في هذه المجموعة القصصية، سوف يقابل القارئ شخصيات تاريخية تنحدر من كافة المشارب و العصور: موسيقيين كزرياب، وشعراء كالمتنبي و حافظ الشيرازي و مجنون ليلى، وسلاطين كسليمان القانوني و الحاكم بأمر الله، و حكماء كابن النفيس و جيوردانو برونو، و زعماء قبائل كالشيخ راكان بن حثيلين، لكن الزمن التاريخي هنا ليس نوعًا من النوستالجيا أو هروبًا إلى الوراء، و إنما هوفضاء افتراضي يعالج فيه المؤلف قضايا فلسفية تلقي بظلها العريض على الماضي و تمتد حتى زمننا الحاضر، و هو أيضًا دعوة إلى العيش بطريقة معينة و أصيلة تكاد تنقرض قي زمننا الشاحب هذا، كأن تطرقك فكرة وسط الليل تخرجك من مرقدك و تجعلك تذرع أزقة المدينة كلها تحت إلحاح هذه الفكرة!
عدي جاسر الحربش (وُلد في ألمانيا عام 1978) هو أديب وطبيب سعودي، وصدر له عدد من المجموعات القصصية التي تميزت بأسلوبها الحكائي الممتع وباستحضار الشخصيات التاريخية والشعبية. وقد فاز بجائزة كتاب العام التي يمنحها نادي الرياض الأدبي في دورتها الثانية عام 2010م-1430هـ عن مجموعته القصصية (حكاية الصبي الذي رأى النوم) مناصفةً مع الدكتورة عواطف نوّاب. يعمل أستاذًا مساعدًا واستشاريًا في أمراض الكلى لدى الأطفال بجامعة الملك سعود-مستشفى الملك خالد الجامعي.
هل مررت يومًا بحجر وجلست تفكر ما قصته؟ ماذا رأى عبر العصور؟ كيف وصل هنا؟ هل له ككل ما على وجه الأرض حكاية؟
هل حاولت أن تصل النقاط في جذوع شجرة حتى تشكل وجهًا آدميًا، بل وتروي حكايته؟
هل تتخيل أن تكون للمدن ألحانًا؟ هل سمعت لحن مدينتك؟
هل فكرت مرًة في حوت يونس؟
كيف شعر بعدما لفظ يونس؟ كيف عاش بعدها يبحث في كل مكان عمّا يشبه تسبيحه؟ غاص في الماء، لم يصل، بكى وابتهل، حاول أن يتذكر ويكرر ما كان يردده يونس، قفز محاولًا الوصول للسماء، فربما كان هناك طيرٌ يردد تسبيحًا كتسبيح يونس.
هل تخيلت حوارًا دار بين الحمامة والعنكبوت أمام الغار؟ ما حاولت الحمامة أن تقنع صديقتها العنكبوت بقوله حتى تهم بنسج خيوطها كي تحمي النبيّ وصاحبه؟
هل تخيلت شعور مدينة بنيت لتكون كالجنة، ثم لم يسكنها أحد؟
كل هذا وأكثر قاله عديّ الحربش، أبرع من نطق بلسان الجماد وكل ما هو أعجم
بقلم رشيق ولغة ماتعة وخيال جامح فريد وكأنما حدثه الجان في الفيافي اللتي حتمًا ستظن أنه من أهلها عندما تقرأ المجموعة، كما ظننت أنه أوروبي بالكامل عندما قرأت مجموعته الأولى
أزعم أن الحربش من أكثر كتاب هذا الجيل في العالم العربي موهبة، ولو أني أعاتبه على ظلمه لما يكتب بنشره في دور تقصر توزيعه على بلده لا أكثر، ولا تعيد طباعتها من جديد
لم أبحث عن مجموعة بهذا الشغف من قبل، حتى أني راسلت صديقًا يعيش في المملكة كي يأتي لي بنسخه عند قدومه، ومن ثم توفرت إلكترونيًا في مفاجأة سارة لي ولصديقتي غفران بعدما فقدنا الأمل أن نتمكن من قرائتها
أرشح للقراءة بكل ما أملك من شغف ومحبة
وسلام للعزيز عديّ الحربش، طوال قرائتي لحكاياتك استرجع تلك الجملة من أغنية أحبها “If no one ever hears it,how we’re gonna learn your song? وأصلي ألا تكف عن الحديث أبدًا، العالم بحاجه لأغنيتك.
