"سالومي" (طبعة دار مصر) هو أحد كتب سلسلة كنوز كتب التراث، ويضم مجموعة مسرحيات، وهي: "سالومي" لأوسكار وايلد، "المريض بالوهم" لموليير، "ترويض الزوج" لسومرست موم، و"سيرانو دي برناك" لإدمون روستان. "سالومي" رائعة أوسكار وايلد المسرحية التي كتبها بالفرنسية وهي عن سالومي المرأة التي رغبت في النبي "يحيى" لكنه رغب عنها، فكان أن رقصت سبع رقصات أمام الحاكم هيرودوس مقابل أن يقدم لها رأس يحيى على صينية من فضة.
هو وزير التربية والتعليم المصري بوزارة جمال عبد الناصر في 1969.
ولد الدكتور محمد حلمي مراد في7 يوليو عام 1919 بحي السيدة زينب بالقاهرة. تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1939. حصل علي دبلوم الدراسات العليا في القانون العام عام1940. التحق بالنيابة العامة عام1942 وترقي بها إلي أن وصل وكيلا للنائب العام عام 1946. حصل علي درجة الدكتوراه من جامعة باريس عن رسالته صندوق النقد الدولي عام 1949
ترجم العديد من الأعمال الأدبية العالمية، أهمها “دكتور جيفاكو” للكاتب الروسي “بوريس باسترناك”
سطوة الجسد علي العقل صراع الطهر و الاثم حرب الفضيلة و الرذيلة تلك هي الرموز التي جمعها لنا اوسكار وايلد في مسرحيته الشهيرة ذات الفصل الواحد؛ عن استبسال النبي يحيى عليه السلام و شجاعته في تحدي الطغيان في مقابل شهوانية سالومي و قسوتها و انتقامها الفج ممن يحاول هدايتها للطريق القويم
أتقن وايلد عرض سمات سألومي فجعلها عنيدة متحدية مغرورة؛ تجيد التلاعب بالالفاظ و البشر؛ فصار اسمها الي اليوم مرادفا للغواية بكل شيطانيتها
و قد رفضت بريطينيا عرضها لانها مستقاة من شخصيات دينية و تاريخية فعرضها بفرنسا بعد ان كتبها وايلد بالفرنسية امعاناً منه في اضفاء المزيد من للزخارف اللفظية و الحرارة و التكلف و البذخ الصوتي؛ مما قد يصيب المشاهد احيانا بالتخمة
دائما ما كنت مقتنع بعظمة المسرح كلما كان (قديم الزمن) حلمى مراد اضطلع بمهمة نشر الآداب العالميه بصورة بسيطه وسهله ليقدم لنا فى هذا الكتاب 4 مسرحيات من التراث العالمى لكى نستفيد منه: 1-سالومى لأوسكار وايلد : من افضل اعمال وايلد على الاطلاق يقدم شخصيه لطالما عرفت فى التاريخ كرمز (للاثارة . للخيانه. للاستهتار ....)هى تلك الشخصيه التى وصل من استهتارها ان تطلب رأس انسان ثمنًا لرقصها 2-المريض بالوهم لموليير: موليير لم يكن مجرد مثقف او فنان يقدم فنه ليتكسب منه بل كان مناضلا اتخذ من الفن سلاح له . هذا العمل هو آخر اعمال موليير المسرحيه وكان ينقد بهاالدجل المنتشر فى لمجتمع الفرنسى حينذاك 3-ترويض الزوج لسومرست موم : يعتبر (موم) من اكثر الادباء اثارة للجدل فى القرن العشرين وأشهرهم على الاطلاق لما كان فى حياته من منعرجات كثيرة وفى هذا العمل يتقمص دور المحلل الاجتماعى ليصف لنا المجتمع من داخل البيت 4-سيرانو دى برجراك لادمون روستان: هذا العمل قدم قبل ذلك فى الادب العربى عن طريق المنفلوطى فى رائعته (الشاعر) الفرق بين العملين ان المنفلوطى قدمها فى اسلوب روائى فى حين قدمها مراد فى الاسلوبى المسرحى الاصيل
سالومى ..تلك الأميـرة اللعـوب التى استطاعـت بفتنتهـا الطاغيـة أن تقنع الملك هيرودس بقطع رأس النبى يوحنا المعمدان من أجـل رقصـة !
