بين "حدث" في بلاد التراب والطين، 1992" المجموعة القصصية الأولى لعزت القمحاوي، وبين هذه المجموعة الجديدة جرت مياه كثيرة في هذا النهر. تعددت التجارب في القصة والرواية والمقالة والنص المفتوح، دون أن تكرر تجربة سابقتها، ولكن يمكننا أن نلمح قواسم مشتركة صارت تميز كتابة القمحاوي: الموت، الاغتراب، القهر، والذاكرة. هذه الموضوعات تتجمع كلها لتصنع احتفالاً بالحياة، ينبه الإنسان إلى ضرورة الاستمتاع بحياته القصيرة على الأرض قبل أن يجد نفسه وحيداً غريباً عليلاً. والحفاوة بالجسد وتفاصيله هي طريقة عزت القمحاوي لقول هذا. يظهر الجسد بخفوت في "حدث في بلاد التراب والطين" و "الحارس" أو بتأمل وتفكير في "الأيك" و "كتاب الغواية" أو بصخب وعنف في "مدينة اللذة" أو باحتفال في "مواقيت البهجة" و "بيت الديب" أو بأسى في "غرفة ترى النيل" و"البحر خلف الستائر". وفي قصص"السماء على نحو وشيك" نجد ملامح من الموت ورثاء الذاكرة ورثاء الجسد الشائخ، كما نلمس الحفاوة بالجسد الشامخ. ثمة حياة قصيرة وثمة سعادة بعيدة وسماء قريبة تهدد في كل القصص، ومع ذلك فالحياة تستحق أن تُعاش، وإن يوماً لا يسعى فيه الإنسان إلى السعادة ليس محسوباً من عمره.
روائي مصري، أصدر 16 كتابًا، بين الرواية والقصة القصيرة والنص المفتوح. هي حسب الترتيب: حدث في بلاد التراب والطين (قصص 1992) مدينة اللذة (رواية 1997) مواقيت البهجة (قصص 2000) الأيك (سرد مفتوح حول الحواس) غرفة ترى النيل (رواية 2004) الحارس (رواية 2007) كتاب الغواية (رسائل 2008) ذهب وزجاج (بورتريهات 2004) بيت الديب (رواية 2011) العار من الضفتين (ريورتاج أدبي حول زوارق 2011) البحر خلف الستائر (2014) السماء على نحو وشيك( 2015) يكفي أننا معًا (2017) ما رآه سامي يعقوب (2019)غرفة المسافرين 2020، غربة المنازل 2021, وصدرت طبعة جديدة من الأيك مزيدة عام 2022. صدرت ترجمة بيت الديب الإنجليزية عام 2013 عن دار نشر الجامعة الأمريكية، وصدرت ترجمتها إلى الصينية عام 2017 عن بيت الحكمة، كما صدرت ترجمتان إلى الإيطالية لكتاب العار ورواية مدينة اللذة.
Ezzat el Kamhawi (1961) is an Egyptian journalist and writer. He is the author of 16 books, including four novels and two collections of short stories. In December 2012 he was awarded the Naguib Mahfouz Medal for Literature for his novel House of the Wolf (Dar Al-Adab/2010, translated in English by AUC Press/2013). In Italy, he published an essay about Mediterranean migration, The shame with two shores by Edizioni Ensemble (April 2014). City of Pleasure, his first novel, has been translated into Italian by Il Sirente publishing house in July 2015.
Ezzat el Kamhawi (1961) è un scrittore egiziano. È autore di 15 libri, tra cui quattro romanzi e due raccolte di racconti. Nel 2012 ha vinto la Naguib Mahfouz Medal for Literature per il romanzo House of the Wolf (Dar Al-Adab/2010, tradotto in inglese da AUC Press/2013). Ad aprile è stato pubblicato in Italia il saggio sulla migrazione nel Mediterraneo Vergogna tra le due sponde da Edizioni Ensemble. A luglio 2015 è uscita la prima traduzione del suo romanzo d’esordio, La città del piacere, per i
كعادته ما يعجبني عزت القمحاوي، القمحاوي من الكتاب "الحقيقيون" فعلاً دون زيف أو ادعاء أو أي أغراض أخرى من وراء الكتابة.. لذلك فهو يبهرني..
