يبدأ الجزء الأول من أجزاء "الذكريات" من طفولة علي الطنطاوي المبكرة؛ من أيام دراسته الابتدائية، بل من "الكُتّاب" قبلها، وفيه ذكر للحرب العالمية الأولى ووصف للحياة في الشام في تلك الأيام. ونحن نمضي فيه مع علي الطنطاوي الصغير وهو يتنقل من مدرسة إلى مدرسة، ومن عهد إلى عهد؛ من العهد التركي إلى العربي إلى الاستعمار الفرنسي، ونقرأ عن أيامه في "مكتب عنبر" (وهو المدرسة الثانوية) وعن شيوخه وأساتذته. ثم نجد والده قد توفي فاضطرب أمره، فانصرف إلى التجارة أمداً يسيراً ثم عاد إلى الدراسة، ونجده قد سافر بعد النجاح في الثانوية إلى مصر للدراسة بدار العلوم، ولكنه يقطع السنة قبل تمامها ويعود إلى الشام.
وهو يحدّثنا -في مواطن متفرقة من هذا الجزء- عن أصل أسرته وعن أبيه وجده وعن أمه وأسرة أمه. وفي أواخر هذا الجزء نقرأ عن الثورة على الفرنسيين ونقرأ كثيراً من شعر هذه الثورة. ثم تبدأ صفحة جديدة من الذكريات حين ينشر علي الطنطاوي الشاب، ابن السابعة عشرة، أول مقالة له في الصحف، وتبدأ بذلك مرحلة العمل في الصحافة، فنقرأ عن الصحف التي عمل بها والصحفيين الذين عمل معهم. ثم نقرأ عن صدور أول مجموعة من مؤلفاته وهي "رسائل الإصلاح"
رابط تحميل الكتاب كاملاً: http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3272
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928.
بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.
في عام 1963 سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّساً في "الكليات والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود). وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازماً على أن لا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدّة) خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سب
أشعر بالحزن أشعر بأنني أريد البكاء أشعر بالفقد كما لو أنني فقدت جدي وهذا ما كنت أشعر به عند قراءتي لجميع كتبه أقرؤها وكأني أجلس بجانبه وهو يحدثني عن حياته حينا ينصحني وحينا يشتكي إلي وحينا ينتقد أشياء من حولي ولكن في كل الأحيان كنت آستمتع نعم أستمتع بل وأشعر بأني طرت من مكاني إلى حيث المكان الذي يتواجد فيه فإن تحدث عن بيته كنت معه جالسة بين يديه وإن تحدث عن مدرسته أشعر وكأني إحدى طلابه وإن تحدث عن أسفاره أشعر أني ضمن راحلته رحممممك الله رحمممك الله يا جدي دائما وبعد الانتهاء من أي كتاب من كتبه التي اقتنيتها وقرأتها جميعا كنت أردد ( يا الله حرمت مجالسته في الدنيا فلا تحرمنيها في الاخرة :( لا أعرف كيف أعبر عن حبي وشعوري بالاشتياق وكأني كنت إحدى حفيداته ، لكن فعلا استطاع رحمه الله أن يأسرني كما أسر غيري بأسلوبه السسسهههههل الممتنع تشعر بفصاحة حروفه وفي نفس الوقت دون أي تكلف ولكن حينما تحاول أن تكتب مثله تعجز ! فقد تفرد بأسلوبه السهل الممتنع وهذا ما جعل له شهرة فميزته أن الجميع يستطيع القراءة له والاستمتاع دون تأفف مرة أخرى وليست آخر مرة رحمك الله وجمعنا بك في أعالي جناته :""
بداية قراءتي لـ "ذكريات الشيخ علي الطنطاوي" الآن؛ وأتمنى الإنتهاء من آخر جزء منها هذا العام أيضًا.
مابين حبه لدمشق ووصفه لها الذي لم ينقطع في أي مما قرأت له حتى الآن،، و وفائه لـ معلميه، ومن قرأ عليهم من المشايخ، ومدارس تنقّل بينها كان الحديث هنا بالجزء الأول عنهم مستفيضًا؛
ثم عرج سريعًا على الثورة السورية يتحدث بغير استفاضته السابقة عن تبعاتها ومن ثار بقلمه أو نفسه ضد الاحتلال الفرنسي. ثم أخيرًا كيف وجد طريقه إلى الصحافة بعد أن فقد الرغبة بالتمثيل المسرحي أو العمل بالتجارة؛
وبين كل هذا وذاك لمحتُ شذرات من شخصيته وحياة أسرته وصعوباتِ مرّ بها صقلت روحه؛ وهذه الشذرات هي أكثرُ ما أعبأُ به عند قراءتي للسير الذاتية؛ إذ بها أكتشف الإنسان.
