في الكتاب عرض لسيرة داروين والتحديات التي تعرض لها من مجتمعه وتبيان لآداب النهج العلمي، ثم شرح باستفاضة مفاهيم التطور من داروين إلى يومنا هذا.
و يقول المؤلف : لم يقصد داروين أبدا إحداث شرخ بين العلم والدين، كان يحاول فقط وصف الطبيعة كما رآها. وكثيرون هم الآن يؤمنون بأن تكون متدينا وتقبل الحقائق العلمية في الوقت نفسه، يعتقدون أن الله خلق الحياة الأولى على الأرض، وأن جميع القوانين المدهشة، بما في ذلك التطوّر، نتجت عن ذلك. إن تقبل فكرة التطور لا يعني أن تتخلى عن مشاعرك الدينية الخيّرة ومبادئك الروحية السامية». يذكر أن المؤلف دعاس ناصيف، من مواليد مقلس بمحافظة حمص عام 1932. أستاذ علوم ومدير ثانويات عدة في حمص. تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في حماة والثانوي في اللاذقية ثم التحق بكلية الطب جامعة دمشق، لكنه سرعان ما تركها ناذرا نفسه للتعليم كمهنة ورسالة.
حسنا، لنقل أن هذا الكتاب من أهم ماقرأته حتى الآن عن التطور بإيجازه لأهم عناصره وأدلته دون إخلال شديد في أغلب الأحيان. يبتدئ الكتاب بسرد بسيط لتاريخ الفكر التطوري، ثم يمر على حياة داروين، قبل أن يعرج بتفصيل ممل قليلا على أهم دعائم نظرية التطور، ثم يعرض على ضوئها نشاة الحياة وتطور الجنس البشري. هذا قبل أن يختم الكتاب بالنقود الموجهة للنظرية وردود التطوريين عليها. الكتاب أفادني كثيرا لفهم أهم ميكانيزمات التطور اي " الإصطفاء الطبيعي " الذي يعمل كغربال أو موجه لتطور الكائنات كي تحافظ على بقائها. وهو الجانب الذي كان غامضا عندي أو لنقل أني لم أكن أعي فهمي السيء له حتى اطلعت عليه في هذا الكتيب؛ فصحح عندي العديد من المفاهيم الخاطئة عن النظرية. النظرية مبدعة بحق وتعطي على مايبدو تفسيرا مقنعا لتطور الحياة على الأرض، وربما نشأتها كذلك لو أخذنا تجربة "ستانلي/ميللر" وأشباهها، كتمثيل حقيقي لبيئة الأرض قبل نشوء الحياة. الملاحظات الفلسفية حول مآل تطور الجنس البشري مستقبلا، القائلة باقتراب نهاية تطور الجنس البشري لعدم تحقق شروط عمل التطور وأهم آلياته " الإنتخاب الطبيعي" ملهمة بحق، وتحتاج إلى المزيد من التأمل. ملحوظة: رغم أن عنوان الكتاب يحيل على المعارضين، إلا أنه لايوجز لهم إلا بضع صفحات في أواخر الكتاب، كما أنه لايناقش نظرية التصميم الذكي والتركيب اللاختزالي إلا في فقرات معدودة. **** أجمل مقولة من الكتاب على لسان لويس باستور: "يجب على العلم ألا يقلق من النتائج الفلسفية المترتبة على أعماله، فلو أنني توصلت بنتيجة دراساتي إلى عكس ما أثبت، لجئت أعلنه هنا، في هذا المختبر، بكل فخر. ولأضفت ــ ولوتحداني بعضهم ــ ليذهب إلى النار كل الذين لاتتفق أفكارهم مع الحقائق العلمية"
إن سألتني: ماذا أقرأ عن نظرية التطور بالعربي؟ سأرشدك إلى هذا الكتاب. إلا إذا وجدت كتاب عربي آخر يتكلم عنها بطريقة أفضل. يتميز هذا الكتاب بأنه سيشبع شغف ذلك القارئ العربي الذي لا يستطيع الحكم على شيء إلا إذا ورد فيه نص قديم من التراث العربي والإسلامي، فإن وافقه، مضى، وإن خالفه رفضه. سيشبعك إذا كنت تحب : "قال رحمه الله". على كل حال، يغطي هذا الكتاب أربع جوانب: ١- تاريخ الفكر التطوري، يستعرض فيه هذا الفكر من العصور القديمة حتى أواخر القرن العشرين. ٢- قصة حياة داروين وأعماله، سترى أن لا قداسة لشخص في العلم، ستجده مترددا خائفا. ٣- أدلة حدوث التطور ونظريات التطور. وهو أهم قسم في الكتاب. ٤- نشوء الحياة. وفيه يرد على بعض الشبهات العلمية على نظرية التطور. ____ نقاط ضعف الكتاب: ١- الصور صغيرة وقديمة وغير مصفوفة بشكل جيد، والشرح عليها بخط اليد غير واضح. ٢- تقسيم عناوين الكتاب يحتاج إليها عناية أكبر وتحديد متى يبدأ الفصل ومتى ينتهي. ٣- ذكر بأن القردة من الممكن انها انتقلت عبر أفريقيا إلى أمريكا الجنوبية عبر تعلقها بالأخشاب، هذه فرضية ركيكة وغير واقعية، من الجيد أنه تداركها بفرضية أقوى وهي الهجرة البرية عبر أمريكا الشمالية.