كان من حسن حظي أن أعرف عدي الحربش، وكان من تمام حسن الحظ أن أقرأ كتابه الثاني: أمثولة الوردة والنطاسي. لعل الكتاب الثاني يمضي على خطى سابقه الأول، وإن كان يتمايز عنه بتركيز أكبر على ما يمكن أن يسمى بالفانتازيا التاريخية، والتي يمزج فيها الراوي عناصر من التاريخ بجموح خياله فيتشكل التاريخ سحرًا على ورق.
ونلتقي على وريقات هذا الكتاب بزرياب والفضل وعبد الله بن قلابة (الذي زعم أنه عثر على إرم ذات العماد) وجيوردانو برونو وحافظ الشيرازي وقيس بن الملوح وسليمان القانوني وأبي الطيب المتنبي وابن النفيس والظاهر بيبرس وغيرهم، في قصص تبلغ آفاقًا من السحر، حتى ليظن القارئ أن من كتبها رجل به جِنة.
ما بين (إرم) و(أمثولة الوردة والنطاسي) و(خنجر يمان) و(برج بابل) و(شجرة النبق) و(وزارة الأسرار) كانت حيرتي في اختيار أحسن القصص في هذا الكتاب، لكنني اخترت (اختفاء الحاكم بأمر الله) وما يخص ذِكر الحوت فيها - والذي انتزع من مقلتيّ دمعتين عزيزتين - كأجمل وأبدع ما قرأت هنا.
عدي الحربش قاص بارع .. محترف وكأن قلمه مسحور أو عقله به مس من جِنه يعد من القلائل الذين يتسيدون مملكة القصة القصيرة وربما يتربع على عرشها في القريب العاجل تخصص في نوع من الكتابة لا يشاركه فيه الكثيرين وهى الفانتازيا التاريخية والتى كانت لها النصيب الأكبر من كتاباته بطلها الأول خياله الجامح المسافر عبر التاريخ والأزمنة يأخذ من هنا قصة ومن هناك أخرى من قلب تاريخ موغل في القدم أو تاريخ حديث لقصص سمعنا بها مراراً وتكرارًا ليصبها على أوراقه البيضاء ممزوجة بخليط من الخيال والجنون وجمال الأحرف فتخرج وكأنها عروس جديدة بأبهى طلة وأجمل حضور أمثولة الوردة والنطاسي هى مجموعته الثانية بعد رائعته حكاية الصبي الذي رأى النوم والتي اقتنصت مني خمس نجمات كاملة عن استحقاق واعتراف بأنها الأروع من بين ما قرأت من مجموعات قصصية ولأني متحيزة لهذا الكاتب وكل ما يكتب انتقصت نجمة هنا رغم أن المفترض أن يكون العكس مع وجود هذا التحيّز ما حدث هنا أني كنت أفتش عن نقاط النقص لا الكمال في النصوص قد يكون فعل غريب .. لكن هذا ما وجدتني أفعله بحماسٍ شديد ربما لأَني تمنيت أن لا أجده أو منيت نفسي بنصٍ أدبيٍ كامل ! المهم .. أنها مجموعة رائعة رغم كل شيء ..
أكثر قصة نالت على إعجابي .."إرم"، "خنجر يمان"، "قيس والظبية". لديه اسلوب جميل، وفلسفة لذيذة لو أني أراه يشوه بعض القيم بطريقة غير مباشرة، "كالرضا بالقدر" ومعالجة المسألة بسطحية تجعل القارئ يتشرب التذمر لا الحل القصصي. كذلك أجد أن المجموعة الأولى كانت أفضل، ولكن مزاجي الآن أعلى وأعترف أن هذا ترك أثراً على التقييم😌.