الثانيـة هى "المريض بالوهـم" لكاتبها ( موليير ) : وهى مسرحيـة فكـاهيـة اجتماعية تبين كيف أن بعـض النـاس مهووسون بكـونهم مرضـى بلا سبب.
الثالثة هى "ترويض الزوج" لكاتبها (سومرست موم ) مسـرحيـة اجتمـاعيـة تتكلـم عن زوج خائن وكيف تروضـه زوجته وتعيده إلى حظيرتها مرة أخـرى.
الرابعـة هى المسرحية التاريخية "سيرانو دى برجيراك" لكاتبها (إدمـون روستان ) مسرحيـة رومانتيكية فريـدة من انتـاج القرن التاسـع عشـر .. ونرى فيها الشجـاعة والتضحيـة من أجـل الحـب.
وايلد كالعاده يتمكن من خلق شخصيات تتقن الشر لأقصى درجه وشخصيات تتقن الخير ويضعهم في طرق متقاطعه ومن خلال الصراع الذي تتصاعد حدته يخلق وايلد قارئ على أقصى درجات اليقظة بالأحداث والكلمات وكل ذلك رغم كونها مسرحية تاريخيه وشخصياتها معروفه مصائرها .
سالومي: كم هو نحيل! إنه كتمثال عاجي نحيف. إنه كأيقونة من الفضة. أنا واثقة أنه في عفة القمر. إنه كشعاع القمر. كرُمح فضي. لا شك أن لحمه بارد كالعاج. سأنظر إليه عن قرب.
السرياني الشاب: لا، لا أيتها الأميرة.
يوحنا: مَن هذه المرأة التي تنظر إليَّ؟ لن أدعها تنظر إليَّ. لماذا تنظر إليَّ بعينيها الذهبيتين، من تحت حاجبيها المذهبين. لا أدري مَن تكون، ولا أود أن أعرف من تكون. قولوا لها أن تذهب. ليس إليها ينبغي أن أتحدث.
سالومي: أنا سالومي، ابنة هيروديا، أميرة الجليل.
يوحنا: ارجعي، يا ابنة بابل! لا تقتربي ممن اختاره الرب. إن أمك قد ملأت الأرض بخمر آثامها، وقد بلغت صيحات خطاياها آذان الرب.
سالومي: تكلم ثانية! تكلم ثانية يا يوحنا، وقل لي ما يجب أن أفعل.
يوحنا: يا ابنة سدوم، لا تقتربي مني، بل استري وجهك بحجاب، وانثري رماداً على رأسك، واذهبي إلى الصحراء فابحثي عن ابن الإنسان.
سالومي: ومًن هو ابن الإنسان؟ هل هو في مثل جمالك يا يوحنا؟
يوحنا: أغربي عني، إنني أسمع في القصر خفق جناحي ملك الموت.
السرياني الشاب: أيتها الأميرة. أتضرع إليكِ أن تدخلي.
يوحنا: يا ملاك الرب الإله، ماذا تصنع هنا بسيفك؟ مَن تطلب في هذا المكان الدنِس؟ لم تأتِ بعد منية ذلك الذي سيموت في ثوب فضي.
سالومي: يوحنا!
يوحنا: مَن المتكلم؟
سالومي: يوحنا، إنني عاشقة لجسدك! إن جسدك في بياض سوسنات حقل لم يقربه حاصد. جسدك في بياض الثلوج التي تعلو الجبال، كالثلوج التي تعلو جبال الجليل وتنحدر في الوديان. الزهور التي في حديقة ملكة العرب ليست في بياض جسدك. لا زهور حديقة ملكة العرب، ولا أقدام الفجر حين تحط على الأوراق، ولا صدر القمر حين يعتلي صدر البحر… لا شيء في الدنيا في بياض جسدك.
يوحنا: ارجعي يا ابنة بابل! إن المرأة هي التي جلبت الشر إلى العالم. لا تكلميني، ولن أنصت إليكِ. إنني لا أنصت إلا إلى صوت الرب الإله.
