حائطٌ/ يتقشّرُ/ ذاك وجهي/ في الشتاءِ/ قلقًا/ يتأمّل البحرَ هل يرى السائرون في خيال الميناءِ/ وجهًا/ بعينين مفقوشتين/ يتخثّر سوادهما الرجراجُ/ على هيئة طلاء ذاك حائطٌ/ في الشتاء/ حطّ عليه رجلٌ قلِقٌ/ تأمّل البحرَ/ وراح
سلمان الجربوع - شاعر ومترجم من السعودية (الرياض، 1978 ). يحمل ماجستير اللسانيات من جامعة كوينزلاند في أستراليا وبكالوريوس اللغة العربية وآدابها من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض. صدر له: ضباب أليف (2018)، ومحاولة حائط للتعبير عن قلقه (2016). وفي الترجمة: أساطير الخريف (2019)، ثلاث روايات قصيرة للكاتب الأمريكي جيم هاريسون.
عرفت سلمان وتعرفت على نصوصه قبل فترة قصيرة، ورغم أنها فعلا قصيرة، إلا أن خبر ديوانه المفاجئ كان خبرا سعيدا. نصوص خفيفة، تأملات وصور شعرية قريبة للقلب وذكية، لكن أعرف نصوصا كان الأولى بها أن تضم لهذا الديوان.
قصائد قريبة من حياة الشاعر اليومية، كأنه يحفظ الذاكرة بالصباح والغيم ووجه الأم. استوقفتني التفاتات ذكية حقاً ومكثفة. أتوقع من الصديق سلمان المزيد بكل تأكيد.
كانت النصوص رهيفة فعلًا، مكتظة بالتفاصيل التي لا يلتفت لها كثيرون -مثل لمبة المطبخ والحائط الذي يتقشر والساعة الواحدة-نصوص تعيد ترتيب الحياة التي بعثرها الهراء اليومي، رغم أنها تصف الزخم اليومي والرتابة القاتلة لإيقاع الحياة، لكنها نصوص مؤنسنة. نحن مبتلّون بكثير من الأوهام ومبتلوْن بها، ورغم معرفتنا أنها أوهام غير أننا نتشبث بها، كأننا نبحث في كومة إبر عن قشة وحيدة، تخفف من وخز الفظاظة. هذه صورنا الحقيقية بلا روتشة ولا تزويق ولا ألوان تغطي جلودنا بطبقات متغيرة، هذا الحائط مرآة نقف قبالتها لنسأل عن الأجمل فيكون الجواب صفعة نستحقها بجدارة.
لا أحتاج المظلّة رغم أنّ السماء ملبّدة بوجوه الغرباء ولكنّ المطر إذ يجيء لا يجيئني سوى بوجه أمّي.
الشعر محاولة لذلك ارى ان محاولة كتابة هذه المجموعة الشعرية متواضعة جدا، تفتقر للتأني والإنتظار كما إن مستوى النصوص متفاوت بين الجيد وبين الذي لا يستحق النشر .