كما قلت وأقولها دائماً بأن القشعريرة تصيبني عندما أقرأ لشخص فارق الحياة، فكأني والله خاشع أمامه مذهول متأمل. يحدثني وظروفنا وأزمنتنا وعوالمنا مختلفة ، أنا يا من أقرأ لازلت عابر السبيل المستظل بالشجرة وهو الشخص الذي سبقني مع بشر آخرين إلى العالَم الآخر، العالَم الأبدي ، أنا يا من أقرأ لازلت في الامتحان الذي يحدد إحدى النجدين، لازلت في مهمة التزود بالمتاع وبناء عالمي في العالم الذي هو فيه. كأن هذا الشيخ يناديني .. يابني .. يابني .. ياااااابني إني أختصر عليك الأمر .. هذه هي تجاربي وآلامي وخبراتي .. فيا بني إني أنصحك بأن لا تكون كالأحمق تطمئن لهذه الدنيا وتثق بدوامها، دون أن تحسب حسابا بتداول الدول وتبدل الأحوال ، لا تظن يا بني أن ما سوف تناله من مجد وسلطان باقٍ لك .. اعلم أنه لو دام لمن قبلك ما وصل إليك.. ** إنه الجزء الأول من ذكرياته ، عن نشأته في دمشق في بيت ديني ، حيث أنا أباه شيخ عالِم له مريديه كباراً وصغاراً ، تأثر بما سمع وما رأى ، حتى وقع في فخ الكتب والمكتبات عندما بدأ يناول والده ما يطلب جلبه من مكتبته.. فتح صفحة من كتاب فانبعثت رائحة الورق مستنشقاً إياها حتى حُكم عليه أن لا عيش دونها. وتحدث عن دراسته الأكاديمية ودراسته على يد المشايخ والعلماء، وعن خوضه لعدة معتركات مرت عليه .. كالحرب العالمية الأولى ومعركة ميسلون وبداية الانتداب الفرنسي للشام ، وعن وفاة والده وهو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره.
رحم الله الشيخ فمن النادر أن تجد مؤلفا يبتدئ كتبه بذكر عيوبه بدلاً من أن يذكر إنجازاته ، حيث قال أنه أصبح شيخا كبيرا، كثير النسيان ، كثير الاستطراد واعتذر عن ذلك بكل طيبة وتواضع، وله وفاء عجيب لمن صاحبهم وزاملهم ولهم فضل عليه حيث يشكر هذا ويعتذر من هذا ويثني على آخر .
** " أنا على طريقتي التي لزمتها عمري كله، لم أدخل يوماً حزباً لم أنتسب إلى جماعة، ولا ربطت فكري بفكر غيري إلا أن يكون الله ألزمني باتباع رأيه وإطاعة أمره، من مبلغ حكم الله أو حاكم ملم لا يأمر بما يخالف شرع الله ، أو أب أو أستاذ يأمر بخير يحبه الله " .
ما هذا الجمال ! وما هذه الروعة ! اني متفاجئ مما قرأت ! ما ظننت هذا الكتاب إلا سرد لبعض الأحداث والمذكرات ، إلا أنه اتضح لي أنه تحفة أدبية بديعة لرجل ضرب علمه الآفاق . وما لي أن أقول إلا رحمك الله ! وإني لاحزن أن كل ما اقرأ لشخص عبقري اقول رحمه الله ! هل مات كل العباقرة وأهل العلم ؟ إنه والله لزمن عجيب . على كل حال ، لن أتوقف هنا ، ساقرا كثيرا مما كتب هذا الرجل أن شاء الله . والله الموفق.
رحلة فكرية أدبية ممتعة في رحاب حياة وفكر شيخنا الحبيب علي الطنطاوي رحمه الله...بأسلوبه السلس الممتع القريب للقلب...يروي لنا بعضا من حياته وذكرياته...ومن خلالها نتعرف على الكثير من تاريخ بلاد الشام ونمط الحياة الاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية فيها...فهو رحمه الله يتمتع بذاكرة فذّة...وبديهة حاضرة...وذكاء متّقد...ورأي حكيم...وجرأة في قول الحق وإن كان على نفسه...وأسلوب أدبيّ مشوّق
أقلب صفحات الكتاب بكامل المتعة وبلا ملل...فمشاعر الشيخ الصادقة تنتقل لتحتل مساحات من نفسي...وينقلها بلمسته الفريدة التي تشعرك أنك جالس بجواره تستمع لعذب حديثه الأبوي النابع من القلب
وفي أولى الذكريات تحدث عن طفولته وتعليمه والمدارس التي تنقل فيها... ودمشق ومواطن الجمال فيها...و وفاة والده ومعاناته وكيف حوّل محنته إلى منحة لم يدرك أثرها إلا بعد أن طواها الزمان... وحبه للقراءة والمطالعة - وكم أثر بي هذا الجزء وأحيا في همة جديدة- ...وتحدث من ذكرياته القديمة عن الخلافة العثمانية وظروف إنهائها...والاحتلال الفرنسي والثورة ضده ودوره فيها وأعجبني الفصل الذي نقل فيه جزءا من شعر الثورة وشعرائها... وتحدث عن رحلته لمصر وأثرها في تكوينه الفكري والأدبي...واحترافه للعمل الصحفي
زخر الكتاب بأسماء العديد من المجاهدين والمفكرين والأدباء وأعلام ذلك الزمان...ومن له فضل عليه...فكان حريصا على إسداء شكره لكل من انتفع بعلمه ورأيه
أحدث نفسي وأنا أقرأ...كم من أدباء ظلموا فما أعطيوا حقهم...ومفكرين أغفلهم الإعلام وتجاهلهم...والطنطاوي رحمه الله أحد هؤلاء...وإن لم يكن يبالي لحظة بالمجد والشهرة
لن تندموا صدقوني بقراءة كتبه...وستدركون ما أصفه لكم من متعة من أولى الصفحات
انهيت الجزء الأول من ذكريات الطنطاوي ، وأنا أقرؤها كنت أشعر بمتعة لكن ! بقدر المتعة التي وجدتها بقدر الوخز و الألم و الحسرة التي اعترتني ، يقول الطنطاوي في ذكرياته : كل مافي الدنيا يولد ثم يموت ، و صدقًا قال ، فسوريا التي يصفها في الذكريات ليست سوريا التي أراها أنا الآن ، سوريا في الذكريات منارة العلم و الأدب و التقدم و الازدهار بينما أراها أنا الآن منارة للأشلاء و الدمار و أيقونة للاستبداد و التطرف ، يصف الجامع الأموي كما لو كان جامعة هارفرد التي سارت بها الركبان بينما قبل فترة أشاهد مقطعًا لوجه جديد لدمشق في يوم عاشوراء http://t.co/0HZR7zAwAW
مدينة توشحت السواد و نبشت فيها قبور الأعلام و أصبحت باحات الجامع الأموي محضنا للطم و العويل و البكاء ، ماتت سوريا يا شيخ علي بعد ماولدت و عاشت عقودًا من الزمن مترفةً ، المدن وحدها لها قابلية البعث بعد الموت في هذه الحياة ، اللهم ابعث الحياة مرةً أخرى في سوريا .. و ما أصدقك يا أبا البقاء الرندي يوم قلت : من سرّه زمنٌ ساءته أزمان ..