مجموعة قصصية مكونة من أربعة عشر قصة ربط فيها المؤلف بين القصص والشخصيات التاريخية وحبكته القصصية ، فجمال القصة يمكن في عدم توقع الإحداثيات النهايات وهذا ما توافر في هذه المجموعة بالإضافة إلى الفائدة والمعلومات الغنية الموجودة في القصص.
ثاني مجموعه قصصيه اقراها للأستاذ عدي الحربش عجبتني كثير القصص خصوصا التاريخيه و اللغه و الأسلوب ملاحظه صغيره ع قصه الخنجر لو ترك تفسير الخنجر للقارئ بدل ما يشرحها بالنسبه لي فهمت ان الخنجر هو عقده الذنب اللي تلاحق القاتل وعجبتني اخر قصه للسلطان سليمان لاني من متابعين المسلسل
هناك قصةٌ جيدة .. و أخرى سيئة و مابين البين تلك هي محاولات ليست مكتملة، و ينقصها الصقل أو التكثيف أو الحبكة ..الخ ، سمعت كثيراً عن عدي الحربش و عرف بأنه قاصٌ أسطوري و عليه إقتنيت مجموعته . فرغت من المجموعة ليلة البارحة و قررت إعطاء نفسي مهلةً لتكوين رؤية عادلة نوعاً ما. إن عدي يمتلك أفكاراً كانت ستصبح قصصاً جيدة لك، لكنه لم يفعل! إن المؤلف قد إرتكب أخطاءً من الصف الأول قصة و سأسردها عليكم كالتالي: 1- القصة سرها يكمن في التكثيف، الإيجاز، تركيز المحتوى ليتجرعه القارىء دفعةً و احدة و لكن عدي للأسف كان مغرقاً في الوصف، مهذاراً كثير الكلام بتفاصيل أبداً لا تخدم القصة و تشعر القارىء بالملل . 2-على القصة الجيدة أن تترك بعض الفراغات للقارىء، و هنا السر الخفي و مكمن الدهشة،فختام القصة رصاصةً تطلق غدراً، و لا أعرف مالذي يريده المؤلف في هذه المجموعة عندما يقرر أن يسرد للقارىء كل النهايات المحتملة و غير المحتمله ، و من ثم يأخذه لأجواء الحكمة و الفلسفة ليحكي موعظةً في النهاية، ليحول القصة من معناها القصصي إلى أمثوله وعظية لأتخاذ العبرة، مثلاً قصة خنجر يمان -النسخة العربية من خنجر بورخيس- فشل تماماً في ختام القصة رغم أنها كانت متماسكة تماما حتى النهاية عند مقتل البطل، كان على عدي أن يسرد السيناريو المحتمل أن إبن النشيان قد خرج وراء والده...الخ ، ثم يصمت. لقد سرقت دهشتي و جعلتني مجدداً أشعر بالملل، هل يعتقد القاص هنا أن القارىء لن يدرك معنى القصة - لقصورٍ في إداركه - فقرر أن يأخذ بيده و يشرح له كيف يجب أن تكون ردة فعله تماما؟ 3- الكمال هو أكبر نقصانٍ في القصة، إن عدي الحربش كان يطمح للكمال تماماً، فحاول تغطية كل الزوايا و تعبيد كل السُبل على القارىء ليجعل القصة مكشوفةً و ممتدة ، و هذا ما يشعر القارىء المحب للقصة يشعر بالملل ، على القاص أن يكون خبيثاً ، و عليه أن يكون جسوراً ليتمكن من المحو و التشذيب، فالنص هو إبن الكاتب و جزء منه ، و أصعب ما يواجه الكاتب هو المحو .. و أهم التحديات التي يجب أن يتكبدها القاص تكمن في المحو ، ففي القصة المحو .. نصف العمل .
أخيراً إن مايمتلكه عدي هو كنز بحق ، إن الأفكار و العوالم التي يستطيع خلقها ستجعل منه قاصاً أكثر من جيد يوماً ما لو أنه إلتزم بالإسلوب القصصي كما يجد ، و صقل قصصه كما يجب .. حتى الآن أعتقد ان مجموعته غير مكتمله و أتمنى أن يعيد كتابتها كما يجب .