رأيت غير مرة ربما يوم جمعة في مقهى زهرة البستان بوسط القاهرة مع أصدقائه مكاوي سعيد و وحيد الطويلة وغيرهم، في المكان المفضل لهم على يمين الباب.. وينتابني الخجل من أن أذهب وأسلم عليه، ربما سيتسبب هذا في مضايقته وقض خصوصيته مع أصدقائه، ولكن أعطاني هذا الكتاب دفعة معنوية وشجاعة للذهاب ومصافحته في المرة القادمة التي سأراه فيها..
آه من فتنة القمحاوي! له ظل وارف يخبيء حياتنا من شمس الزمان الحارقة، الماوقف العادية تتحول بمس من يد الفنان إلى لحظات خالده. قصة الموقد بديعة جدا ولم أقرا أي شيء يشبهها. شكر الله سعيك، ممتعة إنه الخريف، سرد نظرتين مختلفتين للحياه، مختلفتين في الراصد، متشابهتين في المرصود. يطارد الغبار، حكاية الخيبات والمماطلة أمام الزمان الذي يخنق العائشين وحدهما، مقعد في حديقة، هما أقل قصص المجموعة شأنا. عتمة صباحية، إضفاء المعنى علي الحياة انطلاقا من شيء بسيط جدا. عزيزنا الضيف، اغتراب خالص. إلي غرفة ترى النيل
مجموعة قصصية جميلة بس مش كل القصص بنفس المستوى وثاني قصة مميزين جداً شكر الله سعيد : اول قصة ف المجموعة عن رجل عجوز يرجع لقريتهم لدفن اخيه ورحلته للمقابر وتلقي واجب العزاء وغربته عن القرية وتحولها الكبير الذي لم يلاحظه. الموقد: القصة الثانية وهي نص جميل عبارة عن ثرثرات رجل عجوز عن شرائه لموقد وتحول السنين والعمر الذي أنقضى . إنه الخريف : ملاحظات بين سائق تاكسي عجوز وزبون عجوز وحسبهم للبوح خوفاً من الكثير من الظنون فالخبرة قد حتمت عليهم السكوت رغم انهم يفكرون في نفس الحديث . يطارد الغبار : رجل عجوز وحيد يرعى حمامة حتى تفقس بيضها من قبيل الوحدة . وحدهما عجوزات زوجا اخر ابنائهما يلجأن لمتعة قصيرة ويبدؤون في قياس الفروقات بين الزمان الماضى والحاضر . باقي القصص لم تعجبني كثيراً . نلاحظ انه القصص أغلبها ابطالها أناس عجائز وما يعانونه من خوف الموت المقبل وضياع الجسد والصحة ربما هي مجموعة قصصية بمثابة رثاء للمتع التي يحتم عليهم العمر البعد عنها وفنفس الوقت محاولاتهم الجادة لغرف اكبر قدر منا قبل الصعود للسماء فالصعود وشيك .
وانا باقرأ الكتاب افتكرت اللي قاله Woody Allen في بداية فيلم Annie Hall There's an old joke - um... two elderly women are at a Catskill mountain resort, and one of 'em says, "Boy, the food at this place is really terrible." The other one says, "Yeah, I know; and such small portions." Well, that's essentially how I feel about life - full of loneliness, and misery, and suffering, and unhappiness, and it's all over much too quickly. التيمة الأساسية للمجموعة هي الموت والتصالح معاه كنهاية محتومة لكل حاجة، مش بعدمية ألبير كامو اللي فيها غضب، لكن برضا وتسامح أكبر. النوفيلّا الأخيرة "عزيزنا الضيف" كانت تصلح كجزء من "البحر خلف الستائر". المختلف بينهم الإحساس بالخوف في "عزيزنا الضيف".
لو لم نستطع الكتابة عن كتاب هل يمكننا أن نمنحه لونا؟ ولو لم نستطع أن نكتب عن كتاب هل يمكننا أن نمنحه شكلا؟ او رائحة؟ لربما قلنا رماديا كالفضة، او صغيرا بحجم عشرات التفاصيل الدقيقة بين الباب والباب او له رائحة موت حديث ودمعات مرة ساخنة او شهيا كوجبة دسمة بعد شهر من أكل الطعام المسلوق. عوضا عن أن نقول أنه كتاب جميل جدا ومخيف بنفس الدرجة.. الابطال هنا يعاينون "مخرجاتهم" بغبطة تدعو للتأمل!