في آخر الكتاب أُرفقت صور للعاصمة دمشق ، راعني التطور الحضاري لها حينها ففي الوقت الذي كانت فيه دمشق مدينة حسناء فاتنة فيها المباني ذات الطوابق و الشوارع و الدوارات و الأرصفة و الأشجار ، كانت العاصمة الرياض غبراء كالحة طينية لم تعرف تشييد الاسمنت بعد ! ، مافيها مظهر من مظاهر التطور ولا ملمح من ملامح التنمية ، قرأت تغريدة للحضيف قبل مدة يتحدث فيها عن صديق له تركي زار السعودية بعد ٣٠ عامًا ، ذهل من هول ما رأى ، قال : كنتم أكثر تقدمًا ..!
هذه الدنيا حقيرةٌ جدًّا فالغني بالأمس هو فقير اليوم ، و غني اليوم فقير الأمس .. أظن أن التارخ آخذٌ مجراه معنا أيضًا ، ربما ننتبه يومًا أننا قد أصبحنا فعلا عالم ثالث ..!
لغة الطنطاوي جميلة سهلة ��متنعة ، أسلوبه شيق رشيق ينقلك باستطراداته بين حديث و حديث و أنت لا تشعر ، مفرداته ثرية تعكس اطلاعه الواسع و ثقافته العميقة ، كنت قبل سنوات أقول مالفائدة في أن أقرأ ذكريات شخص ما و أنا غير مهتمة به ولد في كذا و درس في كذا و التحق بالكلية الفلانية ، و ما عرفت أن ذكريات الطنطاوي تختلف عن المذكرات التي أعرفها فقد كتبها و كتب روحه معها ، عصارة تجاربه التي اعتركها في الحياة ، ذكريات قد كتبها للتاريخ لا تحابي أحدًا و لا مجاملة فيها ، إن عزّ خلانك فافتح ذكريات الطنطاوي تجده شيخًا وقورًا يحدثك و يؤنسك ، يقص عليك قصصا و يسرد لك أحداثًا في حقب زمنية متعددة ، هناك بعض الأسطر كنت أتجاوزها يذكر فيها أنه درس على يد فلان و فلان و فلان و فلان ، أو أن الأسر العريقة التي كانت تقطن دمشق هي أسرة آل فلان و آل فلان و آل فلان و آل فلان ، هذا مما لا أرى فيه لي فائدة فأنتقل إلى مابعده من سطور فيها أحاديث شيقة و طرائف لاتخلو من متعة و فائدة .. أحببت الذكريات و ها أنا انتقلت إلى الجزء الثاني ..
جاء مُزامِنا -عفوا بغير قصد- لأحداث تحرير دمشق من الظلمة الطغاة، فكان له أبلغ الأثر! وأقتصر على هذا، وإلا فهو يستحق أن يُكتب عنه مقالات من فرط لذة القراءة فيه، وما تجد فيه من المتعة والضحك والبكاء والموعظة والأدب والدين والخلق والعلم والثقافة! صدقًا كلُ كلمة كتبتها وعدّدتها لك مما ذكرت ستجدها في الكتاب، وتعايشها، وتقول: صدقوا والله .. الكتاب فيه كذا وكذا وكذا! رحم الله الشيخ الأديب الذي أسرني بأخلاقه وعلمه ودينه علي الطنطاوي وأجزل له الثواب والعطاء.
- كنت اظن ان هذا الكتاب مجرد ذكريات وسرد لاحداث مجردة وشخصية ووالله اني لادركت ان ظني كان ظن آثم وعاري من الصحة..فيا له من كتاب ووالله حينما أنهيت هذا الجزء الأول شعرت بالندم كيف لي أن ما قرأت هذا الكتاب منذ زمن قديم!! تبا لتلك الظنون وتلك التنبؤات الغبية حرمتني من قرأته
-،يالله على ابن دمشق ويالله على اسلوبه الكتابي البسيط والممتع والفريد..
- رحمك الله ياستاذي وياشيخي علي الطنطاوي كم اسرتني باسلوب قلمك المميز لسيما تلك الاستطرادات التي ما أرأيت لك فيها مثيل
- اثر بي هذا الكتاب كثيرا بالذات الاسلوب الكتابي والادبي الراقي والفريد فيه ومازال يؤثر ويؤثر فيني..
رحمك الله ياعلي الطنطاوي واسكنك فسيح جناته
-----------------------
-----------------------
بفضل من الله تم الانتهاء من جميع الأجزاء الثمانية للذكريات وهنا تجدون: قراءة لكتاب ذكريات لعلي الطنطاوي بقلمي: عبدالسلام ... http://a-f-77.blogspot.com/2013/04/bl...
ذكريات الطّنطاوي.. وما أدراكم من الطّنطاوي.. إنَّه الأديب الشَّامي الذي عاصر وعايش أهمّ الشَّخصيَّات والأحداث التي عصفت بأمَّتنا وقد عشنا ثمار تلك الأيَّام والأحداث التي عاشها، واليوم نعيش ربَّما آخر فصولها.. أحداث جميلة ومهمَّة يرويها شخص من بيئة شاميَّة عريقة علماً وأدباً.. فجاءت تلك المرويَّات صورة نابضة ليوميَّات دمشق وشخوصها وأحداثها..