نادر جدا تجد كاتبا عربيا يكتب بفصاحة ويثريك لغويا على قيد الحياة، هذه القصص بجانب متعتها الأدبية من خيال ونقاش للأفكار وطرح للتساؤلات، ستمتعك لغويا بفصاحتها. أول قراءة للحربش ومتشوقة لقراءة المزيد من أعماله.
واحد من أجمل كتب القصص القصيرة التي قرأتها على الإطلاق
إسقاط القصص الواقعية والشخصيات التاريخية على خيال الكاتب وتداخل الأحداث بين الواقع والخيال كان متيناً جداً ومقنعاً جداً حتى أنك لتود أن تصدق القصة وتكذب التاريخ
أخذ مني الكتاب وقتاً طويلاً لإنهائه وذلك لأني بعد كل قصة كنتُ أغلق الكتاب ولا أود أن أعود له خشية أن ينتهي منبع الجمال هذا وأتفكر في القصة الواحدة أسبوعاً كاملاً .. أو كما في حالة قصة إرم مثلاً ,, أخذ التفكر مني شهراً .. ومازلت أتفكر .. ولا أظن أن خيالات المتنبي والنطاسي والخنجر اليماني ستتركني قريباً
كتاب جديد يضاف إلى قائمة كتبي المفضلة وكاتب جديد يضاف إليها كذلك أتنبأ له بمستقبل واعد وجوائز قادمة
أمثولة الوردة والنطاسي هل تستغرب كلمة "أمثولة"؟! أنا أيضا استغربتها وكذلك كلمة النطاسي، لكني بينما فهمت معنى النطاسي من القصة الثانية كان يجب أن أنتظر قصصا كثيرة حتى أفهم معنى "أمثولة"، الأمثولة هي القصة التي تحكي عن شيء ما وهي بحكايتها عن هذا الشيء تخبر عن كل شيء، الحقيقة لم أفهم المعنى كثيرا، لكني أحببته. هذه مجموعة قصصية رشحتها مبادرة زوادة منذ مدة ونويت قراءتها أكثر من مرة ولم أستطع البدء فيها قط، ثم فوجئت بها تلح على ذهني هذا العيد فبدأتها أول أيام العيد وأنهيتها ثالثها. لدينا هنا أربع عشرة قصة فريدة حقا ومتميزة لغة وأسلوبا وموضوعا، قصص يندر أن تلتقيها وسط القصص الرائجة أو المعروفة، لكنها بالنسبة لي كانت القصص التي أحلم بقراءتها وكتابتها تماما، القصص التي تعتمد على أفكار فلسفية غير مألوفة وتتساءل عن أشد الأمور اعتيادية وبديهية وتثورها لتخرج منها قصصا مختلفة تماما عما يعرفه أغلب الناس. مثلا هل فكرت من قبل أين اختفت إرم ذات العماد؟ أو هل تخيلت مثلا أن قيسا لم يكن مجنونا بل يتصنع الجنون؟ أو هل تساءلت يوما أين اختفى الحاكم بأمر الله بالضبط؟ وما الدافع وراء كل أحكامه المجنونة؟! وقصص أخرى كثيرة تظن أنك تعرفها لكن المؤلف يكتشف فيها أمورا كثيرة لا تعرفها. أسرتني مفاجآت القصص والدهشة التي أثارتها في أفكارها وأحببت الغموض الذي كان يلف بعضها حتى اللحظات الأخيرة، وأحببت كذلك حوار المؤلف معنا نحن القراء وتقديره لشغفنا وأسئلتنا وما نبتغي فهمه، أميل إلى هذا الأسلوب حين أكتب ولذلك كانت سعادتي به مضاعفة حين رأيت المؤلف يتبناه أثرت في كثيرا قصة الوردة والنطاسي وحكاية ابن النفيس وهوايته الغريبة في تمزيق القلوب، كذلك قصة شجرة بني يام وانتظار زينب لعواد حتى الموت، وقصة إرم: المدينة التي تسير ليلا في الصحراء باحثة عن البشر الذين هجروها، وقصة خنجر يمان التي سرقت النوم من عينيّ وأنا أتابع كيف تولد الجريمة في قلوب الرجال وكيف يقدمون عليها ويبررونها ثم كيف تطاردهم هي حتى تقضي عليهم، أعجبني في قصة خنجر يمان تكملة المؤلف للقصة وكأنه يستنتجها مثلنا لمجرد أن يرضي لهفتنا لمعرفة السر. ممتنة لأني وفقت إلى هذه المجموعة القصصية اللطيفة والفريدة في يوم العيد، وممتنة للدهشة التي نلتها من ورائها، وممتنة لعيدية زوادة التي لم يقصدونها بالتأكيد :))
" هل أريد أن أُحرق حياً ؟ بالطبع لأ ! ولكني لا أستطيع ان أتنكر لتصوري الجمالي لإلهي لا أستطيع أن أحيي تحت سماء وكون لا يعكسان تصوري لله " ......جيوردانو برونو .
