• «لم يسبق في تاريخ الرواية العربية عمل من هذا الطراز!» صلاح حافظ • «عمل فني فريد» القاهرة • «من الروايات التي لم تحظَ بالاهتمام النقدي أو الإعلامي الكافي... مكتوبة بشكل مختلف، وفيها اشتغال عميق على التفاصيل الفنية والإنسانية» د. أمينة رشيد • «نص مهم» سيد محمود، الأهرام • «من أقوى روايات السيرة الذاتية في مصر... لا يمكن أن تُكتب هذه الرواية إلا هكذا» عادل أسعد الميري • «عمل نادر» عزمي عبد الوهاب، الأهرام العربي
نبذة بأسلوبه العفوي الجذاب وسرده الرائع، يستكمل فكري الخولي رحلته المثيرة هو وزملاؤه من العمال في مصنع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، يناضلون في سبيل أبسط حقوق الإنسانية والأجر العادل، ويواجهون أصحاب المال والسُّلطة الذين يقابلون مطالباتهم وإضراباتهم بكل قسوة وبطش. نتعرف على جانب غير معروف من الحياة في المحلة، وتباين مشاعر أهلها وتعاملهم مع العمال الغرباء، وزواج «فكري» بابنة قريته نزولًا على رغبة أمه سيدة البيت. بطل «الرحلة» واحد من رموز الحركة العمالية الذين أبوا في عزة أن يُسلب منهم حقهم، فلم يخافوا ولم يضعفوا، وكان هتافهم «حزينة يا مصر على عمالك» أقوى من قرارات السُّلطة واضطهادها وسجونها، وأضحى حراكهم العمالي شعلة قد أُضيئت وأبدًا أبدًا لن تنطفئ! «الرحلة» سيرة أدبية لم تتكرر، وعمل فني بديع غير متكلف، وممتع إلى أقصى حد!
فكري الخولي (1917-2000) أحد أهم قادة الحركة العمالية والمناضلين النقابيين. كتب «الرحلة» خلال وجوده في المعتقل في الواحات عام 1962 على ورق البفرة وعلب الكبريت ووريقات علب السجائر، وتم تهريبها من السجن لتُجمع في كتاب ويصدر الجزء الأول منها عام 1987.
لي حكاية لطيفة مع هذا الكتاب. كنت في معرض الكتاب مع صديق أرشده بين الأروقة حين اصطحبته إلى قسم دار الكرمة، إحدى دور النشر المفضلة لقلبي. وبينما أنا أحكي لع عن روايات الدكتور عز الدين شكري فشير وأشجعه على اقتناء إحداها إذا ببائع الكتب الشاب يسألني في حماس: "هل أعجبتك رواية كل هذا الهراء؟" فأجبته بأن نعم، فوجدته يهتف لزميليه في انتصار "أرأيتم؟" ثم التفت تحوي موضحًا: " إنهما لا يحبانها!" حينئذ أجابتني بائعة الكتب بنبرة بها شئ من التبرير: " لأنها كئيبة" فأجبتها بأن هذا ما يجعلها جميلة لأنها واقعية جدًا. وبينما نحن نتناقش في الأمر كان بائع الكتب الشاب قد اختفى من أمامي لثواني ثم عاد لي يحمل كتابين وهو يهتف في حماس: "يجب أن تقتني هذا! هذة السيرة الذاتية هي(كل هذا الهراء) الخاصة بأربعينيات القرن الماضي" وقفت أتأمله في حيرة، فأنا لم أكن أنتوي شراء أي كتب في هذا اليوم فما بالك بكتابين ضخمين هكذا لا شك أن سعرهما سيكون عاليًا! :D لكن أمام حماس البائع والوصف الذي وصف به السيرة الذاتية، إلى جانب كونها من "مختارات الكرمة" وهي السلسلة التي أحبها بشدة، رضخت واشتريت الكتابين. وضعتهما في مكتبتي وظللت لمدة عام ونصف تقريبًا متهيبة من قراءتهما منتظرة أن تأتي فرصة مناسبة أو فترة رائقة أتمكن فيها من قراءته بتركيز وانغماس حتى أتت الفرصة أخيرًا في صورة أجازة لمدة أسبوع بلا عمل حيث أكون في حاجة إلى كتاب واحد كبير يملأ أيامي كلها وأكون واثقة في أنه لن يخذلني وقد كان. لقد فتنتني هذة السيرة من أول عدة صفحات . هذا الكتاب مهم للغاية ليس فقط بسبب أسلوبه الساحر المختلف ولا بسبب حقيقة أن كاتبه كتبه سرا وهو في معتقلات عبد الناصر ولا