ما أكثر أدعياء الزهد، وما أقل الزاهدين؟ وليس الزهد في الدنيا أن تتركها وتنفض يدك منها، وتأوي إلى مغارة مظلمة أو دير منقطع. وليس ذلك من الاسلام، ولو أن كل مسلم فعل هذا، أو اتبع ما خط الغزالي في بعض صفحات (الاحياء) لما بقيت على الارض أمة تدعو إلى الله وتجاهد لاعلاء كلمته، وتكون خير أمة أخرجت للناس، تسود الارض بحقها، وتمحق الباطل بقوتها، وتحقق أماني البشر في العدل والخير ... ولكن الزهد ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه. و من أزهد من رسول الله؟ كان الصحابة عبيدا لله، سادة في الدنيا، وكانوا أذلة على المؤمنين, أعزة على الكافرين، وكان منهم من آثر القناعة والرضا بالقليل وهو راض عن الله، ليس في نفسه طمع في الغنى، وليس في قلبه حسرة على فواته، وهو ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه &
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928.
بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.
في عام 1963 سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّساً في "الكليات والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود). وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازماً على أن لا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدّة) خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سب
اللهم ارحم عبدك الطنطاوي برحمتك الواسعة ، اللهم اجمعنا به وبعيد الله بن المبارك الإمام العلم الصالح العابد المحسن في جناتك وأتمم علينابرضوانك.. آمين ..
رحم الله الشيخ الطنطاوي. رسالة لطيفة في سيرة الإمام العلم عبدالله بن المبارك -رحمه الله- في فضله وعلمه وشجاعته, وأهم من هذا زهده, وهو ما أراد الشيخ تبيينه, على أن بعض الروايات تبدو غير صحيحة إلا أنها على كل حال مؤشر لما كان عليه ابن المبارك.
الحقيقه اول مره اسمع عنه مكنتش اعرفه قبل كده وهو احد علمائنا الأجلاء ويعرض الكتاب ومضات من حياته ونشاته ويعتبر بدايه لاباس بها لم ارد التعمق اكثر فى سيرته
اسلوب الكتيب رائق وشيق الامام ابن المبارك رضي الله عنه شخصيه عز ان تجد لها نظير اخذ من كل شئ بنصيب رحمه الله رحمة واسعة .. وجزى الطنطاوي عن الاسلام كل خير والحقنا بعباده الصالحين