" الظلام لا يُري إنما هو غياب الرؤي ، سفطسة وأيَم الله ! أكاد أُجزم أن الضياء الساطع والظلام الدامس لهما نفس اللون أكاد أُجزم أنني لو حدقت في كوكب دُري بالغ الضياء لبضع دقائق لاستحال هذا الضياءُ ظلاماً " ..... الحاكم بأمر الله
ما هذا الجمال الذي قرأته ياربي 😭 أسلوب ولغة ولا أقوي ،،، قصص تاريخية ممزوجة بخيال جامح وفنتزيا ممتعة ، أسلوبه الفلسفي ذات الوقع البلاغي المتميز هو ما استحوذ علي من بداية الكتاب ،، " أمثولة الوردة والنطاسي ، خنجر يمان ، وزارة الأسرار ، إختفاء الحاكم بأمر الله " من أبدع ما قرأت من قصص 👏
في مجموعته القصصية يبحث عدي الحربش عما خلف التاريخ، في اللامكتوب دوماً، يفنّد الحدث التاريخي، ويقولبه حسب قالبه الخاص. هل كتب المتنبي شعره في حضرة سيف الدولة ؟ نحن نسلّم بهذا.. لكنّ عدي له رأي آخر تماماً، في كل الحوادث التاريخية في المجموعة. من حانب اللغة فأرى أنا - عكس مجموعته الأولى (الطفل الذي رأى النوم) - قد وصل إلى لغته الخاصة، في المجموعة القصصية الأولى كانت اللغة متذبذبة، نلحظ أنها مرةً تاريخية، وأخرى تشبه لغة المترجمين.. إلا أنها هنا صافيةٌ نقيّة.
شخصياً، أنا معجبٌ بهذا النوع من القصص، التي تفتق ذهنك لتقرأ فيما خلف النصوص،، وما خلف الحوادث. أتوقع الكثير من عدي.
هذه هي المصافحة الثانية لقصص عدي وكإبراء للذمة لم تكن كقوة الصبي الذي رأى النوم السرد جميل لكنه أحياناً متكلف لم أشعر بما شعرتُ به مع الكتاب الأول وهذا نوعاً ما مقبول كون بين الكتابين عشرات السنين والقلم يخبو والأفكار تتغير أعجبني منها ثلاثة قصص وهي: الوردة والنطاسي خنجر يمان وزارة الأسرار الباقي كان عادياً
" إن أهم ما في التاريخ بدايته ونهايته، أما ما بين البداية والنهاية فلا يعدو أن يكون سلسلة من المحاولات البشرية المكرورة والمحكومة ضرورة بالسقوط. هل يعني هذا أن نزهد في التاريخ؟ إطلاقاً ! إننا نحتاج إلى هذا السِّجل الطويل من المحاولات الفاشلة كي نتمعن فيه ونبني عليه علومنا وحضارتنا وفلسفتنا ونجيب أسئلة الحياة الملحة "
مجموعة قصصية جميلة جاءت في أربع عشرة قصة مزج فيها بين التاريخ والخيال بأسلوب أدبي مميز، والأمثولة -كما جاءت على لسان أحد الشخصيات- هي قصة تحكي عن شيء ما ، وهي بحكايتها عن هذا الشيء تخبر عن كل شيء .