لأنه يحكي قصة عمال وفلاحي مصر بقلم أحدهم وبلغتهم وتعبيراتهم وبرؤيتهم هم وليست رؤية فوقية أو بعيدة عنهم، وليس فقط لأنها تحكي عن الجانب المخفي الغير معروف لمجد مصر الصناعي، وليس فقط لأنها سيرة مصرية تحكي عن بسطاء المصريين عن كثب في زمن لا نعرف عنهم خلاله الكثير، ولكن أيضًا لعدة أسباب أخرى: أولًا، لأن هذة السيرة تبين لنا كيف أن المشروعات العملاقة دائمًا ما تخبئ خلفها مظالم وكوارث يتعمد أصحاب الشأن إخفاءهم عنا. هذا هو التاريخ الحقيقي لمن يريد أن يعرف لماذا لم ولن تقودنا الأبنية الضخمة والآلات الحديثة إلى أية تنمية حقيقية طالما أن العدل والقانون والمؤسسات والإنسان يأتون في ذيل القائمة. ثانيًا، لأن هذة السيرة ترينا كيف أن الحكم المطلق يفسد ولا يصلح مهما كنا نثق فيمن يملكون في أيديهم مقاليد الأمور. حتى الوفد والنحاس وسعد زغلول لم تمنعهم وطنيتهم وحب لناس لهم من ارتكاب الجرائم في حق العمال والفقراء والمصريين الذي كانوا أول من أيدهم. ثالثًا، لأنه يدحض الكذبة الرائجة عن أن المصريين شعب خانع ذليل نادرا ما ينتفض. هذة الكذبة يمحوها التاريخ الحقيقي لمصر لكننا لا نبذل مجهودًا كافيًا لنعرفه وهذة السيرة الذاتية التي تحكي كيف انتفض عمال الغزل النسيج وكيف أضربوا وتظاهروا وتعاونوا ونظموا أنفسهم ليحصلوا على أبسط حقوقهم على مدار سنوات طويلة. بداية من المطالبة بالتعويض والحماية لمن تقتلهم الآلات في المصنع مرورا بحقهم في المعاملة الآدمية والأجور الجيدة وفتح دورات المياه طوال اليوم وفي ساعات عمل معقولة وصولًا إلى إنشاء نقابة حقيقية تمثلهم وتحمي حقوقهم. وأخيرًا، لأنه يؤكد لنا مدى جهل الإنسان وعدم قدرته على التفريق بين من ظلمه وأفسد حياته وبين من يعاني مثله. فعندما امتلأت المحلة الكبرى بالعمال الذين أتت بهم الحكومة من كل القرى وتسبب ذلك في فوضى عارمة ومشاكل وغلاء، أسرع أهل المحلة يصبون غضبهم سخطهم على هؤلاء البائسين مثلهم بدلًا من أن يدركوا أن المستحق الحقيقي لهذا السخط هم من وعدوا آلاف العمال بعمل جيد وسكن وحياة أفضل ثم حنثوا بوعودهم وألقوهم هكذا يدبرون أمرهم بلا تخطيط أو دراسة أو مراعاة. ألا يذكركم ذلك بأشخاص نراهم اليوم، بعد أكثر من تسعين عامًا من هذة الأحداث؟ أشخاص أكثر تعليمًا ووعي وثقافة ودراية ولكنهم رغم ذلك لا يختلفون في شئ عمن حكى عنهم الكاتب في سيرته؟ فهم يركضون بسهولة نحو لوم وتقريع بل وإيذاء الفقراء والضعفاء والبؤساء واللاجئين دون أن يفكروا للحظة واحدة في توجيه شئ من هذا الغضب نحو المتسببين الحقيقين فيما آل إليه كل هؤلاء!
عمل جديد ونادر يؤرخ “من القلب” لميلاد وتطور كفاحية قطاع في الطبقة العاملة المصرية بقلم واحد ممن عاشوا التجربة واكتووا بنارها. يلفت صلاح حافظ نظرنا في مقدمته للرواية إلى أننا امام نوع هام من الأدب هو "الأدب المباشر" ، وهو نوع من الأدب يكتب فيه صاحب التجربة قصة حياته أو خبرته مباشرة دون العوز أن يكون أديب ذو خبرة ، وهذا النوع تذخر به المكتبات في الخارج حيث يقدم أصحاب الخبرات تجربتهم في كل المجالات مباشرة و دون الحاجة إلى دراسة أساليب الكتابة ، لكننا لم نألف في تاريخنا الأدبي العربي أن نرى تجارب مكتوبة بأقلام أصحابها “فالأدب عندنا حرفة للخاصة والقلم له أهله.. وقد كانت هذه النظرة “الكهنوتية” للأدب، ولا تزال، سببا في حرمان المكتبة العربية المعاصرة من ذخيرة هائلة من كنوز التجربة الإنسانية.”
