القريب والبعيد، تمامًا كما أن موت منان كان آخر ما بقي من محاولات لإبقاء شعلة العشيرة مشتعلة في مرحلة بات فيها بقاء العائلة متحدة يعد تحديًا قاسيًا. رواية أنيقة لغةً وأسلوبًا، صوّرت لنا برتم هادئ وصول نهر العبدللات إلى محطة اللاشيء على عكس المتوقع لكل مجاري الأنهار. كان تفكك العشيرة وانتشارها في كل بقاع الأرض وضياع الصلات الوثيقة، والرسائل التي تناقص عدد كلماتها وشحّ وصولها، هو مصغر الحال الذي ألم بالفلسطينيين. نساء العشيرة الائي اخترن عدم الانصياع لخزعبلات التخلف والخوف من العتمة، أولئك اللائي واصلن التحدي لفترة طويلة من حياتهن التي اخترن إدارتها كما يرغبن وبما يريح أمزجتهن، لم تساندهن الظروف للوصول إلى شيء ملموس في النهاية.. الاحتلال والتشرد وحالة الحزن والموت الملازمة لحياة الفلسطيني أبقت إنجازاتهن في حيز المحدود، لم تكمل أيهن انطلاقتها، ولم تسلم من ألسنة نساء العشيرة المحبات للنميمة بأي حال. نساء العشيرة تحدين جهل وضحا، بينما بقي اشتياقها للبراري يرافقها كمن ذاق مرّ هجرة قسرية إلى أماكن لن يألفها. وضحا اعتبرت أن كل الشر والمصائب والألم أصلها أشياء لازمها التأنيث، كالحرب والنار وأمور أخرى. وضحا التي لازمتها الغيرة والكيد لضرائرها حتى الرمق الأخير من حياة منان ذكرتني بحال الأحزاب التي مرت على فلسطين ومازالت تكايد بعضها بعضًا حتى الرمق الأخير. توقعت الكتاب أشد عنفوانًا وأسرع من حيث تطور الأحداث، لكن يبدو أنه يستزرع حلاوته ومرارة أحداثه ببطء تحت لسان قارئه.
رواية في الوطن والعشيرة والعادات والتقاليد والإحتلال والتغيرات السياسية والاجتماعية تسرد حياة شخصيات تحب وتقاوم وتتوجس من العفاريت وتتمرد على التقاليد وتهاجر وتبكي وتكتب.. فلسطين على طول فترة الخيبات العربية من النكبة إلى اجتياح بيروت يحكيها أولاد وأحفاد عشيرة تتغير أحوالها مع أحوال البلاد.. رواية جميلة أنصح بقرائتها..
بدايةً من غلاف الرواية وصورة الساري الهندي بدلًا من الثوب الفلسطيني.. لم تعجبني الرواية.. حسنًا، هناك بعض الفقرات الجميلة، لكنها ليست كافية لترضيني كقارئة تتوقع أن يكون هناك قصة محددة او خط واضح، عدا عن الـ "دش برم" الذي ملأ الصفحات الـ 201. كيف رشّحت هذه الرواية لجائزة الرواية العربية؟ مش عارفة!
بأسلوب سلس يقص علينا بعض أفراد عائلة فلسطينية صورا من حياتهم في القرن الماضي. وتطل بعض نساء هذه العائلة بشخصياتهن المختلفة خلال صفحات الرواية ويواجهن الحياة بما تحمله من ظلم بردات فعل متنوعة. رواية بسيطة وجميلة
رواية تعرض المجتمع الفلسطيني في مراحل مفصلية مهمة. جملة في نهاية الرواية وقعت في قلبي "وفي تلك اللحظة، أدركت فداحة الفراق، وشعرت بأنني ساكون بعده نهبًا للنقصان."
محكية عظيمة واسلوب مميز لسرد تاريخ عشيرة العبد اللات ونسائها. يتم السرد عن طريق انتقال لسان الرواية من شخصية لأخرى، فيكون الانتقال على شكل فلاشات أو ومضات، كأنها قطع بازل تساهم في إكتمال الصورة الأخيرة، يشرف على هذه الصورة محمد الأصغر الإبن الذي كلفه الأب منان بأن يجمع شمل العائلة. في الرواية تكثيف لذكر المعتقدات والعادات التي سادت وانتقلت عبر الأجيال، كالحجب والخوف من العتمة والتعامل مع الأشياء حسب تقسيم ذكري وأنثوي كالحرب التي تأكل الرجال والبحر الذي يفضح النساء. تمثلت هذه المعتقدات في شخصية وضحا زوجة منان وأم محمد الأصغر. الرواية كانت شمولية في شخصياتها ففيها المثقف، المقاوم، الشهواني، الحالم، المادي والمنتقم وكلها انحصرت في عائلة واحدة. سرد الشخصيات للأحداث كان عفوي وعشوائي وهذا زاد من مصداقيتها، كأنها تحكي كلاما شفويا في جلسة أو ديوان.