سالومي: إن جسدك لقبيح. إنه كجسد أبرص. إنه كحائط مجصص تسعى عليه الأفاعي. كحائط مجصص اتخذته العقارب وكراً. إنه كقبر أبيض مليء بأشياء كريهة. إنه بشع. جسدك بشع. بشَعرِك أنا مغرمة يا يوحنا. إن شعرك كعنقود من العنب. كعنقود من عنب أسود يتدلى من كرمات أدوم، في بلاد الأدوميين. شعرك كأشجار أَرز لبنان، كأشجار أرز لبنان العظيمة، التي تُظل السباع وقُطّاع الطرق الذين يتوارون بالنهار. إن الليالي الطويلة المظلمة التي فيها يح��ب القمر وجهه وتخاف النجوم ليست بهذا السواد. إن السكون الذي يسكن الغابة ليس له هذا السواد. لا شيء في الدنيا يحاكي سواد شعرك. دعني أمس شَعرك.
يوحنا: ارجعي يا ابنة سدوم! لا تمسيني. لا تدنسي هيكل الرب.
سالومي: إن شَعرك بشع. إنه مغطى بالوحل والغبار. إنه كتاج من الشوك وُضع على جبينك. كأنشوطة من أفاعٍ سوداء تلتف حول عنقك. لا يعجبني شَعرك… بل ثغرك هو ما أشتهي يا يوحنا. ثغرك كنطاق من القرمز على برج من عاج. كرمانة يقطع فيها سكين من العاج. الجلنار الذي يزهر في حديقة صور، والذي هو أشد حمرة من الورد، ليس بهذه الحمرة. نفخات النفير الحمراء التي تبشر بقدوم الملوك، والتي ترهب الأعداء، ليست بهذه الحمرة. إن ثغرك أشد حمرة من أقدام أولئك الذين يطأون الخمر في معصرة الخمور. ثغرك أشد حمرة من أقدام الحمائم التي تسكن المعابد ويطعمها الكهنة. إنه أشد حمرة من قدمي مَن جاء من غابة بعد أن قتل أسداً ورأى نموراً ذهبية. ثغرك كشعبة من المرجان وجدها الصيادون في غبش البحر، ذلك المرجان الذي يخصون به الملوك….. إنه كالزنجفر الذي يجده الموآبيون في مناجم موآب، الزنجفر الذي يأخذه منهم الملوك. إنه كقوس ملك الفرس الذي طُلي بالزنجفر وزُين طرفاه بالمرجان. لا شيء في الدنيا يماثل حمرة ثغرك…. دعني أقبّل ثغرك.
يوحنا: أبداً يا ابنة بابل! يا ابنة سدوم! أبداً.
سالومي: سأقبّل ثغرك يا يوحنا. سأقبل ثغرك.
السرياني الشاب: أيتها الأميرة. أيتها الأميرة. أيتها التي تشبه بستاناً من المر. أيتها التي هي حمامة كل الحمائم، لا تنظري إلى هذا الرجل، لا تنظري إليه. لا تحدثيه مثل هذا الحديث. أنا لا أطيق ذلك… أيتها الأميرة، أيتها الأميرة، لا تتحدثي بهذه الأشياء.
سالومي: سأقبل ثغرك يا يوحنا.
السرياني الشاب: آه! (يقتل نفسه ويسقط ما بين سالومي ويوحنا)
4 مسرحيات من روائع المسرح العالمي في كتاب واحد صغير نسبيا : سالومي ..... اوسكار وايلد المريض بالوهم ..... موليير ترويض الزوج .... سومرست موم سيرانو دي برجراك ..... ادمون روستان
سالومي الاميرة وابنة الملكة والتي اغرمت بيوحنا الذي قيل انه نبي من الله وله كرماته، والتي عرضت نفسها عليه ولكنه رفض، تدور الاحداث حتى يصل بها الامر وترقص للملك كي ينفذ لها طلبها في قتل يوحنا، وقد حدث بعد ان حاول الحاكم أن يمنعها من ذلك.
فكانت رقصة سالومي سبباً في قتل يوحنا وان يأتى لها برأسه.