هذه النظرة الكهنوتية لها بالتأكيد أصل طبقي يتمثل في تقسيم العمل التاريخي. فالعمال وكافة الفقراء تنحصر أدوارهم في العمل اليدوي، لكن الإبداع والأعمال الذهنية فهي حكر فقط على الأغنياء والخاصة.
ولكن بالرغم من ذلك فقد استطاع بعض من نعرفهم، كفكري الخولي، تجاوز هذا “الكهنوت الطبقي للأدب” بخصوبة وزخم تجاربهم الحياتية. وهناك بالتأكيد آخرون كثر ممن سطروا إبداعات جميلة، ولكنها لم تحظ بالنشر أو التداول، و هنا أشكر دار الكرمة على فكرة هذه المشروع "مختارات الكرمة " وهو بمثابة إعادة الروح لكتابات ظلمها التاريخ لكن لولا الحفاوة و إعادة النشر في أغلفة مبهرة لكانت طي النسيان.
عند قراءتكم لرواية الرحلة، لن تجدوا أي تعقيدات على مستوى السرد والحبكة. الشخصيات تتحرك في العمل كيفما اتفق، تماما كما كانت تتحرك في الحياة، وذلك ببداهة لأنها فعلا بشر عاديين ليسوا مصطنعين خصيصا لكتابة هذه الرواية. الحكايات والمواقف تتوالى كما حدثت في الواقع دون أن تحظى بالكثير من إعادة الصياغة. المواقف والمفارقات والملابسات الإنسانية لكاتب الرواية تنضح بالواقعية: علاقاته العاطفية، علاقته بأمه وأخواته البنات، حوارات العمال قبل القيام بالإضرابات وأثناءها وبعد انتصارهم، الخوف الممزوج بالرغبة في الحصول على الحقوق، علاقته بعبد العظيم الذي علّمه الصنعة وظل ملهما له لفترات برغم شخصيته المحيرة، علاقته الحميمة بـ”المكن” التي تحتاج لقراءة متأنية وكتابة من نوع خاص.. الخ.
نحن باختصار أمام عمل يستحق أن تقرأه على أنه سيرة شخصية معبرة عن تجربة إنسانية أكبر من صاحبها وحياته المحدودة، تجربة عبّرت عن فترة من أهم حقب تاريخ مصر الحديث. فترة صعود الرأسمالية الوطنية بعد إنشاء طلعت حرب لبنك مصر ، حيث إمتد رأس المال المحلي إلى مشاريع ومصانع نهضت بالصناعة المصرية نعم ، لكن الوجه الأخر القبيح الذي غفله التاريخ أن هذا الصعود كان على حساب عرق ملايين العمال الذين عملوا بأجور زهيدة تكاد لاتكفي قوت اليوم ، في ظروف وعرة حيث مئات تحت تروس المكن مئات العمال ، دون أي تأمينات أو معاشات ، لكن من رحم هذه المعاناة يحكي لنا فكري الخولي بداية تشكل الوعي الطبقي لدي العمال ، الذي قادهم في ما بعض إلى الثورة على هذه الظروف ، والذي ما كان نتيجته بداية ظهور التنظيمات العمالية والنقابات التي يمتد تاريخها إلى الآن تقريبا ، عظمة الرواية تكمن في نقل تشكل هذا الوعي لدى العامل ، فالبطل هنا لم يحتج إلى قراءة ماركس كي يفهم إستغلال صاحب رأس المال له ، بل بمجرد نظرة نقدية للحالة البائسة والظروف الصعبة من العمل ، سيدرك أن كل هذا ماهو إلي إستغلال .
تتمة السيرة الذاتية الملهمة لفكري الخولي.. السرد بأبسط صوره وأكثرها عفوية وقربا للنفس.. لا تسمع القصة منمقة مزوقة، لتتسلى بالكلمات والمعاني والصور الشعرية والبلاغية؛ بل أنت هنا تسمع للقصة من صديق يفضفض عن مشاكله في يوم عمل. وتعتبر هذه السيرة وثيقة تاريخية شديدة الأهمية، لأنها تصف وجهة نظر "الآخر"، العامل البسيط الذي يقع في نهاية سلسلة صنع القرار. يكبر فكري ويتزوج وينجب أبناء، لكنه يبقى في المصنع، ويصبح ضمن الطليعة الثائرة، المطالبة بحقوقها، والتي ستغدو نواة نقابة العمال في مصر. المؤلم في الموضوع، أن تأخر المجتمع العربي واضح في خطوات كهذه؛ فمعاناة العمال المصريين في القرن العشرين تشبه معاناة العمال الانكليز مطلع الثورة الصناعية، والتي كانت قبل قرنين من الزمان..