ما زلتُ في الجزء الأوَّل منها وأمامي سبعة أجزاء تنتظرني ولكن وأثناء قراءتي لهذا الجزء عادت لي -وبقوّة- فكرة كتابة مذكَّراتي.. كان أوَّل من أوقد تلك الفكرة بذهني كتاب الدكتور جلال أمين "ماذا علَّمتني الحياة" ليأتي هذا الجزء اليوم ليعيد ألق تلك الفكرة في ذهني ويشجّعني عليها من جديد..
ولكن لا أعرف كيف أبدأ وماذا أفعل؟؟ هل أبدأ من اليوم كتابة يوميَّاتي؟ أم أنتظر كما انتظر أستاذنا الطّنطاوي وأكتب في آخر أيّامي واسترجع ما أبقته الذّاكرة وقتها من بقايا ذكرات وتعليقات على أحداث ..
لا أنكر أنَّي أنتظر - وكما ذكرتُ من قبل- حدثين مهمّين أترقَّبُ حدوثهما بفارغ الصَّبر فهل أنتظر ذلك ومن ثمّ أبدأ التّدوين؟ أم عليَّ أن أربط الأمور ببعضها؟
وطبعاً لا أدَّعي أنّي بمنزلة الطَنطاوي علماً وفقهاًومكانة اجتماعيّة ولكنّي ربّما أكون مجرّد شاهدة على عصرٍ ومدَّة زمنيّة ربّما تُسمى مفصليّة بكل معنى الكلمة، على جميع الأصعدة.. وطبعاً سيكون ما سأكتب من وجهة نظري الشَّخصيَّة للأمور التي عايشتها، ورؤيتي لها وتداعياتها عندي، وما أفرزته عندي من أفكارٍ ورؤى ومنحى في الحياة.. فما رأيكم دام فضلكم..
بداية هذا الكتاب عبارة عن ذكريات لا مذكرات في حين كنت أظنه مذكرات لا ذكريات.. كان الشيخ علي الطنطاوي يستصعب البداية في كتابة ذكرياته بعد كل تلك السنوات وتقدمه في العمر وَمَع ذلك استطاع أن يكتب ثمان مجلدات، الأمر الذي جعلني أقول أن البدايات هي الأصعب دائماً. عاصر أهم الشخصيات وأكثر الأحداث أهمية، وتعلم على يد أقوى الأدباء والعلماء الذين كانوا بمثابة مرجعية، وأوتي رحمه الله ملكة الحفظ، وكان لديه ذخيرة كبيرة، وكم هائل من العلم، استقاها من أساتذته، فغرف وشرب من معين علمهم ونهل منهم ومن الكتب الكثير والكثير..
عن مواضيع الكتاب: تحدث عن مكتب عنبر وكيف كان نقطة انطلاقه والمدرسة التي انتفع بها وصقلت شخصيته والتي تعلم فيها ما لم يتعلمه في أي مكان آخر، وهي السبب في كونه أديباً بليغاً لا يشق له غبار، وكم أثر في فكره وسلوكه من أساتذته في مكتب عنبر، وتحدث عنهم مطولاً، وكتب عن جمال دمشق والغوطة، وذكر بعض الأحداث التي يتفطر لها القلب عن الثورة ودمشق.. وتحدث عن الأدب وبدايته مع الكتب، وعن المجلات، تحدث عن السينما والتلفاز وغيرها الكثير، ومن أجمل ما كتب كان بعنوان (صفحة جديدة في سِفْر حياتي) تحدث فيها عن حياته الخاصة.
بعض ملاحظاتي على الكتاب: من الأمور التي واجهت فيها بعض الصعوبة هي الاسطراد، فكثيراً ما كان يخرج عن الموضوع إلى موضوع آخر، سبب لي نوعاً من التشتت ربما، ولكن بعضاً منها وبشكل آخر كانت سببا رئيسياً أعانني على إكماله وذلك عندما تكون استطراداته على شكل فصلات صغيرة كأن يكتب رأيه أو ما يشبه خاطرة لطيفة، كانت كومضات منيرة، ولم أمنع نفسي من الإشارة إليها لأنها من وجهة نظري أجمل ما فيه..
ولكني أعتب عليه كما عتب رئيس تحرير المجلة في أنه لا يتطرق إلى شخصه كثيراً، لم يشأ الطنطاوي أن يتحدث عن نفسه فقط، وكأنه يخشى الأنا التي يشير فيها صاحبها لنفسه، ففي حين كنت أود الإقتراب من حياته الشخصية كان هو يحبذ الإبتعاد، فهرب منها إلى أحداث ومواقف أخرى عايشها وشخصيات رأها، لأنه يرى في ذلك منفعة أكبر للقارئ من أن يتحدث عن نفسه، وقال يعلل ذلك "إن الحديث عنه -مكتب عنبر- وعن أساتذتي فيه أشهى إلى النفس من الحديث عن داري وأهلي فيها" وهو لا يكاد يذكر شيء عن حياته الخاصة إلا اليسير فضلاً عن المواقف، فلم يتحدث عنها بقدر ما تحدث عن أساتذته ودراسته، فكتب صفحات غير قليلة عن أساتذته ومعلميه وشيوخه ومدرسته وذكرياته في مكتب عنبر بل انها تكاد تكون أغلب ما في الكتاب، وأنا إذ شرعت في قراءة هذا الكتاب لم أتصور ذلك، وإنما وددت أن أعيش مع الطنطاوي، وأكثر من ذكر الأسماء والشخصيات ومع ذلك كان يخشى أن يكون قد نسي أحداً فيعتب عليه، هذا من طيبته وذكره لفضل من حوله، لكني لا أظن القارئ يحبذ ذلك، أو على الأقل بالنسبة لي، لأنه أصابني بنوع من الرتابة والملل.
