وصل الصحافي الفرنسي برنار دو لو إلى لبنان ليغطي أحداث الحرب الأهلية، أو لعل صدفة ما هي التي حملته إلى تلك القرية، في ذلك اليوم بالذات. كانت الدامور، على غرار قرى لبنانيّة أخرى، قد مسحتها القذائف. بين الأنقاض، سمع برنار صوت فتاة صغيرة تنادي "بابا". للوهلة الأولى، ظنّ أنّه يهذي وأنّ من ينادي هي ابنته ماريان التي فقدها في حادث مؤسف. فكيف به يتركها هناك، يتيمة، مشرّدة وفاقدة ذاكرتها؟ حملها معه وهرّبها من لبنان، وربّاها في باريس، العاصمة التي احتضنت لبنانيّين كثيرين. كبرت ماريان دو لو سعيدة، غافلة عن المعاناة، إلى أن التقت أحد أبناء بلدها الأمّ، فرأت في محيّاه وجوهًا مألوفة، وسمعت في صوته نغمات دغدغت أوتار قلبها، وأعادت إليها ذكريات فتاة اسمها وداد.
كتاب تملؤه المأساة، لكن أخفتها لمسات الحب والتعاون بين الشخصيات. أحببت أن الرواية تتضمن مواضيع كثيرة، برز فيها موضوع الأمومة و الحب للعائلة، أمٌ حنونة و وفيّة، وضعت ابنتها في اعلى سلم أولوياتها، وجدّ لم يستطع التخلي عن ماضيه الذي راح وأخذ حفيدته الوحيدة معه، وأب حرمه الموت من أغلى ما عنده، زوجه و إبنته، عاش في اكتئاب ووجع لسنين حتى استعاد بهجته من جديد.. كما تخلّل الكتاب مقاطع تكلم فيها عن الحرب الأهلية، التي كانت مرحلة صراع بين اللبنانيين أدت الى انتشار حالات الفقر والبطالة وتفكك الروابط الأسرية.
في رأيي، النهاية كانت أفضل من ما كنت أتمناه ولم تحبطني. أنصح بهذا الكتاب و أشجع على قراءته، لم أشعر بالملل أثناء المطالعة، كان كل تركيزي بين الصفحات، ومن دون شك في أنني سوف أعيد قراءته من جديد.
نجمتان فقط للوقائع المبني عليها أحداث الرواية لبيروت المقسّمة ومعبر الذل بين الشطرين، لأحداث الدامور ومعاناة الحرب اللعينة التي لم تبارحنا تبعاتها إلى يومنا هذا، لطائر الفينيق المنبعث من ركامنا. أما الرواية فهي مفتقرة إلى كثير من أساليب الرواية.
من بدايتي لقراءة الكتاب توقعت النهاية، كان السرد ممل معتمد على المحادثات على الأغلب, طريقة سرد الكاتب خلتني ابغا اخلص الكتاب بأسرع وقت لانها ما جذبتني ابدا