بنى الكاتب مجموعته على شخصيات حقيقية وأحداث تاريخية، فأعاد قراءة تلك الأحداث من زاوية مغايرة لما جرت عليه العادة وأعمل خياله في الجزء الغير مرويّ منها لينسج قصصه الخاصة ذات الطابع الفلسفي. أعجبني لغة الكاتب وانتقاؤه للكلمات وأسلوبه الأدبي السلس في السرد وصياغة الأحداث . أما القصص فتتفاوت في قوتها إلا أنها إجمالاً تستحق القراءة.
الأمثولة: قصة تحكي عن شيء ما، وهي بحكايتها عن هذا الشيء تخبر عن كل شيء .
في كل قصة من هذه المجموعة: حكمة، وفلسفة، وعبرة؛ كل قصة كتبت بروح عصرها؛ استطاع الكاتب أن يهبط بك قليلاً قليلاً حتى تتنسم رياح ذلك العصر، وحتى تتحسس قدمك شوارعها بشتى أنواع ما مهدت به، سواء أكانت مرصوفة بالحجارة أو مطروقة التربة؛ لغة راقية ناصعة مؤثرة، تستجلي في سطورها أصالة اللغة وعذوبة اللفظ وتذوق المعنى .
دمج الكاتب الأساطير القديمة بخياله الخصب، ومخزونه اللغوي، مع هدوء مبدع، فأنتج تحفة أد��ية راقية، قلَّ أن تقرأ مثلها عند متأخرينا . القصة التي اسنحوذت علي هي قصة (علّيون) .
القصص الأولى رائعة ولذيذة جدًا لكن بعد ذلك تدنى مستوى القصص (ماعدا سر أبي الطيب في آخر الكتاب وجدتها رائعة)، وعلى الرغم من ذلك استمتعت بقراءة القصص وأعجبني أسلوب الكاتب وسرده ولغته
عدي الحربش يذكّرني بتشيخوف؛ كلاهما طبيبين أبدعا في كتابة القصص القصيرة
يكتب عدي الحربش تاريخاً افتراضياً، أو تأريخًا للتاريخ -ميتا تاريخ- ليفسر الحكايات التي توارثناها على غرائبيتها. إنه يحاول أن يعقلن الأسطورة ويؤنسن البطل الشعبي عبر قصص قصيرة مستلهمة من التراث. وفي مسعاه هذا، يقدم سرداً مغايراً، قد تغرم ببعضه وقد تستهجنه، لكن الأكيد أنك ستكتشف معه آفاقاً أرحب للقصص القديمة. أحياناً يوغل عدي في فرض صوته عليك، وأحياناً يدهشك بنظرته إلى أعماق الأحداث والشخوص. هذه مجموعة قصصية بنكهة مختلفة تضيف قيمة جديدة للمرويات العربية.