وما كان يضايقني أنه قادر على وصف حياته الخاصة لكنه لم يفعل إلا القليل ومن ذلك القليل عندما حكى عن موت أبيه، هل جربت ان تقرأ كتاباً لكاتب ما لتعرف عنه ولتقترب منه أكثر لترى خفايا حياته وأسرته ومواقفه ثم تجده لا يذكر عن نفسه من ذلك الكثير خشية الأنا، كان الأمر محبطاً نوعاً ما، ولكن الطنطاوي يستطيع أن يرضيني بأسلوبه، وإن كان تسلل إلي الملل فكان أن أطلت في قراءته، حقاً أرجوا أن يكون قد تجاوز ذلك في باقي الأجزاء..
. . .
سأخرج قليلاً عن نمط التقييم في مراجعاتي فهناك ما أود قوله .. لا أذكر أني أبغض شيء كما أبغض المقارنات، فهي هادمة غالباً ولكن كما يقال لا بد مما ليس منه بد، على أنها بناءة وليست هدامة، وكما أن الطنطاوي قارن بين زمنين أحدهما في صباه والآخر عند كهولته، أقارن أنا بين زمان كهولته وزماننا اليوم.. لأنه مهما كان ما ذكرت فالطنطاوي أكثر شخص قادر على إلهامي، فهاكم كلماتي .. وعذراً على الإطالة إذ أني وضعت كلاماً ليس من تقييم الكتاب أو عنه، فهو بعيد عن هذا وذاك.. قريب من أحداث نراها اليوم وكل يوم!! . في إحدى الفقرات تسائل علي الطنطاوي هل سيكون هناك ما هو أسوأ من الرائي (التلفاز) والفيديو ... في حديثه عن السينما والرائي (التلفزيون) والكتّاب الجدد في ذلك الوقت، حسناً لا أريد أن أكون متشائمة ولكن بالمقارنة فكل ما كتبه الطنطاوي كان أهون من اليوم في كل شيء.. فما السينما والتلفاز اليوم بالمقارنة مع الإنترنت -ولا أنفي فضله في تسهيل الكثير من الأمور- والأجهزة المحمولة التي باتت في يد كل طفل بلا رقابة!! أتحدث عن واقع أراه كل يوم.. وليس لعاقل أن ينكره، وتعليلهم أنه كأقرانه ولا نريده أن يشعر بأنهم أفضل منه، عجباً هلا ركزتم في الأساسيات أولاً! ولا أستثني نفسي فكم مرة وقعت في مثل تلك الأخطاء الشنيعة بلا قصد، ولعل الواقع فيها بجهل منه فلا يوجد أحد يحب أن يضر أقرب الناس له.. ولكن هلا انتبهنا لهم ولأنفسنا عن كثب ثم صححنا أخطائنا وإن كان يصعب تصحيحها، أما الأطفال فهم أنقياء جداً نستطيع أن نصحح أخطائهم وهم أكثر تقبلاً لذلك إن لم يشعروا أنه أمر.. هم لطيفوت جداً وبريؤون للغاية فلم نتسبب في تدميرهم مبكراً، لم نكون نحن السبب!!
أما في حديثه عن الكتّاب، فما كان سيقول لو رأى كتاب اليوم أكان سيتراجع عما قاله؟! فلا يكاد أحدهم قرأ بضع صفحات حتى ألف كتاباً، ثم المبيعات الصادمة للكتاب، -وهنا لا انتقص ولا أعمم - ولأن الأغلب حديث عهد بالقراءة ولعل وهذا ما يعزي أنشار الكتب الجديدة والمبيعات الصادمة لها، أما عن الكتب المفسدة أخلاقياً فلم يعد لها رقيب وباتت تلك القديمة بريئة بالمقارنة بها، فلا يُمنع إلا ما كان سياسياً أو عما يتحدث عن بلد بعينها، عدا ذلك فأهلاً به ومرحباً، فهناك من يصفق له ويشجع عليه، ولست هنا أتحدث عن السائد فالأغلب جاهل بهذا النوع حسب ما أظن.
وما الحرب التي ذكرها مع شدتها بحرب سوريا اليوم.. ما جعلني أتسائل عما يحصل في سوريا اليوم من تدمير وحرب وحرق، ترى هل التاريخ يعيد نفسه؟! وهل الأشعار التي دونت آنذاك تحكي حال اليوم، بل إنه يكاد يكون حال اليوم أسوأ، كان فيما مضى الإحتلال من الخارج أما الآن من الداخل، نفس المشهد يتكرر، ولكن صار الفتك والقتل وسفك الدماء والتدمير أشد من أي وقت مضى .. رحم الله أهل سوريا فقلوبنا معهم. . . وإن كنت قد وصلت إلى هنا وقرأت ما كت��ته فشكراً لك، لأنك منحتني جزءاً من وقتك الثمين ..
أسلوب الشيخ علي محبب جدا للنفس فكيف إذا كان يتحدث عن حياته ونفسه في هذا الجزء الكثير من الأحداث الممتعة التي تجعل القارئ طوعا يمتد بالقراءة لى الجزء الثاني رحم الله الأستاذ فقد كان فخرا للأمة أجمع
"ذكريات وليست مذكرات" كانت مبعثرة غير منتظمة، يتقدم فيها الزمان ويتأخر، وما أحلى أن تقرأ بعد تحرير دمشق!