آخر رواية اقرأها من قائمة البوكر القصيره و كانت ختام مسك و بانتهائي من القائمه اول ملاحظة اسجلها هذا العام ان القصص التي اختيرت في القائمه كلها روايات جديره بالقراءه لا تتميز بالقيمه الادبيه فحسب و لكنها كلها روايات ممتعه بعيده عن الملل و التطويل و التعقيدات المبالغ فيها مديح لنساء العائله روايه هربت من قرائتها طويلا باعتبارها جزء ثاني من روايه و انا لا احب ان ادخل الفلم من منتصفه و لكني قراتها و استمتعت بها فالروايه لا يتطلب قرائة الجزأ الذي قبلها و لكن المتعه التي ستمنحك هذه الروايه ستجعلك تفتش علي الجزأ الاول لتقرأها روايه ملحميه تحكي عن سيرة عشيرة العبداللات متناولا من خلالها التغيرات السياسيه و الاجتماعيه في فلسطين خلال الفتره الممتده بين الخمسينات و الثمانينات روايه رائعه لا تمنحك المتعه فقط و انما تثريك بجرعة من المعلومات الثريه عن تاريخ منطقه باسلوب روائي جميل
رواية خفيفة عن سيرة ذاتية للشخصية احمد الأصغر ابن منان العبد اللَّات الذي يسكن راس النبع احدى ضواحي القدس. تجمع الرواية بين السرد الصوري للسارد الحاضر و بين السرد الذاتي لثلاث شخصيات رئسية: احمد الأصغر و عمه فليحان و امه وضحا. تتناول الرواية تاريخ العائلة بعد استقرارها في القدس قبيل نكبة سنة ١٩٤٨ الى بداية الثمانيات من نهاية القرن العشرين. رواية مكتوبة بلغة سلسة و بسيطة و ربما اقرب الى لغة اليافعين التي للكاتب خبرة فيها . تقدم الرواية شريحة من الحياة لعائلة فلسطينية تداخلت حيوات أفرادها مع احداث مؤثرة في تاريخ التهجير القسري للفلسطينيين و معاناة الواقع و الشتات. رواية لطيفة لكنها لا ترتقي الى مستوى القائمة القصيرة للبوكر فما يا ترى سبب اختيارها؟
تتناول الرواية القرن العشرين من منظور عشيرة "العبد اللات" الفلسطينية، من خلال رصد مصائر بعض أفرادها باختلاف توجهاتهم وميولهم ، الراسخة منها والمتبناة حديثا في ظل توالي الهزائم. تظهر خبرة الكاتب جلية من خلال الحبكة المحكمة لدوائر السرد ، حيث تتقاطع الأحداث بخفة محببة للقارئ وتصبغ أطراف الرواية بحناء القصص الشعبية سهلة الهضم. مشهد خجل البيوت لحظة ملاقاة أصحابها بعد الهزيمة والنزوح ترك بصمة دون شك في ذخيرتي المقروءة .
كتاب جميل .. وقدرة الكاتب مذهلة على ربط عشرات الشخصيات والتعمق في تفاصيلها .. شعرت بأن ما يتعلق بنساء العائلة كان ناقصاً بعض الشيء.. ربما لأن الأمر يتطلب امرأة لفهمه والكتابة عنه .. أحببت الشخصيات الرئيسية : فليحان ومحمد الأصغر ومحمد الكبير لكني وددت لو عرفت أكثر عن محمد الصغير الذي اختفى ذكره فجأة…
سلس وسهل القراءة فلا تدع تعدد الشخصيات يربكك لأن الكاتب حرص على توصيفها وتذكيرك بها كما ينبغى في معظم الأحيان .. نهاية مربكة..
رواية بلسان رجل تحكي تقاليد القبائل البدوية الفلسطينية في عصر التحولات السياسة والاجتماعية بعد النكبة وكيف تركوا باديتهم وقاربوا على ترك بداوتهم.. العنوان لا يتطابق تماما مع محتوى الرواية حيث ان الكاتب يركز كثيرا على ان نساء العائلة يمضين اوقاتهن في الغيبة فقط. الرواية عموما تتحدث عن الرجال اكثر من النساء. لكن تظل ممتعة
سبب اقتنائي لهذه الروايه الصراحه كان الغلاف بنسبه لي ليس العنوان او المحتوى هذا الغلاف الي يحتوى لوحة فنيه نافذه لمنظر جميل او سور حديقة مليئه بالزهور لكني لم افهم ملابس هنديه مطرزه مع اسوار وفي الاخير لا علاقه لها بالاحداث الروايه التي تدور احداثها في فلسطين
لم أدري إن كانت قصة رسائل الابن لأبيه ام هي حكاية زواج الأب من أربعة أو أكثر ام هي رواية عن جزء من التغريبة الفلسطينية أم ماذا ..... لم اعثر على جملة اقتطفها مما قرأت فقط هي سناء من تمردت قليلا بلباسها وبعدم اكتراثها بأنها لا تنجب والأهم هو مساندة الزوج
رواية عادية تنقصها الدهشة، سيرورة أحداثها رتيبة تفتقر للتشويق، كأنك تشاهد فيلما وثائقيا كلاسيكي التصوير. تُحشد فيها الأسماء حشدا دون أن يكون لهاته الأسماء دور فاعل في الأحداث، بل تشتت التركيز، تفرض عليك رسم شجرة للعائلة لتتصل الأحداث في ذهنك. لغتها بسيطة واضحة.
