كاتب ومفكر مغربي حاصل على الدكتوراه في الفلسفة، وهو أستاذ جامعي بجامعة محمد الخامس بالرباط، له كثير من المقالات والدراسات العلمية، وقد نشرت له مجموعة من الكتب من بينها: (الفلسفة السياسية عند الفارابي). (الميتافيزيقا، العلم والأيديولوجيا) (أسس الفكر الفلسفي المعاصر) (ثقافة العين و ثقافة الأذن). (ميتولوجيا الواقع). (الفكر في عصر التقنية) (بين الاتصال والانفصال). (منطق الخلل).
«ليس من السهل إذن التنصل من قبضة التاريخ، حتى عندما يقرر المرءُ نظرياً التقليلَ من تأثيره». —عبد الله العروي
قراءة في بعض تاريخ المفكر عبدالله العروي الكتابي و انتاجه الفكري حول قضايا ومفاهيم فكرية معينة ومقاربتها مع عدد من المفكرين والفلاسفة، ضمن رؤية عبدالسلام بنعبد العالي، ك مفهوم الأدلوجة، والتأويل؛ ومقارباتها مع مفهوم نيتشه وماركس وفرويد.
كذا اشتغاله الفكري في تمحيص وتفكيك وبناء مفهوم الدولة ، ومفهوم الحرية ، ومفهوم العقل ، ومفهوم التاريخ/ التاريخانية؛ التي اتخذها مذهباً وفلسفة ومنهجاً للتحليل. و على أسس فلسفية للحداثة - فحص العروي ل قضايانا على ضوء التاريخ. " وحده التاريخ مثل المختبر في علوم الطبيعة، يمكن الفصل بين الآراء المتعلقة بالإنسان ومصيره. بالإمكان دومًا تصور إمكانيات أخرى غير التي تمت بالفعل، إلا أن هذا يبقى مجال الفنِّ ." عبدالله العروي/( ص73)،….. «المثقف العربي إذا وعى الوضعَ الذي يعيش فيه يعي بالضرورة أن فكرَه أيديولوجيٌ بطبعه، أي أنه خاضع لحكم تاريخ شمولي، وأن فكره جدلي بالتعريف، وأن هذا الطابع الجدلي يوحي بأن لا أفق له سوى التاريخانية». والتاريخانية التي يقصدها هنا تقوم حسب عباراته على المنفعية الأخلاقية والفلسفة الوضعانية وترفض العودة للميتافيزيقا أو الانطولوجيا."…..، ما يميز «التاريخانية» هو الوعي بالتحديد السياقي للحدث التاريخي، أي اعتباره إطاراً ضابطاً للتصورات والمواقف، ولا يمكن الخروج عنه بمطلقات عليا متعالية، تتجاوزه وتسبقه. وذلك ما عبّر عنه بالرجوع إلى تمييز بندتو كروتشه بين التاريخية التي تتعلق بظروف تشكل الظاهرة الحدثية والتاريخانية التي تعني أنه «لا يتصور أي مبدأ يساعد على ترتيب الوقائع وتوجيهها وجهة مقنعة إلا ما يبرره التاريخُ ذاتُه».
كما تطرق ل نقد العقل العربي والإسلامي ل العروي ورؤيته للتراث وما يميز العقل الإسلامي - ينظر الأستاذ العروي للتراث، كما يقول، من «منظور مكتسبات الفلسفة الغربية الحديثة »، أي من واقع ذاك الذي أدرك تلك المفاهيم مكتملة، فجاء لينتقد ويحاكم ويحكم ويحاور ( ص39) . وعن ترجمة العروي لكتابه "الأيديولوجيا العربية المعاصرة" عن الفرنسية بعد صدوره ب ثلاثين عام وتوضيحه بشأن ذلك - و رأي عبدالسلام ونقده ل الترجمة الذاتية، و ل العروي ك مترجم لمادته الفكرية.
وغيرها من مسائل الفكر التي شغلت عبدالله العروي، وأثارت عبدالسلام ل قراءته وتصوره في مادة هذا الكتاب .