ومما لاحظته أنه لم يكن يتحدث عن نفسه إلا قليلًا، فالنزعة الذاتية في الكتاب قليلة، ربما لأنه يروي أحداثًا تقادم عهدها.
وترنيمة الكتاب الندم على ترك كتابة المذكرات في أوانها، ولا يكاد تمر بك حلقة من حلقات الكتاب إلا وجدت هذا الندم تصريحًا أو تلميحًا…
«وليس لديّ أوراق مكتوبة أدوّن فيها الحادثة حين حدوثها وأصف أثرها في نفسي، وهذا تفريط كامل مني لم يعد إلى تداركه من سبيل، لذلك أوصي كل قارئ لهذه الفصول أن يتّخذ له دفتراً يدوّن فيه كل عشية ما رأى في يومه، لا أن يكتب ماذا طبخ وماذا أكل ولا كم ربح وكم أنفق، فما أريد قائمة مطعم ولا حساب مصرف، بل أريد أن يسجّل ما خطر على باله من أفكار وما اعتلج في نفسه من عواطف، وأثر ما رأى أو سمع في نفسه، لا ليطبعها وينشرها (فما كل الناس من أهل الأدب والكتابة والنشر) ولكن ليجد فيها -يوماً- نفسَه التي فقدها.»
والكتاب في نظمه ومحتواه يسلك في كتب الفوائد أكثر منه في كتب السير، لشيوع الاستطراد فيه.
والكتاب حنين إلى دمشق، وما أحسن تصويره لها، يطوف بك بين حاراتها وشوارعها وساحاتها، حتى لكأنك تراها، وما يزال يكتب في مآثرها ومحاسنها حتى تشتاق إليه، بل إنه يبعث الحنين في نفسك إليها ولو لم تكن من أهلها، ولو لم تدخلها ولم تتنسم هواءها…
«ولئن كانت الجزيرة دار العروبة، فالشام البستان الذي يطيف بالدار، والذخر الذي لا يفنى لأهل الدار»
وإن كان لذيذ الحياة ما كان فوضى كما قال حافظ، فإن لذيذ الأحاديث ما كان ذو شجون: ولذيذُ الحياة ما كان فوضى ليس فيه مسيطرٌ أو نظامُ
ومن استطرادات الكتاب الجميلة في حديث الثورة على الفرنسيين، موازنته بين قافية شوقي في بكاء دمشق، وبين رائية الزركلي، وهو يقدم الثانية لثقل رويّ الأولى كأنها تطرق الآذان بقافاتها طرقًا، ولأن الزركلي دمشقي يحس من آلام بلاده ما لا يشعر به شوقي.
ثم يعاوده الندم على ترك التوثيق، حين بلغ الحديث رحلة مصر الأولى:
«فخذوها نصيحة مني، نصيحة من مجرّب يريد أن يجنبكم عواقب السيِّئ من تجارِبه: دوّنوا كلّ ما يمرّ على أذهانكم من أفكار وما يعتلج في نفوسكم من مشاعر، اكتبوه في حينه، فإنكم إن أجّلتموه فتّشتم عنه فلم تجدوه.»
وموازنة لطيفة بين برَدى وبين النيل، فبردى فقير كريم ذو أولاد، خيره يعود على أرضه، لا تضيع قطرة منه، والنيل بحر لا نهر، ويحمل ماءه فيرمى في البحر.
ومما لاحظته المراوحة بين التاريخين، وكان مربكًا جدًا، لكنه اعتذر عن ذلك فقال: «وقد تعجبون إذ أورّخ تارة بالتاريخ الميلادي وتارة بالهجري؛ إني أكتب التاريخ كما هو عالق بذاكرتي.»
ومن الطريف ذكره أن رحلة مصر الأولى كادت تفتنه! على قصر المقام وكونه في بيئة ملتزمة، وهذا مثل خبر الإمام أحمد أن زمانه زمان فتنة حين رأى خلخال امرأة!
بين الراديو والتلفاز، وهي الراد والرائي عنده «فلما جاء الرائي رأيناه أخطر علينا منها، لأن السينما لا نرى ما فيها حتى نذهب إليها والرائي يجيء هو إلينا، والسينما لا نحضرها إلّا إن حجزنا لنا مكاناً فيها ولبسنا الثياب الصالحة لها ودفعنا أجرة الدخول إليها، والرائي نراه في جميع الأحوال بلا تعب ولا مال. فلما جاء الفيديو هان علينا أذى السينما والرائي، فهل تأتينا الأيام والليالي بمصيبة جديدة يهون معها (الفيديو)؟» كيف لو رأى الإنترنت؟! (:
ووقعت في الكتاب على ترجمة بديعة لقصة الدرس الأخير، حقيقة بالإفراد.
«وآمل أن تعود الحرية ويرجع الخير إلى دمشق» عادت الحرية، لكنه لم يدركها، رحمه الله.
كان أديب الشام وقاضيها علي الطنطاوي في ذكرياته شاهدًا على قرنٍ من عمر الأمة لا من عمر الشام وحده أو العرب، بل جاوزهم إلى مسلمي شرق آسيا والمراكز الإسلامية في أوروبا، وهذا كله رأي عينٍ منه رحمه الله.
وذكريات الطنطاوي لم ترتبط بالسياسة وأمور الحكم فقط -وكان في أوقاتٍ كثيرة على صلةٍ بها- بل كان للعامة وأمور الناس وثقافاتهم نصيب الأسد.