مش عارف اكتب ريفيو. عايز سبب واحد ان الرواية دي تكون مش مشهورة
عالعموم. الرواية بتحاول تصف بداية حركة النضال العمالي. الجانب الانساني مهم جدا. هنشوف ازاي سعد زغلول قمع عمال اسكندرية. واتسبب في حل نقابتهم. وكمان موتهم لما اتسجنوا. وكمان مصطفي النحاس. وظلمه للعمال.
الجزء الثاني و الثالث من الرحلة ينتقل من بدايه الشركة المصرية للغزل و النسيج بالمحالة الى بداية نضال الحركة العمالية و بداية الاضرابات العمالية من المحلة للأخذ بحقوق العمال و تعاقب القوانين و السلطة للحد من تلث الحقوق و السعي في التلاعب بالقوانين و التشريعات و بتفيذها لتكون في صالح أصحاب الأعمال و رؤس الأموال من أن تكون في صف العمال و ازاي لو الناس على كلمة واحدة و قلب رجل واحد ويقفوا وقفة رجالة تسقط كلمة الباب يفوت جمل و اللي مش عاجية يمشي و الشغل مش بيقف على حد وازاي ان الشركات بتسعى من بداية القانون انها تركب النقابات العمالية و تعمل نقابات صورية ميبقاش ليها شغلة غير انها تقول أمين
"يعني الحكومة مع الشركة والشركة مع الحكومة! هو حد في البلد دي غلبان غيرنا؟! نقول يارب! ربنا يقص عمرهم"
و ينتهي الكتاب و بمحاكمة عسكرية في نص الليل ترمي القيادات العمالية في السجن عاش كفاح العمال على مر العصور و ما سقط حق وراءه مطالب
حكومة مين وبتاع مين! الحكومة هي الحكومة ! هو حد ينسى إن صدقي باشا رئيس الحكومة في يوم من الايام قال:أنا جاهلي كل اتنين يتخانقوا علي مليم؟! حكومة صدقي زي حكومة محمد محمود وزي حكومة زبور..كله زي بعضه..هم اللي ألغوا الدستور وزوروا الانتخابات.. حد ناسي؟مين منا ناسي؟ دا احنا كلنا من الريف..لما كان الواحد يخش عشان ينتخب لو انتخب حد من الوفد كانوا يعلمون عليدضهره بالطباشير..وياويل ويله لما يخرج.. مايعرف الضرب جايله منين ولا منين..من الغفر، ومن العمد، ومن العساكر، ومن الناس اللي واخدين فلوس منهم..هي الحاجات دي مش كلنا عارفينها؟ يعني الحكومة مع الشركة والشركة مع الحكومة!هو حد في البلد دي غلبان غيرنا؟! نقول يارب! ربنا يقص عمرهم
استكمال لرحلة الولد اللي هرب من أمه عشان يشتغل في مصنع غزل ونسيج المحلة .. ل الراجل اللي شارك في خلق نقابات العمال . الجزء التاني كان جميل كان عن تطور الطفل اللي بيشتغل ل المراهقة لكن التالت كان أكتره ملل من التكرار الا أنها سيرة صادقة بديعة ..
مازالت رواية سيرة رائعة تحكي تاريخ مصر في فترة من الفترات من وجهة نظر مختلفة عن المعتاد وان كان مازلت عند رأي ان التاريخ هو اكبر كذبة في التاريخ ليس كله بالطبع ولكن الغالبية العظمة حيث انه في الغالب لا يكتب التاريخ الا المنتصر كما انه عجلة تسير في دائرة فهو يكرر نفسه كل فترة ولكن بشخوصها وعليه يجب ان لا نستغرب مما يحدث فهو بنسبة كبيرة فلاش باك وعيبنا اننا لا نقرأ هذا التاريخ حتى لو كذب فمن الممكن ان نستطيع منه ان نصل لبعض الحقيقة وكان سيفتح أعيننا على كثير مما يحدث حولنا الان بصورة أوضح قد كان من الممكن ان تجعلنا نغير فكرنا
من أمتع السير الذاتية التي قرأت، بأسلوب سلس وبسيط كما هي حياتهم يروي فكري الخولي رحلة كفاح عمال غزل المحلة باكورة الحركة العمالية في مصر وكيف واجهوا ظلم الشركة والحكومة للمطالبة بحقوقهم. رحلة فكري الخولي وسيرته هي سيرة الفلاحين الذين تحولوا الى عمال بحثا عن حياة أفضل وكيف نشط هؤلاء الجهلاء للمطالبة بحقوقهم دون خلفية مسبقة عن جهاد الحركات العمالية في أوروبا. هذه السيرة هي وسام على صدر كل عامل مصري يكافح من اجل لقمة عيشه