قراءة أولى لعدي الحربش. هنالك ضجةٌ ما حول كتاباته، حول شغفه بالتاريخ، حول هذه المجموعة خاصة: الإصدار الثاني له، لا بأس، ربما الميل بالتاريخ فنياً تجاه القصة والرواية له حافزٌ وفرادة؛ لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن تكون القصة جيدة فنياً، متقنة البناء، قوية الحبكة. عدي يعمد إلى أفكار، تأملات، استنباط، نظر في التاريخ، ويقولب ذلك في بوتقة قصة. السرد في القصة القصيرة يتشظى حين تتعدد الأصوات فيه، يضعف حين تنتقل الرؤية المكانية بصحبة الرواة من شخص إلى آخر، قد يكون هذا مقبولاً عندما تتطلب القصة ذلك، لكن هذا إن حدث فسيكون في إطار ضيق، محدود، ومناسب للفكرة وترابطها مع حجم القصة. عدي يتدخل في قصصه بطريقة فجة، يقطع التدفق الحيوي للسرد، يبرز الحاجز الوهمي للأدب، ذلك الحاجز الذي يمزجه القارئ بالحقيقة، بالواقع، يخرج بين قصتين وأخرى ليحدثنا، يفاجئنا. القارئ لا يريد ذلك الالتفات ولا يحبذه، القصة تعجز عن الاستقلال بتلك التدخلات ولا تستطيع من ثم المضي قدماً. ربما ينتبه عدي لهذا فيما بعد، هناك بوادر ناضجة لا أستطيع أن أخفيها، هناك تدفق وتماسك في بعض القصص التي أفلتت من سطوته التي يصنعها على النص والقارئ معتقداً أنها حميمية ربما وهي أبعد ما تكون عن ذلك، هناك رشاقة لغوية مناسبة للنص لم يعفها المؤلف عن الظهور. قصص كـ"شاخ نبات" و "وزارة الأسرار" و"الوردة النطاسي" و"شجرة بني يام" حملت رسالة هذه المجموعة فنياً على عاتقها، وانحدرت من أسفل عباءة سلطانها لتنجو وتخبر القارئ بأن هناك شيئاً ما يستحق أن تقرأه وتطلع عليه. عدي في جعبته الكثير، أتمنى له التوفيق.
عرفتها من شيخنا بدر الثوعي في مبادرة زوادة، فقرأتها لأجل هذا. هنا أبنيةٌ من الخيال والدهشة، وصروح من الإثارة والمتعة، تسلب عقلك وتختلس بقلبك فما تجد إلا أن تقرأ هذه القصص ببطء يناسب مدى اللذة الحاصلة وماتريد أن تنهيها. حكايات كُتبت بقلم رشيق وعقل مبدع، سرد لطيف يغلفها فيتألق في حكمتها، حكايات تسأل عن أكثر الأشياء بداهةً في شكل فلسفي عميق، استطعت أن أعيش في أجوائها التاريخية ببساطة، ما كنت أدري ربط "أمثولة" بهذا الكتاب إلى أن عرفت ذلك منه، الأمثولة هي قصة تحكي عن شيء بذاته وهي بذلك تحكي عن كل شيء، وهذا ما لمسته بين جنبات هذه القصص البديعة، أحبب حكاية الوردة والنطاسي، وأسرتني قصة المدينة التي تمشي ليلا بحثًا عن سكانها، وجريمة الرجال وخنجر يمان الذي يعود لصاحبه، وحكاية المتنبي الذي سافر ماشاء حتى يرى مناسبة قصائده التي كتبها في محبسه، شكرا للكاتب على هذه الحكايات، أعتقد أني لن أقرأ مثلها ثانيةً.
عدي الحربش لا أعتقد أنه يكتب قصص بل هو يبتكر عالم جديد يخلق أساطير يقرأ الأحداث بعين مختلفة كل أمثولة تدخلك بحر من الأفكار والتساؤلات وتدهشك بمنظورها الجديد لقصة حفظتها مئات المرات لكن ها أنت ذا تراها بعين أخرى اعتصرت قلبي "شجرة النبق" أعتقد أنها ستعلق بذهني لوقت طويل.
هل اوصي بقرائتها؟ بكل تأكيد اقرئها بمهل وخذ وقتك في قراءة كل قصة ابحث عنها وعش معها واجعل لكل واحدة منها موسيقى معينة تسمعها في وقت القراءة. حينما تنتهي من القراءة ستتمنى لو تستطيع محوها من ذهنك لترجع لقرائتها مرة أخرى .
بعض القصص كانت متواضعة الا ان المجموعة ككل مميزة بمضمونها و افكارها و طريقة استخدام المعلومات التاريخية و اللغة المبدعة التي استعملها بتناسب حسب مضمون القصة يجعل هذه المجموعة تستحق العلامة الكاملة
الكِتاب يتضمّن مجموعة من القِصص مختلفة المواضيع و الأزمِنة ، القِصص مُشوقة و أسلوب الكاتِب يزِيدها جمالًا قراءتي للكِتاب كانت بمثابة تسلية بين الكُتب الدسمة و فعلا نال إعجابي :)