ويكفيني من الذكريات أني عرفت الطنطاوي:
عرفت الطنطاوي طفلًا يخشى الكُتّاب ويُحب المطالعة ويحضر دروس العلم، عرفته في صغره وقد ترامت إليه كلمات عن حربٍ بين دولته العثمانية وأعدائها، أحسست بحاله وهو يرى تغيُّر الرايات على مقر الحكم فبعد العثمانية جاءت الراية العربية ثم الفرنسية وهو في كل هذا يُفكر ويزداد معرفة بواقعه.
عرفته رجلًا في صباه يحمل أسرته بعد موت أبيه.
عرفتُ الطنطاوي شابًا في عقده الثاني فَرحًا بنشر أول مقالٍ له، وعرفته خطيبًا في نفس السن.
"إليّ إليّ أيها الناس" هكذا استهل أول خطبةٍ له، كانت في الجامع الأموي وكانت كالدوي في آذان الفرنسيين وقلوبهم فقد فجرت عليهم ثورة.
عرفتُ الطنطاوي مُعلمًا مبتكرًا مُحببًا لطلابه في بلادٍ مختلفة، عرفته قاضيًا في قرية ورأيته يتدرج حتى أصبح القاضي الأعلى في دمشق، وهو في كل هذا لم يدع قلمه، وقلمُ الطنطاوي كان من معالم الشام في القرن الماضي، قلمٌ يعادل مليون ثائرٍ مسلح، فبكلمةٍ يقيم الدنيا وبكلمةٍ يُقعدها.
عرفته لما زار مصر ودرس فيها ولقي أدباءها ودخل في مبارزاتهم.
عرفت الطنطاوي ثائرًا لا يرضى بما يخالف دينه ولا يقبل الضيم، هكذا كان صبيًا وشابًا وشيخًا. عرفته شيخًا آذاه الحرمان؛ حُرم من دخول بلده وذاق مرارة الثكل بقتل ابنته بغيًا ممن منعوه بلده، فالله الله في صبر الطنطاوي!
أحببت الطنطاوي وعشتُ معه، وضاقت نفسي لما قال: "وكنتُ أفارقكم على أن ألقاكم، ولكن فراق اليوم إلى غير لقاء" ختم الذكريات وقد سطّر فيها نفعًا عظيمة وسيرةً خالدة.
فاللهم ارحم عبدك علي الطنطاوي واجمعنا به مع المصطفى على الحوض.
هذا كتاب تدخره كـ وصفة سحرية ليعالج ما بك من خمول وفتر ، كتاب يصنع حاجزًا بينك وبين العالم فتجد نفسك طرت إلى تلك الأيام الخوالي ورأيتها رأيا العين وليس عبر الحرف .. إنه كنز تلجئ إليه اإذ ضنت الحياة يومًا عليك بالصاحب عظيم النفع عظيم المتعة .. وقلبي سريع المحبة لمن يقدم نفسه صادقًا بلا مواربة ، من يحكي لك كأنك صديقه الأثير وما أنت إلا قارئ جئت بعد سنين طوال تحاول تلمُس خطى العِظام ، فوجدت مع النصيحة متعة وخبرة .. كتاب تغلقه وأنت تغالب شوقك إلى إكمال هذه الرحلة العظيمة ..
وأخيراً أنهيته ، كان جميلاً في كل شيء ..تفاصيله الدقيقة ، استرسااته الممتعة ، وجرأته في وقتٍ لم يكن فيه للجرأة سبيل . هذا الجزء يتحدث عن بداية الطنطاوي وحتى سن العشرين تقريباً وكثيراً ماكان يبحر بعيداً كعادته . ولادته ، المدارس التي التحق فيها ، معلميه ، الحرب العالمية ، الإستعمار الفرنسي ، سقوط الدولة العثمانية ..تفاصيل كثيرة تشعرك بأن الطنطاوي عرف جميع الناس وعاش التاريخ كاملاً ..رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في جنته .
اول كتا�� اقرأه للشيخ علي الطنطاوي.. اعتقد لو كنت بدأت بكتبه الاخرى لكان افضل..في هذة الذكريات يروي الشيخ احداث حياته وبالتفصيل في بعض مراحل حياته مما جعلني في كثير من المرات اتجاوز كثيرا من السطور ..
هناك مابين السطور كلمات رائعة ودروس ملخصة في عبارات اعجبتني حتى اني فكرت ان احدد فقط على هذة العبارات التي اعجبتني .
ممتعة وجميلة،، وأهم ما فيها هو ذكره للأشخاص وأخبارهم بشكل واقعي ،،وهو ما يميز السيرة الذاتية في رأيي ،، نجمة ناقصة لأني لا أستمتع بالأسلوب الأدبي و البلاغي خصوصا القديم ، و الكتاب ممزوج بهذا الأسلوب قليلا
رحِمَ الله الشيخ علي الطنطاوي .. ان كانت دمشق قد تغيرت وتنكرت عليه منذ زمن!! فماذا كان سيقول لو انه رآها الآن...!؟ ——————- عندما تقرأ هذا الكتاب يجب ان تكون هادي البال ..لأن الشيخ علي سوف يقفز بك من موضوع لموضوع.. الاسلوب ليس كباقي كتب السيرة الذاتية ففي هذا الكاتب لايوجد ترتيب للأحداث و الأماكن..! بل هي ذكريات متفرقة..