بالرغم من الجو المقبِض الذي لاشك سيتلبس القارئ بمجرد الاقتراب من عالم هذه المجموعة، بدءًا من قصة البداية "شكر الله سعيك" حيث نجد أنفسنا مع البطل الذي يودّع أخاه على مثواه الأخير، ويبقى الموت حاضرًا حتى القصة الأخيرة "عزيزنا الضيف" الذي يرصد انصراف الأشياء العديدة عن عالمه فإذا به يتحدث أيضًا عنهم ( الموتى يذهبون ولا يعودون ليحكوا كيف كانوا يشعرون في أوقاتهم الأخيرة، هذه مهمة من يبقى بعدهم ليضفي عليهم لحظة موتهم هالة لم تكن لهم طوال حياتهم البليدة، يعيد الأحياء دون كلل الكلمات الأخيرة التي قالها الموشك على الموت .. ) بالرغم من ذلك كلًه إلا أننا نجد ثمًة "تفاصيل" "حياتية" يتم رصدها بدقة والإشارة إليها ببراعة، لتعبِّر عن الاحتفاء بالحياة رغم كل ما قد يحيط بها وبأفرادها من "موات"! تحوي "السماء على نحو وشيك" مجموعة "عزت القمحاوي الصادرة مؤخرًا عن "دار بتانة المصرية" على ثمان قصص تبدأ وتنتهي بقصتين طويلتين نسبيًا (ما دفع للإشارة أنها روايتان قصيرتان) تدور في أغلبها حول أجواء قريبة من الموت أو نهاية الحياة، وكذلك الغربة والوحدة وغيرها من المشاعر السلبية، ولكنها تحوي في الوقت نفسه بعض المشاهد القادرة على لفت انتباه القارئ وجذبه إلى جهة أخرى إيجابية قد تتوه عنه من تلك الصورة القاتمة .. تسيطر مشاعر الحزن وطقوس العزاء على القصة الأولى "شكر الله سعيك" ويستعيد "ابن المدينة" ذكريات أخيه الراحل بأسى حقيقي، ولكن يفاجئ في اليوم التالية بأن ثمّة انهيار لجدار الحزن الذي كان راسخًا وجاثمًا على صدره، فهاهم المعزون قادرون على التندر على مواقف عابرة والخروج من حالة الكآبة التي تحيط بهم بل هاهم يمزحون أيضًا: (بدا الميت بعيدًا منسيًا، لاشيء في المزاح المفتوح يشير إليه، هو الذي جمع هؤلاء على مائدةٍ في مكانٍ كان بالأمس مغلقًا على الظلام والغبار .. ) ويبدو "ابن المدينة" الأقدر على ملاحظة التغيرات ورصدها بعناية: (عندما تطعن النخلة في السن ويصبح جذعها الطويلة عرضةً لعصف الريح، لا يستسلم المزارع الماهر بسهولة لموت عمته العجوز، يثبِت خاتمًا من القش والحبال قرب رأسها، ويرفع فوقه حلقة من التراب يواظب على ريها، حتى تضرب النخلة جذورًا جديدة في ذلك الخاتم، فيقطعها من تحته مباشرةً ويعيد غرسها فتكون نخلة جديدة صغيرة مثمرة متمتعة بكل نضج الأم!) لا تتوقف الحياة بوفاة أحد الأفراد مهما بدت درجة قرابته ومحبته، شيئًا فشيئًا ينزاح الحزن، بل وقد تحل محله بوادر "فرح" قادم، ليكتشف القارئ في النهاية أن ثمًة حياةٌ جديدة تتشكل، فهاهو ابن المتوفي يبحث عمّن يتزوجها، ولن يكون مناسبًا لكي يخطب له إلا عمه الذي يبدو ذاهلاً وهو يراقب كل ما يحدث! لا تبتعد تلك الحالة كثيرًا عن القارئ في قصة "إنه الخريف" إلا في تكنيك وطريقة رصد هذا التغيَّر الذي يحدث للناس والأشياء، والذي يبدو شغلاً شاغلاً "للقمحاوي" في هذه المجموعة، إذ يصوّر هنا سائق سيارة الأجرة والراكب الذي معه، بينما هما تدور الهواجس داخل نفسيهما دون أن يحاولا أن يكسرا الصمت بأي حوار، وكيف يفكِّر كل واحدٍ منهما أن مجرد حديثه مع الآخر قد يجعله في موقف ضعف! فيتخليا عن الحديث لصالح سيطرة "الصمت" ورصد تغيّر العالم من حولهما بينما هما يبدوان ثابتين!
