هذه رسالة مختصرة في الخلق الحسن يبين فيها الشيخ الجليل تعريف الخلق الحسن وفضائله وانواعه في اثنين وعشرين مبحثاً، ولقد اتى على ذكر الأخلاق اولاً ومن ثم العلم النافع والحكمة .. تذكرت قوله تعالى في سورة البقرة " كما أرسلنا فيكم رسولاً يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويُعلَّمكم الكتاب والحكمة ويُعلَّمكم ما لم تكونوا تعلمون" جاءت التزكية مقدمة على تعلم الكتاب والحكمة فالانسان ان كان غير مُزكّى في خُلقه لن يتلقى الكتاب والحكمة على مراد الله ورسوله .. نحن مأمورون بتزكية أنفسنا والتحلي بالأخلاق الحسنة اولاً وقبل أى شيء عندئذ سيشرح الله صدورنا ويفتح مغاليق قلوبنا لتعلم الكتاب والحكمة ..لقد حرص الشيخ الجليل على طرح مادته وفقاً لترتيب الأولويات فى الأية الكريمة وكان ذلك تبصراً منه وفضلا وتوفيقاً من الله عز وجل ... اتي على ذكر مواصفات الداع الى الله وما يتوجب عليه من العفو في مواضع الانتقام، الاحسان مقابل الاساءة ، والصبر الجميل على الاذى ، ومقابلة الحمق والجهالة بالحلم والرفق ومغالبة العجلة والطيش بالأناة والتثبت اسوة بأخلاق رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأذكى التسليم ..وقد حرص على ان يكون الداع الى الله يعرف لمن يتوجه بدعوته ملزماً بالترغيب والتيسيير دون الترهيب والتشديد.. كم نحن بحاجة لتجديد الخطاب الديني ، ان يقف في مواجهة الجهل والخرافات والعادات الخاطئة ، أن يرسخ لدينا القيم الانسانية فلا تتمكن مكالب المادية الطاغية من نزعها ، ان يُعلمنا ما هى الأسئلة التي يتوجب علينا طرحها بدلاً عن انشغالنا بتوافه الأمور دون التفقه بأمور ديننا، يخاطب أصحاب العقول المستغلقة، ولابد وأن يصل للضفة البعيدة الأخرى ، هناك يلتقي بشبابنا الذي يُسّلم نفسه للمادية والعبثية بادعاء البحث عن الحقيقة والعيش في حرية.... نحن بحاجة الى خطاب ديني يقصد الوسطية دون افراط او تفريط ، يقابل الادعاءات والمناظرات بالأدلة العقلية والمادية ، التعرف على حقيقة ما يدور بأذهان هؤلاء الذين يسلمون للأدرية ووهم للالحاد تسليماً للخسارة وانا متيقنة ان بدواخلهم يعلمون بوجود الله وان للكون قوانين تسيره بتدابير الله وحكمته...لابد ان يعي دعاة الدين أن الأمر جل خطير ولابد من وضع خطة محكمة عن علم وبصيرة ورحابة فكر في ضوء كتاب الله وسنة رسوله ، لكي تُكتب النجاة لمن يقف متأرجحاً على حافة الالحاد وياليت لو نزعوا من سقطوا في براثن الفراغ والخواء.. اسأل الله لي ولكم ان يزين قلوبنا بالايمان ونتحلى بأحسن الأخلاق ، ويوم الحساب يُقرب ربنا مجالسنا من خير الأنام سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فضلاً منه ورحمة...آمييين