"كنا جياعا فقدنا الطعام، فلما حضر الطعام فقدنا الشهية" ٢٦
"إن أخواني في المملكة العربية السعودية لا يعرفون ما لربيع" ٣٩
"يستحيل أن يكون اليهودي شجاعا أو نبيلا"
"لا أحتاج مالا ولا منزلة ولا شهرة في الناس، كل ذلك لدي منه الكثير، وكل ذلك سراب، تحسبه من بعيد ماء فإن جئته لم تجد إلا التراب" ٨٢
"حياة الإنسان لا تقاس بطول السنين بل بعرض الاحداث" ٩٠
"ومن أصعب الأمور علي أن يزورني من أحتشمه ومن ليس بيني وبينه خلطة". ١٣٠
"حياتي كحياة كل إنسان: طريق طويل فيه مراحل مرحلة تمشي فيها في سهل منبسط كل ما فيه مكشوف ظاهر ليس فيه مجهول تتشوق إلى معرفته ولا غامض مخوف تخشى من لقائه، تمشي فيه أياما فكانك ما مشيت إلا ساعة، لأنه متشابه المناظر بعيد المخاطر. و مرحلة تمشي فيها بين الجبال تعلو حتى تبلغ الذروة ثم تهبط حتى تصل إلى الحضيض، كلما دار بك الوادي تبدلت من حولك المشاهد، فربما رأيت الروضة المونقة والنبع الصافي، جنة ذات خمائل وعيون تجري من تحتها السواقي والأنهار و ربما اعترضتك عقبة أو سلكت قفرة موحشة، ما تحتك إلا الجنادل والحجارة وما حولك إلا جلاميد الصخر، تشتهي قطعة من ظل يقيك لذع الشمس أو كأسا من ماء يطفئ منك أوار العطش فلا تجد. وربما فتحت تحت رجليك حفرة أو طلع عليك وحش مخيف أو ذئب كاسر أو مجرم قاطع طريق." ١٣٧
" كانت مصر في خيالنا يومئذ دنيا مسحورة فيها العجائب" ٣١٣
أكبر كتاب العربية خمسة: الجاحظ، التوحيدي، الغزالي، ابن عربي، ابن خلدون. ٣٩٣
لا يمكن لأحد مجاراة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في الحديث عن الذكريات, وقدرته المبدعة في إيصال الفكرة بأسلوبه الجذاب المتقن .. لا حدّ للمتعة والحزن التي عايشتها أثناء قراءتي لهذا الكتاب, رغم ندرة ما قرأت للطنطاوي, وامتلاء مكتبتي ببعض مؤلفاته التي لم أقرأها بعد, إلا أن ذكريات هو الأفضل بنظري, لأنه أثّر بي كثيراً, فهو يحكي عن تجاربه, وعن حياته, والطنطاوي إذا تحدث عن نفسه أبدع .. ترك أثراً بالغاً في ذاتي, وحفّزني للرغبة في التغيير والإنطلاق في الحياة, وتَرْكْ بصمة مؤثرة في حياتي .. وأودع كمية ضخمة من الحماسة في داخلي لمتابعة قراءة أجزاء ذكريات الثمانية .
الجزء من الأول من ذكريات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، يتكون من 38 حلقة في 400 صفحة، تحدث فيها عن ذكريات طفولته ودمشق القديمة، تحدث عن مشايخه ومعلميه والمدارس التي تلقى تعليمه فيها وخصوصا "مكتب عنبر" وعن الثورة السورية ورجالها أيام الانتداب الفرنسي ونهضة المشايخ، ثم عن سفره إلى مصر وعودته منها، ثم عن اشتغاله في التجارة والتدريس وأخيرا عن اشتغاله بالصحافة ولعل أكثر حلقة أعجبتني التي كان عنوانها "احتراف الصحافة" لم يكن يسعني إلا أن أبتسم أو أضحك عند كل سطرين أو ثلاثة..أجمل ما في الكتاب لغته التي تجعلك تستمع بجمال العربية
أول ماانهي كتاب للطنطاوي اشعر بفرحة عارمةَ لأني حققت انجازاً باهراً ، وكأنما الطنطاوي يحدثني ويحكي لي قصصه من بداية حياته الى انتصاف شبابه دراسته ووفاه والده والكفاح الذي تحملهَ وكيف بدأ اول كتاباته -بالمناسبة - الشيخ كان ومازال اسطورة تحكي النجاح في ابهر صوره ! كتاب قرأته وانا شخص وانهيته وانا شخصاً آخر هنيئاً لأمتنا به وبحرفه وبكتبه ( ) لذيذ جداً يستحق خمس نجمات وأكثر ومن أنا حتى أقيّم كتبه رحمه الله رحمةً واسعة ❤️
قصصُ من دمشق وأخبارٌ من القرن الماضي يحكيها لنا عالمٌ كريم , يخطّها بقلمه الصادق وأدبيّاته الروحيّة بين دفتي كتابٍ مؤنس لطيف كيف لا وقد أتى بأخبار دمشق ...دمشقُ التي تقلّب عليها الزمان مرّات وكرّات فمن حكم بنو عثمان للثورة العربية فالانتداب والاستعمار الفرنسي يدور عليها الزمن صعوداً وهبوطا وتبقى دمشق المدينة الجليلة .. أقدم عاصمة عرفها العالم
وأنت تقرأ له كأنك تعيش معه لحظةً بلحظة! أسلوبه وفكره راقي ومشوقٌ جداً, يحمسك لطلب العلم وجعلني أتصغار في نفسي. (الآن فقط عرفت لِما أمي لا تحب أن يُزعجها أحد عندما تقرأ لالطنطاوي:))
قرأتُ ذكريات ونتاج الطنطاوي كله -رحمه الله- وسمعت كل نتاجه المسموع أيضًا. بدايات لا تنسى إطلاقا مع الطنطاوي وزكي نجيب محمود وطه حسين والعقاد والحكيم وأنيس منصور وزكي مبارك ولطفي السيد وعبدالرحمن بدوي ولويس عوض سيد قطب والغزالي وسلامة موسى وحسن البنا والكثير الكثير من مفكري وأدباء القرن العشرين.