نقاط قوة الكتاب: ١- لا يحمل أي لغة هجومية ضد أحد، ولا يستعدي أي جهة. لغة محايدة موضوعية جميلة. ٢- لغة سلسة غير معقدة ومتقنة. ٣- إيراد المقابل الإنجليزي أو اللاتيني لأي مصطلح علمي.
نظرية التطور التي وضعها تشارلز داروين في كتابه الشهير أصل الأنواع (1859) تُعتبر واحدة من أكثر النظريات العلمية تأثيرًا في تاريخ العلوم. ومع ذلك، فهي لا تزال موضع جدل بين العلماء والفلاسفة وحتى بعض الفئات الدينية. يمكننا تقسيم المواقف تجاه النظرية إلى مؤيدين ومعارضين، وفقًا لرؤيتهم العلمية والفلسفية.
العلماء المؤيدون لنظرية التطور
الأدلة الداعمة العلماء المؤيدون لنظرية التطور يستندون إلى عدة أدلة من مجالات متعددة، منها
السجل الأحفوري: يوضح وجود كائنات انقرضت وكائنات أخرى تطورت تدريجيًا. التشريح المقارن: أوجه التشابه بين أنواع مختلفة من الكائنات الحية تدل على وجود أصل مشترك. علم الوراثة: دعم اكتشاف الحمض النووي (DNA) فكرة التطور، حيث تبين أن الكائنات الحية تشترك في نسبة كبيرة من الجينات. علم الأحياء الجزيئي: التشابه في تركيب البروتينات والحمض النووي بين الأنواع المختلفة يؤكد وجود صلات تطورية. التجارب المخبرية: تم توثيق عمليات تطورية قصيرة المدى في بعض الكائنات الحية مثل البكتيريا والفيروسات، حيث تتطور بسرعة نتيجة الانتقاء الطبيعي.
وجهة نظر العلماء المؤيدين
معظم العلماء في مجالات الأحياء والجيولوجيا يؤكدون أن التطور هو أفضل تفسير علمي لنشأة وتطور الكائنات الحية. النظرية قابلة للتعديل بناءً على الاكتشافات الجديدة، وهذا أحد أسباب بقائها قوية منذ أكثر من 150 عامًا. التطور لا يعني بالضرورة الإلحاد، بل يمكن التوفيق بينه وبين الإيمان الديني لدى بعض العلماء.
العلماء المعارضون لنظرية التطور
نقاط الاعتراض العلمية
الفجوات في السجل الأحفوري: يرى بعض العلماء أن هناك نقصًا في الحلقات الوسيطة بين الكائنات، مما يثير تساؤلات حول صحة الفرضية. التعقيد غير القابل للاختزال: بعض الأنظمة البيولوجية، مثل العين والجهاز المناعي، تبدو معقدة جدًا بحيث لا يمكن أن تكون قد تطورت عبر خطوات تدريجية صغيرة، حسب بعض المعارضين.
التطور الكلي مقابل التطور الجزئي: بعض العلماء يقرون بإمكانية حدوث "تطور صغير" (Microevolution) داخل النوع الواحد، لكنهم يرفضون فكرة "التطور الكبير" (Macroevolution) الذي يفترض تحول نوع إلى آخر.
مشاكل في تفسير نشأة الحياة: نظرية التطور تفسر كيف تطورت الكائنات بعد نشأتها، لكنها لا تقدم تفسيرًا دقيقًا لكيفية ظهور الحياة من المادة غير الحية.
البدائل المطروحة
التصميم الذكي (Intelligent Design): يرى مؤيدو هذا الطرح أن هناك دليلاً على وجود مصمم ذكي وراء تعقيد الكائنات الحية. الخلقوية (Creationism): يرفض بعض العلماء المتدينين التطور تمامًا ويفضلون التفسير الديني المباشر لنشأة الحياة.
التوازن بين النظريتين
بعض العلماء والفلاسفة يفضلون رؤية وسطية، حيث يقبلون مبادئ التطور لكنهم يعتقدون بوجود "توجيه" أو "هدف" خلفه. بعض رجال الدين لا يعارضون التطور، بل يرون أنه يمكن أن يكون وسيلة إلهية لخلق الحياة.
هنا الحيادية رائعة والشرح مُدهش من الكُتب التي لن تشعر بالوقت بصحبتها لكن هل انتهى وقته؟ اعتقد نعم فا الابحاث الجديدة وعلى مدى 7 سنوات من اصدار الكتاب اتت بأدلة جديدة دحضت الادلة المذكورة والقديمة