يطالعنا من وراء «دملان» بأجزائها الثلاثة (مؤسسة العفيف - صنعاء، 465 صفحة)، للكاتب اليمني حبيب عبد الرب سروري، نزوع الى كتابة رواية شاملة، كلية، تُزاوج بين الرحلة والتعلم، بين أسطرة الواقع وانتقاده، بين نص التخييل الحلمي ونص الحاسوب الافتراضي المتوسل بالكلمات وبالموسيقى الالكترونية.
هي رواية «كلية» لأنها، الى جانب تجريب طرائق متباينة في تشكيل النص، تطمح الى تصفية حساب – بالمعنى الفكري – مع مجموعة أسئلة جوهرية تواجه شاباً يمنياً يقف موزعاً عند مفترق طرق بين سطوة الماضوية ونداءات العصر الحديث، وكأنه يعيش، بالمعكوس، تجربة أهل الكهف الذين ناموا دهراً وصحوا على زمن آخر، فيما عاش وجدان زمن الحداثة أثناء دراسته في فرنسا ثم عاد الى بلاده ليجد نفسه محاصراً بعقلية أهل الكهف.
لكن التركيب الفني المزيج، يفتح الرواية على مسالك وتيمات متكاثرة، تتضافر لتمثيل الرؤية التي لا يطاولها المنطق الواقعي وحده. من ثم، نجد ان الثلاثية المقسمة الى ثلاثة أجزاء: «شارع دغبوس» و»سانت مالو» و»علبة الصاردين» (السردين)، ينتظمها على رغم اختلاف فضاءاتها وفتراتها الزمنية، حلم أساس تبدأ به الرواية في جزئها الأول ثم تعود لاستكماله في نهاية الجزء الثالث، فيأخذ ضمن البناء العام، طابع النموذج المضاد لما تعيشه الشخصية المركزية «وجدان» من خيبات عاطفية ويتحول الى مجال للتنفيس عن مرارته تجاه الأوضاع السياسية والاجتماعية الموغلة في التزييف والجمود. على هذا النحو، يأتي بناء الثلاثية دائرياً: ينطلق من الحلم وينتهي اليه قبل أن يستيقظ وجدان على كابوس الواقع القائم، المفزع.
أكاديمي وروائي يمني. بروفيسور جامعي في علوم الكمبيوتر بقسم هندسة الرياضيات التطبيقية (كلية العلوم التطبيقية، روان، فرنسا)، منذ ١٩٩٢. يشرف على مشاريع فرق أبحاث جامعية مشتركة، وعلى كثيرٍ من أبحاث الدكتوراه. بيد أن شغفَهُ بل هوسَهُ الأوّل والآخر، الظاهر والباطن: الكتابة الأدبية، وذلك منذ أن نشر أوّل قصيدةٍ شعريّة في مجلة "الحكمة" في ١٩٧٠.
في البداية أحب الاعتراف بأن الكاتب قد خدعني باستمرار و أريد أن أنوه الى كذبته الشهيرة :"لست هنا بصدد أن أخوض بالتفاصيل" ﻷنه في الحقيقة سوف يخوض سراديب التفاصيل ، كما أحب أن اعترف أن خداعه كان محببا بالنسبة لي. يترك "حبيب عبد الرب سروري" قارئ الرواية ممسكا بالحدث الرئيسي منذ الصفحة 60 ليعود اليه في الصفحة 529 بعد أن طحن أمامه مطولا بطل الرواية "وجدان قحطان" بكل هواجسه و مونولوجه و خيباته العشقية لنماذج الكترونية وهمية حاكها على قياس كبته و حرمانه؛ و كأن الكاتب يشرح أن الواقع هو نتيجة حتمية لما حصل في الماضي و أن الواقع مثير دائما مفاجئ ابدا بينما الماضي سلسلة صدئة من الفرص الضائعة و كأن الواقع في أسوء حالاته وهم و في أفضل حالاته حلم..
قرأتها قبل اربع سنوات الرواية رائعة باستثناء الجزء الخاص بالبرمجة في نهاية الفصل الثاني ..على ما اعتقد.. رائعة رغم انه صورنا كشماليين ككائنات غير قابلة للتطور ..الا اني تعاطفت كثيرا مع وجدان و تمنيت لو انه ينجح حتى مرة واحدة في تحقيق ما يريد
شدتني بالبداية (الفصل الأول)، وددت لو إستمر معي هذا الإحساس إلا أنه أحبطني…ببقية الفصول و على الرغم من ترابط القصة و أحداثها لكن تفاصيلها مملة … الكاتب يعيد في نفس القصة لدرجة أني و للمفاجأة لم أنسى أي تفصيل من كثرة تكراره وصف المدن اليمنية ،،الحياة،، الفساد كان معبرا و واقعياً جداً
تتعاطف مع وجدان -البطل- لكن في فترة ما بعد هذيانه بنصفه الآخر المفقود ،،البرمجة و شخصيات النساء الخيالية لم أستطع إلا أن أجده عبء على القصة ،،تتحسن في النهاية قليلا لكن في المجمل لم تكن من الروايات الجيدة!