تبقى حالة "الاغتراب" ورصد تغيرات العالم سواء بعد حادثةٍ كبرى "كالوفاة" أو مواقف حياتية بسيطة، يسجلها "القمحاوي" باقتدار مع ذلك الرجل الوحيد الذي أخذ يراقب "حياة" أخرى تتشكّل على زجاج نافذته مقاومةً الظلام وذلك في قصة "عتمة صباحية" حيث يجد نفسه مضطرًا لتغيير عادات حياته اليومية حتى يتمكن "زوج اليمام" من وضع عشهما الهادئ بجوار نافذته حيث استقر: ( قرر أ��ا يزعجهما وأحس بالرضى عن ذاته، كان يعرف أنه بقراره هذا سيتحمل الظلام نحو شهر، بين وضع البيض وطيران الفراخ الوليدة، ربما أراد أن يثبت لنفسه وليس لأي أحدٍ آخر، أن ثمة ركنًا هادئًا في مدينةٍ فقدت سكينتها، وأن هذا الركن في بيته هو بالذات، ركنٌ لم يزل بعيدًا عن التفجيرات التي تقع هنا وهناك، والبرهان الناصع على ذلك هو زوج اليمام البري المرتاب بطبعه يعيش في نافذته بأمان!) ولكن "الحياة" ليست فقرةً خارجيةً يتم رصدها والتعامل معها من منظور المراقب فحسب على الدوام، بل ثمًة "حياةٌ" أخرى يمكن رصدها والاحتفاء بتفاصيلها مهما بدت غريبة أو نادرة تتمثل في تلك اللحظات التي يختلسها زوجان عجوزان بعد أن زوجا أبنائهم الثلاثة "الذكور" ووجدا أخيرًا فرصة للاختلاء بنفسيهما "وحدهما"، في هذه القصة نجد لوحةً فنية للعلاقة بين زوجين دارت بهما الدنيا بتفاصيلها الغريبة والقاسية والمفرحة بالتأكيد حتى انتهى بهما الحال إلى ما هما عليه الآن، تبدو لوحةً شديدة الشاعرية مرسومة بدقة بل ويكاد "الحب" ينضح من جنباتها في غيرة الزوج على زوجته حتى من أولاده ثم في رغبته فيها بنهاية المطاف بعد أن ترهّل جسمها وامتلأ جسده هو الآخر، يدور بينهما حوار من كلمات قليلة وبسيطة ولكنها كاشفة وهكذا (ظلا يتدبران زيارات الرغبة المتباعدة في ظلام الغرفة محكمة الإغلاق)!
أولى قراءاتى لعزت القمحاوي ولن تكون الاخيرة .. مجموعة قصيصة عظيمة تناقش اعادة اكتشاف الانسان لذاته والغُربة والموت ، " الموقد" قصة رائعة وكذلك "شكر الله سعيك" .. حبيت بشدة
غاية في الروعة ، كل حكاية رغم قصرها وبساطتها إلا إنها عميقة ، رواية ( شكر الله سعيكم ) رواية أدت مهمتها على أتم وجه ،، قصة ( الموقد ) حكاية حكااااااااية ،، مش متخيلة إن الكاتب إستطاع إن يكتب 6 صفحات عن الموقد وفي الموقد ،، قصة ( إنه الخريف) إنه الربيع ، إنه الصيف حل فجأة وهزم الخريف ، إنه الصيف يهاجم أم إنه الخريف يراوغ ، هذا الرمادي هو لون أيامي لا لون الأفق ، إنه الخريف ،، قصة ( يُطارد الغبار ) ،، قصة ( وحدهما ) إيه العمق اللي في التفاصيل دا !!!! ،، قصة ( عتمة صباحية ) ،، قصة ( مقعد في الحديقة ) ،، وأخيراً رواية ( عزيزنا الضيف ) رحلة سعيدة .