ليست هناك امرأة واحدة يمكنها أن تقول إنها حظيت بحب مماثل للحب الذي حظيت به أنت من جانبي، يا قرة عيني ليسبيا، وليس هناك إخلاص ولا عهود قد وجدت في الحب مثل عهودي في حبي لك وهيامي بك، يا روح قلبي.
Gaius Valerius Catullus (ca. 84 BC – ca. 54 BC) was a Roman poet of the 1st century BC. His surviving works are still read widely, and continue to influence poetry and other forms of art. Catullus invented the "angry love poem."
فلنعش، يا حبيبتي ليسبيا، ولنحب، ولنثمن كل هذه الشائعات التي ينطق بها العجائز المتهالكون بما قيمته آس واحد. إن الشموس يمكن أن تغرب ثم تعود لتشرق من جديد، أما بالنسبة لنا فعندما يغرب شعاع نور (الحياة) القصير عن أنظارنا مرة، فإنه يغدو ليلة أبدية علينا أن نرقد فيها على الدوام. هيا امنحيني ألف قبلة، ثم مائة، ثم ألفا أخرى، من بعدها مائة ثانية وبعد الألف الثالثة، امنحيني مائة أخرى وهكذا... ثم عندما نكون قد طبعنا (على الشفاه) عدة ألاف من القبلات، سوف نخطئ في عد القبلات حتى لا نعرف العدد الصحيح، وحتى لا يحقد علينا أحد الأشرار عندما يعرف عدد قبلاتنا وده واحد فاضي ملناش دعوة بيه :D كاتولّوس .... كاتولّوس.... واحد من أرق شعراء الرومان. لمن أهدي كتابي الصغير الجديد الجميل القصيدة الافتتاحية في الديوان ومن أول بيت فيها، بتصرخ وتقول "إسكندرية"، كاتولّوس كان واحد من أهم شعراء حركة التجديد السكندرية في روما، الحركة اللي تبنت أسلوب السكندريين وبالذات التيار اللي كان بيقوده الشاعر السكندري كاليماخوس. كاليماخوس كانت ليه مقولة مشهورة بيعبر بيها عن أهم السمات السكندرية ألا وهي: الكتاب الكبير... شر وبيل وده انتقل للشعراء المجددين في روما ومنهم كاتولّوس، وعلشان كده بيوصف كتابه بأنه صغير. ولما بيسأل عن الشخص اللي هيديله الكتاب بردو بيكشف عن سمة سكندرية تانية وهي شعر الإهداءات . السكندريين امتازوا بسمة التفيقه أو حبهم الزائد لإظهار معلوماتهم في أشعارهم وده لأنهم كانوا "شعراء علماء" وكانوا بيحبوا يظهروا معرفتهم الكبيرة بالأساطير حتى النسخ غير الشائعة منها، وكمان كان عندهم حاجة مهمة جدًا وهي الصقل والتنقيح، كل ده انتقل بدوره إلى الشعراء المجددين في روما، وكل ده هنلاقيه موجود عند كاتولّوس. كاتولّوس كان بتجمعه قصة حب بإمرأة رومانية متزوجة وعلشان كده اختارلها لقب علشان لما يكتب لها أشعاره متكونش معروفة واختار لقب "ليسبيا" نسبة إلى جزيرة ليسبوس موطن الشاعرة الغنائية اليونانية "سافو" اللي كاتولّوس كان متأثر بيها. وبيفضل يحكي عن ليسبيا وعن هيامه بليسبيا وعلاقته بيها وعن تفاصيلها الصغيرة، عن عصفورها اللي بتحبه، وعن حزنها الشديد لما مات، كاتولّوس كان هيمان بلسبيا لدرجة إنه كان بيحسد الشخص اللي قاعد قدامها وبيعتبره أحسن عنده من الآلهة نفسها. بس قصة الحب دي مكانتش ثابتة على حال، ليسبيا كانت سيئة السمعة ومتعددة العلاقات، وعدم الثبات ده ظهر في أشعار كاتولّوس، كان بيحكي لما سابته، وإزاي هو بيتوعدها إنه هينساها وإن عمرها ما هتلاقي حد من كل الرجالة الملتفين حواليها يحبها قد ما كان هو بيحبها، وشوية يشتقلها ويتهمها بالقسوة وتحجر القلب، وشوية تالتة يشنع عليها ويردحلها أه والله، في مشهد أقرب لأحمد حلمي لما خطيبته سابته ووقف في الشارع يقولها يا ميريت يا خاينة.... وما عدت أنشد الآن هذه (الأمنية): وهي ان تحبني حباً جماً (مثل حبي لها)، أو أن تظل دوماً عفيفة طاهرة، فأنا أعرف أن الأمر الأخير مستحيل. كاتولّوس كان من النهاية زي ما بيتقال بيتقلب على جمر النار أحب وأكره ! ... وقد تسأل لماذا؟ لا أدري ... سوى أني أتعذب بحق وأتمزق ملحوظة: الترجمة دي ترجمة د. أحمد عتمان، لكن باقي الترجمات هي لدكتور علاء صابر. أو على طريقة أكرهها وأشتهي وصلها، وبالمناسبة اللي بيدرس أدب كلاسيكي بيقول إن فيه تقارب كبير في الأسلوب ما بين كاتولّوس وما بين نزار قباني، وعلى رأسهم د. أحمد عتمان. وعلى النقيض من كل رقة أشعار كاتولّوس واللي كانت السبب في إن بعض الناس تقول عليها إنه لا يقل رقة عن أشعاره "بالمعنى السيء طبعًا" إلا إن فيه جانب تاني مختلف تمامًا من كاتولّوس.... الإيامبيات، كاتولّوس في المجموعة دي من الأشعار، له أكتر من قصيدة إيامبية للهجاء قاسية بشكل كبير جدّا وتنحدر إلى ما دون مستوى البذاءة، وده يخالف العنوان الموضوع للكتاب "مختارات من القصائد الغزلية" لأن الموجود مش قصائد غزلية بس لكن كان فيه إيامبيات كتيرة. من ضمن اللي هجاهم كاتولّوس كان يوليوس قيصر في أكثر من قصيدة، وكانت قصائد عنيفة لدرجة إن قيصر، اللي بيقال إنه كان صديق لوالد كاتولّوس، اشتكى إن سمعته تضررت بندبة لا تزول مامورا وقيصر المنحرفان كأنهما توأم في الرذيلة شريكان لهما أمجاد في ميدان الحب ونفس الفراش يقتسمان دي بردو ترجمة د. أحمد عتمان. طيب مين مامورا ده؟ مامورا ده كان قائد استغل قربه من قيصر علشان يجمع ثروات ملوش حق فيها، لكن كاتولوس ليه بيهاجمه قد كده بس علشان أسباب سياسية؟ لا علشان مامورا كان عشيق جديد لليسبيا :D قصائد كاتولّوس لو شيلنا منها عنصر المبالغة هنلاقيها تبدينا انطباع عن حالة المجتمع الروماني في الوقت ده سواء سياسيًا أو اجتماعيًا وأخلاقياً أو فنياً لأن كاتولّوس بردو انتقد اتجاهات فنية موجودة في روما في الوقت ده. بس الحقيقة الكتاب كان محتاج تعليق ولو مختصر على كل قصيدة، ولو حتى في حواشي توضيحية، ده غير إنه كان محتاج كشاف أعلام. بس واضح إن الجزء الثاني موجود فيه فعلًا كشاف أعلام ودي حاجة لطيفة جدًا. أي ليسبيا، لقد ضل عقلي وتقلص إلى هذه الدرجة بسبب جريرتك، وأهلك نفسه بنفسه بسبب إخلاصه ووفائه. فعقلي الآن ليس بوسعه أن يتمنى لك أطيب الأمنيات، لو غدوت الأن أفضل (امرأة)، كما أنه ليس قادراً على أن يتوقف عن حبك حتى لو اقترفت من الفعال ما لا يخطر على بال. ومات كاتولّوس وهو شاب صغير عنده 30 سنة تقريبًا، وده تقريبًا اللي نقدر نقول عليه مات من الحب، بس وصلنا إنتاجه الشعري تقريبًا كامل وده بيدل على أن القدماء كان بيقدروا أشعاره وعلشان كده اتحفظت.
شاعر سخي المشاعر خفيف الظل سليط اللسان جذاب الأسلوب. وكذلك أحيي الترجمة التي حفظت روح النص. لكن ينقص التجربة إرفاق كل قصيدة بتوضيح مختصر لمحتواها، لأن معظمها تتحدث عن أحداث وأشخاص لا علم للقارئ بها.