كبير العائلة منان يقول أنه "ضحى تضحية كبيرة لزوجته بعدم تطليقها وزواجه من المرأة السابعة" ههههههههههه الحمدلله والشكر الرواية في أحداث أهم من هذي بس صراحة هذا اللي ضحكني أكثر شيء، برضو العنوان ماله علاقة بالمحتوى الصفحات كلها عبارة عن ذم في النساء
This entire review has been hidden because of spoilers.
رواية خفيفة ترصد العادات والتقاليد للعشائر البدوية الفلسطينية والتغييرات السياسية والاجتماعية للفلسطينين خلال الفترة التي سبقت ثورة ٣٦ وحتى الان من خلال قصة عشيرة عبد اللات
هذه الرواية هي الجزء الثاني من رواية "فرس العائلة". لم أقرأ الجزء الأول لكن سأعود له يوما ما إن شاء الله.
أبطال الرواية هم أفراد من عشيرة عبداللات، التي تركت البرية للعيش على مشارف مدينة القدس في قرية راس النبع. يروي محمد الأصغر، الراوي الرئيسي، قصص مجموعة من أفراد العائلة و نسائها بحثا عن لقمة عيشهم. تواجه هذه العائلة الكبيرة البحث عن الهوية و الظلم و تعدد الزوجات و الحرمان من التعليم. لتكون بذلك أبرز المواضيع المطروحة في الكتاب. و على مر الفترة الزمنية الطويلة التي تمتد عليها الأحداث، تعايش الشخصيات تاريخ فلسطين من الإنتداب للنكبة و النكسة و الخلافات الفلسطينية حتى الثمانينات.
أكثر ما أعجبني في هذه الرواية هو تعدد الراوي و كثرة الشخصيات. هذه التقنية لا أجدها كثيرا في الروايات العربية لكنّها هنا ملفتة و ممتعة. فبهذه الطريقة استطاع الكاتب إبراز الشخصيات بأفكارها و حالاتها النفسية الكثيرة. و خاصة الشخصيات النسائية. فقد نقل كل واحدة منهن بمستواها التعليمي و قوتها وضعفها و حسدها و درجة إيمانها بالتقاليد و الخرافات. كما أنّ كثرة الشخصيات يتعبني في الكثير من الروايات. لكن الأسلوب البسيط و السلس للكاتب جعلني أتشوّق للتعرّف على كل أفراد هذه العشيرة.
"مديح لنساء العائلة" رواية استمتعت بقراءتها. و لكن بقي عندي تساؤل🫣! في كل مرّة كنت أمسك الكتاب لقراءته أتساءل لما صورة الغلاف توحي بأجواء الهند و أزياءها التقليدية و ليس تلك الفلسطينية المميزة؟
تبدأ الرواية من البحر.. يصف محمد الأصغر زوجته سناء وهي ترفع فستانها وتغمس رجليها بماء البحر الميت، ثم تبدأ الحكاية التي تتحدث عن عشيرة العبد اللات كاملةً، كل في بلد، وعلى لسان أكثر من شخصية، وهذه نقطة قوة تحسب للرواية. تناول محمود شقير عدداً من المواضيع المميزة في كتابه هذا، يصف فيها حياة الفلسطينيين، المقدسيين تحديداً، في أكثر من نموذج. إذ يتحدث مرةً عن الفلسطيني المغترب المؤازر للقضية من بعيد، ويتحدث تارةً أخرى عن الكاتب الذي يناضل بقلمه، ويتحدث عن حال النساء وتشبثهن بالعادت وظلم المجتمع لهن، وحال الجيل السابق الذي مات وهو يحاول لملمة أشلاء العشيرة المتبعثرة في بقاع الأرض، ويتحدث عن الاحتلال والنضال والمجتمع وفلسطين..
كما أظهر شقير مفارقة غريبة بين الانفتاح الذي غزا فلسطين والعالم العربي آنذاك والذي شمل الأفكار والملابس والفن والعلاقات، ثم عودة المجتمع تدريجياً للانغلاق ورسم الحدود والتشبث بالعقائد والمباديء الأولى. كل ذلك بأسلوبٍ سلس لطيف وفكاهي في أحيان كثير، مع مراعاة التنوع في السرد واختلاف الأصوات التي تتحدث.
ثم تنتهي القصة أخيراً بمشهد الموت الذي يوّرث الحياة للآخرين الباقين، وقبل ذلك بزوجة محمد الأصغر سناء، وهي تنزل إلى البحر بملابس السباحة وتتفاخر أمام النساء بجسدها الذي مازال فتيّاً رغم عث السنين.
الرواية جميلة، زاخرة بالأفكار رغم صفحاتها المئتين، ولكنها ربما فقدت في بعض الأحيان عنصر التشويق الذي يجعل صفحاتها المئتين تُقرأ في يومين.